بسم الله الرحمن الرحيم
قارئي المسيحي الصادق في البحث عن الحق .. مرحبا بك أيها الفاضل ..
ما دفعني لأن أكتب هذا الموضوع لك، إلا خوفي الشديد عليك وعلى مصيرك كخوفي على نفسي، فوالله إني أحب لك الخير، والله على ما أقول شهيد ..أقسم لك بالله الواحد الأحد، إنك لا تعلم ما أنت مقبل عليه بعد الموت الذي لن يفلت منه أحد منا ..
أيها الفاضل ..
لقد أخبرنا الله تبارك وتعالى عنكم أنكم أقرب الناس إلينا .. فقال سبحانه:
[ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون َ(82) المائدة ]
ولقد أمرنا الله تبارك وتعالى أن ندعوكم إلى كلمة صادقة، وقضية عادلة، ورسالة مقدسة .. فقال سبحانه:
[ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) آل عمران ]
أيها الفاضل ..
هناك الآن طريقان:
1) طريق يؤدى إلى الجنة، إلى النعيم والفوز العظيم في الدنيا والآخرة ..
2) وطريق يؤدي إلى الشقاء والخسران المبين في هذه الحياة الدنيا إما عاجلا أو آجلا، وإلى جهنم في الآخرة، حيث العذاب العظيم الشديد إلى الأبد ..
والخيار في أيدينا .. فماذا سنختار ؟!
فكر أرجوك .. وافتح عقلك وقلبك معي، وتدبر جيدا ما سأقول لك ..
أيها الفاضل ..
اختر الطريق الذي يؤدي إلى الجنة، إلى النعيم والفوز العظيم في الدنيا والآخرة .. وهو الإسلام .. نعم إنه الإسلام .. فهل تعلم حقا ما هو الإسلام ؟ وهل لديك صورة صحيحة وغير مشوهة عنه ؟
اسمح لي أن أعرض عليك بعضاً من الإسلام .. وبعد ذلك، لك الحرية التامة في القبول أو الرفض، فأنت المسؤول عن مصيرك! .. فأرجوك، أحسن الإختيار! ..
بداية أنبهك إلى أن هناك فرق شاسع بين الإسلام والمسلمين في زمننا هذا .. ولا أظنك ستخالفني في هذا! وإلا فهل تقبل أن أحكم على المسيحية من خلال أفعال بعض المسيحيين الغير متمسكين جيدا بدينهم؟! .. طبعا سترفض ذلك .. وهذا ما أريد إيصاله لك .. أي أن لا تحكم على الإسلام من خلال واقع المسلمين المحزن اليوم للأسف ..
ما هو الإسلام أيها الفاضل؟
الإسلام هو الإستسلام لله رب العالمين، والإنقياد والخضوع والطاعة له .. ولهذا سمي إسلاما، لأن المسلم يسلم نفسه لله وحده، فيحصل بهذا الإستسلام على السلام والأمن والطمأنينة لنفسه .. فتدبر قول الله تبارك وتعالى:
[ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ - وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ - وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (53 - 55) الزمر ]
والإسلام هو دين الله على الأرض منذ أبانا آدم عليه السلام .. وهو دين جميع الأنبياء والرسل، فهم سلموا أنفسهم لله وكانوا مسلمين .. ومنهم موسى عليه السلام الذي جاء بالإسلام كباقي إخوته من الرسل .. وكذلك المسيح عليه السلام، إذ يخبرنا الله عز وجل عن حواريي المسيح أنهم قالوا:
[ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) آل عمران ]
بما يؤمن المسلم أيها الفاضل؟
1) يؤمن المسلم بإله واحد أحد لا ثاني له ولا ثالث .. الله وحده لا شريك له .. لم يتخذ صاحبة ولا ولدا .. فلا معبود يستحق العبادة إلا هو .. هو الخالق العظيم، القدير على كل شيئ، والذي ما خلقنا إلا لنعبده ونستسلم له وحده .. هو الرحمن الرحيم، رب الأرباب وملك الملوك .. :
[ قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) سورة الأنبياء ]
[ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) الزمر ]
2) يؤمن المسلم بملائكة الله.
