أولا عندمانتحدث عن الحل فيجب أن نكون على يقين أن الحل لا يمكن أن يقدم لك بشكل حل سحري أوخطوات معينة إن طبقتها ستنجح مئة بالمئة ... لا !!
الحل يختلف شكله ومضمونه من شخص لآخر .... لأنه يعتمد على أفكار الشخص ، طبيعة حياته ، البيئة التيحوله , وأخيرا مدى " غرقه " في الوحل ( إدمان , تدخين , معاكسات ..الخ ). اعذروني على بعض الكلمات القاسية نوعا ما ولكن الهدف هو تكوين صورة " بشعة " لأي سلوك مستقبح دينا وعرفا ..
الحل له مراحل مثل أي خطوة جديدة يقدم عليها الإنسان ليغير طبيعة حياته :
المرحلة الفكرية ( الاعتقادية : (
بداية الحل تكون بأفكار تزرعها في ذهنك لتصبح اعتقادات تجعلك تتحرك من اجل التغير
الاعتقاد الاول :
الشقاء في الحياة
هذه المعصية لا تجلب لك إلا الشقاء ...... النتيجة الوحيدة لدخول هذه المعصية لعالمك هو " الهلاك " , هلاك دنيوي وهلاك في الآخرة
من غرق في بحرها يعلم ويقتنع بالذي أقوله لأنه لا يحتاج لمن يقنعه بذلك , لأنه يعايش ما أقوله كل يوم
الاعتقاد الثاني :
رحمة الله
لا يجب أن تقنط من رحمة الله عز وجل ... لا تتردد في الذهاب إلى الله كلما سقطت في ذلك البحر ...
قل لي عندما تسقط في ذلك البحر ما الذي ستخسره عندما تذهب إلى الله عز وجل ؟؟ صدقني عدم ذهابك هو الخسارة ... لا تقنع نفسك بأنك تخجل منه لأنك أخلفت وعدك له وعدت لذلك البحر المظلم . صدقني هو من يريد منك أن تعود إليه قال تعالى:
"قُلْيَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّه َيَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
لا يمكن أن أتصور الحل دون اللجوء إلى المولى عز وجل .... لا تحاول الابتعاد عن هذه المعصية بمجهودك لأنك ستفشل .... اذهب إلى الله .. تب توبة صادقة له ..
مهما صدقت في توبتك ثم وجدت نفسك غريق في ذلك البحر ... عد !!
لاتهرب من مولاك ,كيف تهرب منه وهو لا ملجأ منه إلا إليه ؟؟
لا تهرب بالنوم أو الخروج للتسكع في الشارع ولكن ......... إياك ثم إياك ..... إياك أن تصبر على نفسك دون الاستغفار والتوبة لله .... صدقني الموضوع لا يتعلق بالآخرة فقط , ولكنك لن تستطيع أن تنتصر عليها دون الإسراع بالتوبة لان التوبة تجلب لك عون الله ولو بعد حين , يقول الله تعالى : "إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17)
بالإضافة إلى أنها تشكل عندك رفض داخلي مع كل مرة تعود فيها إلى الله..
عندما تغرق أحسن التطهر منها و صلي لله ركعتين وادعوه أن يقبلك ويغفر لك ويعينك على الانتصار عليها وان يخرجها من قلبك ويبدلك محلها حبه وحب حبيبه محمد عليه الصلاة والسلام
ويمكنك أن تحفظ دعاء سيد الاستغفار لتدعي به ...
كل مرة لا تسأم من الذهاب لله تعالى حتى ولو اضطررت أن تذهب له أكثر من مرة في اليوم..
رحمة ربنا تجبرنا أن نستحي منه ونخشاه لا أن نتعامل معه فقط باسمه الرحيم ...
المرحلة العمليه :
فيما سبق أوضحت المرحلة الفكرية والتي يجب أن تصبح معتقدات في عقلك لتصبح دوافع تجعلك تسعى للتخلص من هذا البلاء
في المرحلة العملية يجب أن نركز على 5 أفعال تؤثر في تصرفاتك هي :
محيطك
أفكارك
الأجواء المحيطةبك
اهتماماتك
وطريقة عبادتك
هذه العوامل تؤثر عليك وأنت تتحكم بها , بمعنى أنها عوامل ممكن أن تستخدمها لتصل بك لبر الأمان أو أنتجعلها تدمرك , لنبدأ بتوضيحها..
محيطك :
نستطيع أن نقسم تحكمنا في محيطنا إلى قسمين:
الأول : هو قبل التفكير بالمعصية , حيث أنك إذا كنت لا تمارس هذه المعصية إلا في محيط محدد مثل غرفتك الشخصية فغير من ترتيب الغرفة وغير من شكلها وضع شعارات تساعدك على محاربة هذه المعصية ... هذه الخطوة فقط لتغير نظرتك للحياة لا أكثر وخصوصا إذا كنت تعاني من حالة نفسية " تعبانة " بسبب تلك المعصية
أما الثاني : هو عند نداء المعصية , في اللحظة التي تجد نفسك بدأت تراودك لفعل هذه المعصية اكسر اللحظة التي أنت فيها.... إن كنت تستطيع أن تنخرط اجتماعيا , أي أن تخرج من نطاق وحددتك و تذهب لتجلس مع آخرين فافعل بل سارع ولا تتكاسل .... اذهب اجلس مع أمك اجلس مع أبيك أخيك .. مع من تشاء ولكن اكسر تلك اللحظة ..... إن لم تستطع أن تفعل ذلك أو انك فعلت و لم تستطع أن تسكت نداء ذلك الوحش ........ اذهب لربك .. صدقني ركعتين كفيلة أن تحرقتلك الشهوة ، صفحتين من كتاب الله العزيز كفيلة أن تذهب عنك ذلك البأس , لكن نفذ أرجوك لا تتردد ولو للحظة ... اعلم أن لحظة ترددك سبب هلاكك .. لن تستطيع أن تقف على قدميك في مواجهتها وستجد نفسك غارقا في بحر ظلماتها ...
