السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فهذا تخريج كنت قد أعددته ( و هو أول تخريج لي في علم الحديث )، و نشرته فى منتدى الألوكة ، لحديث أشتهر بين الخطباء و الوعاظ و رأيته غير مرة معلقا على أبواب المساجد ما أنه لا يصح اسناده ، و سأذكر معه البديل الصحيح الذى يغنى عنه . و الله المستعان
أولا : المتن:
عن ابن عباس قال: تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ) فقام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة ، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم:" يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما و أيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به " .
ثانيا: التخريج:
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" ( ج 6 / ص 311 / رقم 6495) - قال: حدثنا محمد بن عيسى بن شيبة ثنا الحسن بن علي الاحتياطي ثنا أبو عبد الله الجوزجاني رفيق إبراهيم بن أدهم ثنا بن جريج عن عطاء عن ابن عباس به
ثم قال : لا يروى هذا الحديث عن بن جريج إلا بهذا الإسناد تفرد به الاحتياطي .
و عنه أخرجه الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (1/203-ط الحلبي ) فقال:حدثنا سليمان بن أحمد -و هو الطبراني-، حدثنا محمد بن عيسى بن شيبة المصري، حدثنا الحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي، حدثنا أبو عبد الله الجوزجاني -رفيق إبراهيم بن أدهم – به .
ثالثا : رجال الحديث :
1- محمد بن عيسى بن شيبة المصرى :
هو محمد بن عيسى بن شيبة بن الصلت السدوسي البصري ثم المصري، ابن أخ الإمام يعقوب بن شيبة السدوسي .
حدث عن : إبراهيم بن الصباح الدقاق ،سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، و أبى سعيد الأشج ، و محمد بن أبى معشر ، و أبى هاشم الرفاعى .
و عنه : أبو القاسم الطبراني في" المعجمين " ، و النسائي في " حديث مالك " ، و أبو يعقوب بن المبارك ، و ابن عدى و لم يذكره في " كامله " ،و أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبى عصام العدوى ، و حمزة بن محمد الحسيني ،
و غيرهم ، وصفه المقريزي بالحافظ ، و قال الحافظ : مقبول.
وفاته : مات سنة 300 بمصر يوم السبت لخمس خلون من جمادى الآخرة .
خلاصة مرتبته: هو صدوق ، فقد حدث عنه النسائي في " حديث مالك " ، و النسائي نظيف الشيوخ كما قال الذهبي في المغنى (ترجمة رقم 478 – أحمد بن نفيل الكوفي ) .
2- الحسين بن عبد الرحمن بن عباد بن الهيثم أبو على الفزارى الاحتياطي :
و قيل اسمه حسن ، و الصواب أن كلاهما صواب .
أما ما وقع في إسناد الطبراني من أنه الحسن بن على فخطأ من الناسخ ، و الدليل أن ابن مردويه رواه عن الطبراني على الوجه الصحيح .
روى عن ابن عيينة، وابن إدريس، وجرير بن عبدالحميد و على بن جميل و يوسف بن أسباط و سلم بن سالم .
وعنه الهيثم بن خلف، ومحمد بن أبى الازهر النحوي، وعدة.
قال على بن المدينى: تركوا حديثه.
قال المروذى: سألت أبا عبد الله عن الاحتياطي فقال: يقال له حسين، أعرفه بالتخليط، وذكر أنه دخل في أمر السلطان.
قال ابن عيينة : "اتهم "
قال ابن عدى: يسرق الحديث ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق.
وقال الأزدي: لو قلت كان كذابا لجاز.
وذكره ابن الجوزى وقال: بعض الرواة يسميه الحسين.
قال الذهبي : هو مقرئ، وله مناكير.
و ذكره ابن حبان في ثقاته (8/179-180) ، و توثيقه مردود ، لأنه متساهل في التوثيق أولا ، و لأنه قد انفرد به عن أئمة الجرح و التعديل ثانيا ، فيطرح هاهنا و لا يغتر به .
خلاصة مرتبته : متروك منكر الحديث لاسيما عند التفرد .
3- أبو عبد الله الجوزجاني رفيق إبراهيم بن أدهم :
لم أعثر على ترجمته لذا لم أعرفه .
4- ابن جريج :
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، الإمام، العلامة، الحافظ شيخ الحرم، أبو خالد، وأبو الوليد القرشي الأموي، المكي، صاحب التصانيف، وأول من دون العلم بمكة. مولى أمية بن خالد. وقيل: كان جده جريج عبدا لأم حبيب بنت جبر زوجة عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد الأموي، فنُسب ولاؤه إليه. وهو عبد رومي. وكان لابن جريج أخ اسمه محمد لا يكاد يُعرف. وابنٌ اسمه محمد.
حدث عن : عطاء بن أبي رباح فأكثر و جود، وعن ابن أبي مليكة، ونافع مولى ابن عمر، وطاوس حديثا واحدا قوله . وذكر أنه أخذ أحاديث صفية بنت شيبة، وأراد أن يدخل عليها، فما اتفق. وأخذ عن مجاهد حرفين من القراءات، وميمون بن مهران، ويوسف بن ماهك، وعمرو بن شعيب، وعمرو بن دينار، وعكرمة العباسي مرسلا،وعكرمة بن خالد المخزومي، وابن المنكدر، وعبيد الله بن أبي يزيد، والقاسم بن أبيبزة، وعبد الله بن كثير الداري، وأيوب بن هانئ، وحبيب بن أبي ثابت، وزيد بن أسلم،والزهري، وصفوان بن سليم، وعبد الله بن طاوس، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وعبد اللهبن كثير بن المطلب، وعبد الله بن كيسان، وعبدة بن أبي لبابة، ومحمد بن عباد بنجعفر، وخلق كثير. وينزل إلى أقرانه، بل وأصحابه. فحدث عن زياد بن سعد شريكه، وجعفرالصادق، وزهير بن معاوية، وإبراهيم بن محمد بن أبي عطاء وهو ابن أبي يحيى، وسعيد بنأبي أيوب المصري، وإسماعيل ابن علية، ومعمر بن راشد، ويحيى بن أيوب المصري. وكان منب حور العلم.
حدث عنه: ثور بن يزيد، والأوزاعي، والليث، والسفيانان،والحمادان، وابن علية، وابن وهب، وخالد بن الحارث، وهمام بن يحيى، وعيسى بن يونس،وابن إدريس، ويحيى بن سعيد الأموي، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن حرب الأبرش،ويحيى بن أبي زائدة، ووكيع، والوليد بن مسلم، وهشام بن يوسف، وحجاج بن محمد الأعور،وأبو أسامة، وروح، وأبو عاصم، والخريبي، وعبد الله بن رجاء المكي، وعبد الرزاق بنهمام، وعبيد الله بن موسى، وغندر، والأنصاري، وعثمان بن الهيثم المؤذن، ويحيى بنسليم الطائفي، ومحمد بن بكر البرساني وأمم سواهم.
تصنيفه بمكة:
قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: من أول من صنف الكتب؟ قال: ابن جريج، وابن أبي عروبة. وروى علي بنالمديني، عن عبد الوهاب بن همام، عن ابن جريج قال: أتيت عطاء وأنا أريد هذا الشأن،وعنده عبد الله بن عبيد بن عمير، فقال لي ابن عمير: قرأت القرآن؟ قلت: لا. قال: فاذهب فاقرأه ثم اطلب العلم. فذهبت، فغبرت زمانا حتى قرأت القرآن، ثم جئت عطاء،وعنده عبد الله. فقال: قرأت الفريضة؟ قلت: لا. قال: فتعلم الفريضة، ثم اطلب العلم. قال: فطلبت الفريضة، ثم جئت. فقال: الآن فاطلب العلم، فلزمت عطاء سبع عشرة سنة.
قال ابن عيينة: سمعت ابن جريح يقول: ما دَوَّن العلم تدويني أحد. وقال: جالست عمرو بن دينار بعدما فرغت من عطاء تسع سنين.
