بسماللهالرحمنالرحيم
إنالحمدللهنحمدهونستعينهونستهديهونستغفره,
ونعوذباللهمنشرورأنفسناومنسيئاتأعمالنا,
منيهدهاللهفهوالمهتديومنيضللفلنتجدلهوليامرشدا,
وأشهدأنلاإلهإلااللهوحدهلاشريكلهوأشهدأنمحمدعبدهورسوله.
إنأصدقالحديثكلامالله(سبحانه و وتعالى) وخيرالهديهديمحمد(صلىاللهعليهوسلم), وشرالأمورمحدثاتها,وكلمحدثةبدعةوكلبدعةضلالةوكلضلالةفيالنارأوكماقال(صلياللهعليهوسلم).
قالاللهتعالىفيمحكمالتنزيل:
وقال أيضا:
بسم الله الرحمن الرحيم
صدق الله العظيم 1 النساء |
وقال أيضا (سبحانه وتعالى):
بسم الله الرحمن الرحيم 71 الأحزاب |
أما بعد:
الحمد لله الحنان المنان الذي علم القران وخلق الإنسان وعلمه البيان وسمينفسه من أجلنا الرحمن وأنزل على حبيبه القرآن فقال عز قائل: بسم الله الرحمن الرحيم صدق الله العظيم |
فلله الحمد والمنة صاحب العطاء والمن الذي قال في محكم التنزيل:
بسم الله الرحمن الرحيم صدق الله العظيم |
فبفضله ومنته (سبحانه وتعالى) تحول الصحراويون الأميون من رعاية الغنم إليقيادة ورعاية الأمم,
وكان ذلك بعد أن تمسكوا بآيات الله قلبا وقالبا وبسنة رسوله (صلي الله عليهوسلم) ظاهرا وباطنا,
تلك السنة التي حسدهم عليها بني يهود قائلين: أن محمدا علمهم كل شيء حتىالخراءه, (صلى الله عليه وسلم)
فبفضل تمسكهم بالكتاب والسنة عرفوا حقيقة الدنيا فزهدوا فيها وأخرجوها منقلوبهم ووضعوها تحت أقدامهم,
وعرفوا عظمة الآخرة فاجتهدوا لها, وسعوا في طلبها وضحوا بكل غالي ونفيس منأجلها فأعزهم الله وآزرهم ونصرهم نصرا عزيزا,
فخرجوا من حدود القبلية إلي آفاق العالمية,
فدانت لهم رقاب العباد وفتحت لهم أبواب البلاد وأضاء نور الكتاب والسنةقلوبهم وعقولهم فنقبوا في العلوم وفتشوا ودرسوا وطوروا وأسسوا الحضارة الإسلاميةفي الأندلس,
ووضعوا أسسا لكثير من العلوم مثل الطب والفلك والكيمياء والجبر والحساب,
ذلك علي سبيل المثال لا الحصر.
ولكن ومع شديد الأسف شغلت أحفادهم الدنيا عن الكتاب والسنة,
وافتتنوا ببريق الطين عن رحيق الدين حتى سحب الله البساط من تحت أقدامهم,
وطمس وحل الطين علي قلوبهم,
فغشي الكثير منهم عمي القلوب,
وأصابهم الجهل والوهن,
فلم تعد السنة تعرف الكثير منهم, وأصبح القرآن مهجورا عن حياتهم, حتى ظهرالفساد في البر والبحر, فانتشر الربي وكثر ألزني وانتشر السحر, وأصبح المعروفمنكرا والمنكر معروفا,
وبسبب انتشار السحر بين الناس عامة والمسلمين خاصة, فأصبح لا يفرق بين مسلموغير مسلم,
وحتى أضحت البيوت لا تخلوا من ساحر أو مسحور أو معاف مؤقت (سوف يأتي تفصيلذلك من بعد)
وبما أن الناس كل الناس ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما فإما أن يكونوا منأهل الخير أو إما أن يكونوا من أهل الشر,
وبمعنى آخر إما أن يكونوا أولياء الرحمن (سبحانه وتعالى) أو أن يكونوا أولياء الشيطان (عليه جميع لعائن الله)
وبما أن أهل الشر أي (أولياء الشيطان) لا يمكنهم أن يجدوا السعادة إلابالعدوان على أهل الخير (أولياء الرحمن) ظلما وعدوانا.
وبسبب ذلك انتشر السحر وكثرت الضحايا بسبب البعد عن الدين أو بسبب الغفلةأثناء السعي وراء الدنيا هنالك سقط الكثير من المسلمين ضحية لسحر السحرة الكفرةالفجرة,
وبما أن الله (سبحانه وتعالى) قد من على عبده الضعيف (كاتب ذلك الكتاب)
قد من عليه بالبعض القليل من العلم أخذت على عاتقي بأن أتحمل مسؤوليتي تجاهأمة الحبيب
وكان ذلك انطلاقا من الإيمان بالحديث النبوي الشريف الذي قال فيه الحبيبالمصطفى (صلى الله عليه وسلم):
أخرج البخاريفيصحيحهحديثرقم2232 مانصه
حدثناأبواليمانأخبرناشعيبعنالزهريقالأخبرنيسالمبنعبداللهعنعبداللهبنعمر (رضياللهعنهما) أنهسمعرسولالله (صلىاللهعليهوسلم) يقول: كلكمراعوكلكممسئولعنرعيتهفالإمامراعوهومسئولعنرعيتهوالرجلفيأهلبيتهراعوهومسئولعنرعيتهوالمرأةراعيةفيبيتزوجهاوهيمسئولةعنرعيتهاوالخادمراعفيمالسيدهوهومسئولعنرعيتهقالفسمعتهؤلاءمنرسولاللهصلىاللهعليهوسلموأحسبأنهقالوالرجلراعفيمالأبيهوهومسئولعنرعيتهفكلكمراعوكلكممسئولعنرعيته.
