عندما يدق القلب مئة مرة في الدقيقة أو يزيد... وتتغير تركيبة الدم الكيماوية...وتتسارع الأنفاس ويستحيل الحال غير الحال...
فلا تظن أنك تواجه حالة مرضية عضوية... ولكن اعلم أنك تشاهد برنامجاً قد تَخَطّىالصحة النفسية وأصبح علَّةً من علل الإعلام، يروّج لفساد القلوب بدعوى إحياء ذكرى مشاعرحبٍّ نمت في قلوب العاشقين، ليعيشوا الحب كما لم يعيشوه من قبل!!! ليعيشوه متخطّين الخطالأحمر العريض؛ خط الأخلاق والفضائل والخصوصية الحميمة!!!
وعلى مرأى من العالم هبطت الرذيلة لتتجسد في مشاهد مباشرة وأمام جمهورقد ماتت الفضيلة فيه، وكل هذا بدعوى الحب.. وبدعوى الحرية الشخصية!!! وصار حالهم
كما صوّره النبي - صلى الله عليه وسلم - : "حبُّك الشيء يُعمي ويُصِمّ" رواه أحمد.أحَبوا الرذيلة فعِمَيت قلوبُهم وصُمّت آذانُهم... فتخطى هؤلاء الخط الأخلاقيّ
وانغمسوا في آثام الرذيلة متجاهلين إنسانيتهم...
وهنا تظهر مساوئ البرنامج الذي يعرضه هؤلاء وأمثالهم! تلك البرامج المستوردةمن ثقافة هجينة على المجتمع العربيّ فضلاً عن المجتمع المسلم... فكلّ ذي لُبٍّ سليم يدركأنّ ما عُرض على هذه الشاشة لا يتعدى كونه خطّاً بهيمياً بصورة بشريِّ...
لنتوقف ونسأل أولئك: هل عرف العالم حقاً معنى الحب؟! هل عرفتم أنتمهذا المعنى حقيقة؟! ما هي الأهداف التي تريدون تحقيقها؟ وهل تَحقق منها شيء؟هل أنتم صادقون بدعواكم أن برنامجكم اجتماعي يسعى لحلّ مشاكل المجتمع؟!
إن واقع الحال لَينطق قائلاً: إنما هي دعوى باطلة،ولو كان الهدف سامياً لما عُرض فيه ما يخدش حياء الأخلاق!
هذا البرنامج وأمثاله ليس لهم هدف سوى إشاعة الفاحشةوجَعلها سِمة اجتماعية غير منكرة؛ يتجلى ذلك في:
• اختيار المواضيع الجنسية لتكون العنوان الأبرز للمناقشة على الهواء مباشرة لتنقل إلىالمشاهد ذبذبات الشهوة الخَفِية فتبعث في خلايا الفطرة السليمة فيروسات الغريزة البهيمية...
• استضافة مَن يؤِّيد هذه الأفكار المسمومة وتزيينها بلون الحب وألوان العرف وأنه واقعملازم للمجتمع، وهذا يعني أن المشكلة قائمة ولكنها لم تعد مستترة بعد اليوم.
• إبقاء النقاش مفتوحًا من غير التوصل إلى حلٍّ للمشكلة التي عُرضت... مما يؤديإلى فتح الجدال في المجتمع حولها وترك الناس يتخبطون بين مؤيد ومعارض!!!
• الترويج للانحلال الأخلاقي في المجتمع من خلال عرض الموضوع على أنه فطرة
سليمة، بينما تمثّل القيم والمبادئ الدينية عُقَداً متوارَثة ينبغي التخلص منها...فما الضير من مشاهدة القُبَل وتبادل الغزل؟!!!
فأي تغيير وإصلاح اجتماعي حقّقته هذه التفاهات؟! وأيّ أثر تركته؟!إنْ هي إلا آثامٌ تجر آثامًا ورذائل تحمل الهلاك والخراب والدمار لمجتمعنا...
لا يمكننا أن نحصل على مجتمع سليم إلا إذا عملنا على إشاعة الأخلاق
في ظلِّ قوله تعالى:
﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54]،
فمَن أحب أطاع،وطاعة المولى
كفيلة بإصلاح المجتمع المدني وإشاعة الأخلاق السامية فيه.
منقولfhgo' hguvdq>> uk hgHoghr gh kpd]!
المفضلات