أفكارك
هي متصلة بمرحلة الأفكار أو الاعتقاد التي ذكرتها في السابق
إذا هي اعتقادك أن باب التوبة مفتوح , حيث انه يجب عليك أن لا تخجل أن تذهب لله تائبا , ولكن اخجل أن تتنفس وتأكل وتشرب وأنت مستمر بالمعصية أو متأخر بالذهاب للتوبة..
هناك جانب آخر في عامل الأفكار وهو مشابه لمبدأ عبادة التفكر , حيث يجب عليك أن تجلس مع نفسك وتراجع شخصيتك قبل أن تقع في هذه المعصية... راجع قوة جسدك ، شخصيتك ، تركيزك وحتى علاقاتك الاجتماعية ..... ستجد نتيجة واحدة , لم تحصد سوى الدمار بسبب هذه المعصية ...
ولكن صدقني ما زال بإمكانك أن تبني مجدك وكرامتك من جديد ....... آه جميلة هذه الكلمة ...كرامتك ... تجعلنا نتذكر اسم الله الكريم ..... يا عبدالكريم لا تهن نفسك فأنت عبد الكريم
الأجواء المحيطة بك
لن أقول لك أن تفصل اشتراكك بالانترنت أو تتخلى عن التلفاز طالما انك تستفيد منهم , إلا في حالة واحدة وهي أنهم السبب الرئيسي لتلك المعصية , بمعنى أنك عند فقدهم لا يخطر على بالك المعصية .... وأحيانا هذه الحالة نادرة ولكنها موجودة ......... إذا الأجواء التي أريدك أن تغيرها هي طريقة استعمالك لتلك الوسائل ..... اكسب ثقتك بنفسك , استعمله للخير فقط , ستفشل أحيانا ولكن حافظ أن يكون الخير الذي تجنيه منها أكثر بكثير من الأضرار التي تسببها لك ... يجب أن تكون صادق مع نفسك وتحدد مدى فائدتها وضررها لك .... النقطة الأخرى تتعلق بالصحبة الصالحة وعلى ما اعتقد أنها واضحة..
اهتماماتك
هذه من أهم العوامل لأنها وقاية من بعيد , بمعنى أنها تحميك حتى قبل أن تفكر بالمعصية .... غير حياتك , زد ساعات دراستك , زد اهتمامك بعائلتك , بأصدقائك , بأعمال خيريه ...
لا تنتظر التخلص من العادة حتى تحترم نفسك وتتجه للأعمال الخيرية بل اتجه إليها لأنها ستساعدك ... بمعنى آخر حاول أن تتحمل مسؤولية جديدة عليك تأخذ جزء من تفكيرك ووقتك وحتى قلقك , بمعنى أن تصبح " هم عندك " أو شاغل لتفكيرك حتى تسعى للحفاظ عليها وخدمتها بطرق وأساليب جديدة عليك لعلك تتخلص من عاداتك القديمة ...
هنا نقطة مهمة وهي أناغلب من يقع بمعصية بكثرة يكون قد افتقد أمور أخرى تشغله , سواء على مستوى التسلية أو على مستوى المشاريع الناجحة ....
نلاحظ في جزء الاهتمامات انه يتطلب جهد أكثر وعزيمة وإصرار وانفتاح على الحياة .... كل تلك الأمور هي عكس ما تنتجه المعصية من خمول ويأس و انغلاق على الذات ..... هذا هومفتاح للحل " مجاهدة النفس"
لكنه يحتاج من يمسك به بيديه وأسنانه , من يشعل صدره نارا للوصول لهذه المرحلة وعندما تصل هنأ نفسك بالنجاة فأنت قريب جدا من شاطئ النجاة لكن اسع لكي تصل..
طريقة عبادتك
اجعل شعارك هو
غير ، طور ، التزم ، ضحي بالغالي والنفيس
توضيح للشعار:
التغير والتطوير :إن كنت من الذين لا يقرؤون القرآن ابدأ بقراءته..
الالتزام : التزم بالفرائض وحدد أنت ما تقدر عليه من النوافل والتزم به . اجعل عبادتك ولو كانت قليلة ثابتة , وزع عبادتك على شكل جرعات مثل الدواء على مدار اليوم..
ضحي بالغالي والنفيس : ضحي بجهدك للالتزام بالعبادة
وهناك " تضحيات" ماديةأوصي بها وهي الصدقات ... اخرج مالك ضحي به , فالصدقة تطفئ غضب الله مثلما يطفئ الماء النار ... تصدق والله إنها مجربة ...... تصدق حتى ولو طال بك المدة تصدق ، تصدق بما تقدر عليه ولو الابتسامة بوجه أخيك فتبسمك بوجه أخيك صدقة..
العبادة كما قلت حددها أنت , ولكن أهديك هذا الحديث القدسي :" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضتعليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشيبها ،وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته "
وعلى ما اعتقد أننا جميعا نحتاج أن نكون في حمى الولي عزوجل ..
:menokia77:ig lggj Hk j[] pghW ?
المفضلات