أطلق الأنبا ماكسيموس رئيس المجمع المقدس لكنائس القديس أثناسيوس الرسولي، مبادرة تهدف إلى التقارب مع التيارات الإسلامية، والخروج من الواقع الطائفي الذي يخيم على الأجواء في مصر، قائلا إن هذا "يفرض علينا أن نبحث عن مخرج من هذا الصراع الذي يأتي على الأخضر واليابس والخاسر فيه الجميع"، مبديا استعدادا لاعتلاء منبر أي مسجد ليخطب فيه عن الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.
وقال في تصريحات خاصة لـ "المصريون"، إنه من خلال المبادرة يمد يده للتيارات الإسلامية المختلفة في مصر، "لأنني أقدر العواقب التي تصيب الوطن جراء الهجوم علي الآخر، بما يسفر عن انقسام الجماعة الوطنية"، موضحا أن مشروعه الإصلاحي قائم على رفض الزعامات الطائفية التي فرضت نفسها على الحياة السياسية.
وأضاف: كانت الإرهاصة الأولي لهذه المبادرة هي تنظيم "يوم التقريب" في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان حيث يتم تنظيم إفطار عام للإخوة المسلمين لمد جسر محبة بين الديانتين ثم الصلاة للمسلمين والدعوة لهم بدوام السلام.
وكشف ماكسيموس عن تفاصيل المبادرة، قائلا إنها تهدف إلى تنظيم حوار بين أصحاب الديانات وليس الديانات نفسها، وأشار على سبيل المثال إلى أن هناك صعوبة في فهم الأيدلوجية المسيحية، حيث قال إنه ليس المطلوب من المسلم أن يفهمها وإنما فقط عليه أن يحترمها وألا يهاجمها والعكس صحيح.
وتابع قائلا: الهدف من المبادرة الاتفاق على حد أدنى من التفاهم حول المبادئ ونترك لكل صاحب دين أن يشرحه كما يفهمه، بدلاً مما يحدث الآن، فبعض الأقباط يحاولون نزع اقتباسات من القرآن الكريم لتأكيد صحة التجسد وهو تشويه غير مقبول!.
وضرب مثلاً على القضايا التي يجب الابتعاد عنها في الحوار الإسلامي – المسيحي المقترح، حيث يقول إن الإسلام يؤمن بأن الوحي إملاء، بينما المسيحية تقول إن المسيح هو الوحي نفسه، لذا يقول: لا يجب الاقتراب من تلك النقطة في الحوار، لأنني لا أغير منهجًا وإلا فلن يكون هناك آخر من الأساس، وإنما يجب دراسة الدين "كدين في حد ذاته" بمنطق التعامل معه كحقيقة، فضلاً عن إعلاء القيم الإنسانية في كل دين، فالحوار يهدف إلي إعادة اكتشاف الآخر بشكل صحيح، وليس لمحاولة إثبات مَنْ الأسوأ، وللأسف أي مسلم أو مسيحي يمتدح ديانة الآخر الآن يتعرض للهجوم وينعت بالعمالة.
وأكد ماكسيموس إنه يحب نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، قائلا: "نعم أقولها بعلو صوتي أنا أحب محمدًا وأحب كل المسلمين ولو صعدنا للسماء لنسأل المسيح لقال إنه يحبه هو الآخر فكيف لا أحبه"، لكنه رفض الحديث عن شبهات كل ديانة في محاولة للإقناع بديانة أخرى، معتبرا أن هذا يفقد كل ديانة خصوصياتها.
ودعا إلى تبادل الاحترام بين المسلمين والمسيحيين وليس بالضرورة الإيمان بالدين، واستدرك: "لو اقتنعت بالآخر بمعنى اليقين وليس الاحترام، ففي هذه الحالة لن يوجد آخر أصلاً، فالاعتراف أخلاقي وحضاري، فلم يعد يجدي الحديث عن "محاكم تفتيش" في الوقت الراهن علي تصرفات الناس، وبكلمة موجزة فنحن "نريد إرساء مبدأ الاعتراف بالآخر".
لكن ماكسيموس يدرك صعوبة الحوار حتى بين أصحاب الديانة الواحدة، قائلا: "منذ سنين والحوار بين أصحاب الديانة الواحدة تفشل، لأنهم لم يتوحدوا على فكرة واحدة، فكيف نطلب من المختلفين عقائدياً أن يتفقوا، وبأي منطق الديانات تتفق على فكرة، فنحن نتمنى وقف منطق الاستعلاء وفحص إنكار الآخر ، وإدارة حوار على هذا الأساس".
واقترح ماكسيموس تنظيم لقاءات فردية مع قيادات التيارات الإسلامية والمسيحية، وقال إنه بدأها بالفعل بلقاء منفرد مع الشيخ علاء أبو العزايم أحد مشايخ الطرق الصوفية، ثم استضافه على قناة "الراعي الصالح " ليتحدث عن تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عن الإسلام.
وأضاف، أنه من المقرر أن يتبع هذا اللقاء لقاءات مع قيادات التيارات الفكرية الإسلامية للاتفاق على مبادئ ومعالجات، قبل عقد اجتماع شامل، بهدف ضخ تيار ثقافي جديد في وسائل الإعلام، على شكل حركة شعبية "إفراز ثقافي توافقي جديد نقدمه للدولة".hghkfh lh;sdl,s>>d'gr plgm ggjrhvf fdk hjfhu hg]dhkhj ,dr,g Hpf kfd hghsghl
المفضلات