3) يؤمن المسلم بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى لهداية البشرية .. ويؤمن بها كما أنزلت أول مرة، وقبل أن تمتد إليها أيدي العابثين .. ومنها التوراة والإنجيل والقرآن .. والقرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية التي أنزلت، أوحاه الله سبحانه وتعالى إلى النبي محمد بواسطة الملاك جبريل، وهو الكتاب السماوي الوحيد الذي وعد الله بحفظه إلى قيام الساعة .. :
[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون َ(9) الحجر ]
والقرآن الكريم نقل إلينا عبر العصور عن طريق حفظ المسلمين له عن ظهر قلب .. فوصل إلينا اليوم كما أنزل أول مرة .. ولعلك لاحظت أن المسلمون كل عام يجتمعون في بيت الله الحرام ويختم القرآن كله بصوت واحد .. فهو قرآن واحد.
وأخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بقاعدة نعرف بها أي كتاب يزعم أصحابه أنه سماوي هل هو من عند الله أم لا .. وهي أن الكتاب الذي ليس من عند الله نجد فيه تناقضات كثيرة .. ف:
[ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء ]
4) يؤمن المسلم بكل الأنبياء والرسل من الله تعالى .. ولا يفرق بين أحد منهم .. ومنهم موسى والمسيح ومحمد عليهم جميعا من ربنا الصلاة والتسليم .. ف:
[ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة ]
والنبي محمد هو آخر الأنبياء وخاتمهم .. أرسله الله سبحانه وتعالى إلى كافة الناس، العرب وغير العرب، ليصحح الإنحراف الذي وقع في الرسالات السابقة .. وهو يخاطب النبي محمد:
[ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء ]
5) يؤمن المسلم باليوم الآخر الذي فيه يُبعث الموتى للحساب العادل، والله لا يحاسب إنسانا إلا بعد أن يبين له طريق الصواب وطريق الخطأ ويترك له حرية الإختيار بينهما .. في ذلك اليوم الآخر فريق يذهب إلى الجنة وفريق يذهب إلى النار .. قال الله تبارك وتعالى:
[ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) الشورى ]
6) يؤمن المسلم بالقضاء والقدر.
الإسلام يأمرنا بماذا أيها الفاضل؟
الإسلام يأمرنا أن نكون إخوة فيما بيننا، حيث يعلمنا أنه لا فرق بين عربي وغير عربي ولا بين أبيض وأسود ولا بين قوي وضعيف ولا بين غني وفقير إلا بتقوى الله - يأمرنا بصلة الرحم، أي أن نزور ونتفقد أحوال بعضنا البعض - يأمرنا بالإحسان والأدب مع الجيران سواءً كانوا مسلمون أو غير مسلمين، ومد يد العون لهم وتفقد أحوالهم - يأمرنا بأن نبر ونحسن إلى الأبوين، وأن نرحمهما كما ربيانا صغيرا - يأمرنا بالإحسان إلى المحتاجين من الفقراء واليتامى والمساكين، والإنفاق عليهم بما استطعنا - يأمرنا بالكرم والسخاء وعدم البخل - يأمرنا بوفاء الوعد - يأمرنا بالعدل في كل شيئ وعدم الظلم - يأمرنا بأن لا نظلم غيرنا بتحميله مسؤولية ما لم يفعله، فكل واحد مسؤول عن نفسه، ولا علاقة له بما فعل أبويه أو أجداه أو إخوته أوأبناءه من ذنوب وخطايا - يأمرنا بالرحمة في كل شيئ والرفق بالحيوان - يأمرنا بالتزام الصدق دائما مع أنفسنا ومع غيرنا وتجنب الكذب - يأمرنا بالأمانة والإخلاص وتجنب السرقة والخيانة - يأمرنا بالتواضع وعدم التكبر - يأمرنا بالعفاف والحياء - يأمرنا بالصبر وقت الشدائد والمصائب، وأن نتوكل على الله سبحانه وتعالى دائما - يأمرنا أن نسعى لكسب رزقنا ولقمة العيش من مال حلال وعمل شريف، وأن لا يكون دخلنا من حرام - يأمرنا بإتقان أي عمل نقوم به وأن لا نتكاسل ونتهاون - يأمرنا بالشورى فيما بيننا، أي أن نستشير بعضنا البعض ونسأل علماءنا فيما أشكل علينا من أمور الدنيا والدين - يأمرنا بالطهارة والنظافة وارتداء الزي اللائق وتناول الغذاء الصحي - يأمرنا بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والجرأة في قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - يأمرنا أن لا نكره أحدا على الدخول في الإسلام فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر - يأمرنا بأن لا نقبل من أحد أن يظلمنا ويذلنا - يأمرنا بأن نجاهد ونقاوم كل من يعتدي علينا من غير المسلمين ويريد إخراجنا من ديارنا، كما يأمرنا أن لا نعتدي على من لم يعتدي علينا - يأمرنا أثناء جهاد ومقاومة المعتدي أن لا نتلف الثمار ونقتل المواشي ونقتل غير المحاربين من النساء والأطفال والشيوخ - يأمر المرأة المسلمة أن تلبس أمام غير أقاربها ملابس شرعية وذلك بأن تغطي كل جسمها ما عدا الوجه والكفين - يأمرنا الإسلام أن نتبع أقوال الرسول وتعاليمه وأفعاله، أي أن نتبع سنته ...
