بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
* من هو الله ؟
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ هو : الأول بلا بداية ، وحيّ دائم ، لا يموت ولا ينتهي ، وغني قائم بذاته ، لا يحتاج إلى غيره ، وواحد لا شريك له ، قال الله - تعالى - : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) }(سورة الإخلاص)
* الله واحد لا شريك له ، الله هو الحي الدائم المدبر,قال الله تعالى: { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ } (يونس - 31) ، له وحده السيادة المطلقة على الكون والناس وكل شيء ، وإليه وحده يجب أن يرجع الناس في قضاء حاجاتهم , لم يلد ولم يولد ، ولا يصح أن يكون له ابن أو بنت أو أب أو أم ، بل نفى عن نفسه ذلك كله أشد النفي , خلق كل شيء في البداية من العدم ؛ وجعل بعد ذلك لمخلوقاته سنة ونظاما لا يستطيع أحد أن يغيرهما سواه ، وإذا أراد أن يغير من هذا النظام شيئا غيّره كما يشاء ...
- كما ورد فى السنة الكثير من صفاته ( جل و علا ) :-
* عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : " لا إله إلاالله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم " .. أخرجه البخارى ومسلم .
* عن ابن الزبير رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول دُبر كل صلاة حين يُسلّم : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله لانعبد إلا إيّـاه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون " .
* وعن أبى هريرة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح وإذا أمسى وإذا إضطجع : " اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شئٍ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسى وشر الشيطان وشركه "
***
و من صفاته : (السمع والبصر ، والعلم والقدرة ، والإرادة ، يسمع ويرى كل شيء ، لا يحجب سمعه ورؤيته حجاب , ويعلم ما في الأرحام ، وما تُخفيه الصدور ، وما كان وما سيكون ، وهو القدير الذي إذا أراد شيئا قال له : كن فيكون ) , و من صفاته : ( الكلام بما يشاء متى شاء ، والرضى والغضب ، فهو يرضى عن عباده المؤمنين ، ويغضب على الكافرين ، وعلى مرتكبي موجبات غضبه ، ورضاه وغضبه كباقي صفاته ، لا تشبه صفات المخلوق ولا تُأوَّل ولا تُكيَّف , والوجه واليدان ، والاستواء والنزول ) .
(وقُلْ يتجلىَ اللهُ للخلقِ جهرةً * كما البدرُ لا يخفىَ وربُكَ أوضحُ )
( وليسَ بمَولودٍ و ليس بوَالدٍ * وليسَ لـه ُ شبهٌ تعــالىَ المُسبحُ)
* الله خالق كل شئ , فكل ما سوى الله عزوجل مخلوق له ، مربُوب مُدبّر ، مخير مسير، مكون بعد أن كان لاشئ ، جميع الخلق ملكه وعبيده ، وتحت قهره وقدرته ، وتحت تصريف مشيئته ، { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } ( الزمر-62) , خلق السماواتِ و الأرضِ بالحق : { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ , مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (الدخان-39,38 ) , و خلق الأنس و الجن ليعبدوه و ليلجؤا إليه:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات – 56), وأرسل لهم الرُسل ليعلموهم و يوجهوهم إلى الصراط المستقيم الذى يرضاه ( اللهُ سبحانهُ وتعالى):فمثل قوله تعالى:{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }(النحل-36) ، وقوله تعالى:{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }( الأنبياء-25)، وقوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ}(الزخرف-45), عن طريق كتبهِ أرسلها إليهم { نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ , مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (آل عمران-3,4) ....
*اللهُ الذي لا يخلو من علمه مكان ولا يشغله شأن عن شأن جل عن الأشباه والأنداد وتنزه عن الصاحبة والأولاد ونفذ حكمه في جميع العباد لا تمثله العقول بالتفكير ولا تتوهمه القلوب بالتصوير { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (الشورى : 11) ، له الأسماء الحسنى ، والصفات العلى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى, لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى, وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } (طه -7,6,5) ، أحاط بكل شيء علما ، وقهر كل مخلوق عزة وحكما ، ووسع كل شيء رحمة وعلما{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (طه - 110) ، موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم ، وعلى لسان نبيه الكريم , وكل ما جاء في القرآن أو صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن وجب الإيمان به ، وتلقيه بالتسليم والقبول ، وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل ....
