النتائج 1 إلى 3 من 3
 
  1. #1
    سرايا الملتقى
    المهاجرة الى الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3113
    تاريخ التسجيل : 24 - 12 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 245
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فوق الأرض
    الوظيفة : الدعوة الى الله بالحسنى
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي المطالب الثمينة لانشراح الصدر


    المطالب الثمينة لانشراح الصدر
    إن الدنيا دار لا تخلو من الشدة واللأواء، ولا يسلم فيها الإنسان من الهموم والغموم والشقاء، قال -صلى الله عليه وسلم-: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)[1].

    إن المتأمل لأهل هذا العصر يجد كثرة الشكوى من الكآبة والضيق، والتضجر والقلق بسبب الهموم المتنوعة والأمراض النفسية المختلفة، حتى وصل الأمر عند البعض إلى الانتحار -والعياذ بالله-؛ لهذا فالحاجة ماسَّة لمعرفة المنهج الذي يُقيم الحياة الطيبة، ويكفُل انشراح الصدور، ويجلب الفرح والحبور والبهجة والسرور.

    وهذه وقفات عند الأسباب التي تحقق تلك المطالب الثمينة والمعاني السامية وَفق منهج الوحيين وسيرة سيد الأنبياء والمرسلين -عليه أفضل الصلاة والتسليم- فأولُ هذه الأسباب:
    * تحقيقُ الإيمان بالله -جل وعلا– الإيمان المتضمنُ محبةَ الله ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وإفراد الله -جل وعلا- بالخوف والرجاء، وتفويض الأمور إليه والاعتماد عليه وحده، والوقوف عند حدوده {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2].

    * التحلي بالصبر عند المصائب، والتخلُّق به عند المضايق، قال -صلى الله عليه وسلم-:(عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له)[2]، إنه الصبر الذي يحدو بصاحبه إلى عدم التضجر والتسخط، بل صبر المؤمن الذي يوقن بما أخبر به المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (ما يصيب المسلمَ من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكةِ يُشاكها إلا كفر الله بها خطاياه)[3]، وفي رواية مسلم: (ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب، ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كُفِّر به من سيئاته).

    * أن يجعل العبدُ همَّه الأكبرَ الآخرةَ، والعمل لها والسعي من أجلها، فمن أهمته الدنيا فقط وجعلها أكبر همه؛ حمَّله الله همومها وغمومها وأنكادها، صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من كانت الآخرةُ همه؛ جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه؛ جعل الله فقرَه بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له).

    * المحافظة على الصلوات المفروضة، والإكثار من نوافلها بتدبر وخشوع، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي. قال -جل وعلا-: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- فيما صحَّ عنه يقول: (يا بلال أرحنا بالصلاة)، (وجُعلت قُرَّةُ عيني في الصلاة).

    * ومن أقوى الأسباب لانشراح الصدور وإزالة الغموم الإكثارُ من ذكر الله -جل وعلا-:{أَلَا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، ومن أفضل الأذكار الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر، يقول -جل وعلا-:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ} [يونس: 57]، وكذلك المحافظةُ على أذكار الصباح والمساء، والإكثار من الاستغفار، ومن ذلك أيضًا الإكثار من الصلاة والتسليم على النبي الكريم، ففي حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه- حينما قال: "يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك"، وفي الحديث قال: قلت أجعل لك صلاتي كلَّها، قال: (إذًا يكفيك الله ما أهمك من أمر دينك وآخرتك، ويغفر لك ذنبك).

    * التوجُّهُ إلى العظيم الكريم –سبحانه- والتضرع إليه، قال أنس: "كنت أخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرًا يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن...) إلى آخر الحديث الذي رواه البخاري.

