بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضائل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
(( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))[1]
قال البخاري : قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ : صَلاةُ اللَّهِ ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلائِكَةِ ، وَصَلاةُ الْمَلائِكَةِ الدُّعَاءُ .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يُصَلُّونَ يُبَرِّكُونَ .ا.هـ
صلاة الملائكة على النبي صلى الله عليه وسلم :
أن كعبا دخل على عائشة فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كعب : (( ما من فجر يطلع إلا وينزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط سبعون ألفا حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم فيصلون على النبي صلى الله عليه وسلم سبعون ألفا بالليل وسبعون ألفا بالنهار حتى إذا انشقت الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه ))
بيان عظم ثواب الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ من صلى صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا .
ـ ومن سلم سلم الله عليه عشرًا .
ـ تصلي عليه الملائكة عشرًا .
ـ تحط عنه عشر خطيئات .
ـ ترفع له بها عشر درجات .
ـ يكتب له بها عشر حسنات .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ ))[3]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا ))[4]
عن أَنَس بْنُ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ))[5]وعند ابن حبان (( كتب الله له بها عشرَ حسناتٍ ))[6]
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة ، فإنه أتاني جبريل آنفً عن ربه عز وجل فقال : ما على الأرض من مسلم يُصلي عليك مرةً واحدةً ، إلا صليت أنا وملائكتي عليه عشرًا ))[7]
عن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيَّ إِلا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ مَا صَلَّى عَلَيَّ ، فَلْيُقِلَّ الْعَبْدُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ ))[8]
عن أبي بردة بن نيار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صلى علي من تلقاء نفسه صلى الله عليه بها عشر صلوات ، وحط عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ))[9]
عن عمير الأنصاري وأبي بردة بن نيار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِنْ أُمَّتِي صَلاة مُخْلِصًا مِنْ قَلْبه ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عَشْر صَلَوَات ، وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْر دَرَجَات ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْر حَسَنَات ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْر سَيِّئَات ))[10]
عن أَبِي طَلْحَةَ : (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبُشْرَى فِي وَجْهِهِ ، فَقُلْنَا : إِنَّا لَنَرَى الْبُشْرَى فِي وَجْهِكَ ، فَقَالَ : إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَكُ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ : أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّهُ لا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا ، وَلا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا ، قلت : بلى ))[11]
قال السندي : وَفِي هَذِهِ الْبِشَارَة مِنْ بِشَارَة الأُمَّة وَحُسْن حَالهمْ مَا فِيهِ فَإِنَّ جَزَاء الصَّلاة رَاجِع إِلَيْهِمْ فَلِذَلِكَ حَصَلَ لَهُ غَايَة السُّرُور صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .[12]
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ نَخْلاً ، فَسَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ ، حَتَّى خِفْتُ أَوْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ تَوَفَّاهُ أَوْ قَبَضَهُ ، قَالَ : فَجِئْتُ أَنْظُرُ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلام قَالَ لِي : أَلا أُبَشِّرُكَ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكَ :مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فسجدت لله شكرًا))[13]
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : (( كان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم منا خمسة أو أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، لما ينوبه من حوائجه بالليل والنهار ، قال : فجئته وقد خرج ، فاتبعته فدخل حائطا من حيطان الأسواف ، فصلى ، فسجد فأطال السجود ، فبكيت وقلت : قبض الله روحه ! قال : فرفع رأسه فدعاني ، فقال : « ما لك ؟ » ، فقلت : يا رسول الله ، أطلت السجود قلت : قبض الله روح رسوله لا أراه أبدًا ، قال : « سجدت شكرا لربي فيما أبلاني في أمتي ، من صلى علي صلاة من أمتي كتب الله له عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات » لفظ أبي يعلى ، ولفظ ابن أبي الدنيا (( من صلى عليَّ صلاةً ، صلى الله عليه عشرًا ))[14]
الأسواف : اسم لحرم المدينة الذي حرمه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل : موضع بالبقيع .
الشفاعة تنال بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صلى على حين يصبح عشرًا و حين يمسي عشرًا ، أدركته شفاعتي يوم القيامة ))[15]
قال المناوي : أي تدركه فيها شفاعة خاصة غير العامة ، وفي هذا الحديث وما قبله وبعده دلالة على شرف هذه العبادة من تضعيف صلاة اللّه وتكفير السيئات ورفع الدرجات والإغاثة بالشفاعة عند شدة الحاجة إليها .
