الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي البشير النبي الأمين أما بعد ,,,
روى البخاري ومسلم واللفظ للأخير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِى رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ».
وله شاهد عند أبي داود من حديث أنس رضي الله عنه قال :
رَأَيْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرِحُوا بِشَىْءٍ لَمْ أَرَهُمْ فَرِحُوا بِشَىْءٍ أَشَدَّ مِنْهُ ... ثم ذكر الحديث بنحو ما ذكر عبد الله بن مسعود .
ولا يخفى على عاقل أن فرح الصحابة رضي الله عنهم كان سببها أنهم لا يحبون أحدا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملهم ومعلمهم ومربيهم كانوا يحبونه أكثر من أنفسهم ويفدونه بآبائهم وأبنائهم وأنفسهم ويبتدرون أمره ويجتنبون نهيه وتصديقا لقوله " المرء مع من أحب " صار عندهم يقينا أنهم سيحشرون معه لأنه هو الأحب .
ولقد ضرب الصحابة أمثلة في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تمتلئ به كتب السنة مدارها يستنبط من أجل الأمور وهي أنهم لم يكن لديهم من طاعته بُد وكانوا يتأسون به في كل النواحي حتى أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يحب أن يبول في المكان الذي كان يبول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولكن لكل مقام مقال وصاحب هذا المقام ومثله الأعلى الذي لم ولن يأتي مثله أبدا في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصادق الصديق أحب الناس إلى رسول الله عليه السلام أبو بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة .
قال صلى الله عليه وسلم :
« لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِى قُحَافَةَ خَلِيلاً وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ » رواه مسلم
ومن أعظم مشاهد محبة أبي بكر للنبي عليه الصلاة والسلام الذي سنقول بعده من مثلك يا أبا بكر ما رواه ابن سعد في الطبقات وان حبان وابن اسحاق في السيرة بسند حسن عن أسماء بنت أبي بكر قال :
{ لَمّا دَخَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَكّةَ وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ أَتَى أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ يَقُودُهُ فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ " هَلّا تَرَكْت الشّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتّى أَكُونَ أَنَا آتِيَهُ فِيهِ ؟ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ أَحَقّ أَنْ يَمْشِيَ إلَيْك مِنْ أَنْ تَمْشِيَ إلَيْهِ أَنْتَ قَالَ ( قَالَتْ ) : فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمّ مَسَحَ صَدْرَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ" أَسْلِمْ " ، فَأَسْلَمَ }
وفي الإصابة لابن حجر زاد ( وهذا بيت القصيد ) :
{ فلما مد يده يبايعه بكى أبو بكر فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما يبكيك قال لأن تكون يد عمك مكان يده ويسلم ويقر الله عينك أحب إلي من أين يكون } قال ابن حجر وسنده صحيح .
وذكر ابن حجر أخرى : { قال أبو بكر : والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحاً بإسلام أبي طالب - لو كان أسلم - منى بأبي }
الشاهد :
أن أبا بكر بكى لأنه كان يتمنى إسلام عم النبي عليه الصلاة والسلام أبي طالب بدلا من إسلام أبوه لأن ذلك كان سيُقِر عين رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والله يا إخوة أشعر بقلبي يكاد أن يطير عندما أقرأ هذا الحديث أو أتذكره ودائما ما أذكره وأذكر به .
فمن مثلك يا أبا بكر من يستطيع هذا الإيثار منا بهذا الصدق والإخلاص رضي الله عنك وعن أبوك وزوجتك وأبناءك لا سيما الصديقة عائشة حبيب رسولنا عليه الصلاة والسلام .
والحمد لله رب العالمينlk leg; dh Hfh f;v
المفضلات