ما تزال صلوات الرئيس مرسى تشغل الناس، على اختلاف اتجاهاتهم الدينية والسياسية وأيديولوجياتهم، وحبهم للرئيس أو كرههم له.. والشعب معذور لأنه لم يجرب رئيسًا متدينًا من قبل، والرئيس الذى بدأ متدينًا وأول شىء فعله كان وضوؤه فى القصر الملكى بعد أن دخله رئيسًا بعد طرد فاروق، وأعنى به الرئيس محمد نجيب- رحمه الله- خلعه زملاؤه لمسحة التدين التى كانت فيه، ثم ألف الناس رؤساء ليسوا حريصين على الصلوات بشكل دائم فى أوقاتها كما يفعل رئيسهم الحالى محمد مرسى، وإن تسمى البعض بأنه "الرئيس المؤمن"، أو حتى "الزعيم الخالد"..
البعض لا يعنيه أن يكون الرئيس مرسى راكعًا ساجدًا أو يكون ملحدًا فاسقًا، يستوى عنده هذا وذلك، والبعض لا يعمل للدين حسابًا، ولا للصلاة أصلاً حسابًاـ سواء أداها الرئيس أم أداها عامل النظافة فى الشارع، وأمثال هؤلاء "نفسهم يغمضوا عين ويفتحوا عين" فيجدون رئيسًا لا يصلى ولا يصوم ولا يعرف الله ولا يتقيه، وكأنهم حنوا للأيام الخوالى التى كان الرئيس يقدم الخمر لكبار المسئولين من الخواجات ويدخل عليه نائبه فيقول له سعادة الرئيس إن الثلاجة خالية من الصودا من أين نأتى بها الآن؟؟.
والبعض يغار على صلاة الرئيس لأنه يعلم أن "الصلاة عماد الدين، وأن من أقامها أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين"، كما أخبرت نصوص الدين الحنيف بذلك.. وبما أن صلاة الرئيس لاكتها ألسنة الناس كثيرًا بالذم الكثير والنقد الأكثر، وحسبوها اقتصاديًا وقالوا وزادوا فى تكلفتها، ولم ينتهوا إلا بعد أن أوضح لهم الرئيس أن الحراسة هى نفسها ولا تكلفة وقال لهم يومها مازحًا "يعنى الركعة واقعة بكام"؟!.
ثم لما رأوا أن الرئيس لم يسمع كلام المناوئين والمعارضين لصلواته، وسار على المبدأ الربانى للرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام: "أرأيت الذى ينهى عبدًا إذا صلى".. إلى أن قال سبحانه: "كلا لا تطعه واسجد واقترب"، أتتنا نغمات أخرى تقول إن الرئيس قال سأصلى فى المناطق العشوائية، وبدون حراسة وبالجلباب (الثوب) وأنه بصلاته فى المساجد وبالحراسة قد خالف ما وعد به، وبعضهم قال "صلاتك لك، صلاتك لك، فكلنا نصلى بدون ضوضاء والإعلام شغلنا بصلاتك، نحن بحاجة إلى متابعة أفعالك وليس صلاتك كل جمعة".
هل يريح الشعب ألا يصلى رئيس مصر الأزهر، وأن يكون جبارًا فى الأرض لا يخاف الله ولا يتقيه ولا يعرف حق ربه عليه وحق شعبه عليه وواجباته تجاه شعبه؟.
هل يريح الشعب أن يكون الرئيس كارهًا للدين ولمن ينتمى للدين محاربًا لأهله والمتمسكين به، كما كان رؤساء سابقون يفعلون ذلك ونقل عن بعضهم أنه "كان يسب الدين علانية فى القصر الجمهورى للعاملين به؟".
هل يريح الشعب أن يترأسهم رئيس فاسق مجرم فاسد همه نفسه وأسرته وأولاده فقط، ويكون فى قصره منعمًا معززًا مكرمًا ولا يتعب نفسه فى سفريات داخلية وخارجية هنا وهناك من أجل إرجاع مصر لدورها ومكانتها ومن أجل توفير لقمة عيش هنية للشعب الذى عانى كثيرًا وصبر وصابر كثيرًا؟.
إن الذين يعترضون على صلوات الرئيس بخسوا حقه لربه وذكرونى بقوم النبى شعيب كانوا يبخسون الناس أشياءهم ويطففون فى المكيال والميزان، ثم لما رأوه يصلى ويدعو قالوا له "يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل فى أموالنا ما نشاء".. ثم عقبوا على ذلك استهزاء بنبى الله الكريم وسخرية به وبدعوته وبتدينه فقالوا: "إنك لأنت الحليم الرشيد"؟!.
وكأنى بأصحاب "الدنياوية" المسماة "العالمينة"- هكذا باللفظ والحرف، وليست "العلمانية"- بدون الألف، كما يدلس علينا بها البعض خطأ- لأن "الدنياوية" هى الترجمة الحقيقية للكلمة الشهيرة من الأصل اللاتينى، كأنهم هم الذين يريدون فصل الدين عن الدولة كما فعل أصحاب شعيب بقولهم: "أو نفعل فى أموالنا ما نشاء"، وهى حكاية شبه متأصلة فى نفوس بعض غير الأسوياء، وليست وليدة العصر بل متأصلة فى نفوس عرب الجاهلية وأهل أوروبا الوسطى الذين حاربوا العلم بالدين وجعلوا: "ما لله لله وما لقيصر لقصير".. أو كما كان يقول القائل- رئيس أسبق أيضًا- فى جملته الشهيرة "لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة".
يا أهل مصر الأزهر.. يا أهل مصر صاحبة الدين العتيق.. منذ الفراعنة والكنائس القديمة والمساجد العتيقة الأصيلة.. لا تكونوا حربًا على رئيسكم فى صلاته، فالحرب على صلاته حرب على الدين كله، واحذروا أن يجركم الشيطان إلى ساحة حرب دينية يكون طرفها الله جل فى علاه، ومن فعل ذلك فليبشر بأن "أمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية"؟!.
*****************wghm hgvzds
المفضلات