طعن الشيطان في جنب ادم
ما زالت محاولات النصارى الفاشلة مستمرة لاثبات عقيدتهم الهشة , التي تشبه بما تحتويه من خرافات وخزعبلات الارض المنزلقه بسبب الصابون , ومن هذه الشبهات أن الانبياء وجميع البشر معرضين لفتنة الشيطان الا سيدنا عيسى عليه السلام والسيدة ومريم عليها السلام , وأن هذا الحديث دليل تفضيل لسيدنا عيسى عليه اصلاة والسلام على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
نص الحديث:(كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب ) .
الرد :هذا الحديث صحيح رواية ودراية وقد أخرج هذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم , ومن حيث المتن ليس هناك شئ في الحديث يدعو إلى رده , ولكن تفسير أهل العلم لهذا الحديث هو أن ابليس يستطيع مس كل مولود عند ولادته , ولكن عندما حاول المس مع سيدتنا مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام لم يستطع ذلك , وذلك يتبين خلال دعاء والدة سيدتنا مريم العذراء عندما ولدت{ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} قال علماؤنا : فأفاد هذا الحديث أن الله تعالى استجاب دعاء أم مريم , فإن الشيطان ينخس جميع ولد آدم حتى الأنبياء والأولياء إلا مريم وابنها . قال قتادة : كل مولود يطعن الشيطان في جنبه حين يولد غير عيسى وأمه جعل بينهما حجاب فأصابت الطعنة الحجاب ولم ينفذ لهما منه شيء , قال علماؤنا : وإن لم يكن كذلك بطلت الخصوصية بهما , ولا يلزم من هذا أن نخس الشيطان يلزم منه إضلال الممسوس وإغواؤه فإن ذلك ظن فاسد ; فكم تعرض الشيطان للأنبياء والأولياء بأنواع الإفساد والإغواء ومع ذلك فعصمهم الله مما يرومه الشيطان , كما : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان }[ الحجر : 42 ] . هذا مع أن كل واحد من بني آدم قد وكل به قرينه من الشياطين ; كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمريم وابنها وإن عصما من نخسه فلم يعصما من ملازمته لها ومقارنته .
وهذه ليست خصوصية لعيسى عليه الصلاة والسلام أو أن باقي الانبياء أقل منه تفضيلاً لأن الفضل الذي يعدُّ كمالاً تاماً للإنسان ، هو ما كـان بسعيه واجتهاده ، ومن هنا كان فضل الخليلين إبراهيم و محمد عليهما وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام ، وأما طعن الشيطان بيده فليس من شأنه أن يثاب العبد على سلامته منه ، ولا أن يعاقب على وقوعه له ، وعلى التسليم بأن هذه فضيلة لعيسى عليه السلام فنحن جميعاً نقر بأن المفضول قد يكون فيه من الخصائص والمزايا ما ليس للفاضل ، ولا يؤثر ذلك في أفضليته .
وأما إذا قلنا بأن الكلام هنا ليس على عمومه ، وأن المتكلم غير داخل في عموم كلامه - كما قال جمع من العلماء منهم الألوسي في تفسيره – فيكون نبينا عليه الصلاة والسلام ممن لم يمسه الشيطان أيضاً ، وقد اختار القاضي عياض - كما نقله عنه النووي - : أن جميع الأنبياء يتشاركون في هذه الخصيصة .
وأياً ما كان الأمر فليس في الحديث أبداً ما يقتضي تفضيل عيسى عليه السلام على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – تفضيلاً مطلقاً ، وكون بعض القسس والرهبان اتكأوا على الحديث في إثبات عقيدة من عقائدهم الزائفة ، فلا يعود ذلك على الحديث بالبطلان أو الرد ، والتبعة واللوم إنما تقع على من حرَّف الحديث عن مواضعه ، وحمله على غير محامله الصحيحة .
أختكم بالله :ميران داود
'uk hgad'hk td [kf h]l
المفضلات