فمن باب الإيمان بتلك المسئولية رأيت أنه يحب أن أخصص الوقت والجهد للرقيةالشرعية,
فبدأت بالبحث والقراءة للاستفادة من تجارب الآخرين السابقين منهم واللاحقين,
فأفدت من كل ما وقع في يدي من الكتب حديثها وقديمها وكذلك أفدت ومن علومعلمائنا الكرام السابقين منهم والحاضرين بارك الله لنا فيهم وفي علمهم وجزاهم اللهعنا خير الجزاء,
ثم أخذت بتطبيق تلك الفائدة في مجال الرقية الشرعية مستعينا بالله وحده (سبحانهوتعالى), ولم أنسي أنه من جد وجد ومن زرع حصد, ومن يتوكل علي الله فهو حسبه,
وقد سبق أن ذكرت في كتابي السابق الذي أسميته (فهل من سبيل ـ في باب خيريةالأمة) في شرح معني:
قوله (سبحانه وتعالي):
بسم الله الرحمن الرحيم صدق الله العلي العظيم |
أن أمة الحبيب صلي الله عليه وسلم أمة مكلفة بعمل الأنبياء الذي هو الدعوةإلي الله,
ولقد ذكرت أن الله تعالي قد أمد هذه الأمة المباركة بوحي دائم باقي يتناسبمع كل زمان ومكان, صالح لكل جني أو إنسان,
وقد بينت من كلام الله العزيز العلام ما يؤكد اجتباء الله (سبحانه وتعالى) لهذهالأمة,
حيث قال عز من قائل: في القرآنالكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم صدق الله العلي العظيم |
وقد بينت في هذا الكتاب أن الاجتباء هو اختيار وتربية وتكليف بمسؤولية حملالدين بالدعوة إلي الله
وبناء علي ذلك يجب أن تعلم أيها القارئ الكريم أننا نحن المسلمون لديناكتاب سماوي هو آخر الرسالات السماوية التي تنزلت من الله (سبحانه وتعالي) إلي بنيآدم, ألا وهو: القرآن الكريم,
الذي فيه أخبار من سبقنا, والفصل فيما بيننا, والخلاص لما بعدنا,
وهو الذي من تمسك به عز, ومن ضيعه ذل, وفيه الهداية لكل ضال, وفيه والحكمةلناشديها, وفيه الملجأ الأمن لكل خائف, وفيه الدواء الشافي من كل سقم أو داء, وفيهخزائن الأسرار التي يفك بها كل سحر, ويقهر بها كل فاجر كافر سحار, ويحرق بها كل شيطانجبار, ويقتل بها كل إبليس أو فرعون أو ثمود (من قيادات الجن عليهم لعائن الله)ونعوذ بالله منهم أجمعين, ولا تقوي عليه الشياطين وإن اجتمعوا, والأبالسة يفرونمنه هاربين,
كل ذلك يعد نقطة صغيرة من بحور أسراره,
فمن عظمة هذا القرآن أن لا يحيط به الواصفون, ويعجز عن مثله الشعراءالماهرون من الإنس والجن وإن اجتمعوا له,
أيها القارئ الكريم:
أرجوا منك العفو الكريم عن تقصيري وعجزي عن الإلمام بعظمة هذا الكتاب الذيتعجز عن جمع محاسنه الأقلام,
فإنه مهما بلغت الأقلام كلها وإن اجتمعت فهي عاجزة عن التعبير عن حصر كل ماهو كائن في القرآن من معجزات وما سوف يكون,
ويكفينا الآن فقط أن نقول:
نحن الآن أمام ذرة من جزيء من بعض أسرار القرآن الكريم منحها الحنان المنانإلي ذلك العبد الضعيف فجمعها وسطرها في كتاب سماه:
أسأل الله العلي العظيم أن ينفعني وإياكم به,
السادة القراء الكرام:
إن وجدتم في كتابي هذا شيء من الخير فهو من الله عز وجل,
وإن وجدتم فيه من شيء من الخطأ فلا ولن يكون إلا بذنوبي,
ولهذا أستحلفكم بالحي الذي لا يموت أنه من وجد في كتابي هذا من خطئ فعليهإصلاحه, ومن وجد فيه خيرا فالعطاء القرآني لا ولن ينقضي إلي يوم القيامة,
ولمن أراد أن يمن الله عليه بأسرار هذا القرآن للدفاع عن الإسلام والمسلمينضد السحرة والشياطين فقط عليه بالآتي:
ـ أن يكون من أصحاب التوحيد ليبرأمن كل شرك ظاهر كان أو خفي, حتى تكون صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمينوكما قال رب العالمين في القرآن الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم صدق الله العلي العظيم |
ـ وأن يأخذ بالعلم فعبادةالجاهل في حجره ما أن يقوم تنفض عنه,
ـ وأن يتجنب جميع البدع لأنه إذادخلت إلى حياة المسلم بدعة خرجت من حياته سنة, ذلك لأن السنن لا تتفق مع البدع,
ـ وأن لا يأكل إلا من حلال وإلافلا ولن يستجاب له دعاء,
ـ أن يكون محصنا بالزواج قانعامن جانب النساء حتى لا يقع في الفتنة,
ـ أن لا يعمل بنية جمع المالوأن يكون مقصده الأول والأخير خلاص المسلمين من سحر وسيطرة السحرة والشياطين, ـ أن يكون قوي الإيمان,
ـ أن يكون قوي البنية حتى لاتضربه الشياطين إذا دخلت في جسد مسحور قوي البنية
ـ أن يكون قوي الفطنة بأن يكون (كيسفطن) ولا يكون مجرد (كيس قطن),
ـ أن يقرأ جيدا كتاب تلبيسإبليس ليتعرف على بعض مداخل الشياطين التي يدخلون بها على البشر,
ـ أن يكون من أصحاب الليل ففيقيام الليل نصرة غيبية لأصحابها حتى ينصره الله على أعدائه من شياطين الإنس والجن,
ـ أن يكون من أصحاب القرآن فيقومبه آناء الليل وأطراف النهار,
ـ أن يكون من الذاكرين غير الغافلين,
نكتفي بهذا القدر ولسوف يأتي بيان ذكر ذلك فيما بعد بالتفصيل,
ملاحظة هامة:
أيها القارئ الكريم:
أرجوا من كل يقرأ هذا الكتاب أن لا يتوغل فيه إلا بلطف وأن لا يتسرع فيالحكم علي ما سوف يجده من جديد, حتى لا يقع البعض في الإنقاص من حقيقة قرآنية قد يندمعليا بعد ذلك,
وآخر ما أدعو به لنفسي وإياكم:
بسم الله الرحمن الرحيم صدق الله العلي العظيم |
(أمين)
أما بعد:
اعلم أيها القارئ الكريم أن القاعدة الكبرى في هذا العلم تنحصر في هذاالحديث :
روى الإمام مسلم في صحيحه:
عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافافسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما.
وروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنه قال: من أتي كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفربما نزل علي محمد.
وأخرج الإمام الطبراني في الأوسط:
وعنعمرانبنحصينرضياللهعنهمرفوعاًقال:أنالنبي(صلىاللهعليهوسلم)قال: ليسمنامنتطيرأوتطيرله،أوتكهنأوتكهنله،أوسحرأوسحرله, ومنأتىكاهناًفصدقهبمايقولفقدكفربماأنزلعلىمحمد(صلىاللهعليهوسلم) ' رواهالطبرانيفيالأوسطبإسنادحسنمنحديثابنعباسدونقوله: ومنأتىكاهناً.
هذاواللهوليالتوفيق.
بلغتمحبةاللهلكأنكأولمنتشققالأرضعنهيومالقيامة,
الصلاةوالسلامعليكياحبيبييارسولالله
بلغتمحبةاللهلكأنكوحدكحامللواءالحمديومالقيامةالأنبياءمنآدمفمادونهتحتلوائكيومالقيامة,
الصلاةوالسلامعليكياحبيبييارسولالله
بلغتمحبةاللهلكأنكسيدولدآدميومالقيامة,
الصلاةوالسلامعليكياحبيبييارسولالله
بلغتمحبةاللهلكأنكأولمنيحركحلقالجنةيومالقيامة
الصلاةوالسلامعليكياحبيبييارسولالله
بلغتمحبةاللهلكأنهلاتفتحالجنةيومالقيامةإلالكفأنتأولمنيدخلهايومالقيامة
الصلاةوالسلامعليكياحبيبييارسولالله
روىأنعمررضياللهعنهوهىيبكيبسببفراقالحبيب(صلىاللهعليهوسلم)قائلا:
بأبيأنتوأمييارسولاللهلقدكانجزعشجرةتخطبالناسعليهفلماكثرالناساتخذتمنبرالتسمعهمفحنالجزعلفراقك وبكى,
بأبيأنتوأمييارسولاللهبلغمنفضيلتكعنداللهأنجعلطاعتكمنطاعته
فقالعزوجل:
بأبيأنتوأمييارسولاللهلقدبلغمنفضيلتكعنداللهأنأخبركبالعفوقبلأنيخبركبالذنب
فقالتعالي:
بأبيأنتوأمييارسولاللهلقدبلغمنفضيلتكعنداللهأنأهلالناريودونأنيكونواأطاعوكوهمبينأطباقهايعذبونيقولون:
قالاللهتعالى:
بأبيأنتوأمييارسولاللهلقدبلغمنفضلكعنداللهأنبعثكآخرالأنبياءوذكركأولهمإذ
قالاللهسبحانهوتعالى:
بأبيأنتوأمييارسولاللهلقدبلغمنفضلكعنداللهأنهلئنكانموسىبنعمران(عليه السلام)أعطاهاللهحجراينبعمنهالماءفمابأعجبأنينبعالماءمنبين أصابع يديك(صلىاللهعليك)
بأبيأنتوأمييارسولاللهلئنكانالله (سبحانه وتعالى)أعطى لسليمان بن داوود(عليه السلام)الريحغدوهاشعراورواحهاشهرافمابأعجبمنأن يحملك الله بالبراقحينسريتعليهإلىالسماءالسابعةثمصليتالصبحبالابطح(صلياللهعليك)
بأبيأنتوأمييارسولاللهلإنكانالله (سبحانه وتعالى) أحيا لعيسىبنمريم(عليه السلام)الموتى,فمابأعجبمنالشاةالمسومةحينكلمتكوهىمشويةفقالتلك:الذراعلاتأكلنيفإنيمسمومة
بأبيأنتوأمييارسولاللهلقدبلغمنفضلكعندالله(سبحانه وتعالى) أندعانوحعلىقومهقائلا:ربلاتذرعلىالأرضمنالكافرينديارا)ولودعوتعلينابمثلهالهلكنا.
بأبيأنتوأمييارسولالله,فلقدوطئظهركوأدميوجهكوكسرترباعيتكفأبيتأنتقولإلاخيرا, فقلت: (اللهماغفرلقوميفأنهملايعلمون)
بأبيأنتوأمييارسولاللهلقدبلغمنفضلكعندالله(سبحانه وتعالى) أنقداتبعكفيقلةسنكوقصرعمركمالميتبعنوحفيكثرةسنهوطولعمرهولقدآمنبكالكثيروماآمنمعهإلاالقليل
بأبيأنتوأمييارسولاللهلولمتجالسإلاكفؤاماجالستناولولمتناكحإلاكفؤاماناكحتإلينا
ولولمتؤاكلإلاكفؤاماآكلتنا,
فلقدواللهجالستناونكحتإليناوواكلتناولبستالصوفوركبتالحماروأردفتخلفكووضعتطعامكعلىالأرضولعقتأصابعكتواضعامنك(صلىاللهعليك).
ثمأهديهذاالكتابمنبعدرسولالله(صلىاللهعليهوسلم)إليوالديالكرامرحمهمااللهفيالدنياوالآخرة,
ثمأهديهإليكلعلماءالأمةالكرامالمخلصينالسابقينمنهمواللاحقينحيثتعلمتالكثيرمنهمجزاهماللهعناخيرالجزاء,
ثمأهديهإلىكلمسلمعامةوخاصة,
ثمأتوجههنابالدعاءإلىاللهبأنيهديكلمنهوغيرمسلمإلىمايحباللهلهويرضى,
حتىيكونمنتهاناجميعاالجنة,
أمين.
بعدأعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله وكفى الصلاة والسلام على الذي اصطفى أمابعدقالالله سبحانه وتعالي:
(قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌأَنْتُمْعَنْهُ مُعْرِضُونَ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإِ الأَعْلَى إِذْيَخْتَصِمُونَ)36 ص
(بِالْمَلإِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ)من هم الذيناختصموا ؟ وفيما كانوايختصمون ؟وما هيالقصة وكيف بدأت ومتى انتهت ؟إنقصة هذا الاختصام بدأت بسبب
تكريم الله (سبحانه وتعالى) لآدم عليه السلام وهذاالتكريم تم في مراحل كثيرة هي كالتالي: أولا: إعلانه (سبحانه وتعالى) أنه سوف يجعلآدم خليفته في الأرض. ثانيا: أمره (سبحانه وتعالى) للملائكةبالسجود لآدم ثالثا: تعليم الله (سبحانه وتعالى) لآدمالأسماء كلها. رابعا: إسكان الله (سبحانه وتعالى) آدم جنةالتجربة.
أولا: إعلان الخلافةإعلانه(سبحانه وتعالى) أنه سوف يجعل آدم خليفته في الأرض إذ قالالله تعالي:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّيجَاعِلٌفِي الأَرْضِخَلِيفَةً قالُواأَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُبِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيأَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ 30 وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَىالْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 31 قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ 32قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْأَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَاتُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ) 33 البقرةومنهنا كانت البداية: ترى م###ون صاحب هذا التشريف والتكريم ؟عندماأعلن الله (سبحانه وتعالى) في الملاء الأعلى قائلا:
(إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)فهمالملائكة وتيقنوا أن الخليفة لا ولن يكون منهم وإلا قال لهم الله: إني جاعل فيالأرض خليفة منكم هنالكتفكروا في أنفسهم قائلين: إذ لم يكن منا فمن أين سيكون إذن؟ لقد تساءلوافيما بينهم هل سيكون من الجن الذين ففسقوا في الأرض وأفسدوا فيها وسفكوا الدماء, ثملماذا لا يكون منهم وهم الذين يسبحون بحمد الله ويتقدسون لله ؟ ثمسرعان ما أعلنت الملائكة عما يتفكرون فيه قائلين: (
قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَوَنُقَدِّسُ لَكَ) 30 البقرةفأجابهمعلام الغيوب قائلا: (
قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاتَعْلَمُونَ) 30 البقرة
ثانيا: الأمر بسجود الملائكة لآدم ثم عندماشاءت القدرة الإلهية وقال عز من قائل في آية أخري: (
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُفِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُسَاجِدِينَ) 72 ص
سَوَّيْتُهُ اعلمرشدنا الله وإياكم أن تسوية آدم قد مرت أيضا بعدة مراحل هي كالتالي:مراحلتسوية آدم عليه السلامإنه منباب تكريم الله (سبحانه وتعالى) لآدم أن خلقه بيديه بينما من المعلوم بالضرورة أنه(سبحانه وتعالى:(
إِنَّمَاأَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ82) يسفسبحانمن كان أمره ما بين الكاف والنونولكنكانت المشيئة العظمى لعظيم السموات والأرض أن يخلق آدم بيديه:
(قالَيَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّأَأَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ75) ص ولقدسبق أيضا أن الله (سبحانه وتعالى) قد جعل خلق آدم وإن كان بيديه إلا أنه خلقه علىعدة مراحل أيضا:
1) من الماء (
وَهُوَالَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًاوَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا 54) الفرقان
2) من تراب
(إِنَّمَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ 59) آل عمران فإذا وضع الماء على التراب كانطينا
3) من طين
(هُوَالَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ 2) الأنعامفي هذهالمرحلة تحول الماء والتراب إلى طين. ملاحظةهامه(إذاقلنا أنه بخلط الماء على التراب يتحولا إلى طين فهذالا يعني أن الله (سبحانه وتعالى) أخذ التراب بيده وصب عليه الماء وقام بخلطه ليصبحطينا (حاشالله) الذي ليس كمثله شيء (نور على نور) ولكنهاالقدرة والكينونة الإلهية فأمره بين الكاف والنون (حيث سوف يعجز العقل البشريالصغير عن حقيقة فهما مهما بلغ).ولكنلا نملك أن نقول في هذا الأمر إلا ما قاله الله (سبحانه وتعالى) في خلقه حيث:قالالله تعالى:(
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَامَنَعَكَأَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ 75) ص وإنأردنا المثال في ذلك فليكن:(الاستواءمعلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب)ثمبالعودة إلى مراحل خلق آدم عليه السلام نجد أنفسنا أمام: المرحلةالرابعة:
4) من حمأ مسنون
(وَلَقَدْخَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ26
) الحجر إنه لايتحول الطين إلى صلصال إلى حماء مسنون بدون أن يمر بمرحلة الحرق ليتحول من صلصالإلى فخار أي إلى حماء مسنون)ثم منبعد هذه المراحل ألقاه الله خارج الجنة أربعين سنة حتى لا يظن البعض أن الإنسان كانقد شارك في الخلق أو شيء من هذا وكما يظن البعض وليعموا أنه لم يكن كان شيئامذكورا ولهذا:قالالله (سبحانه وتعالى):
(هَلْأَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْيَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا 1
) الإنسان وكانالجواب بلى أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ملقى خارج الجنة بغيرتكريم أو تشريف أو تعظيم. وردعند بعض أهل العلم أناللعين إبليس كان يدخل من فم آدم ثم يمر من جوفه ويخرج من دبره ثم يطبل على بطنهقائلا: أذاك الذي كرم على وكان في إلقاء آدم خارج الجنة فتنة وغواية من الله (سبحانهوتعالى) لذلك اللعين إبليس حتى يخرج الله (سبحانه وتعالى) ما كان ذلك اللعين يضمرفي نفسه. (
قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي 39) الحجرثم منبعد إلقاءه خارج الجنة تأتي مرحلة النفخ لكمال مرحلة التسوية
فَإِذَا سَوَّيْتُهُوَنَفَخْتُفِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُسَاجِدِينَ 72)صفاعلموارشدني الله وإياكم أنه بنفخ الله (سبحانه وتعالى) الروح في آدم بدأت مرحلة جديدةمن مراحل التكريم لآدم (عليه السلام) وكما قالالله (سبحانه وتعالى) أيضا:(
فَسَجَدَالْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَإِلاإِبْلِيسَأَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَالسَّاجِدِينَ 30) الحجرعندمااكتملت تسوية آدم (عليه السلام) بنفخ الروح فيه سجدت له الملائكة سجود تكريموتشريف, إلا إبليس اللعين أبى أن يكون مع الساجدين. فسبحان(مالك الملك):
(قُلِاللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُالْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُوَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 26
) آل عمران فمنبعد أن كان (ذلك اللعين) إبليس طاووس الملائكة فإذا به يؤمر بالسجود لآدم, فمنعهغروره وتكبره من السجود. (
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَفَسَجَدُواإِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ 34)البقرة لقدكان ذلك اللعين إبليس يجلس في مجالس الملائكة مدعيا الطاعة لله رب السموات والأرض,ونسي ذلك اللعين أن علام الغيوب يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.ولهذاعندما جاء أمر الله (سبحانه وتعالى) بالسجود لآدم وقع ذلك اللعين في نفاقه وفيحقده وافتضح أمره بأنه كان يظهر عكس ما يضمر,حيثيظهر الطاعة وقلبه يضمر العصيان والتكبر, ففضح الله أمره وكشف الله ستره بعد أنأبى وتكبر, وكانسبب إبائه وتكبره أنه ظن أنه أفضل من آدم عليه السلام حيثقال الله سبحانه وتعالى:(
فَسَجَدُوا إِلاإِبْلِيسَقَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا) قالاللعين ذلك: عندما سأله الله سبحانه وتعالي قائلا:(
قَالَ مَامَنَعَكَأَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ) 12 الأعرافوفيآية أخرى: (
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَامَنَعَكَأَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَالْعَالِينَ 75) صفأجابذلك اللعين قائلا:(
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ 12) الأعرافوقالأيضا: (
قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ 33) الحجر
ثالثا: تعليم الله لآدم الأسماء: وهناتبدأ مرحلة جديدة من مراحل تكريم الله سبحانه وتعالى لآدم عليه السلام:قالالله تعالى:(
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِفَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 31
قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ 32قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْبِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ 33) البقرةنظرةأخرى لاختصام أهل الملأ الأعلى من جانب آخر:
(وَعَلَّمَآدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)ويكأنالله (سبحانه وتعالى) أراد أن يثبت لأهل الملأ الأعلى أفضلية آدم (عليه السلام)عليهم بحمله شرف لواء العلم فعلمه الأسماء كلها أي علمه: مسميات الأسماء, أو علمهكيف يميز المسميات, أو علمه كيف يميز بين مسمى وآخرفمثلا:عندمايرى ميكائيل عليه السلام يكيل فيقول هذا ميكائيل (والله أعز وأعلم)وهنالكقال الله تعالى:
(ثُمَّعَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْكُنْتُمْ صَادِقِينَ)أي عرضالله (سبحانه وتعالى) بعض الأشياء على الملائكة وطلب منهم أن يخبروه بمسميات هذهالأسماء,فقالتالملائكة:
(قَالُواسُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَاعَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ فاعتذروامنزهين الله (سبحانه وتعالى) عن علمهم لأي شيء إلا من خلال ما علمهم الله (سبحانهوتعالى) ثماعترفوا وأقروا بأن الله (سبحانه وتعالى) وحده هو العليم الحكيمهنالكقال الله (سبحانه وتعالى) لآدم:
(قَالَيَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ)فبعدأن أنبأهم آدم بأسمائهم قال الله (سبحانه وتعالى) للملائكة:
(قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)أي أنالله سبحانه وتعالى أراد أن يقول لذلك اللعين لقد كنت أعلم ما تخفي, فسبحانمن لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.وهناتبدأ مرحة جديدة من مراحل تكريم آدم عليه السلامرابعا : أسكان الله آدم في الجنة:إنها مرحلةتكريم وتدريب وتربية واختبار تكريمالله (سبحانه وتعالى) لآدم بالسكنى في جنة التجربة من غير حول من آدم ولا قوة, منغير أن يعمل آدم عمل من أعمال الخير يثاب عليه بالجنة, ومن غير أن يعبد آدم ربه عبادةأو نسك فثاب عليه بالجنة, وتدريبوتربية للاستعداد إلى الخلافة في الأرض, ذلكلأن علام الغيوب كان يعلم مسبقا أن آدم سوف يأكل من الشجرة المحرمة, وكانيعلم مسبقا بأنه سوف يحكم على آدم وزوجه وكذلك ذاك اللعين إبليس بالنزول إلى الأرض,ولهذافكانت تلك السكنى مجرد درس تدريبي وتجريبي لآدم وزوجه وذريتهما من بعدهما ليتدربواعلى عدم ترك أوامر الله في الأرض,وليعلمواأنه عندما عصى آدم ربه طرد من الجنة إلى الأرض, وبالتاليمن يعصى الله (سبحانه وتعالى) من ذريتهما في الأرض فلسوف يُطرده من الأرض ومن رحمةالله أيضا فلا يدخلوا الجنة مرة أخرى, ذلكلأن الذين يطردهم الله من الجنة دار رحمته ويطردهم كذلك من الأرض فإلى أين سيكون مصيرهم؟إن منلن يكون من الوارثين للأرض فالنار موعده,وبالعودةإلى جنة السكنى تلك التي لم تكن أكثر من جنة سكنى, حيثقال عز من قائل:
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْأَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَارَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِالشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ 35) البقرة جدول للمقارنة بين جنة آدم وجنة الخلد
