أين نحن من نتيجة الصيام والتي لها علامات لابد أن تظهر؟
الداعية أناهيد بنت عيد السميري
المشرفة على المعهد العلمي الثاني لإعداد معلمات القرآن والسنة
أكدت الداعية بأن "الأعمال بمقاصدها وليس بظواهرها والعبادات التي شرعها الله -
سبحانه وتعالى- لمصلحتنا وتربيتنا، ولتكون هذه العبادات زاداً لنا على طريق الهدى،
وفي هذا يقول الإمام البيضاوي - رحمه الله- :
"إنَّ الاستقراء دلَّ على أنَّ الله - سبحانه- شرع أحكامه لمصالح العباد"
وقال ابن تيمية :"من فهم حكمة الشارع كان هو الفقيه حقَّاً"، ويقول: "خاصَّة الفقه
في الدين، معرفة حكمة الشريعة ومقاصدها ومحاسنها".
وقالت السميري: "من المعلوم أن المقصود من الصيام هي (التقوى) وقد قال
تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
فأين نحن من هذه النتيجة؟ والتي لها علامات لابد أن تظهر، وآثار لابد أن تكون، ومشاعر لا بد من وجودها".
وأضافت: "ألسنا نبحث عن سبب لتيسير أمورنا صغيرها وكبيرها،: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا".
ألسنا نبحث عن سبب للخروج من المأزق، وحصول الرزق، والسعة من حيث لا
نحتسب، : "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ".
ألسنا نجتهد في الحماية من ضرر الشيطان، : "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ".
وفي البحث عن البركة في حياتنا، : "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ".
ألسنا نحتار في الفصل بين الحق والباطل، ومعرفة كل منهما ونطلب الحكمة والتوفيق،
: "يا أيها الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً...".
ألسنا نريد أن نكون معظمين شعائر الله، : "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ".
ألسنا نخاف من أن نعتدي على الناس. في قصة مريم: "فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا".
إذاً ماذا ينقصنا:
هل هو كثرة العمل؟ أم دوام العمل؟ أم نوع العمل؟
إن الذي ينقصنا هو ما قاله ابن قيم الجوزية - رحمه الله- في كتابه مدارجُ السالكين:
"فبين العمل والقلب مسافة، في تلك المسافة قطاعٌ تمنع وصول العمل إلى القلب،
فيكون الرجل كثير العمل، وما وصل منه إلى قلبه محبّة ولا خوف ولا رجاء ولا زهد
في الدنيا ولا رغبة في الآخرة، ولا نور يفرق به بين أولياء الله وأعدائه، فلو وصل
أثر الأعمال إلى قلبه لاستنار وأشرق ورأى الحق والباطل".
-------
__________________
منقولHdk kpk lk kjd[m hgwdhl?
المفضلات