السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستعرض فى هذا الموضوع شبهة كثر الكلام فيها من قبل المسيحيين منذ فتره قريبه بل زاد الصخب فيها فى تلك الايام واصبح جميع المسيحيين لا يتكلمون الا عنها الان وهى اية الجزية
ويقولون كيف لدين موحى به من الله يفرض أتاوة على الاخرين الذين لا يدينون به والا قتلهم بل قام احدهم فى احدى القنوات التنصيرية قائلا لن ندفع الجزية ولو قتلتمونا ولن نخضع لهذه البلطجة حتى وإن كان فيها نجاتنا من الموت
وفى هذا الموضوع لن نتكلم بكلام مستهلك او نكرر ما قيل قبل ذلك عن الجزية بل سنصدم المسيحى من امثال هذا الشخص الذى لا يجيد ولا يعرف سوى الصوت العالى فقط بمعلومات مسيحية عن الجزية بصفة عامه والجزية فى الاسلام بصفة خاصة ومن المراجع والمقالات والشهادات المسيحية
وحتى نوفى موضوع الجزية فى الاسلام حقه كاملا فى هذا الموضوع سنعرضه من خلال عدة نقاط تغطى قضية الجزية بصفة عامه والجزية فى الاسلام بصفة خاصة والجزية من وجهة النظر المسيحية وذلك من خلال ملخص لابحاث وشروحات الدكتور منقذ السقار والدكتور راغب السرجانى والدكتور عدنان ابراهيم بالاضافة لعرض اشهر التفاسير الاسلامية عن اية الجزية وعرض تفاسير ومقالات وشهادات مسيحية عن الجزية
وسوف نلخص الموضع فى ست نقاط وهم
اولا:ماهى الجزية فى اللغه العربيه؟؟؟؟؟
ثانيا: هل الجزية امر استحدثه الاسلام ؟؟؟؟؟
ثالثا:ماهى الجزية فى الاسلام؟؟؟؟
رابعا: هل الجزية تهدر من كرامة غير المسلمين؟؟؟؟؟؟
خامسا:ما هى عقوبة من يرفض دفع الجزية إذا تم امره بها؟؟؟؟؟
سادسا:هل الجزية عمل مشين ودفعها يهدر من كرامة المسيحى من المنظور المسيحى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ونبدأ على بركة الله
اولا:ماهى الجزية فى اللغه العربيه؟؟؟؟؟
حينما ننظر الى ماهية الجزية فى اللغه العربية نجد الجزية في اللغة مشتقة من مادة ج ز ي بمعنى جَزاهُ بما صنع؛ تقول العرب: جزى يجزي، إذا كافأ عما أُسدي إليه، والجزية مشتقة من المجازاة على وزن فِعلة؛ بمعنى: أنهم أَعطَوْها جزاءَ ما مُنِحوا من الأمن
وتعرف دائرة المعارف الكتابيه المسيحية الجزية على انها مال أو بضاعة أو خدمة تقدم من أمة أو من فرد لأمة أو الملك علامة الخضوع وقيامًا بالنفقة
وهذا يدل على ان كلمة الجزية تعادل الضريبه وذلك لان لفظ الضريبه لم يكن موجود فى ذلك الوقت بل هو لفظ مستحدث فى القرون التى جاءت بعد الاسلام
ثانيا: هل الجزية امر استحدثه الاسلام ؟؟؟؟؟
لم يكن الإسلام بدعاً بين الأديان، كما لم يكن المسلمون كذلك بين الأمم حين أخذوا الجزية من الأمم التي دخلت تحت ولايتهم، فإن أخذ الأمم الغالبة للجزية من الأمم المغلوبة أشهر من علم ، فالتاريخ البشري أكبر شاهد على ذلك.
وقد نقل العهد الجديد شيوع هذه الصورة حين قال المسيح لسمعان: " ماذا تظن يا سمعان؟ ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية، أمن بنيهم أم من الأجانب؟ قال له بطرس من الأجانب.قال له يسوع: فإذاً البنون أحرار " (متى 17-25).
والأنبياء عليهم السلام حين غلبوا على بعض الممالك بأمر الله ونصرته أخذوا الجزية من الأمم المغلوبة، بل واستعبدوا الأمم المغلوبة، كما صنع النبي يشوع مع الكنعانيين حين تغلب عليهم "فلم يطردوا الكنعانيين الساكنين في جازر.فسكن الكنعانيون في وسط افرايم إلى هذا اليوم وكانوا عبيداً تحت الجزية" (يشوع 16/10)، فجمع لهم بين العبودية والجزية.