جنة السكنى أو جنة آدم |
جنة الخلد |
(وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) |
(أُولَئِكَ أَصْحَابُالْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) |
(فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) |
(خَالِدِينَفِيهَاوَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) |
|
|
|
(خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) |
ثمبالعودة إلى عداء ذلك الملعون إبليس وذريته لآدم وذريته نجدأنفسنا أمام مرحلة جديدة من مراحل العداء الشيطاني لآدم وزوجه من حيثأن الحقد الدفين في صدر ذلك اللعين بدأ يخرج من حدود صدره إلي حيز التطبيق, حيثخطط لإسقاط آدم من مراتب التكريم والتشريف إلي الطرد من أمام وجه الله تعالى, فوسوسذلك اللعين لآدم قائلا:قال الله تعالى:(
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِالْخُلْدِوَمُلْكٍ لا يَبْلَى 120)طهومعشديد الأسف أن هذه الكلمات كانت قد وجدت مكانا في قلب آدم وزوجه عليهما السلام, لأنذلك اللعين كان يعلم جيدا أن بني آدم سوف يكونا أسيرين لهاتين الفكرتين ألا وهما:الأولي:الرغبةفي الخلود وخشية الموت لأن كلمخلوق محكوم عليه بالموت ولا يمنع ذلك إلا الخلود. الثانية:الرغبةفي الغنى وخشية الفقر.لأنجميع المخلوقات يخشون الفقر كخشية الموت ولا يمنع الفقر إلا ملك لا يبلي. ولهذا عمدذلك اللعين إلي إغراء آدم وزوجه عليهما السلام بشجرة الخلد وملك لا يبلي. ثم تراهيقوم بتكميل سعيه اللعين للتغرير بهما بأن أقسم لهما بالله إنه لناصح أمين قائلا:قالالله تعالى: (
وَقَاسَمَهُمَاإِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) الأعراف 21فغررذلك اللعين بكلاهماقالالله تعالى: (
فَدَلاهُمَا بِغُرُورٍفَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِعَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ 22)الأعرافومعشديد الأسف أن كل من آدم عليه السلام وزوجه حواء نسيا ما أوصاهما الله عن تلكم الشجرةالتيسرعان ما أكلا منها,ولكنمع شديد الأسف أنه عندما أكلا منها بدت لهما:قالالله تعالى:(
فَأَكَلامِنْهَافَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِالْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى 121) طه هذا هوحكم الله الحكم العدل علي كل من يخالف أمره ويتبع أمر كل شيطان مريد: الفضيحةوكشف الستر(وفيذلك تفصيل فقهي) فعندماأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها بدت لهما سوءاتهما أي رفع عنهماسترهما الذي ستر الله به ما خفي عنهما من جسدهما, مجردرأي شخصي:
(واللهأعلم أن هذه الشجرة كانت من أشجار الدنيا من يأكل منها لابد له أن يتغوط لإخراجفضلات طعامه) وذلكعلى عكس طعام جنة الخلد الذي يخرج على جسم بن أدم كرشح المسكوبماأنه لابد من خروج هذا الطعام الدنيوي على هيئة غائط كان لابد أن يعرف كل من آدموزوجه حواء أن لهما مخرجين لإخراج طعامهما وشرابهما ولهذا بدت لهما سوءاتهما (واللهأعلم) وهنا قالالله (سبحانه وتعالي) لآدم وزوجه متسائلا وهو العليم الخبير:قالالله تعالى:
(وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِوَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ 22) الأعرافهنالكعجز كل من آدم وزوجه عن الكلام حياء من الله بسبب الإحساس بظلمهما لأنفسهما وقدأيقنا أنه لا مفر لهما عقاب الله إلا برحمته سبحانه وتعالي. فاستدركهماالرحمن الرحيم (سبحانه وتعالي) بأن أوحي إلي عبده أدم بكلمات يستطيعا بها التوبة. قال الله تعالى:(
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَعَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 37) البقرة سبحانمن سمي نفسه من أجلنا بالتواب الرحيم. وشعرآدم وزوجه بالندم الشديد فتوجها بقلبيهما إلي الرحمن فقالا: قال الله تعالى:(
قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَاأَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَالْخَاسِرِينَ 23) الأعراف فتابالله عليهما. ثم جاءالأمر النهائي بالهبوط إلي الأرض دار الاختبار والابتلاء. نعم لأنه لا يوجد مكان في الجنةللتغوط فكان لابد أن يهبطا إلى الأرض. قال الله تعالى:
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَااهْبِطُوا بَعْضُكُمْلِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِمُسْتَقَرٌّوَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍفَتَلَقَّىآدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍفَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْتَبِعَهُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْيَحْزَنُونَ 38) البقرة وقالتعالى أيضا:
(قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّوَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 24) الأعراف هكذاكان الخلاف بالملأ الأعلى وهكذا كانت نهايته. قالالله تعالى:
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَااهْبِطُوا بَعْضُكُمْلِبَعْضٍ عَدُوٌّوَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين 36) البقرة(هَذَاصِرَاطٌعَلَيَّ مُسْتَقِيمٌإِنَّ عِبَادِيلَيْسَ لَكَعَلَيْهِمْسُلْطَانٌإِلا مَنِ اتَّبَعَكَمِنَالْغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَلَمَوْعِدُهُمْأَجْمَعِينَ 42) الحجرهذاعهد أبدي عاهد الرحمن به ذاته قائلا:
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ اللهماجعلنا من عبادك المخلصين واحفظنا برحمة منك من ذلك اللعين,ثم نجدأن الحكم العدل (علام الغيوب) سبحانه وتعالى الذي يعلم أنه: (وماأكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)فقال الله(سبحانه وتعالى) لذلك اللعين بعد أن أخبره بأنه لا سلطان له على عباده المؤمنين, فأخبرهبأنه إلا من اتبعه
إِلا مَنِ اتَّبَعَكَمِنَالْغَاوِينَ إلا مناتبعه من الغاوين الذين فضلوا الغواية على الضلالة أولئك لا ولن يكون له عهد عندالله بلوأكثر من ذلك حيث حكم عليهم الحكم العدل بأن:
جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ وأكدجبار السموات والأرض قوله هذا في سورة أخرى قائلا:(قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُلأَمْلأَنَّجَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَمِنْهُمْ أَجْمَعِينَ85) صثمأضاف العزيز الحكيم قائلا لذلك اللعين افعل كل ما شئت وكل ما استطعت: فقالأيضا عز من قائل: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَوَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْفِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْوَمَايَعِدُهُمُالشَّيْطَانُ إِلاغُرُورًا 64) الإسراءوَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ صدقالله العظيم حيث أن الشيطان عندما يريد أن يستفز بن آدم ينفخ في أذنه فيهيج الفاسقمنهم وكما يهيج الثور وَأَجْلِبْعَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ نعم إنهمن جنود ذلك جنة وشياطين يعيشون حياتهم وكما البشر وكذلك فمنهم من يعيش حياته وكماتعيش الحيوانات كالخيل والكلاب وجميع أنواع الحيوانات,وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وشاركهمفي الأموال بالكسب الحرام, وشاركهم في الأولاد بالزنا في الحرام, وبعدم ذكر اللهوالاستعاذة منه في الحلال أثناء الولوج في الجماع, وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًايعدهم! نعميعدهم بسعادة وهمية ألتي لا أساس لها, ويعدهم بالغنى الفاحش,ولكنهيهات, هيهات ففاقد الشيء لا يعطيه فكيفبمن لعنه الله يملك لنفسه أو لغيره سعادة في الدنيا أو في الآخرة ؟وكيفبمن يعيش في مجاري الصرف الصحي يملك لنفسه أو لغيره أدنى درجات الغنى؟وكانمن دلائل لعنة الله (سبحانه وتعالى) لهذا اللعين أنه هناك فارق كبير بين طريقة إخراجآدم وزوجه عليهم السلام من الجنة, وطريقة إخراج ذلك اللعينفأماطريقة إخراج آدم وزوجه فقد جاءت هكذا: قال الله تعالى:
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّوَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّوَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍفَتَلَقَّىآدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍفَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْتَبِعَهُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْيَحْزَنُونَ 38) البقرة وَقُلْنَااهْبِطُوابَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّوَلَكُمْ فِي الأَرْضِمُسْتَقَرٌّوَمَتَاعٌ إِلَىحِينٍ أحقاد الشياطين ضد بعضالأنبياء
من بعدأن علمنا ما كان من كان من إبليس (عليه جميع لعائن الله) ضد نبي الله آدم وزوجهيبقىعلينا الآن أن نتعرف على بعض من محاولات ذلك اللعين مع بعض من أنبياء الله عليهمالسلام. 1)الشيطان يعترض خليل الله إبراهيم (عليه الصلاة والسلام) أثناء محاولة تنفيذأمر الله له بذبح ابنه إسماعيل. هنالكسؤال يفرض نفسه على كل مسلم سواء أتم فريضة الحج أم لم يتمها ألا وهو: لماذارمي الجمرات في الحج؟ أخرجالإمام الطبري في تفسيره حول: قولالله سبحانه وتعالى:
{103} فَلَمَّاأَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ22620 - حَدَّثَنَا اِبْنسِنَان , قَالَ : ثنا حَجَّاج , عَنْ حَمَّاد , عَنْ أَبِي عَاصِم الْغَنَوِيّعَنْ أَبِي الطُّفَيْل , قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس : إِنَّ إِبْرَاهِيم لَمَّاأَمَرَ بِالْمَنَاسِكِ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَان عِنْد الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ ,فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيم , ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيل إِلَى جَمْرَة الْعَقَبَة ,فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَان , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَات حَتَّى ذَهَبَ , ثُمَّعَرَضَ لَهُ عِنْد الْجَمْرَة الْوُسْطَى , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَات حَتَّىذَهَبَ , ثُمَّ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ , وَعَلَى إِسْمَاعِيل قَمِيص أَبْيَض ,فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَت إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْب تُكَفِّننِي فِيهِ غَيْر هَذَا, فَاخْلَعْهُ حَتَّى تُكَفِّننِي فِيهِ , فَالْتَفَتَ إِبْرَاهِيم فَإِذَا هُوَبِكَبْشٍ أَعْيَن أَبْيَض فَذَبَحَهُ , فَقَالَ اِبْن عَبَّاس : لَقَدْ رَأَيْتنَانَتْبَع هَذَا الضَّرْب مِنْ الْكِبَاش.فهذا هو قول حبر الأمة بن عباس(رضي الله عنه) حيث قال:إِنَّ إِبْرَاهِيم لَمَّاأَمَرَ بِالْمَنَاسِكِ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَان عِنْد الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ ,فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيم , ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيل إِلَى جَمْرَة الْعَقَبَة ,فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَان , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَات حَتَّى ذَهَبَ)وخلاصةالقول أن ذلك اللعين ينفذ مخططه ضد بني آدم ولا يهمه أكان ين آدم نبي أم لا وكمالله (سبحانه وتعالى)
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّلَهُمْ صِرَاطَكَالْمُسْتَقِيم ثُمَّلآتِيَنَّهُمْمِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْأَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْشَاكِرِينَ 16) الأعراففحاولذلك اللعين عند المسعى ثم عند جمرة العقبة كل ذلك ليمنع الخليل إبراهيم (عليه الصلاةوالسلام) عندما ذهب ليذبح ابنه إسماعيل (عليهما الصلاة والسلام) طاعة لله (سبحانهوتعالى) فحاول اللعين الكرة تلوا الأخرى وكنه لم ينجح حيث رجمه خليل الله أكثر منمرة وفي أكثر من مكان.
