من خلال دراسة هذا الموضوع باستفاضة وجدت أن له ثلاثة تفسيرات
1) زواج هالي من زوجة يعقوب المتوفي
2) المصاهرة (التبني)
3) زواج يعقوب من زوجة هالي المتوفي
لا شك ان هذا الاختلاف والتناقض بين علماء ورجال الدين المسيحي يؤكد حجم ضلال هذه العقيدة .
بالنسبة للبند الأول فقد تكلمنا عنه سابقاً بشكل مُفصل بالمشاركة السابقة وايضا بصفحة التعليقات هنا (
انقــــ(هنــــا)ــــر) .
نأتي الآن للحديث عن البند الثاني وهو المصاهرة وهذه النقطة منسوب تفسيرها للقمص منيس عبد النور فقال :-
"..
و بما ان العبرانيين لا يدخلون النساء فى جداول نسبهم ، فاذا انتهت العائلة بامرأة ، أدخلوا قرينها فى النسب و اعتبروه ابن والد قرينته ( أى ابنا لحميه ).."
أمر طبيعي جداً أن نعتبر الزوج أحد أفرد الأسرة التي أخذ منها زوجته ولكن هذا لا يعني أنه أصبح له حق الميراث شرعاً .. لأننا عندما نتكلم عن الشرع فالناموس هو الحكم ....فلا صوت يعلو فوق الناموس حتى لو كانت عادات وتقاليد ... فمن الواضح ان القمص منيس عبد النور لا يفهم معنى كلمة (اخوها الشرعي) ...... لأن الشرع هو الفيصل في جميع الأحوال .. فلا يوجد شيء أسمه (أخ أو ابن بالجسد) لأن القانون الوضعي للدول يأخذ بالتشريعات (الناموس) إن وجدت وليس بالفبركة أو بالعادات والتقاليد .
فالتشريع اليهودي قال أنه إن توفى رجل ولم ينجب ولد(ذكر) فعلى أخيه الحي أن يتزوج أرملة أخيه وينجب منها ، والولد البكر لا يُنسب إلى الزوج الحي بل يُنسب شرعاً للزوج المتوفي .. فكلمة (اخ بالجسد) ليس لها وجود في الناموس اليهودي وايضاً لا يوجد قانون أو تشريع أو ناموس يتحدث عن المصاهرة وما هي إلا كلمة اخترعها رجال الكنيسة كمحاولة للتشوية على هذه القصة الخطيرة .
فمنيس عبد النور أستشهد ببعض الفقرات من العهد القديم ليُدعم حجته الباطلة ولكنه ضلل القارئ الذي لا يهمه البحث والتنقيب للتأكد من صدق هذا القمص ... فالقمص استشهد بــ (1أخبار 2: 21) و (1أخبار 2: 34) و (راعوث 4: 17) . .. . كما أن القمص منيس عبد النور لم يُدعم حجته بتشريع عن المصاهرة بالعهد القديم لعدم وجوده بل جاء بتقاليد اليهود البعيدة كل البعد عن التشريع ، فلا توجد ديانة مبنية على تقليد بل الديانة أساسها التشريع .