والمسيحية لم تنقض شيئا من شرائع اليهودية، فقد جاء المسيح متمماً للناموس لا ناقضاً له (انظر متى 5/17)، بل وأمر المسيح أتباعه بدفع الجزية للرومان،
"فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالْحَقِّ، وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ، لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. فَقُلْ لَنَا: مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَارًا. فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟»قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ»."(متى16/22-21)
وبالتالى فالجزية ليست بدعة اسلامية بل امر عرفه البشر واعتاد عليه منذ فجر التاريخ وهذا امر يقره الكتاب الذى يقدسه المسيحيين فلماذا إذن الاعتراض عليه ؟؟؟؟؟
ثالثا:ماهى الجزية فى الاسلام؟؟؟؟
1-تعريف الجزية:
الجزية في اللغة مشتقة من مادة (ج ز ي)، تقول العرب: "جزى ، يجزي، إذا كافأ عما أسدي إليه"، والجزية مشتق على وزن فِعلة من المجازاة، بمعنى "أعطوها جزاء ما منحوا من الأمن" كما قال الجوهرى فى الصحاح وابن منظور فى لسان العرب
2-الغرض من الجزية:
الإسلام كعادته لا يتوقف عند ممارسات البشر السابقة عليه، فقد ارتفع الإسلام بالجزية ليجعلها، لا أتاوة يدفعها المغلوبون لغالبهم، بل لتكون عقداً مبرماً بين الأمة المسلمة والشعوب التي دخلت في رعويتها
فيقول الطبرى فى تفسيره لاية الجزية"و"الجزية" : الفعلة من : "جزى فلان فلانا ما عليه" ، إذا قضاه ، "يجزيه" ، و"الجزية" مثل "القعدة" و"الجلسة" ومعنى الكلام : حتى يعطوا الخراج عن رقابهم ، الذي يبذلونه للمسلمين دفعا عنها . "
فالطبرى يقول ان الجزية عن ما يبذلونه المسلمين دفاعا عنهم
ويقول القرطبى"إذا أعطى أهل الجزية الجزية لم يؤخذ منهم شيء من ثمارهم ولا تجارتهم ولا زروعهم وعلى الإمام أن يقاتل عنهم عدوهم ويستعين بهم في قتالهم . ولا حظ لهم في الفيء والجزية وزنها فعلة ، من جزى يجزي إذا كافأ عما أسدي إليه ، فكأنهم أعطوها جزاء ما منحوا من الأمن
والقرطبى ايضا يقول ان الجزية مقابل ان نقاتل من يقاتلهم ومقابلهم الامان الذى توفره لهم الدولة الاسلامية
ويقول الماوردي فى كتابه الاحكام السلطانية ص143 : " ويلتزم لهم ببذلها ـ أي الجزية ـ حقان، أحدهما: الكف عنهم، والثاني: الحماية لهم ليكونوا بالكف آمنين وبالحماية محروسين
ويقول الشيخ الشعراوى فى تفسيره: الجزاء هو الجزية. وهي مادة " جزى " و " يجزي ". فكأن الجزية فعلة من " جزى " " يجزي "؛ لأن الإسلام قدم لهم عملاً طيباً بأن أبقى على حياتهم وأبقاهم على دينهم من غير إكراه، فوجب أن يُعطوا جزاء على هذه النعمة التي أنعم الله تعالى بها عليهم بالإسلام.وأيضاً، فإنهم سيعيشون في مجتمع إيماني؛ الولاية فيه للإسلام، ويتكفل المسلمون بحمايتهم وضمان سلامتهم في أنفسهم وأهلهم وفي أموالهم وفي كل شيء، فإذا كان المسلم يدفع لبيت المال زكاة تقوم بمصالح الفقراء والمسلمين، فأهل الكتاب الموجودون في المجتمع الإسلامي ينتفعون - أيضاً - بالخدمات التي يؤديها الإسلام لهم، ويجب عليهم أن يؤدوا شيئاً من مالهم نظير تلك الخدمات، والإسلام مثلاً لا يكلف أهل الكتاب أن يدخلوا جنداً في حرب ضد أي عدو للمسلمين إلا إذا تطوعوا هم بذلك، إذن: فالجزية ليست فرض قهر، وإنما هي مقابل منفعة أداها الإسلام لهم
3- الفرق بين الجزية والزكاة والضرائب الحديثة:
يقول الدكتور راغب السرجانى فى كتابه الجزية فى الاسلام