* يجب الأيمان به كما وصف لنا نفسه بغير تدخل منا , قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله ينزل إلى سماء الدنيا » ، أو « إن الله يرى في القيامة » ، وما أشبه هذه الأحاديث : ( نؤمن بها ، ونصدق بها بلا كيف ، ولا معنى ، ولا نرد شيئا منها ، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (الشورى : 11) ، ونقول كما قال ، ونصفه بما وصف به نفسه ، لا نتعدى ذلك ، ولا يبلغه وصف الواصفين ، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتثبيت القرآن ) .
* قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه : (آمنت بالله وبما جاء عن الله ، على مراد الله ، وآمنت برسول الله ، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (وَمِنَ الإيمَانِ بِاللهِ: الإِيمَانُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتِابِهِ الْعَزِيزِ،وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلاَ تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلاَ تَمْثِيلٍ. بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللهَ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى-11). فَلاَ يَنْفُونَ عَنْهُ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، وَلاَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ، وَلاَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَاءِ اللهِ وآيَاتِهِ، وَلاَ يُكَيِّفُونَ وَلاَ يُمَثِّلُونَ صِفَاتِهِ بِصِفَاتِ خَلْقِهِ. لأَنَّهُ سُبْحَانَهُ: لاَ سَمِيَّ لَهُ، وَلاَ كُفْءَ لَهُ، وَلاَ نِدَّ لهُ. ولاَ يُقَاسُ بِخَلْقِهِ سُبْحَانَهَ وَتَعَالَى. فَإنَّهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ، وَأَصْدَقُ قِيلاً، وَأَحْسَنُ حَدِيثًا مِنْ خَلْقِهِ. ثُمَّ رُسُلُه صَادِقُونَ مُصَدَّقُون؛ بِخِلاَفِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَيْهِ مَا لاَ يَعْلَمُونَ ).
قال الأمام أبن القيم – رحمه الله - :-
(هَذَا ومِنْ توحيدهمْ إثباتِ أو ... صافَ الكمالِ ربنا الرَّحْمَنِ )
***
- للهِ سبحانهُ و تعالى حقٌ على عبادهِ , قال العلامة ابن القيم الجوزية:
( للهِ حقٌ ليسَ لعبدهِ***ولعبدهِ حقٌ هما حقانِ )
(لا تجعلوا الحقينَ حقاً واحداً *** مِنْ غيرِ تمييزٍ ولا فرقانِ)
* و من حقهِ علينا ( سبحانهُ و تعالى ) :-
1- توحيدهُ و الأيمانُ بهِ : التوحيد : هو إفراد الله تعالى بالربوبية والألوهية وكمال الأسماء والصفات , { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }(البقرة-163) , معنى الإيمان بالله عز وجل : هو التصديق الجازم بوجود الله تعالى، :{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ }(سورة البقرة-177) ،و : { آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } (البقرة-285) ، وفي حديث جبريل عليه السلام ، لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم :( قَالَ- جبريل عليهِ السلام - فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ قَالَ- الرسول صلى اللهُ عليهِ و سلم - أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ صَدَقْتَ ) (رواه مسلم ) ...
2- وجوب الانقياد لهُ والتحاكم إليه و إلى شرعهِ و تطبيقه : ومن حق الله على عباده أن يتحاكموا إليه سبحانه ولا يقبلوا حكم غيره ، : {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } ، و :
{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } و : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (المائدة 44/45/47) .
3- تصديق كلامه و التوبة اللجوء إليه و النصح له و طلب المغفرة منه و ليس من أحدٍ سواه , والصبر على قدره وقضاءه وحبهِ ورجاءه والخوفُ منه والأخلاصُ له وحسن الظن به .
4- تبجيله و تعظيمه و تنزيهه عن كل نقص وتعظيم كلامه وأفعاله ,و أحترام كتبه و رسله و قدره و قضاءه و يوم القيامه ...أنتهى .
***
كتبه الفقير لعفو ربه : أبوعبدالرحمن السكندرى السلفى
الثلاثاء , 21 من شهر صفر لعام 1432 من الهجرة , 25 يناير 2011 م
lk i, hggi [g [ghgi ?
المفضلات