محمد عمارة .. معركة حول الإنجيل
صبحي مجاهد / 10-12-2009
غلاف الكتاب
في سابقة هي الأولى من نوعها قام الأزهر الشريف عبر مجلته الشهرية الصادرة بتاريخ 1 من ذي الحجة لعام 1430هـ بنشر تقرير علمي للمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية يكشف فيه تحريف الأناجيل الموجودة، ويفند ما ورد في إنجيل يوحنا من قضية تأليه المسيح.
وأوضح مصدر مسئول بالأزهر الشريف أن الكتاب تم نشره بناء على موافقة مجمع البحوث الإسلامية على تقرير للدكتور عمارة أعده كرد على كتاب اسمه "مستعدون للمجاوبة" لكاتب مجهول الهوية انتحل اسم د.سمير مرقص!
ونفى المصدر ما تردد من قيام الأزهر بسحب الكتاب بعد حدوث ضجة حوله، حيث أفاد أن مجلة الأزهر يتم سحب مرتجعها كل شهر عقب منتصف الشهر العربي استعدادا لنشر العدد الجديد.
على الجانب الآخر أعرب عدد من رجال الدين المسيحي ومن المثقفين المصريين عن استيائهم الشديد إزاء ما يحدث، وقال القُمص متياس نصر منقريوس –بحسب موقع الأقباط الأحرار- إن الدكتور عمارة تجاوز كل حدود اللياقة والخصوصية، وإن أجهزة الدولة أخطأت حين تركته يعبث بمعتقدات الآخرين وينفث سمومه التي تهدد باندلاع فتن طائفية، دون أن يقولوا له (اختشي)!
فيما اعتبر الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن هذه الخطوة من جانب مؤسسة الأزهر تُعد خطأ فادحا، مشيرا إلى أن الخوض في مسائل دينية شديدة الخصوصية على هذا النحو يعد اعتداء على حقوق الآخر الدينية، مما يفتح الباب أمام الآخر للرّد بنفس الأسلوب.
ومن جانبه تقدم نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، أمس ببلاغ إلى النائب العام ضد الدكتور محمد عمارة عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، اتهمه فيه بأنه ينتهج نهجا منظما في تخريب مصر وإثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد والازدراء بديانة سماوية معترف بها في الدستور المصري وهي الديانة المسيحية.
أدلة التحريف
وقد تضمن التقرير الذي كتبه الدكتور عمارة ثلاثة فصول، ناقش فيها تحريف الكتاب المقدس، والتأليه، وخطيئة آدم، وأورد 11 دليلا على أن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد تم تحريفه.
وأكد عمارة في الدليل الأول أنه لا يوجد بين الأناجيل المختلفة إنجيل واحد منسوب إلى السيد المسيح عليه السلام، وإنما هي قصص كتبها أشخاص متعددون ودونوا فيها ما سمعوه عن ظهور المسيح وما حدث له، أما الإنجيل المنزّل فلا وجود له في الكنائس النصرانية، ولا لدى أي نصراني في العالم.
أما الدليل الثاني فأشار إلى أن جميع الأناجيل الموجودة بين أيدينا كتبت بعد انتهاء عصر السيد المسيح، حيث كُتب اثنان منها في الجيل الثاني للمسيح عليه السلام، أما إنجيل يوحنا فلم يكتب بواسطة يوحنا الحواري، وإنما كتبه آخر يدعى يوحنا ونسب إلى يوحنا الحواري.
ونبه عمارة في سياق التدليل إلى أن الأناجيل تغيرت ألفاظها مرات عديدة بالترجمة، ومن ثم في المعاني، مما تسبب في وجود اختلافات واضحة في الإنجيل الواحد وفي اللغة الواحدة، وهو ما يؤكد التحريف.
وأن ثمة تعارضًا بين إنجيل يوحنا والأناجيل الأخرى حتى في أدق الأمور كصلب المسيح، والتي أصبحت شعيرة من شعائر المسيحية، حيث ذكر أن المسيح صلب في 14 أبريل، بينما تشير بقية الأناجيل إلى صلبه في 15 أبريل، كما ذكر أن رسالة المسيح استغرقت 3 سنوات، بينما تقول الأناجيل الأخرى إنها استغرقت عاما واحدا.
وشدد عمارة على ثبوت التحريف في الأناجيل، مشيرا إلى حجم الاختلاف بين اللغة الآرامية التي كان يعظ بها السيد المسيح عليه السلام وبين اللغة الإغريقية التي كتبت بها النسخ الأصلية للأناجيل، كما أن الأصول الأولى لكل الأناجيل المعتمدة قد فقدت وهذا بشهادة الموسوعة البريطانية..
خلل من الداخل
وتحت عنوان "المسيحية ديانة موحدة" أكد عمارة أن هوية المسيح وبنوته لله تعالى ترفضها اليهودية التي جاء المسيح ملتزما بها، كما يرفضها القرآن الكريم ويعدها الإسلام كفرا بوحدانية الله عز وجل.
وفي هذا السياق قال عمارة: إن الأناجيل المذكورة في الدراسات المسيحية والتي وصل عددها إلى 100 إنجيل لم تقل بألوهية المسيح الذي لم يقل به إلا إنجيل يوحنا، وليس من المعقول إهمال كل الأناجيل والأخذ بإنجيل يوحنا وحده.
وأضاف: إنه إذا كانت عقيدة المسيحيين تقول بـ(خطيئة آدم) التي تتحمل البشرية كلها بأجيالها المتعاقبة لعنتها، وأن خلاص البشرية من هذه الخطيئة هو ما اقتضى تقديم ابن الإله ليموت على الصليب، فإن هذه العقيدة بهذا الشكل تصل إلى قمة الظلم واللاأخلاقية، ولا يتصور أحد أن يقوم دين سماوي على أنقاض العدل والأخلاق.
أين العقل؟
ويرى عمارة أنه لو افترضنا جدلاً أن خطيئة آدم لم تتم توبته منها، فإن العدل الإلهي يقتضى أن يكون الوزر والعقاب على آدم وحده وليس من العدل الإلهي ولا حتى الإنساني أن تتحمل البشرية بأجيالها وزر وخطيئة لم تكتسبها.
ووجه المفكر الإسلامي سؤالا للمسيحيين قائلا: ندعو عقلاء المسيحيين إلى التفكير الجدي في قضية السقوط المسيحي في تأليه المسيح والكفر بالوحدانية أخذا بمصدر وحيد هو إنجيل يوحنا دون الأناجيل الأخرى.
ونبه عمارة إلى أن كاتب المنشور التنصيري "مستعدون للمجاوبة" لم يكتف بالإساءة للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم وكتابه الكريم، وإنما نسب كذبا وزورا إلى الإمام الفخر الرازي رفضه فكرة إلقاء شبه المسيح على يهوذا.
صحافي مصري.
http://www.islamonline.net/servlet/S...ik%2FMDALayoutlpl] ulhvm K luv;m p,g hgYk[dg
المفضلات