فليُلاحِظ كلُّ مَنْ يطعن في أمر الجزية ويقول: إنها صورة من صور الظلم والقهر والإذلال للشعوب. خاصَّة حين يعلم أنها تُدفَع في مقابل الزكاة التي يدفعها المسلمون؛ وله أن يعلم -أيضًا- أن قيمة الجزية هذه أقلُّ بكثير من قيمة ما يدفعه المسلمون في الزكاة؟! في هذا الوقت الذي دخل فيه المسلمون الأندلس كانت قيمة ما يدفعه الفرد ممن تنطبق عليه الشروط السابقة من الجزية للمسلمين دينارًا واحدًا في السنة؛ بينما كان المسلم يدفع 2.5٪ من إجمالي ماله إن كان قد بلغ النصاب وحال عليه الحول، وفي حالة إسلام الذمِّيِّ تسقط عنه الجزية، وإذا شارك مع المسلمين في القتال دفعوا له أجره، فالمبالغ التي كان يدفعها المسلمون في الزكاة كانت أضعاف ما كان يدفعه أهل الكتاب وغيرهم في الجزية -تلك الزكاة التي هي نفسها أقل من أي ضريبة في العالم- فهناك مَنْ يدفع 10 و20٪ ضرائب، بل هناك مَنْ يدفع 50 وأحيانًا 70٪ ضرائب على ماله؛ بينما في الإسلام لا تتعدَّى الزكاة 2.5٪؛ فالجزية كانت أقلَّ من الزكاة المفروضة على المسلمين؛ وهي بهذا تُعَدُّ أقلَّ ضريبةٍ في العالم، بل كانت أقلَّ بكثير مما كان يفرضه أصحاب الحُكْم أنفسُهم على شعوبهم وأبناء جِلْدَتهم.
وفوق ذلك فقد أمر الرسول ألاَّ يُكَلَّف أهلُ الكتاب فوق طاقاتهم، بل تَوَعَّد مَنْ يظلمهم أو يُؤذيهم؛ فقال: «أَلاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». أي: أنا الذي أخاصمه وأحاجُّه يوم القيامة.
وهذا يعنى ان الجزية اقل بكثير جدا من الزكاة المفروضة على المسلمين وكلاهما يعادلا مفهوم الضرائب بالمفهوم الحالى مع الفرق بين قيمة الجزية وقيمة الزكاة وقيمة الضرائب الحالية وتنوعها
4-نماذج لحال اهل الكتاب فى ضؤ الجزية:
فقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاب ذمة وعهد إلى أهل نجران النصارى، ينقله إلينا ابن سعد في طبقاته، فيقول: " وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم ورهبانهم وجوار الله ورسوله، لا يغير أسقف عن أسقفيته ، ولا راهب عن رهبانيته ، ولا كاهن عن كهانته ، ولا يغير حق من حقوقهم ، ولا سلطانهم ولا شيء مما كانوا عليه، ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين ، وكتب المغيرة"
ويسجل عبادة بن الصامت هذه السمات الحضارية للجزية في الإسلام، وهو يعرض الموقف الإسلامي الواضح على المقوقس عظيم القبط ، فيقول: "إما أجبتم إلى الإسلام .. فإن قبلت ذلك أنت وأصحابك فقد سعدت في الدنيا والآخرة ، ورجعنا عن قتاللكم، ولم نستحل أذاكم ولا التعرض لكم ، فإن أبيتم إلا الجزية، فأدوا إلينا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، نعاملكم على شيء نرضى به نحن وأنتم في كل عام أبداً ما بقينا وبقيتم ، نقاتل عنكم من ناوأكم وعرض لكم في شيء من أرضكم ودمائكم وأموالكم، ونقوم بذلك عنكم إن كنتم في ذمتنا ، وكان لكم به عهد علينا
كذلك العهدة العمرية التي كتبها عمر لأهل القدس، وفيها: "بسم الله الرحمن الرحيم ؛ هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أن لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم ولا يُنتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم .ولا يكرهون على دينهم، ولا يُضار أحد منهم ، ولا يُسَكَّن بإيلياء معهم أحد من اليهود ، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرجوا منها الروم واللصوص ، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغ مأمنه ، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ...ومن شاء سار مع الروم ، ومن شاء رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.
وحين فتح خالد بن الوليد دمشق كتب لأهلها مثله، "بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم لا يهدم، ولا يسكن شيء من دورهم ، لهم بذلك عهد الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء والمؤمنين، لا يُعرض لهم إلا بخير إذا أعطوا الجزية".
ويقول ول ديورانت فى كتاب قصة الحضارة(12/131): "لقد كان أهل الذمة، المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يتمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح، لا نجد لها نظيرا في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم، ولم يفرض عليهم أكثر من ارتداء زيّ ذي لون خاص، وأداء ضريبة عن كل شخص باختلاف دخله، وتتراوح بين دينارين وأربعة دنانير، ولم تكن هذه الضريبة تفرض إلا على غير المسلمين القادرين على حمل السلاح، ويعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون البلوغ، والأرقاء والشيوخ، والعجزة، والعمى الشديد والفقر، وكان الذميون يعفون في نظير ذلك من الخدمة العسكرية..ولا تفرض عليهم الزكاة البالغ قدرها اثنان ونصف في المائة من الدخل السنوي، وكان لهم على الحكومة أن تحميهم..."
ويقول المؤرخ آدم ميتز في كتابه "الحضارة الإسلامية": "كان أهل الذمة يدفعون الجزية، كل منهم بحسب قدرته، وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني، فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح، فلا يدفعها ذوو العاهات، ولا المترهبون، وأهل الصوامع
وهذا اكبر دليل ان الجزية ليست مجرد اتاوة او بلطجه كما يشيع المسيحيين لان البلطجى حينما يفرض الاتاوه على شخص لا يهمه بعدها ما يصير لهذا الشخص ولا يدافع عنه او يحميه او يكون مسؤلا عنه اما فى الجزيه وكما راينا فإنه مثل اتفاق وعقد بين غير المسلمين والمسلمين بناء عليه يحمى المسلمين غير المسلمين ويدافعوا عنهم
5-الافراد اللذين يحق عليهم الجزية:
وقد أمر الله بأخذ الجزية من المقاتلين دون غيرهم كما نصت الآية على ذلك { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون }
قال القرطبي: "قال علماؤنا: الذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من المقاتلين... وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين، وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني"
وقد كتب عمر إلى أمراء الأجناد: (لا تضربوا الجزية على النساء والصبيان، ولا تضربوها إلا على من جرت عليه المواسي) أي ناهز الاحتلام.
6-مقدار الجزية:
لم يكن المبلغ المدفوع للجزية كبيراً تعجز عن دفعه الرجال، بل كان ميسوراً ، لم يتجاوز على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الدينار الواحد في كل سنة، فيما لم يتجاوز الأربعة دنانير سنوياً زمن الدولة الأموية.
ففى سنن الترمذى حين أرسل النبي معاذاً إلى اليمن أخذ من كل حالم منهم دينارا، يقول معاذ: (بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا، أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة (هذه زكاة على المسلمين منهم)، ومن كل حالم ديناراً، أو عدله مَعافر(للجزية))، والمعافري: الثياب.
ويقول البغوى فى تفسيره"وأما قدر الجزية : فأقله دينار ، لا يجوز أن ينقص منه فالنبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يأخذ من كل حالم ، أي بالغ ، دينارا ولم يفصل بين الغني والفقير والوسط ، وفيه دليل على أنها لا تجب على الصبيان وكذلك لا تجب على النسوان ، إنما تؤخذ من الأحرار العاقلين البالغين من الرجال . وذهب قوم إلى أنه على كل موسر أربعة دنانير ، وعلى كل متوسط ديناران ، وعلى كل فقير دينار ، وهو قول أصحاب الرأي . "
7- من لهم السلطان فى جمع الجزية:
يقول ابن القيم فى كتابه احكام اهل الذمة"المعنيين بفرض الجزية وجمعها هم الولاه المعينين من قبل الخليفة او الوالى او الحاكم الذى ارتضاه المسلمين بالاجماع ان يحكمهم فى بلادهم"
اى السلطه الشرعيه و هو ما اجمع عليه جمهور الفقهاء واتفق العلماء والائمة على ذلك
8-شهادة غير المسلمين عن الجزية فى الاسلام:
وانا هنا لن انقل لكم شهاده مستشرق او شخص اجنبى يدافع عن الاسلام و شخص غير مسلم دخل الاسلام بل المفاجئه إنى سأنقل لكم شهادة موقع الانبا تكلا وهو الموقع الرسمى للكنيسة القبطية الارثوذكسيه عن الجزية فى الاسلام فيقول فى باب احوال مصرإبان فتح العرب لمصر تحت عنوان مصر فى فجر الاسلام:النظام المالى فى الحكم(الجزية و الزكاة)
"الجزية" هي الضرائب المفروضة على الرؤوس، أما "الخراج" فهو ضريبة الأرض، ولكننا كثيرًا ما نجد في المراجع خلطًا بين هاتين الضريبتين؛ فنرى الجزية تعنى ضريبة الرؤوس وضريبة الأراضي معًا. ويُلاحَظ VAB BERCHEM أن كلمة "خراج" يُقْصَد بها الضريبة العقارية وأيضًا جزية الرؤوس، وأحيانًا تُطْلَق على ضرائب أخرى تختلف في طبيعتها عن هاتين الضريبتين.
بعد فتح العرب لمصر -وأعني هنا بعد معاهدة بابليون الأولى- فرض العرب على أهل مصر الجزية، وهاك نص ما ذكره المؤرخون "فاجتمعوا على عهد بينهم واصطلحوا على أن يفرض على جميع من بمصر أعلاها وأسفلها من القبط دينارين عن كل نفس شريفهم ووضيعهم ومن بلغ الحلم منهم، ليس على الشيخ الفاني ولا على الصغير الذي لم يبلغ الحلم ولا على النساء شيء.. وأحصوا عدد القبط يومئذ خاصة من بلغ منهم الجزية وفرض عليهم الديناران رفع ذلك عرفاؤهم بالإيمان المؤكدة، فكان جميع من أحصى يومئذ بمصر أعلاها وأسفلها من جميع القبط فيما أحصوا وكتبوا ورفعوا أكثر من ستة آلاف نفس وكانت فريضتهم يومئذ اثني عشر آلف دينار في السنة".
وهذه الشهاده من الكنيسة القبطية تحتوى على عدة نقاط
1- ان الجزية فى الحكم الاسلامى هى ضريبة الدوله وليست اتاوه او بلطجه
2- ان مقدار الجزية كان دينارين فى السنه على كل شخص يحق عليه دفع الجزيه
3- ان الجزيه لم تؤخذ من الشيخ الفانى ولا الصغير ولا النساء
رابعا: هل الجزية تهدر من كرامة غير المسلمين؟؟؟؟؟؟
يستند دائما المسيحيين فى محاولاتهم إثبات ان الجزية تهدر من كرامتهم على جملة عن يد وهم صاغرون التى جاءت فى نهاية اية الجزية
وللرد نقول
بالنسبة لجملة عن يد
يقول القرطبى فى تفسيره "قال ابن عباس : يدفعها بنفسه غير مستنيب فيها أحدا و روى الأئمة عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا : المنفقة ، والسفلى : السائلة . وروي : " واليد العليا هي المعطية " . فجعل يد المعطي في الصدقة عليا ، وجعل يد المعطي في الجزية سفلى . ويد الآخذ عليا "
وهذا لبيان ان معطى الجزية لا يتفضل بها على من يأخذها وذلك لانه كما بينا انها تعطى للعاطى حقوق بالتالى لا يكون تفضل عكس الصدقه التى يتفضل بها العاطى على الذى ياخذها
وجاء عن الطبرى فى تفسيره وأما قوله : ( عن يد ) ، فإنه يعني : من يده إلى يد من يدفعه إليه .
ويقول الشيخ الشعراوى فى تفسيره :{ عَن يَدٍ } من معنى القدرة، فمن عنده قدرة، فتأخذ الجزية من القادر ولا نأخذها من العاجز.
