وصية لويس التاسع لأتباعه بعد افتكاكه من الأسر ووصوله إلى فرنسا!!
قاد الملك الفرنسي لويس التاسع الحملة الصليبية السابعة على المسلمين، وخص بتلك الحملة (مصر) لاعتقاده أنه لا يمكن إعادة احتلال بيت المقدس إلا بعد التمكن من مصر. وإخراجها من الصراع، والقضاء على الدولة الأيوبية التي كانت تحكم مصر والشام. ولتحقيق ذلك، جهز الصليبيون الحملة بتأن في ثلاث سنوات، وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم ضد المسلمين حتى يتمكنوا من تطويق العالم الإسلامي من المشرق والمغرب مما يصعب على مصر القتال على جبهتين في آن واحد فيسهل عليهم الإطاحة بالعالم الإسلامي بضربة واحدة. ولكنهم أخفقوا في إقناع التتار بالتعاون معهم.
في 25 آب عام 1248م أبحر لويس من مرفأ إيجو-مورت وتبعته سفن أخرى من نفس المرفأ ومن مرسيليا. كان الأسطول الصليبي ضخماُ ويتكون من نحو 1800 سفينة محملة بنحو 80 ألف مقاتل بعتادهم وسلاحهم وخيولهم. كان يصحب لويس زوجته "مرجريت دو بروفنس" وأخويه "شارل دي أنجو" و"روبرت دي أرتوا" ونبلاء من أقاربه ممن شاركوا في حملات صليبية سابقة مثل "هيو دو بورجوندي" وبيتر دو بريتاني وغيرهما. كما تبعته سفينة على متنها فرقة إنجليزية يقودها "وليم أوف سليزبوري" و" فير روزاموند". وكانت هناك فرقة اسكتلندية مات قائدها "باتريك أوف دونبار" أثناء سفره إلى مرسيليا.
أراد الملك لويس التوجه مباشرة إلى مصر لكن مستشاريه وباروناته فضلوا القيام بوقفة تعبوية لتجميع كل السفن والمقاتلين قبل التوجه إلى مصر، فتوقف بجزيرة قبرص، حيث انضم إليه عدد كبير من بارونات سورية وقوات من فرسان المعبد (الداوية) والاسبتارية قدمت من عكا تحت قيادة مقدميها.
في أيار عام 1249م ركب لويس سفينته الملكية "لو مونتجوي"، وأمر باروناته باتباعه بسفنهم إلى مصر فأبحرت السفن من ميناء ليماسول القبرصي. أثناء التوجه إلى مصر وقعت عاصفة بحرية قوية تسببت رياحها في جنوح نحو 700 سفينة من سفن الحملة إلى عكا وسواحل الشام. كان ضمن المقاتلين على متن السفن الجانحة نحو 2100 من فرسان لويس التاسع الذين كان مجموعهم نحو 2800 فارس، فتوقف لويس لوقت قصير في جزيرة المورة اليونانية حيث انضم إليه "هيو دو بورجوندي" الذي كان ينتظر هناك، ثم أبحر جنوباً صوب مصر.
أما في مصر فقد كانت أنباء عزم الفرنجة على مهاجمة مصر قد وردت، فأنهى السلطان الصالح أيوب حصاره لحمص. وعاد من الشام إلى مصر على محفة بسبب مرضه الشديد.
دخلت سفن الفرنجة المياه المصرية ووصلت إلى شاطئ دمياط وأرست بإزاء المسلمين. راع المقاتلون الصليبيون وهم ينظرون من فوق أسطح سفنهم كثرة أجناد المسلمين على الشاطئ، وبريق أسلحتهم، وصهيل خيولهم. وأرسل لويس كتاباً إلى السلطان الصالح أيوب يهدده ويتوعده ويطلب منه الاستسلام، وكان السلطان الصالح مريضاً مرض الموت وكانت الدولة الأيوبية تحتضر معه. اغرورقت عينا الصالح أيوب بعد أن قرئ عليه كتاب لويس ورد عليه يحذره من مغبة عدوانه وصلفه، وينبئه بأن بغيه سيصرعه وإلى البلاء سيقلبه. ولما وصل رد الملك الصالح إلى لويس برفض الاستسلام قرر لويس بدء عملية الإنزال.
في فجر السبت 5 حزيران عام 1249م بدأت عملية إنزال القوات الصليبية على بر دمياط. وكانت القوات تضم نحو 50,000 مقاتل وفارس. ضربت للويس خيمة حمراء كبيرة على الشط ، ونشب قتال عنيف بين المسلمين والصليبيين انتهى بتراجع المسلمين. واحتل لصليبيون دمياط بدون أن يواجهوا مقاومة، حتى أنهم قد ظنوا في بادئ الأمر أنها مكيدة من المسلمين. استولى الصليبيون على المدينة بكل ما فيها من سلاح وعتاد ومؤونة، وحصنوا أسوارها.
وتحولت دمياط إلى مستعمرة صليبية، وعاصمة لمملكة ماوراء البحار، وصار جامعها الكبير كاتدرائية، ونصب أحد القساوسة أسقفاً عليها، وأنشأت الأسواق الأوروبية، وأمسك تجار جنوة وبيزا بزمام التجارة فيها. واستقبل لويس صديقه بالدوين الثاني إمبراطور القسطنطينية، وحضرت زوجته من عكا للإقامة معه، وقد كانت قد توجهت من قبرص إلى عكا عند إبحاره إلى مصر.
أما في الجانب المصري فقد وقعت أنباء سقوط دمياط في أيدي الصليبيين كالصاعقة على الناس، وانزعج واشتد حنق السلطان الصالح أيوب على أمراء جيشه. وحمل السلطان المريض في حراقة إلى قصر المنصورة. وقدمت الشواني بالمحاربين والسلاح، وأعلن النفير العام في البلاد فتسارع المسلمون من كل حدب وصوب، من كافة أنحاء مصر إلى المنصورة لأجل الجهاد ضد الغزاة. وقامت حرب عصابات ضد الجيش الصليبي المتحصن خلف الأسوار والخنادق، وراح المجاهدون يشنون هجمات على معسكراته ويأسرون مقاتليه وينقلونهم إلى القاهرة. ويروي المؤرخ الصليبي "جوانفيل" الذي رافق الحملة، (أن المسلمين كانوا يتسللون أثناء الليل إلى المعسكر الصليبي ويقتلون الجنود وهم نيام ويهربون بروؤسهم). ويذكر المؤرخ ابن أيبك الدواداري (أن الصليبيين كانوا يخافون من العوام المتطوعين أكثر من الجنود).
,wdm g,ds hgjhsu p,g ;dtdm hgYkjwhv ugn hglsgldk
المفضلات