قصيده نائي الدار للشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد -ذكرتني بحالي في الغربه وبحال الوطن المحتل
لا هُم يَلوحـُون .. لا أصواتـُهُم تـَصِلُ
لا الدار ، لا الجار ، لا السُّمّار ، لا الأهَلُ
وأنتَ تـَنأى ، وَتـَبكي حولـَكَ السـُّبـُلُ
ضاقَتْ عليكَ فـِجاجُ الأرض ِيا رَجُـلُ !
سـَـبعـينَ عاما ً مَلأتَ الكـَونَ أجنِحَـة ً
خَفـْقَ الشَّرارِ تَلاشـَتْ وهيَ تَشـتَعِـلُ
لا دَفــَّأتـْـكَ ، ولا ضاءَ الـظـَّلامُ بـِهـا
طارَتْ بـِعُـمرِكَ بَـيْنـا أنتَ مُنْذهِلُ
تـَرنـُو إلـَيهـِنَّ مَبهـُورا ً.. مُعـَلـَّقـَـة ً
بِهِنَّ روحُـكَ ، والأوجـاعُ والأمَلُ
وَكـُلــَّما انـطـَفـَأتْ منهـُنَّ واحـِـدَة ٌ
أشـاحَ طَرفُكَ عَنهـا وهوَ يَنهَمِلُ !
سـَبعـونَ عـاما ً..وهذا أنتَ مُرتـَحِـلٌ
ولَسـتَ تَدري لأيِّ الأرض ِتَرتـَحِـلُ !
يا نـائيَ الـدّار.. كلُّ الأرض ِمُوحِـشـَة ٌ
إنْ جِئتَهـا لاجِئـا ًضاقَتْ بِهِ الحِيَـلُ !
وكـنـتَ تـَملـِكُ في بغـــدادَ مَملـَكـَة ً
وَدارَ عـِزٍّ عَلَيهـا تَلتـَقي المُقـَلُ
وَالـيَومَ ها أنتَ ..لا زَهـوٌ ، ولا رَفـَلُ
وَلا طموحٌ ، وَلا شِعـرٌ ، وَلا زَجَـلُ
لكـنْ هـمومُ كـَسـيرٍ صـارَ أكبـَرَهـا
أنْ أينَ يَمضي غـَدا ً..أو كيفَ يَنتَقِلُ !
يا لـَيـلَ بغـداد.. هـَلْ نـَجـمٌ فـَيـَتـبـَعُـهُ
مِن لَيـل ِباريس سَكرانُ الخُطى ثـَمِلُ
الحـُزنُ والـدَّمعُ سـاقـيـهِ وَخـَمـرَتـُهُ
وَخَيلُهُ شَوقـُهُ .. لَو أنَّهـا تَصِـلُ
إذ َنْ وَقـَفـتُ على الشـُّـطآن ِأسـألـُهـا
يا دَجلَة َالخَير،أهلُ الخَيرِ ما فَعَـلوا ؟
أما يَـزالـونَ في عـالي مَرابـِضِهـِم
أم مِن ذ ُراها إلى قِيعانِها نَزَلـوا ؟
هَل استـُفـِزُّوا فـَهـِيضُوا فاستـُهـِينَ بهـِم
عَهِدتُ واحِدَ أهلي صَبـرُهُ جـَمَـلُ !
فـَأيُّ صائح ِمَوتٍ صـاحَ في وَطـَني
بِحَيثُ زُلزِلَ فيهِ السَّهـلُ والجَبـَلُ ؟
وأيُّ غـائـِلـَة ٍ غـالـَتْ مَحــارِمـَهُ
وما لَدَيهِ على إقصائِهـا قِبَـلُ ؟
يا دَجلـَة َالخَير ِبَعضُ الشـَّرِّ مُحتـَمَلٌ
وَبَعضُه ُليسَ يُدرَى كيفَ يُحتَمَلُ !