    * النظرُ إلى النعم التي لا تحصى مما أنعم الله بها عليك أيها المسلم، وأن تستيقن أن ما أصابك من المكروه لا يكون شيئا بالنسبة للنعم التي تعايشها، قال -صلى الله عليه وسلم-: (انظروا إلى من هو أسفلُ منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فإنه أجدرُ ألا تزدروا نعمة الله عليكم)[4].

    * أن يعيش المسلم متفائلًا مستبشرًا، نظره دائمًا يقع إلى الحسن لا إلى السيئ يلحظ المحاسن فيغلبها، ويتغاضى عن المساوئ ويتناساها، فتحل حينئذٍ المحبة في قلبه، وتنزل السكينة فؤاده،(لا يَفرَك مؤمنٌ مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضِيَ منها آخر)[5].

    * ومن الأسباب المعينة على انشراح الصدور في حال نزول الضيق والضنك أن يستشير المسلم ذوي الرأي، ويستمع لذوي النصح من أهل العلم والفضل والصلاح؛ ففي ذلك تسليةٌ للقلوب وأنس للأفئدة، وطردٌ للهموم والكروب.

    * ومما يجلب السرور ويزيل الهم الذي يحدث بسبب خوف من المستقبل، ويرفع الحزن الذي على الماضي أن يحرص المسلم على الجد والاجتهاد في إصلاح حاضره في دينه ودنياه، وأن يشغل نفسه بالأمور النافعة، ولا ينقاد للكسل الضار، ولا يستسلم للأمور المكروهة التي قد مضت ونفذت؛ فاشتغال الفكر بها من باب العبث والمحال، فحينئذ يمضي قُدمًا في أمور دينه لتحصيل الخيرات ودفع المضرات، قال -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ، احرص على ما ينفعك ولا تعجز واستعن بالله، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل لو أني فعلتُ كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل)[6].



    للشيخ: حسين آل الشيخ –حفظه الله-
    (بتصرف)




    [1] رواه مسلم.
    [2] رواه مسلم.
    [3] رواه البخاري.
    [4] متفق عليه.
    [5] رواه مسلم.
    [6] رواه مسلم.
    [5] رواه مسلم.
    [6] رواه مسلم.

    hgl'hgf hgeldkm ghkavhp hgw]v





    يارب سهل امري

    ربيّ أعنيْ على " تدبير آمُوري " فآني لآ آحُسن تدبيرهآ . . آمين



    عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بالمثل) رواه مسلم .


  2. #2
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 25

    افتراضي


    السلام عليكم

    بارك الله فيك اللهم اجعل فينا من يذكرنا بك واغفر له وارحمه




    [SIZE=6]
    [FONT=Traditional Arabic]كل العداوات ترجى مودتها*إلا عداوة من عاداك في الدين
    /*/*/*/
    لا يستقل العقل دون هداية*بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
    كالطّرف دون النور ليس بمدرك*حتى يراه بكرة واصيلا





  3. #3
    سرايا الملتقى
    المهاجرة الى الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3113
    تاريخ التسجيل : 24 - 12 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 245
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فوق الأرض
    الوظيفة : الدعوة الى الله بالحسنى
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    جزاكم الله خيرا




    يارب سهل امري

    ربيّ أعنيْ على " تدبير آمُوري " فآني لآ آحُسن تدبيرهآ . . آمين



    عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بالمثل) رواه مسلم .


 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بالصور:من روائع الحضارة الاسلامية واختراعاتها الثمينة
    بواسطة دموع التائبين 5 في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2012-02-16, 09:19 AM
  2. تمارين لشد الصدر
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى أقسام المرأة المسلمة والطفل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-08-03, 01:40 AM
  3. حكم السحر والساحر
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى ركن الفتاوي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2010-04-28, 05:39 PM
  4. آيات لأبطال السحر
    بواسطة المنتصر بالله في المنتدى الطب النبوي والتداوي بالأعشاب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2009-02-12, 11:51 PM
  5. علاج ضيق الصدر
    بواسطة الزبير بن العوام في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 2008-11-03, 07:36 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML