شبيحة ساويرس .. متي ينتهون ؟
بقلم / محمود القاعود
الشبيحة في سوريا يقومون بقتل المتظاهرين الذين ينادون بسقوط الديكتاتور بشار الأسد ونظامه الإجرامي الفاشي ، ويعمدون إلي اغتصاب الفتيات والسيدات من أجل إخماد الثورة السورية المجيدة التي نبتهل لله تعالي أن يكللها بالنجاح والانتصار ..
وفى مصر يوجد مئات من عناصر الشبيحة لا يقلون إجراماً وفحشا عن شبيحة بشار الأسد ، كان الديكتاتور البائد حسني باراك يعلفهم طوال ثلاثين سنة ، وفجأة بعد ثورة 25 يناير المباركة ، خرج هؤلاء الشبيحة علي الشعب المصري ، واحتلوا شتي وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة ومرئية ، ليمارسوا أعمال البلطجة والترويع و ” التثبيت ” وترفيع المشاهدين بالأمواس والمطاوي حتي يؤمنوا بما يؤمن به الشبيحة ، وحتي يسلموا الثورة الطاهرة لهؤلاء الشبيحة ، الذين يدعون لدولة تكون الكلمة فيها للصليب والفكرة فيها لما يسمونه ” قداسة البابا ” .
شبيحة مصر كانوا أكثر المستفيدين من نظام الصهيوني باراك ، كانوا يعالجون علي نفقة الدولة ، وتُمنح لهم الجوائز ، ويسمح لهم بإنشاء الفضائيات والصحف ، ويحتلون التلفزيون المصري وبرامجه وتنشر لهم مكتبة الأسرة أعمالهم الرديئة العقيمة التي تحوي سبا للدين ، ويفعلون ما يحلوا لهم دون أية مساءلة ويكتبون التقارير الكيدية ضد الإسلاميين ويصادقون ضباط جهاز أمن الدولة المنحل ، ويركعون أمام أعضاء الحزب الوطني المحظور .. فجأة صار هؤلاء الشبيحة مناضلون وثوريون وزعماء وأبطال ، بل ويعلنون الحرب : من ليسنا شبيحا مثلنا فهو ضدنا !
من بعيد يقف خلف هؤلاء الشبيحة ويمولهم وينفق عليهم رجل الأعمال الصليبي المتطرف نجيب ساويرس ، الذي احترف شراء وصناعة كائنات بليدة جعل منها نجوما توجه الشعب المصري .. لا يوجد شبيح يؤمن بقضية فكرية ولا تجد شبيحا يكتب مقالا عن قناعة فكرية .. وإنما يوجد ” مقاول شبيحة ” يوجههم ويأمرهم .. يللا بينا يا شبيحة نعمل غزوة نرفض التعديلات الدستورية .. يللا بينا يا شبيحة ندعو لحذف المادة الثانية من الدستور .. يللا بينا يا شبيحة ندعو لمجلس رئاسي .. يللا بينا يا شبيحة ندعو لجمعية تأسيسية لوضع دستور علماني .. يللا بينا يا شبيحة ندعو لتأجيل الانتخابات .. يللا بينا يا شبيحة نهاجم المجلس العسكري ونحرض الشعب ضده …. ويرد الشبيحة : آمين يا آبانا الذي في الجونة !
شبيحة ساويرس لم يقدموا شيئاً ينفع الناس منذ ثورة يناير .. مجرد سباب وطعن في الإسلام والجماعات الإسلامية وتهييج النصاري وتأييد دعاوي بعضهم الانفصالية والدعوة لزرع مصر بالكنائس ، وتقنين التنصير والمطالبة بتزويج المسلمة من نصراني والدعوة لإعدام السلفيين واعتقال الإخوان .. والتعلق بتصريحات لأحد السلفيين أو الإخون وعمل ضجة كبرى حولها ، مثلما حدث مع الشيخ محمد حسين يعقوب والأستاذ صبحي صالح ، وتحويل المشاجرات العادية إلي فتنة طائفية وتشنيع علي الإسلام مثلما حدث مع حادثة قطع أذن نصراني في الصعيد بسبب إدارته بيت دعارة ، فحولوا الموضوع إلي ” إقامة حد ” من قبل السلفيين .. ومثلما حدث مع هدم بعض الأضرحة من قبل فلول أمن الدولة ، فحولوا الموضوع إلي مخطط وهابي صحراوي سعودي لإقامة إمارة إسلامية في مصر !!
لا يكتب أحد الشبيحة في أي موضوع ينفع الناس .. أحدهم متخصص في الحديث عن تطويل القضيب وسرعة القذف والمداعبة والدعوة لممارسة الجنس قبل الزواج ورفض مبادئ ” تورا بورا ” – يقصد الإسلام – ومع ذلك من رابع المستحيلات أن تجده يكتب عن رصف طريق أو قرية محرومة من مياه الشرب النقية أو كوبري آيل للسقوط أو يدعو للتصدي لأعمال البلطجة .. فهو في جهاد عظيم يدعو للمواطنة والاستنارة !
آخر مهنته في بطاقة الهوية : مستنير يدعو لحذف المادة الثانية من الدستور ، ومع ذلك تجده يروج لدولة الكنيسة ويطعن في القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الشريفة ويدعو لمساواة المرأة بالرجل في الميراث والشهادة ، ولا يكتب في أي شئ يهم الناس .. لا يكتب عن طابور العيش أو أزمة أنابيب البوتجاز أو اختفاء البنزين والسولار .. فلا صوت يعلو فوق صوت الاستنارة !
الشبيحة لا علاقة لهم بتآمر إثيوبيا علي مصر وإقامة السدود فوق نهر النيل ، كذلك لا علاقة لهم بمحاولة الكيان الصهيوني جر مصر إلي حرب والتحرش بالحدود في سيناء .. فطالما أن كروشهم العفنة ممتلئة بلحم الخنزير والكونياك ، وطالما أن أمخاخهم العطنة لا يوجد بها سوي دخان ” دبابيس الحشيش ” وطالما أن ” الكفيل ” يدفع لهم باليورو والدولار ، فلتذهب البلد إلي الجحيم !
كان من المقزز أن يخرج أحد هؤلاء الشبيحة في برنامج بإحدي فضائيات ” الهشك بشك ” ليعرب عن ألمه مما جري لسيدته الماسونية سوزان مبارك ، ويقول أن من حسناتها مشروع ” مكتبة الأسرة ” .. بحجة أن هذا المشروع كان ينشر التنوير ! ولم يقل هذا الشبيح أن مكتبة الأسرة طبعت له برازه الفكري الذي كان يتغوطه تحت تأثير الدخان الأزرق ويكفر فيه المسلمين وينعتهم بـ ” المتأسلمين ” و ” الإرهابيين ” ويسب الإمام الشهيد حسن البنا بألفاظ لا يجرؤ أن يقول ذرة منها بحق سيده وولي نعمته شنودة الثالث .. ثم يُحول له مبلغا وقدره ” خمسون ألف جنيه ” يأخذ مثلها عند كل طبعة جديدة .. من أجل ذلك كان الشبيح المجرم يبكي سيدته ويدعى أنه لا يمكن لأحد أن ينسي فضلها في الاستنارة !
الغريب أن هؤلاء الشبيحة مكانهم الطبيعي سجن طرة بجوار أتباع زعيمهم المخلوع ، إلا أنهم يحاصرون الشعب من خلال التلفزيون المصري وفضائيات اللصوص الذين صنعهم مبارك لعلمه بتاريخهم الأسود المشين .. وما زالوا ينفثون سمومهم في الصحف الحكومية مثل الأفاعي والحيات ، ولا عمل لهم إلا ممارسة المزيد من الإرهاب والإجرام ، حتي وصلت بهم الخسة مداها إلي تحريض الجيش ضد التيار الإسلامي والدعوة لاعتقال كل من خالفهم شذوذهم وإفكهم .. فهم عاشوا أزهي عصورهم مع وثنهم المخلوع مبارك ولا يتحملون أن يضيع منهم ما حصلوا عليه زورا وبهتانا طوال ثلاثة عقود .. فالديكتاتور مبارك كان المرضعة التي ترضعهم سب الدين والأموال الحرام وجوائز الدولة ويفتح لهم الفضائيات والصحف والمواقع ويؤسس لهم الأحزاب الكرتونية ويمنحهم المناصب ويعين لهم الحراسات الخاصة ويستضيفهم في القصور الفارهة ، وجعلهم قادة للرأى العام .. وهم يريدون مبارك جديد يجعل هذه المهزلة مستمرة ، ويضيق علي الإسلاميين ويُعذبهم .. ويريدون حبيب عادلي جديد يستر علي فضائحهم الجنسية ( زنا ولواط ) ويتنصت علي هواتف الإسلاميين ويغير عليهم في جنح الليالي .. يريدون وزير مالية صهيوني مثل يوسف بطرس غالي يعمل لحساب الكنيسة المرقصية .. ويريدون استمرار وضع الكنيسة الشاذ ” دولة فوق الدولة ” ويريدون استمرار سيطرتهم علي وزارة الثقافة من أجل ” هبش ” ملايين الجنيهات وإنفاقها علي أنصاف الأميين الذين يسبون الدين ويكتبون عن ذكرياتهم في بيوت الدعارة ويدّعون أنهم أدباء وشعراء !
ولذلك فالشبيحة يمارسون أقصي درجات الاستفزاز تجاه الإسلاميين ، ويخترعون كل يوم فيلم هندي سمج ، كما فعلت إحدي صحف الكنيسة عندما جاءت بتصريحات لأحد شيوخ السلفية عن الجهاد ، كان الشيخ قالها منذ نحو عشرين سنة ، وجعلت منها قضية خطيرة تهدد الكرة الأرضية ، وكما فعلت مذيعة تشبه الغراب في إحدى فضائيات ساويرس عما أشيع عن منع ” الأحضان والقُبلات ” في التلفزيون المصري ، وصارت مشكلة أمن قومي حتي خرج رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون ينفي ، ورغم ذلك استمرت المقالات تندد بقرار لم يصدر ، ليحوّل الشبيحة هذه الشائعة إلي ” غزوة القُبلات والأحضان ” !
كل هذا الاستفزاز يهدف لإثارة أى تيار إسلامي ، حتي يكون هذا مبررا لاستمرار وضعهم الشاذ الذي عاشوه طوال سنوات حكم الإرهابي المخلوع باراك .
لقد استطاع الصهيوني المخلوع حسني مبارك طوال سنوات حكمه الإرهابي ، أن يؤسس جيشاً من الشبيحة الملحدين والأفاقين والشواذ وقام بنشرهم في شتي وسائل الإعلام .. لينفذ المهمة التي أمره الكيان الصهيوني بها ، وهي مسخ هوية الشعب المصري وتمييع عقيدته ، حتي يقبل التطبيع ويعتبر الكيان اللقيط ” دولة صديقة ” ، وهذا يفسر سر سيطرة هؤلاء الشبيحة علي جميع وسائل الإعلام .. وهذا أيضاً يفسر سر احتضان ساويرس لهم ، والقيام معهم بالدور الذي كان يقوم به مبارك ..
السؤال الآن : متي ينتهي شبيحة ساويرس من هذا الردح ؟؟ متي ينتهون من أحاديث الإفك ؟؟ متي يتحدثون ويكتبون عما ينفع الناس ويمكث في الأرض ؟؟ بل متي يكف سيدهم الذي يسرحهم عن استئجارهم لإرهاب الشعب المصري ؟؟
لقد صارت الحاجة ملحة ليكون هناك ” إعلام إسلامي ” قوي ( مرئي ومسموع ومقروء ) يفضح شبيحة ساويرس ومخططاتهم الدنيئة ، ويتصدي لأكاذيبهم ، لا سيما أنهم يعمدون إلي الآلة الإعلامية الجبارة التي يمتلكونها للتأثير علي المجلس العسكري وتحريضه ضد الإسلاميين لتظل مصر أسيرة الشبيحة وسيدهم ساويرس .afdpm sh,dvs
المفضلات