وبالتالى لا نرى ان كلمة عن يد بها اى إساءه
اما عن جملة وهم صاغرون
فقد اشار ابن كثير والطبرى والبغوى فى تفاسيرهم على ان معناها إذلال وقهر لغير المسلم لشركهم وتجديفهم على الله وإعزاز للمسلم وتوحيده بالله
وقد اشار الشافعى و ابن القيم فى كتابه أحكام أهل الذمة ص23. ان الصغار هو الانقياد والخضوع لاحكام الاسلام وجريانه عليهم وهو الشائع فى التفاسير الاخرى
وقال الشيخ الشعراوى فى تفسيره:{ حَتَّىٰ يُعْطُواْ ٱلْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } والصَّغَار من مادة الصاد والغين والراء، وتدل على معنيين؛ إن أردتها عن السن يقال " صَغُر " " يَصْغُرُ " مثل قولنا: فلان كبر يكبر. وإن أردتها في الحجم والمقام نقول " صَغِر " " يصغَر " ، أي: صغر مقاماً أو حجماً،وتعني أن يؤدوها عن انكسار لا عن علو، حتى إنَّ من يُعطي لا يظن أنه يعطي عن علو، ونقول له: لا، إن اليد الآخذة هنا هي اليد العليا. لأن الإسلام قدم لهم عملاً طيباً بأن أبقى على حياتهم وأبقاهم على دينهم من غير إكراه، فوجب أن يُعطوا جزاء على هذه النعمة التي أنعم الله تعالى بها عليهم بالإسلام.
وقد اختلف كل من القرطبى والطبرى والبغوى فى تفاسيرهم على صورة الصغار وشكلها ونعرض هنا جميع الاراء عن صورة صغر غير المسلم امام المسلم عند دفع الجزية
1-رأى يقول ان معناها يؤخذ بلحيته ويضرب في لهزمتيه وهو مجهول المصدر وأشار اليه البغوى بقوله وقيل
2-راى يقول ان معناها يلبب ويجر إلى موضع الإعطاء بعنف وهو مجهول المصدر وأشار اليه البغوى بقوله وقيل
3-رأى يقول ان معناها إذا دفع صفع على قفاه وهذا رأى الكلبى وأشار اليه البغوى
4-رأى يقول ان معناها يدفعها ويوطأ عنقه وهذا رأى ابن عباس واشار اليه البغوى
5-رأى يقول ان معناها يدفعها وهو قائم والآخذ جالس وهذا رأى عكرمة وقد اشار الية القرطبى فى تفسيره والبغوى فى تفسيره والطبرى فى تفسيره
6-رأى يقول ان معناها الانقياد والخضوع لاحكام الاسلام وجريان احكام الاسلام عليهم وهذا رأى الشافعى وأشار اليه البغوى ويتفق معه ابن القيم وقبله جمهور الفقهاء والأئمة المحدثين
وبالتالى تتضح لنا الرؤية الان ان الصورة الذى اجمع عليها المفسرون هو شرح عكرمه بان يدفعها الشخص واقف بينما الذى ياخذها من جالس وهذا هو حال جمع الضرائب قديما فقد كان يجلس من ينوب عن السلطه بينما يقف طابور من جاؤا اليه لدفع الضرائب وهذا لا يعيب الدافع بل على العكس فنرى الان من يريد ان يحصل على الاقرار الضريبى مثلا نجد الشخص واقف بينما الموظف جالس
اما الشرح الثانى فهو رأى الشافعى ويتفق معه ابن القيم وهو الرأى الذى تبناه جمهور الفقهاء والائمه المحدثين بانه الانقياد وجريان احكام الاسلام
اما شرح ابن عباس والكلبى فكلاهما ضعيف لعدم إشارة القرطبى والطبرى وحتى ابن كثير فى تفسيرهم الى اى رأى من هذان الرأيان وقد ضعفه جمهور الفقهاء لعدم وجود اى دليل من التاريخ الاسلامى على وقوع مثل هذا اثناء اخذ الجزية مع العلم انه لو كان هذا حدث فعلا لوجدناه مكتوب فى موقع الانبا تكلا فى باب الجزية خاصة انهم دائما ما يسارعون فى إظهار اى تصرف يسىء للإسلام و يظهر مدى إضطهادهم حتى وإن كان من اشخاص لهم وزنهم فى التاريخ
اما باقى الاراء فهى مجهولة المصدر حيث دائما ما نجد البغوى يقول وقيل.... وقيل.... اى لا يعرف من هو القائل الذى ياخذ منه
وقد قال الامام الشافعى فى كتابه الام (5/208)"إن أخذ الجزية منهم أخذها بأحمال، ولم يضرّ أحد منهم ولم ينله بقول قبيح "
وهذا يعنى انه لا يجوز اهانتهم عند دفعهم للجزية
مع العلم ان إذلال اهل الكتاب وقهرهم بالصور التى يشيعها المسيحى يناقض الكثير من الايات والاحاديث التى تأمرنا ببر اهل الكتاب وان نقسط اليهم والا نأذيهم بدون حق
فالخلاصة:
