المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم
أعطيك يا تيتو مثلا واقعا عن مفهوم النسخ :
فمثلا .. أنت طبيب .. وجاءك أحد مرضاك .. وشكا لك من ألم معين ، ونجحت في تشخيص المرض .. وكان المرض يتطلب شفاءه - بعد إرادة الله طبعا - إعطاءه دوائين مختلفين في مرحلتين متتاليتين
.. ولكنك لم تخبره بذلك .. وكتبت له الدواء الأول .. ثم بعد أن انتهت مدة الدواء الأول .. كتبت له الدواء الثاني ..
فها هنا يا تيتو ..
كتابتك للدواء الثاني وإبطالك للأول تغيير أو نسخ للدواء الأول >>>>> بالنسبة للمريض
أما بالنسبة لك يا تيتو ، فهل يُعتبر تغييرا أو نسخا ؟! بالطبع لا ! لأنك تعلم مسبقا بذلك ..
الآن يا تيتو تخيل أنك أعطيته دواء واحدا فقط ! فماذا سيحدث ؟!
طبعا لن يتم الشفاء الكامل وسيكون هناك خلل ما [ وربما ساق المريض عليك اللعنات (ابتسامة) ]
طيب ..
تخيل أنك أعطيته الدواءين في مرحلة واحدة ! فماذا سيحدث ؟!
نفس النتيجة ونفس اللعنات وزيادة ( ابتسامة ) ..
وسيتهمك المريض بأنك لست أهلا لأن تكون طبيبا .. وهو الواقع فعلا في هذه الحالة ..
لكن لعلمك المسبق أنه من مصلحة المريض أن يأخذ الدواءين في مرحلتين متتاليتين منفصلتين .. يتم الشفاء بإذن الله ، وسيدعو لك المريض
وهذا مثال لما نعنيه بالنسخ ولله المثل الأعلى ..
فالله أعلم بحال عباده يا تيتو ..
يعلم أنهم لن يطيقوا حكما واحدا في مرحلة واحدة .. وربما أدى بهم ذلك إلى الكفر به والعياذ بالله ..
ويعلم أنه لا يجوز أن يكون الحكمان في مرحلة واحدة أيضا ..
لذلك ، ينزل حكمه على مرحلتين - وذلك من كمال علمه كما أسلفنا - حتى تتم بذلك الغاية المرجوة ..
هل يُمكن أن يُتهم الله - حاشاه - في علمه بهذا ؟!
بل على العكس ، لو تأملت لعلمت أن ذلك من كمال علمه بحال عباده وما هو أنجع وأصلح لهم .
أرجو أن تكون مداخلتي هذه قربت لك ما عن فكرك بعيد ..
وإن كان هناك ما عسر على فهمك فاطرحه نجبك عليه إن شاء الله ..
هداك الله
المفضلات