قال الأبي : وقضية اللفظ حصول الصلاة بأي لفظ كان وإن كان الراجح الصفة الواردة في التشهد وفيه دليل على فضل الصلاة والسلام على النبي صلى اللّه عليه وسلم وأنه من أفضل الأعمال وأجل الأذكار بموافقة الجبار على ما قال {إن اللّه وملائكته يصلون على النبي } صلى اللّه عليه وسلم ولو لم يكن للصلاة عليه ثواب إلا رجاء شفاعته لكفى .[16]
أولى الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أكثرهم صلاة عليه :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً ))[17]
( أَوْلَى النَّاسِ بِي ) أَيْ أَقْرَبُهُمْ بِي أَوْ أَحَقُّهُمْ بِشَفَاعَتِي ( أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً ) لأَنَّ كَثْرَةَ الصَّلاةِ مُنْبِئَةٌ عَنْ التَّعْظِيمِ الْمُقْتَضِي لِلْمُتَابَعَةِ النَّاشِئَةِ عَنْ الْمَحَبَّةِ الْكَامِلَةِ الْمُرَتَّبَةِ عَلَيْهَا مَحَبَّةُ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ تَعَالَى { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَهُمْ ذُنُوبَكُمْ } .
قَالَ اِبْنُ حِبَّانَ عَقِبَ هَذَا الْحَدِيثِ . فِي هَذَا الْخَبَرِ بَيَانٌ صَحِيحٌ عَلَى أَنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِيَامَةِ يَكُونُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ إِذْ لَيْسَ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ أَكْثَرُ صَلاةً عَلَيْهِ مِنْهُمْ , وَقَالَ غَيْرُهُ لأَنَّهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ قَوْلاً وَفِعْلاً كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ .[18]
الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه :
لحديث عبد الرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي وفيه : (( ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحيانا ويتعلق أحيانا فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه وأنقذته ))[19]
الصلاة على النبي تزكي النفوس :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهَا زَكَاةٌ لَكُمْ وَاسْأَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا دَرَجَةٌ فِي أَعَلَى الْجَنَّةِ لا يَنَالُهَا إِلا رَجُلٌ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ))[20]
الصلاة على النبي من أفضل أنواع الدعاء :
عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ : (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ ، اذْكُرُوا اللَّهَ ، جَاءتْ الرَّاجِفَةُ ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ ، قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ ، قُلْتُ : الرُّبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ، قُلْتُ : النِّصْفَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ، قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ، قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ))[21]
( فَكَمْ أَجْعَلُ لَك مِنْ صَلاتِي ) أَيْ بَدَلَ دُعَائِي الَّذِي أَدْعُو بِهِ لِنَفْسِي قَالَهُ الْقَارِي . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ : مَعْنَاهُ أُكْثِرُ الدُّعَاءَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَك مِنْ دُعَائِي صَلاةً عَلَيْك .
( قُلْتُ الرُّبُعَ ) أَيْ أَجْعَلُ رُبُعَ أَوْقَاتِ دُعَائِي لِنَفْسِي مَصْرُوفًا لِلصَّلاةِ عَلَيْك
(أَجْعَلُ لَك صَلاتِي كُلَّهَا ) أَيْ أَصْرِفُ بِصَلاتِي عَلَيْك جَمِيعَ الزَّمَنِ الَّذِي كُنْت أَدْعُو فِيهِ لِنَفْسِي .
