[قتادة بن النعمان هو الأمير المجاهد ... أبو عمر الأنصاري الظفري البدري
وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه...(1)
إسلامه
كان قتادة يشعر في قرارة نفسه أن للكون إلها عظيما , وأن هذا الليل لن يطول
ويسمع قتادة ببعثة الحبيب صلى الله عليه وسلم ... ويذهب
فيعلن إسلامه بين يدي الحبيب صلى الله عليه وسلم
وما إن لامس الإيمان شغاف قلبه حتى جعل حياته كلها وقفا لله عز وجل ونصرة دينه .... فشهد المشاهد مع الحبيب صلى الله عليه وسلم
ولما جاءت غزوة بدر خاضها قتادة وقلبه يتلهف شوقا للشهادة في سبيل الله ولكن الله لم يقدر له تلك الأمنية الغالية ... ومع ذلك أراد الله أن يكرمه يوم أن سالت حدقة قتادة فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأعاد عينه مكانها - باذن الله[
النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليه عينيه
عن عاصم بن عمر بن قتادة, عن أبيه , عن جده قتادة بن النعمان , أنه أصيبت عينه يوم بدر , فسالت حدقته على وجنته , فأرادوا أن يقطعوها, فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا , فدعاه فغمز حدقته براحته , فكان لا يدري أي عينيه أُصيبت.
وفي رواية :انه اصيبت عينه يوم بدر ،فسالت حدقته على وجنته ،فاراد القوم ان يقطعوها ،فقالوا :ناتي نبي الله نستشيره ،فجاء ،فاخبره الخبر ،فادناه رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم منه ،فرفع حدقته حتى وضعها موضعها ،ثم غمزها براحته وقال :"اللهم اكسه جمالا "
فمات ،وما يدري من لقيه اي عينيه اصيبت .
وجاءت رواية ثالثة تثبت ان ذلك حدث في غزوة احد (والله اعلم )
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر الرماية بنفسه ،فعن قتادة بن النعمان :ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها ،فاخذها قتادة بن النعمان ،فكانت عنده ،واصيبت يومئذ عينه ،حتى وقعت على وجنته ،فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ،فكانت احسن عينيه واحدهما (2)[
جهاده فى سبيل الله[
وشهد قتادة مع رسول الله صلى اله عليه وسلم المشاهد كلها , وكانت معه يوم الفتح راية بني ظفر
وظل ملازما للحبيب صلى الله عليه وسلم يقبس من هديه وعلمه وأخلاقه إلى أن توفى الحبيب صلى اله عليه وسلم فحزن عليه قتادة حزنا شديدا كاد أن يمزق فؤاده.
وظل قتادة يبذل نفسه وماله لله ونصرة دين الله في عهد ابو بكر وعمر رضي الله عنهما وكانا يعرفان له قدره ومكانته السابقة.
وكان على مقدمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما سار إلى الشام وكان من الرماة المعدودين .
عاش خمسا وستين سنة . وتوفى في سنة ثلاث وعشرين بالمدينة , ونزل عمر يومئذ في قبره (3)
]سيرة عطرة
إن السيرة العطرة تخلد اسم صاحبها وتبقى ذكره في القلوب المؤمنة.
فهاهو ابن قتادة رضي الله عنه يدخل على عمر بن عبد العزيز . فقال له عمر : من أنت يافتى؟ قال:
أنا ابن الذي سالت على الخد عينه**** فردت بكف المصطفى احسن الرد
فعادت كما كانت لأحسن حالها**** فياحسن ما عين وياطيب مايد
فقال عمر : بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون. ثم قال:
تلك المكارم لا قبعان من لبن ****شيبا فعادا بعد أبوالا (4)
( 1)السير للامام الذهبي (2/331 ــ 332)
(2) اخرجه ابن هشام في "السيرة " (3/600) وابن سعد في "الطبقات "(3/346) والبيهقي في "الدلائل " (3/251) من طريق ابن اسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلا ووصله الدارقطني وابن شاهين كما في "الاصابة " (8/139) والبيهقي في "الدلائل " (4/ 253 ) من حديث قتادة نفسه ،واشار الحافظ ابن كثير في "البداية " (4/38) الى طريق آخر من حديث جابر ،ولم اقف عليه ،وقد ورد مثل ذلك في غزوة بدر والله اعلم
(3) السير للامام الذهبي (2/332ــ 333)
(4) صفة الصفوة (1/ 191ــ 192)[/align] [/frame]rjh]m fk hgkulhk vqd hggi uki
المفضلات