تطورت الدنيا كثيرا, وأصبح السفر سمة أساسية للمواطن, ولكن إذا كان هذا المواطن عربيا, فسيواجه المشقة والمحن كي ينتقل من مكان لآخر, وكم من الحواجز سيضطر لمرورها, وأخري لن يستطيع تجاوزها.. ومن هنا استلهمت الشاعرة الليبية ردينة الفيلالي تجربتها البديعة في البطاقة الشخصية, عندما تحدثت عن الحدود المصنوعة بين الدول العربية وإلي نص تجربة الفيلالي..
انتزع مني بطاقتي الشخصية ليتأكد أني عربية. وبدأ يفتش حقيبتي.. وتعجبت لمطلبه وسؤاله عن الهوية.. كيف لم يعرف من عيوني أني عربية.. أم أنه فضل أن أكون أعجمية.. لأدخل بلاده دون إبراز الهوية.
وطال انتظاري وكأني لست في بلاد عربية. أخبرته أن عروبتي لاتحتاج لبطاقة شخصية.. فلم انتظر علي هذه الحدود الوهمية.. وتذكرت مديح جدي لأيام الجاهلية.. عندما كان العربي يجوب المدن العربية.. لا يحمل معه سوي زاده ولغته العربية.
وبدأ يسألني عن اسمي, جنسيتي, وسر زيارتي الفجائية فأجبته أن اسمي وحدة, وجنسيتي عربية, وسر زيارتي تاريخية.. سألني عن مهنتي وإن كان لي سوابق جنائية فاجبته أني انسانة عادية.. لكني كنت شاهدا علي اغتيال القومية.
سأل عن يوم ميلادي وفي أي سنة هجرية.. فأجبته أني ولدت يوم ولدت البشرية.. سألني إن كنت أحمل أي أمراض وبائية.. فأجبته أني أصبت بذبحة صدرية.. عندما سألني ابني عن معني الوحدة العربية.. فسألني أي ديانة أتبع الإسلام أم المسيحية.. فأجبت بأني أعبد ربي بكل الأديان السماوية.. فأعاد لي أوراقي وحقيبتي وبطاقتي الشخصية.. وقال عودي من حيث أتيت.. فبلادي لا تستقبل الحرية.
f'hrjn hgaowdm
المفضلات