كما أننا لو نظرنا لـــ (1أخبار 2: 21) سنجد أن شخص اسمه ماكير ابي جلعاد يملك مدن كثيرة وكانت له بنت اسمها (
أبياه) متزوجة برجل اسمه حصرون ..... وحصرون هذا هو ابن فارص السفاح ابن ثامار الزانية التي زنا بها حماها يهوذا(1اخ-2-5) .. الكارثة الكبرى هي أن حصرون انجب من زوجته الأولى ابن اسمه كالب(
وكلوباي) .. فعندما مات حصرون تزوج كالب (وكلوباي) امرأة أبيه :d20: (
أبياه) بنت ماكير ابي جلعاد "
زنا محارم" (1اخ-2-24) ترجمة كتاب الحياة .. فهذا يعتبر زنا محارم كما حدث ايضاً بين يهوذا وثامار .. يعني الحجة التي يستند عليها القمص منيس عبد النور كلها زنا محارم وفاسدة وكلها نجاسة ولن تعرف مين ابن مين ...... كما ان منيس عبد النور يدعي بأن ماكير ابي جلعاد تبني ابن حفيده (
يائير) ابن سجوب ابن حصرون زوج ابنته (
أبياه) و(
أبياه) في نفس الوقت تزوجت ابن زوجها حصرون المتوفي (
كالب) وهي تعتبر ام اخيه سجوب .. فهذه هي الشخصيات التي يستند عليها القمص لتدعيم كلامه (
يا للعجب) .. علماً بأن القمص انطونيوس فكري في تفسير سِفر اخبار اليوم الإصحاح الثاني الفقرة (18 إلى 24) أكد بان سبب انتساب يائير لسبط جده(سبط منسى) ليس بسبب التبني بل دُعى يائير بن منسى أى من سبط منسي لأنه متسلسلاً للسبط بواسطة أمه وايضا متسلسلا لسبط يهوذا بواسطة أبيه..... إذن لا يوجد تبني وقصة ماكير ابي جلعاد وابن حفيده يائير بن سجوب لا تطابق قصة يوسف النجار (
هالي) ولا انتسابه لهالي والد السيدة مريم عليه السلام .
وأما ما جاء عن (1أخبار 2: 34) فقيل أن رجل اسمه شيشان من سبط يهوذا لم يكن له بنون بل بنات فأعطى ابنته لعبد مصري من عبيده فتزوجها لينجب لها ولد ليُنسب لسبط يهوذا وليس لجنسية العبد ... لكن وكما ذكرت سابقاً أن القمص انطونيوس فكري ذكر في تفسير في (1اخ-2-24) أن المولود في هذه الأحوال له نسبان واحد من جهة الأب وأخر من جهة الأم ... فإدعاء أن حفيد شيشان ينسب لسبط يهوذ فقط هو كلام عاري من الصحة .. كما ان المفاجأة هي ان في (1أخبار 2: 31) ذكر أن شيشان أنجب ابن اسمه "
أحلاي" قبل أن يزوج ابنته للعبد المصري بفترة .. وقد تحدث عنه قاموس الكتاب المقدس وقال : "
أحلاي" هو أسم عبري وربما كان معناه "أخوالاهي" أو "آه ياليت" وقد ورد: اسم شخص من نسل شيشان (انظر أخبار2: 31و34) ، إذن "
أحلاي" ذكر وليس انثى .. وهذه حجة ايضاً باطلة ويكفي هذا التناقض حيث قيل ان شيشان أنجب ولد اسمه "
أحلاي" ثم قيل أنه بلا اولاد ذكور.. كما لو أخذنا بكلام القمص منيس عبد النور على أنه كلامه صحيح سنجد أن حفيد شيشان هو نتاج معاشرة جنسية بين ابنة شيشان وعبده .. وبمطابقة هذه القصة بقصة يوسف النجار سنجد أن هالي لم يُنجب يوسف من زوجته او من زوجة أخرى كما أن المسيح ليس من زرع بشر .. كما أن الناموس سمح للسيد أن يفعل ما يشاء مع عبيده لأنهم من ماله وله الحرية المطلقة فيهم .. فإن تبناه أو حرره او زوجه لابنته فهذه حرية شخصية ولا يجرأ احد أن يعترض على شخص يحرك ماله كما يشاء (خروج21:21) (لا-25-46).. ولكن وضع يوسف النجار مختلف تماماً عن هذه القصة التي استشهد بها منيس عبد النور فالاستشهاد بها خطأ .