ان كلمة صاغرون لا تعنى اهانتهم واهدار كرامتهم بل تعنى إعزاز المسلم عنهم لأنه يأخذها لحمايتهم وامنهم ولا يأخذها اخذ ذليل لهم
خامسا:ما هى عقوبة من يرفض دفع الجزية إذا تم امره بها؟؟؟؟؟
ويشترط هنا ان يكون قادر قال القرطبيّ : "قال علماؤنا: أمّا عقوبتهم إذا امتنعوا من أدائها مع التّمكّن فجائز ، فأمّا مع تبيّن عجزهم فلا تحلّ عقوبتهم، لأنّ من عجز عن الجزية سقطت عنه"
وقد يعتقد البعض ان العقوبة هى القتل للشخص وهو اعزل مثل ما تقوم به بعض العصابات بأسم الدين ولكن فى الحقيقة ان القتال المذكور فى الاية لا تعنى قتل الشخص وهو اعزل فيقول القرطبى فى تفسيره فيمن امتنع عن الجزية " لو عاهد الإمام أهل بلد أو حصن ثم نقضوا عهدهم وامتنعوا من أداء ما يلزمهم من الجزية وغيرها وامتنعوا من حكم الإسلام من غير أن يظلموا وكان الإمام غير جائر عليهم ؛ وجب على المسلمين غزوهم وقتالهم مع إمامهم . فإن قاتلوا وغلبوا حكم فيهم بالحكم في دار الحرب سواء"ومن كلام القرطبى نجد ان العقوبه هى القتال اى الحرب وليس قتل الشخص وهو اعزل
وقد اجمع الفقهاء ان القتال له صور عديده ليس فقط الحرب ولكن لها صور اخرى منها مصادرة اموال الشخص الذى يمتنع عن الجزية بمقدار الجزية المفروضه عليه طالما قادر على دفعها
سادسا:هل الجزية عمل مشين ودفعها يهدر من كرامة المسيحى من المنظور المسيحى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بالطبع سيجيب اى مسيحى بنعم فالجزية امر غير ادمى لا يرضى به الله ولكن المفاجئه الصادمه له انه مأمور بدفع الجزيه ومن لا يدفع الجزية فهو يقاوم الله والله سيدينه بعدم دفعه للجزية بنص الكتاب المقدس والتفاسير المسيحية
فجاء فى رسالة رومية13
1لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ،
2حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً.
3فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ،
4لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ.
5 لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ.
6فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا، إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ.
7فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ.
8 لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ.
واليكم التفاسير المسيحيه حتى لا يتهمنى احد انى افسر النصوص حسب اهوائى او اهواء المسلمين
فيقول القمص تادرس يعقوب ملطى فى تفسيره
كتب الرسول بولس: "لتخضع كل نفس للسلاطين، لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله" ذلك في الوقت الذي كان فيه نيرون يضطهد الكنيسة بكل عنف. إذ كان يؤمن إن نيرون أيضًا بالرغم من شرّه قد أقيم بسماح إلهي لخير الكنيسة، وليس عمل الكنيسة أن تقاومه لا في الظاهر ولا بالقلب، إنما ترد مقاومته بالحب والخضوع في الأمور الزمنيّة مادامت لا تمس إيمانها بالله.
يفسر لنا القديس يوحنا الذهبي الفم هذه العبارة موضحًا إننا نلتزم بالخضوع للرؤساء والحكام، لأن هذا التدبير هو من الله، لا بمعنى كل ملك أو مسئول أقيم من عند الله، وإنما التدبير ذاته هو من الله،
يكمل القديس يوحنا الذهبي الفم مظهرًا أن الخضوع هنا ليس لأجل منفعة زمنية، وإنما من أجل الله نفسه. فالخضوع هنا لا يعني ضعفًا بل "طاعة في الرب"، لذا يليق بالمؤمن في خضوعه أن يخاف لا من الناس وإنما من الشرّ: يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الرسول قد حوّل ما يراه الكثيرون ثقلًا إلى راحة، فإن كان الشخص ملتزم بدفع الجزية إنما هذا لصالحه، لأن الحكام "هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه"، يسهرون مجاهدين من أجل سلام البلد من الأعداء ومن أجل مقاومة الأشرار كاللصوص والقتلة. فحياتهم مملوءة أتعابًا وسهر. بينما تدفع أنت الجزية لتعيش في سلام يُحرم منه الحكام أنفسهم.