خـَيرُ الأنـام ِالعـراقـيـُّونَ يا وَطني
وَخَيرُهُم أنَّ أقسى مُرِّهِم عَسـَلُ !
وَخـَيرُهُم أنـَّهـُم سـَيفٌ .. مروءَتـُهُم
غِمْدٌ لَهُ..والتُّقى ،والحِلْمُ ،والخَجَلُ
وهُم كـِبارٌ .. مَهـيـبـاتٌ بَـيـارِقـُهـُم
شُمٌّ خَلائِقُهُم .. خَيَّالـُهُـم بَطـَلُ
لا يَخفِضونَ لـِغـَيرِ اللهِ أرؤسـَهـُم
ولا يَنامونَ لو أطفالـُهُم جَفَلـُوا
فـَكيفَ أعراضُهُم صارَتْ مُهَتـَّكـَة ً
وَحَولَهُنَّ سـتورُ اللهِ تـَنسَدِلُ ؟
وكيفَ أبوابـُهُم صارَتْ مُشـَرَّعَة ً
لِكلِّ واغِل ِسُوء ٍبَينَهـا يَغـِلُ ؟
وكيفَ يا وَطنَ الثـُّـوّارِ داسَ على
كلِّ المَحارِم ِفيكَ الدُّونُ والسَّفـِلُ ؟
أهؤلاء ِالذيـنَ الـكـَونُ ضاءَ بـِهـِم
وَعَلَّموا الأرضَ طُرّا ًكيفَ تَعتـَدِلُ
وَمَنْ أعانـُوا،وَمَن صانـُوا،وَمَن بَذ َلوا
وَمَن جَميعُ الوَرى مِِن مائِهِم نَهَـلوا
دِماؤهُم هذهِ التـَّجـري ؟..هَـياكِـلـُهُم
هـذي؟؟..أقَتلى بأيْدي أهلِهِم قـُتِلوا؟
تـَعـاوَنَ الكـُفـْرُ والكـُفـّارُ يا وَطني
عَلَيهِمو..ثمَّ جاءَ الأهـلُ فاكتَمَلـُوا !
يا ضَوءَ روحي العـراقيـُّون..يا وَجَعي
وكبريائي .. ويا عَيني التي سَمَلـُوا
أنتـُم أضالـِعُ صَدري ..كلـَّما كـَسـَروا
ضلعا ً أحِسُّ شِغـافي وهوَ يَنبـَزِلُ
فـَكيفَ تـَجـرؤ ُ يا أهـلي بَـنـادِقـُكـُم
على بَنيكُم ولا تـَندى لَكُم مَقَلُ ؟
وكيفَ تـَسـفـَحُ يا أهلي خـَنـاجـِرُكُم
دِما بَنيكُم ولا يَنتابُهـا شـَلـَلُ ؟
وكيفَ يا أهـلـَنـا نالـُوا مروءَتـَكـُم
فأوقَعـُوا بَينَكـُم مِن بَعدِ ما انخَذلُوا؟
يا أهلـَنـا.. ليسَ في حَـربِ العـِدا خـَلـَلٌ
بـَلْ قَتلُكـُم بَعضُكُم بَعضا ًهوَ الخـَلـَلُ
لا تـَكسِروا ضِلعـَكـُم أهلي فـَما عُرِفـَتْ
أضلاعُ صَدر ٍلِكي تَحميه ِتَقتـَتـِلُ
فـَدَيـتـُكـُم أنـتـُم الـبـاقـُون .. راحـِلـَة ٌ
هذي المُسوخُ كَما آباؤهـُم رَحـَلـُوا
فـَلا تـُعـينـُوا عـليكـُم سـافِحي دَمِكـُم
كي لا يُقـالَ أهاليهـِم بِهـِم ثـُكِـلـُوا
صُونـُوا دِماكـُم ، فـَيَوما ًمِن قـَذارَتـِهـِم
كلُّ العـراق ِبِهـذا الدَّمِّ يَغتَسـِلُdh khzd hg]hv
المفضلات