قلت : و هو متهم كما أشار إليه البخاري بقوله :" في حديثه نظر " .
و قال أبو داود :" عنده أحاديث موضوعة " .
و قال ابن حبان :" كثير الخطأ ، فاحش الوهم ، ينفرد عن الأعمش و غيره بما لا يتابع عليه " .
ثم تناقض ابن حبان فأورده في " الثقات " ! و قال ( 7/147 ) :
" يخطىء " !
و اغتر بهذا الهيثمي فإنه قال في " المجمع " ( 10/213 ) بعد أن ساق الحديث :" رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " و رجاله وثقوا " !
كذا قال ، و أبو مسلم هذا متفق على تضعيفه ، بل اتهمه من ذكرنا من الأئمة ،و لم يوثقه أحد غير ابن حبان في القول الآخر ، و الأول هو المعتمد لأنه جرح ،و لموافقته لأقوال الأئمة .
ثم إن عمرو بن عثمان الراوي عن أبي مسلم أورده في " اللسان " و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، فمن أين جاء الهيثمي بتوثيقه إياه بقوله : " و رجاله وثقوا" ؟ ! لعله في " ثقات ابن حبان " أيضا !
ثم رأيته فيه ( 8/484 ) ، و قال :" ربما خالف " .
و بالجملة فالحديث لا يصح بهذا السياق ، و إنما صحت الجملة الأخيرة منه بلفظ :
" لما قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه - فهو موضوع عنده - إن رحمتي تغلب
( و في لفظ : سبقت ) غضبي " .
رواه البخاري ( 4/73 ، 8/176 ، 187 ) و مسلم ( 8/95 ) و غيرهما من طرق عن أبي
هريرة رضي الله عنه ، ثم خرجته في " الصحيحة " ( 1629 ) و غيره .
و إذا عرفت ضعف الحديث الشديد ، يظهر لك ما في عمل السيوطي في " اللآلي " (1/22 ) حين أورد الحديث شاهدا لحديث مرسل بمعناه ; أورده ابن الجوزي في "الموضوعات " و هو :" لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة قال له جبريل : رويدا
فإن ربك يصلي ! قال : و هو يصلي ؟ قال : نعم . قال : و ما يقول ؟ قال : يقول :
سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ، سبقت رحمتي غضبي " .
الحديث الثاني
لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة قال له جبريل : رويدا فإن ربك يصلي ! قال : و هو يصلي ؟ قال : نعم . قال : و ما يقول ؟ قال : يقول : سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ، سبقت رحمتي غضبي
الراوي: عطاء بن أبي رباح المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1387
خلاصة الدرجة: منكر
ومع تحقيق الألباني رحمه الله
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/119 ) من طريق محمد بن يحيى الحفار :حدثنا سعيد بن يحيى الأموي : حدثني أبي عن ابن جرير عن عطاء قال : فذكره ،
و قال ابن الجوزي :" رجاله ثقات ، موقوف على عطاء ، فلعله سمعه ممن لا يوثق به ، و لا يثبت مثلهذا بهذا " .
المفضلات