ويقول القديس أمبروسيوس:يلزم الخضوع له كما للرب، وعلامة الخضوع هو دفع الجزية، وأيضًا يقول: يركّز الرسول على أن نرُد له ليس فقط المال، بل الكرامة والمهابة
هذا وإن كلمة "أعطوا" هنا في الأصل اليوناني تعني "ردّوا"، فما نقدمه من جزية أو تكريم للحكام ليس هبة منّا، وإنما هو إيفاء لدين علينا، هم يسهرون ويجاهدون ليستريح الكل في طمأنينة.
هذا والجزية هنا يقصد بها ما يأخذه الحاكم على النفوس والعقارات، أمّا الجباية فيأخذها على التجارة.
ويقول القس انطونيوس فكرى فى تفسيره
وهكذا فنحن لا نطمع في مراكز سياسية عالمية لأن كنيستنا هي مؤسسة سماوية ونحن أيضًا لا نهتم بالاضطهاد الذي يقع علينا ونحن لا نثور ضد من يضطهدنا. ونحن نخضع للرئيس أو الملك في كل شيء إلا في شيء واحد هو أن يأمرنا بترك المسيح
والمسيحي يشعر أن حياته ليست في يد الملك، بل في يد الله ضابط الكل الذي عَيَّن الملك، فالسلطة مرتبة من الله، لذلك علينا أن نخضع للملك مهما كان شريرًا، وليس للملك وحده بل لكل الهيئة الحاكمة معه
الله هو الذي عَّين الملك، به تملك الملوك، فمن يقاوم الملك فأنه يقاوم الله. من يعمل أعمالًا صالحة لا يخاف من الحاكم. ومن يعمل الشر يخاف منه.الحاكم هو خادم الله، الله وضع السيف (العقاب) في يده لقمع كل شر وذلك حتى لا تعم الفوضى.علينا أن نخضع للحاكم ليس خوفًا فقط بل من أجل الضمير، لأن الله عَيَّنَهُ أي علينا أن نفهم أننا لا نتعامل مع إنسان عظيم فنخاف منه لعظمته، بل نحن نتعامل مع الله الذي أمرنا أن نخضع لمن عينه
هذه مثل إعط ما لقيصر لقيصر. علينا أن نعطي لهؤلاء الذين في يدهم السلطان حقوقهم وهذا واجب علينا.
ونلاحظ على النص و التفاسير الاتى
1- المسيحى يجب ان يدفع الجزية للملك لان الملك اقيم بسماح من الله
2- المسيحى الذى يقاوم الملك حتى لو كان شريرا طالما ان الملك لم يأمره بترك المسيح وخاصة فى موضوع الجزية والضرائب فهو يقاوم الله
3- المسيحى مأمور ان يدفع الجزية حتى لا يغضب الملك ويجلب عليه الشر لان الله وضع السيف فى يده
4- المسيحيين المقاومين للملك سيدينهم الله كما قال بولس
بل المفاجئه تكمن حينما يعلم المسيحى ان المسيح عليه السلام دفع الجزية عن نفسه فقد قال لسمعان: " اذهب إلى البحر وألق صنارة، والسمكة التي تطلع أولا خذها، ومتى فتحت فاها تجد أستارا، فخذه وأعطهم عني وعنك" (متى17-27)
فهل المسيح خضع للبلطجه عندما دفع الجزية؟؟؟ وهل المسيح سمح لنفسه ان يدفع اتاوة إن كانت الجزية اتاوة كما تتصوروا وليس ضريبه من ضرائب الدوله كما ترفضون هذا المعنى ؟؟؟؟؟وهل المسيحى اعظم من المسيح عليه السلام وهو الههم وكرامة المسيحى اعظم من كرامة المسيح حتى يرفضوا ما قبله المسيح؟؟؟؟؟
وبعد كل هذا هل المسيحى لايزال يعتقد ان الجزية بدعة اسلامية ؟؟ وهل لايزال يعتقد ان الجزية اتاوة وبلطجة رغم ان كتابه يامره بدفعها والمسيح دفعها ؟؟؟؟ وهل لايزال يعتقد ان الجزية بلغ مالى كبير رغم اعتراف الموقع الرسمى للكنيسة القبطيه بان مقدارها دينارين ؟؟؟ وهل لايزال يقاوم الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟hgv] ugn afim hg[.dm tn hghsghl
المفضلات