هذا الذي ذكرته لك ما هو إلا غيض من فيض .. ولتعرف المزيد أرجو منك أن تقرأ عن الإسلام من مصادره، وذلك بقراءة القرآن الكريم وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
ما الذي يحرمه الإسلام علينا وما الذي ينهانا عنه أيها الفاضل؟
الإسلام حرم علينا ارتكاب كل أنواع الجرائم التي تمس سلامة وأمن المجتمع كالقتل بغير حق والإرهاب والسرقة وشرب الخمروالزنا واتخاذ الخليلات والتعري وكشف العورة أمام الناس والشذوذ الجنسي وشرب الخمر والرشوة والنهب والخديعة والغش وشهادة الزور والعجز والكسل وقذف المرأة المؤمنة العفيفة أو الرجل المؤمن العفيف بالفاحشة...
الإسلام حرم علينا كل ما هو ضار من الطعام والشراب كشرب الخمر والتعاطي لسائر المسكرات والمخدرات وأكل لحم الميتة كالجيفة ولحم الحيوانات المفترسة ولحم الخنزير ولحم الحمير الأهلية ولحم الحيوانات التي تتغذى بالنجاسات وما ذكر عليه عند الذبح اسم غير اسم الله أو ذبح لتعظيم غير الله والدم المسفوح...
الإسلام حرم علينا الشرك بالله وعقوق الوالدين والحسد والنفاق والرياء والسخرية والفحش والغيبة والنميمة والغرور وأكل أموال اليتامى وأموال الناس بالباطل والزواج بالأم أو البنت أو الأخت أو العمة أو الخالة أو بنت الأخ أو بنت الأخت من نسب أو رضاع .. أو زوجة الأب أو أم الزوجة وابنتها...
هذا الذي ذكرته ما هو إلا غيض من فيض .. ولتعرف المزيد أرجو منك أن تقرأ عن الإسلام من مصادره، وذلك بقراءة القرآن وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
للإسلام خمسة أركان أيها الفاضل وهي :
1) شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
2) إقام الصلاة.
3) إيتاء الزكاة.
4) صوم رمضان.
5) حج البيت لمن استطاع.
فيا أيها المسيحي الفاضل ! ..
ما لك من إله غير الله ! .. وليس لله دين غير الإسلام !.. ومن مات على دين غير الإسلام فلن يقبل منه ! .. قال الله تبارك وتعالى:
[ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران ]
فيا أيها المسيحي الفاضل ! ..
الإسلام بسيط:
قل لا إله إلا الله محمد رسول الله تفلح !
قل لا إله إلا الله محمد رسول الله تفلح !
قل لا إله إلا الله محمد رسول الله تفلح !
أسلم لله تسلم .. فإنك ستكسب محمدا ولن تخسر المسيح !
أسأل الله لك من كل قلبي أن يوفقك لتسلم نفسك له فتكون أخا مسلما لنا وتنجو بنفسك مما ينتظرك بعد موتك من عذاب أبدي عظيم .. وأرحب بك في هذه الصفحة بأن تطرح أي استفسار.
هدانا الله وإياك سواء السبيل !
آمين.
Hdih hglsdpd hgthqg >> Hv[,; H]og >>
المفضلات