قال علي بن المديني: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة، فذكرهم، ثم قال: صار علمهم إلى أصحاب الأصناف. ممن صنف العلم منهم من أهل مكة ابن جريج. يكنى أبا الوليد، لقي ابن شهاب، وعمرو بن دينار. يريد من الستة المذكورين.
و به قال أبو إسحاق، قال ابن جريج: ما دوَّن هذا العلم تدويني أحد جالست عمرو بن دينار بعدما فرغت من عطاء سبع سنين. وقال: لم يغلبني على يسار عطاء عشرين سنة أحد، فقيل له: فما منعك عن يمينه؟قال: كانت قريش تغلبني عليه.
تدليسه :
قال الدارقطني رحمه الله (تهذيب التهذيب ج6 ص359 ) : تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما .
قلت: الرجل في نفسه ثقة، حافظ، لكنه يدلس بلفظة "عن"، "وقال" وقد كان صاحب تعبد وتهجد وما زال يطلب العلم حتى كبر و شاخ. وقد أخطأ من زعم أنه جاوز المائة، بل ما جاوز الثمانين، وقد كان شابا في أيام ملازمته لعطاء.
وقال ابن جريج: لم أسمع من الزهري، إنما أعطاني جزءا كتبته، وأجازه لي.
حديثه عن عطاء :
وروى علي بن المديني، عن عبد الوهاب بن همام، عن ابن جريج قال: أتيت عطاء وأنا أريد هذا الشأن،وعنده عبد الله بن عبيد بن عمير، فقال لي ابن عمير: قرأت القرآن؟ قلت: لا. قال: فاذهب فاقرأه ثم اطلب العلم. فذهبت، فغبرت زمانا حتى قرأت القرآن، ثم جئت عطاء،وعنده عبد الله. فقال: قرأت الفريضة؟ قلت: لا. قال: فتعلم الفريضة، ثم اطلب العلم. قال: فطلبت الفريضة، ثم جئت. فقال: الآن فاطلب العلم، فلزمت عطاء سبع عشرة سنة.
قال أحمد بن زهير بن حرب أبو بكر بن أبي خيثمة في التاريخ – ط دار غراس(ص 152):
حدثنا إبراهيم بن عرعرة، قال: نا يحيى بن سعيد القطان عن ابن جريج قال: إذا قلت قال عطاء فأنا سمعته منه، وإن لم أقل سمعتُ.
وقال أبو حاتم الرازي (العلل 870):" من خالف ابن جريج في عطاء فقد وقع في شغل " .
وفاته :
قال أبو محمد بن قتيبة مولد ابن جريج سنة ثمانين عام الجحَّاف . أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أنبأنا أبو اليمن الكندي، أنبأنا علي بن هبة الله، أنبأنا أبو إسحاق الفيروز آبادي قال: ومنهم أبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وجريج عبد لآل أم حبيب بنت جبير، ومات سنة خمسين ومائة.
قال ابن المديني، وأبو حفص الفلاس: مات ابن جريج سنة تسع وأربعين ومائة وهذا وهم. فقد قال يحيى القطان ومكي بن إبراهيم،وأبو نعيم، وعدة: مات سنة خمسين ومائة وعن ابن المديني أيضا: سنة إحدى وخمسين .
قلت: عاش سبعين سنة. فسنه وسن أبي حنيفة واحد، ومولدهما وموتهما واحد
خلاصة مرتبته: ثقة حافظ و لكنه قبيح التدليس لا يدلس إلا عن مجروح إلا ما كان عن عطاء فأنه محمول على الاتصال كما صرح بذلك .
5- عطاء بن أبي رباح:
واسمه أسلم القرشي الفهري ، أبو محمد المكي مولى آل أبي خثيم ، عامل عمر بن الخطاب على مكة ، ويقال : مولى بني جمح.
ولد في خلافة عثمان بن عفان ، ويقال : إنه من مولدي الجند ونشأ بمكة.