( قَالَ إِذًا تُكْفَى هَمَّك ) وَالْهَمُّ مَا يَقْصِدُهُ الإِنْسَانُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ , يَعْنِي إِذَا صَرَفْت جَمِيعَ أَزْمَانِ دُعَائِك فِي الصَّلاةِ عَلَيَّ أُعْطِيت مَرَامَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .[22]
عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : (( قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ ؟ قَالَ : إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ ))[23]
عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبيه عن جده قال : (( أن رجلاً قال : يا رسول الله أجعل ثلثَ صلاتي عليك ؟ قال : نعم إن شئت ، قال : الثلثين ؟ قال : نعم ، قال : فصلاتي كلها ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِذًا يَكْفِيَكَ اللَّهُ مَا هَمَّكَ مِنْ أمر دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ ))[24]
عرض الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم :
وهذا أيضًا من أعظم الفضل والخير الذي يناله العبد ، فإن الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم وكل الله تعالى بها ملائكة يبلغونها للنبي صلى الله عليه وسلم ، ويعرضونها عليه وكفى بهذا شرفًا للعبد أن تقوم الملائكة بتبليغ صلاته إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتقول له هذا فلان بن فلان يسلم أو يصلي عليك ، فإذا كان العبد قد حُرِمَ من رؤيته صلى الله عليه وسلم ، فهذا طريق للعباد قد فتحه الله لهم ، ليتعرف عليهم النبي صلى الله وسلم ، فطوبى لمن أكثر الصلاة عليه ، وهنيئًا له ، وكفى بها نعمة وفضلاَ .
عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلاةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ ؟ يَقُولُونَ بَلِيتَ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ ))[25]
عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أكثروا عليَّ من الصلاةِ في يومِ الجمعة ، فإن صَلاة أُمَّتِي تُعْرَض عَلَيَّ فِي كُلّ يَوْم جُمْعَة , فَمَنْ كَانَ أَكْثَرهمْ عَلَيَّ صَلاة كَانَ أَقْرَبهمْ مِنِّي مَنْزِلَة ))[26]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ ))[27]
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ ))[28]
قال السندي : وَفِيهِ حَثّ عَلَى الصَّلاة وَالسَّلام عَلَيْهِ وَتَعْظِيم لَهُ صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِجْلال لِمَنْزِلَتِهِ حَيْثُ سُخِّرَ الْمَلائِكَة الْكِرَام لِهَذَا الشَّأْن الْفَخْم .[29]
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صلى عليَّ ، صلى الله عليه عشرًا ، ووكَّل بها ملكٌ حتى يُبَلَّغنيها ))[30]
عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّ اللَّه وَكَّلَ بِقَبْرِي مَلَكًا أَعْطَاهُ أَسْمَاع الْخَلائِق ، فَلا يُصَلِّي عَلَيَّ أَحَد إِلَى يَوْم الْقِيَامَة إِلا أَبْلَغَنِي بِاسْمِهِ وَاسْم أَبِيهِ هذا فلان ابن فلان قد صلى عليك ))[31]
عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن لله تبارك وتعالى ملكًا أعطاه أسماء الخلائق ، فهو قائم على قبري إذا مت ، فليس أحدٌ يُصلي عليَّ صلاةً إلا قال : يا محمد صلى عليك فلانُ بن فلانٍ ، قال : فيصلي الربُّ تبارك وتعالى على ذلك الرجل بكل واحدةٍ عشرًا ))[32]
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( حيثما كنتم فصلوا عليَّ ، فإن صلاتكم تبلغني ))[33]
قال الحافظ : قَالَ الْحَلِيمِيّ : الْمَقْصُود بِالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّقَرُّب إِلَى اللَّه بِامْتِثَالِ أَمْره وَقَضَاء حَقّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا .
وَتَبِعَهُ اِبْن عَبْد السَّلام فَقَالَ : لَيْسَتْ صَلاتنَا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَفَاعَة لَهُ , فَإِنَّ مِثْلنَا لا يَشْفَع لِمِثْلِهِ , وَلَكِنَّ اللَّه أَمَرَنَا بِمُكَافَأَةِ مَنْ أَحْسَن إِلَيْنَا , فَإِنْ عَجَزْنَا عَنْهَا كَافَأْنَاهُ بِالدُّعَاءِ , فَأَرْشَدَنَا اللَّه لِمَا عَلِمَ عَجْزنَا عَنْ مُكَافَأَة نَبِيّنَا إِلَى الصَّلاة عَلَيْهِ .
وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : فَائِدَة الصَّلاة عَلَيْهِ تَرْجِع إِلَى الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْهِ لِدَلالَةِ ذَلِكَ عَلَى نُصُوع الْعَقِيدَة وَخُلُوص النِّيَّة وَإِظْهَار الْمَحَبَّة وَالْمُدَاوَمَة عَلَى الطَّاعَة وَالاحْتِرَام لِلْوَاسِطَةِ الْكَرِيمَة صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .[34]
tqhzg hgwghm ,hgsghl ugn vs,g hggi wgn hggi ugdi ,sgl
المفضلات