ونأتي للاستشهاد الأخير وهو (راعوث 4: 17) .. حيث قال منيس عبد النور انه ورد في سفر راعوث 4: 17 بأنه وُلد ابن لنعمي حماة راعوث ، مع أنه كان في الحقيقة ابن راعوث من بوعز .. لكن للأسف منيس عبد النور يتجاهل بأن أقوال النسوة ليس بتشريع .. كما أن بوعز تزوج راعوث طبقاً للناموس الذي هو محور موضعنا بالكامل حيث قال بوعز بالحرف :
وأما راعوت الموآبية، امرأة محلون فأنتما شهود على أني اشتريتها أيضا امرأة لي، لأقيم اسم الميت على ميراثه فلا ينقرض اسم الميت من بين إخوته ومن باب مدينته. أنتم شهود اليوم (را-4-10) .. وهذا هو الناموس الموجود بسفر التثنية الإصحاح 25 ... وبذلك المولود يُنسب لمحلون ابن نعمي حماة راعوث.. فحين تقول النسوة ((
قد ولد لنعمي ابن )) فهذا لا يعني تبني لأن المولود نًسب لابنها الميت وبالتبعية فهي تعتبر جدته والمولود يُنسب لسبط ابنها المتوفي ... كما أن هناك خطأ كبير في إنجيل متى بنفس التشريع حيث أن كاتب إنجيل متى نسب عوبيد بن راعوث لبوعز وهذا خطأ وضرباً في التشريع لأن بوعز أكد على ما جاء بالتشريع حيث انه سيتزوج راعوث لكي لا ينقرض اسم الميت (محلون) من بين اخوته .. فإذن بالتشريع يجب ان يُنسب المولود عوبيد لمحلون زوج راعوث الأول الذي توفى ، ولكن كاتب إنجيل متى ضرب بالناموس عرض الحائط ونسبه لبوعز وهذا خطأ كبير وسقطة في إنجيل متى (1:5) .
إذن الفكرة التي استند عليها منيس عبد النور بأن يوسف النجار منسوب لهالي لأن هالي تبناه هو كلام باطل .. كما أن إدعاء زواج يوسف من مريم ينسبه بالتبعية إلى هالي هو كلام باطل لأن كل الإستشهادات التي استشهد بها منيس عبد النور تلزم على أن المولود أو الحفيد هو الذي يُنسب إلى والد الزوجة (الجد) ولكن يوسف النجار لم تلده امرأة هالي ليُنسب إلى هالي ولا المسيح هو من زرع بشر أو من ثمرة صلب يوسف النجار لننسبه لهالي أو يعقوب ... كما ان هالي مات قبل أن يتزوج يوسف النجار بمريم .. وهالي هو صاحب الحق الأول ليتبنى من يراه مناسب له ، ولكن هالي مات .. فكيف ننسب ابن بالتبني لشخص متوفي ... كما ان فارق السن بين يوسف النجار ومريم 77 عام وتزوجها في سن 90 عام وهذا يعني وجود احتمال بنسبة 98% أن يوسف النجار أكبر سناً من هالي ..
فكيف يكون الابن أكبر من أبيه ؟
العجيب في الأمر ان منيس عبد النور ذكر ان يوسف النجار هو من عائلة مريم بقوله :
فمريم ابنة هالي، ويوسف هو ابن يعقوب, ولما لم يكن لهالي إبن، نُسب إليه يوسف, ويوسف ومريم من عائلة واحدة، فإن كلاً منهما تناسل من زربابل, فيوسف من أبيهود ابنه الأكبر كما في متى 1: 13 ، ومريم من ذرية ريسا ابنه الأصغر كما في لوقا 3: 27.. انتهى كلام القمص .
إذن طالما أن يوسف ومريم من عائلة واحدة ونسبهما الاثنان يرجع إلى داود فلماذا نحتاج لأن ننسب يوسف النجار لهالي واكتفينا بأن ننسب المسيح لهالي وانتهت المشكلة ؟! ...
منيس عبد النور استند على أن الجد يحق له أن يتبني حفيده ، فطالما ان التبني مسموح فما هي المشكلة التي منعت أن يكون المسيح ابناً لهالي تلقائيا وبالتبعية يأخذ المسيح نسب جده لداود مباشرة وتجنب كاتب إنجيل لوقا انتساب يوسف النجار لهالي فيصبح أخو مريم الشرعي فيتزوجها رغم انها مِحرم له ليقعوا في زنا محارم وكنا خلصنا من كل الدوشة دي ؟
في نهاية هذه النقطة لا نقول إلا ...
أن كتبة الكتاب المقدس هم جُهال العالم
الآن انتهينا من التفسير الأول والثاني لهذه القضية وثبت فشلهم ولنبدأ التركيز على التفسير الثالث وهو زواج يعقوب من زوجة (أرملة) هالي .:p01sdsed22:
المفضلات