روى عن : عائشة ، وأم سلمة ، وأم هانئ ، وأبي هريرة ، وابن عباس ، وحكيم بن حزام ، ورافع بنخديج ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن خالد الجهني ، وصفوان بن أمية ، وابن الزبير ، وعبدالله بن عمرو ، وابن عمر ، وجابر ، ومعاوية ، وأبي سعيد ، وعدة من الصحابة . وأرسلعن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن أبي بكر ، وعتاب بن أسيد ، وعثمان بن عفان ،والفضل بن عباس ، وطائفة
روى عنه : أبان بن صالح ، وأسامة بن زيد الليثي وإسماعيل بن مسلم المكي ، وأيوب بن أبي تميمة السختياني عبد العزيز بن جريج وعطاء الخراساني ، وعفير بن معدان الحمصي ، وليث بن سعد المصري ، وليث بن أبي سليم الكوفي ، ومالك بن دينار البصري الزاهد ، ومبارك بن حسان البصري ، والمثنى بن الصباح ، ومجاهد بن جبر المكي وهو من شيوخه ، ومحمد بن إسحاق بن يسار المدني ، ويحيى بن أبي كثير اليمامي ، وابنه يعقوب بن عطاء بن أبي رباح ، ويونس بن عبيد البصري ، وأبو إسحاق السبيعي ، وأبو الزبير المكي ، و غيرهم .
قال محمد بن سعد فى طبقاته (5 / 467 – 470): كان من مولدي الجند ، ونشأ بمكة ، وهو مولى لبني فهر أو الجمح ، وانتهت فتوى أهل مكة إليه وإلى جاهد في زمانهما ، وأكثر ذلك إلى عطاء.سمعت بعض أهل العلم يقول : كان عطاء أسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمي بعد ذلك ، وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث
وقال عباس الدوري فى تاريخه 2 / 402)، عن يحيى بن معين : كان عطاء معلم كتاب.
وقال الدارقطني : قال خالد بن أبي نوف عن عطاء : أدركت مئتين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الهيثم ، وأبو المليح الرقي ، وأحمد ، وأبو عمر الضرير ، وغيرهم : مات عطاء سنةأربع عشرة ومائة وقال يحيى القطان : سنة أربع أو خمس عشرة وقال ابن جريج وابن عيينةوالواقدي وأبو نعيم والفلاس : سنة خمس عشرة ومائة وقال الواقدي : عاش ثمانياوثمانين سنة . وقال شباب : مات سنة سبع عشرة فهذا خطأ وابن جريج وابن عيينة أعلمبذلك . وقد كان بمكة مع عطاء من أئمة التابعين مجاهد ، وطاوس ، وعبيد بن عميرالليثي ، وابن أبي مليكة ، وعمر وبن دينار ، وأبو الزبير المكي ، وآخرون .
خلاصة مرتبته : مكى ثقة فقيه تابعى عالم بالمناسك .
6- ابن عباس :
هو الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-، ابن عم النبي صلى الله عليه و سلم .
رابعا: الحكم على الحديث :
الحديث منكر و فيه علتان :
1- الحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي و هو منكر الحديث متروك .
2- أبو عبد الله الجوزجاني رفيق ابراهيم بن أدهم لا يعرف .
خامسا: البديل الصحيح
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر المرسلين وقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب أشعث أغبر مطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغدي بالحرام فأنى يستجاب لذلك
أخرجه ابن المبارك فى الزهد (456) و اسحاق بن راهويه فى مسنده (168) و عبد الرزاق فى مصنفه (8839) وأحمد فى مسنده (8570) و البخارى فى رفع اليدين (86) و مسلم فى صحيحه (1015) و الترمذى(2989) و ابن الجعد فى مسنده (1633) و ابن بشران فى الامالى (92) و الدارمى فى سننه (2773) و البيهقى (6621) و فى الشعب (1166) و غيرهم .
و هو حديث حسن ، لأجل فضيل بن مرزوق .
و كتبه
أبو عبد الله أحمد بن عبد المنعم السكندري المصري
(سيل الحق المتدفق)
و نسألكم الدعاء لي بالسداد و التوفيق
الموضوع في المجلس العلمي - الألوكة : http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39928Yjpht hgYo,m fjovd[ p]de " dh su] H'f l'ul; j;k lsj[hf hg]u,m"
المفضلات