2) الشيطان ومساعدته لكفار مكة في محاولتهم لقتله صلي الله عليه وسلم ليلةالهجرةورد في السيرة النبوية العطرة أنه عندما رأت قريشا أنالمسلمون يهاجرون إلى المدينة أخذهم الخوف من أن يهاجر حبيب الله (صلى الله عليه وسلم) هو أيضا فاجتمعوا للتشاور لذلك في دار الندوة, قال بن القيم: (فاجتمعوا في دارالندوة ولم يتخلف من أحد من أهل الرأي والحجا منهم ليتشاوروا في أمره) وكان من بين الحضورذلك اللعين إبليس الذي حضر في صورة شيخ من أهل نجد ولقد عقب الله سبحانه وتعالى في آياتالذكر الحكيم :قال الله (سبحانهوتعالى):
(وَإِذْيَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْيُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين)فكان من ذلك اللعينأنه كلما قال أحد المجتمعين رأيه رد اللعين عليه رأيه حتى قال اللعين أبا جهل أنه يرى أنه يرى أنيتفرق دمه بين القبائل بأن يأخذوا من كل قبيلة غلاما نهدا جلدا يعطونه سيففيضربونه ضربة رجل واحد فيضيعدمه بين القبائل فلا تستطيع قبيلة عبد مناف الثأر له بمواجهة كل القبائل وهنالك يدفعون إليهم ديتهفيقبلونها مرغمين فاستحسنذلك اللعين إبليس قول أبي جهل وانصرفوا على ذلك فقررواأن يدخلوا على الحبيب (صلى الله عليه وسلم) وهم يظنون أنه نائم ونسوا أن عين اللهلا تنام:
(وَيَمْكُرُونَوَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ 30
) الأنفالفأرسلجبار السموات والأرض عبده جبريل (عليه السلام) فأخبر الحبيب (صلى الله عليهوسلم)بأمرهم وأمره بعدم المبيت في فراشه هذه الليلة وأمره بالهجرة. فأمر الحبيب(صلى الله عليه وسلم) على (رضي الله عنه) بالمبيت في فراشه هذه الليلة وذهب إلىأبي بكر (رضي الله عنه) ليخبره بالهجرةأورد البخاريما نصه:
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (بينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة،قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعًا في ساعة لم يكنيأتينا فيها... قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له، فدخل،فقال النبي لأبي بكر: أخرج من عندك، فقال أبو بكر: إنهم هم أهلك بأبي أنت يا رسولالله، قال: فإني قد أذن لي في الخروج، فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسولالله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم). فقال (صلى الله عليه وسلم) لعلي (رضي الله عنه) نم على فراشيوتسجَّ ببردي فلن يخلص إليك شيء تكرهه.فنام علي رضي الله عنه في فراش الحبيب (صلى الله عليه وسلم)وتوشح ببرده بينما كان كفار مكة يرصدونه بباب بيته.فأشار جبريل (عليه السلام) على الحبيب (صلى الله عليه وسلم)بأن يأخذ حفنة من تراب بيده عند خروجه وهو يقرأ:(
وَجَعَلْنَامِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّافَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ 9) يس فبينما كانو ينتظرون نومه أخرجه الله عليهم وأنامهم الله(سبحانه وتعالى) بقراءة تلك الآية القرآنية الكريمة فوضع على رأس كل واحد منهم بعضمن التراب. ثم انصرف (صلى الله عليه وسلم) فعندما أفاقوا فوجد كل منهمعلى رأسه تراب فتيقنوا أنه خرج وهم نائمون فنظروا إلى داخل الدار فوجودا علي نائما فلم ينصرفوا حتىأصبحوا فقام على (رضي الله عنه) من الفراش.ولقد روى البيهقي في دلائل النبوة: (خرج رسول الله ليلا فتبعه أبو بكر، فجعل يمشي مرة أمامه، ومرةخلفه، ومرة عن يمينه،ومرة عن يساره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما هذا يا أبا بكر؟ ما أعرف هذا من فعلك ؟ » قال: يا رسول الله، أذكر الرصد فأكون أمامك،وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك، لا آمن عليك. ولما وصلا فمالغار، قال: والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك،فدخل فلم ير شيئا، ثم دخل رسول الله، وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاع، فخشي أبوبكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقمه قدمه فجعلنيضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي، وجعلت دموعه تنحدر ورسول الله صلى الله عليه وسلميقول له: «
يا أبا بكر لا تحزن، إن الله معنا».
وروى البيهقي في دلائل النبوة: أن النبي صلى الله عليه وسلمليلة الغار أمر الله عز وجل بشجرة، فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته،وأمر الله العنكبوت فنسجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته، وأمر اللهحمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار، وأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل، بعصيهموهراويهم وسيوفهم، حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم بقدر أربعين ذراعا،فجعل رجل منهم لينظر في الغار فرأى حمامتين بفم الغار، فرجع إلى أصحابه، فقالوا لهما لك لم تنظر في الغار ؟ فقال: رأيت حمامتين بفم الغار، فعلمت أنه ليس فيهأحد.اهـوقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، أخبرني عثمانالجزري أن مقسمًا مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ}وهكذا أبطل الله (سبحانهوتعالى) عمل المفسدينفقال عز من قائل:(
إِنَّاللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ81) يونس
3) الشيطان وتغريره بالكفار في حربهم ضد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومبدرقال الله (سبحانه وتعالى)(
وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُالْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَعَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌمِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُالْعِقَابِ 48) الأنفال قالالإمام القرطبي في تفسيره
رُوِيَ أَنَّ الشَّيْطَان تَمَثَّلَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي صُورَة سُرَاقَة بْن مَالِك بْن جُعْشُم , وَهُوَ مِنْ بَنِي بَكْر بْن كِنَانَة , وَكَانَتْ قُرَيْش تَخَاف مِنْ بَنِي بَكْر أَنْ يَأْتُوهُمْ مِنْ وَرَائِهِمْ , لِأَنَّهُمْ قَتَلُوا رَجُلًا مِنْهُمْ . فَلَمَّا تَمَثَّلَ لَهُمْ قَالَ مَا أَخْبَرَ اللَّه بِهِ عَنْهُ . وَقَالَ الضَّحَّاك: جَاءَهُمْ إِبْلِيس يَوْمَ بَدْر بِرَايَتِهِ وَجُنُوده , وَأَلْقَى فِي قُلُوبهمْ أَنَّهُمْ لَنْ يُهْزَمُوا وَهُمْ يُقَاتِلُونَ عَلَى دِين آبَائِهِمْ . وَعَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : أَمَدَّ اللَّه نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَة , فَكَانَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي خَمْسِمِائَةٍ مِنْ الْمَلَائِكَة مُجَنِّبَة , وَمِيكَائِيل فِي خَمْسِمِائَةٍ مِنْ الْمَلَائِكَة مُجَنِّبَة . وَجَاءَ إِبْلِيس فِي جُنْد مِنْ الشَّيَاطِين وَمَعَهُ رَايَة فِي صُورَة رِجَال مِنْ بَنِي مُدْلِج , وَالشَّيْطَان فِي صُورَة سُرَاقَة بْن مَالِك بْن جُعْشُم . فَقَالَ الشَّيْطَان لِلْمُشْرِكِينَ : لَا غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاس وَإِنِّي جَار لَكُمْ , فَلَمَّا اِصْطَفَّ الْقَوْم قَالَ أَبُو جَهْل : اللَّهُمَّ أَوْلَانَا بِالْحَقِّ فَانْصُرْهُ . وَرَفَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَقَالَ : ( يَا رَبّ إِنَّك إِنْ تَهْلِك هَذِهِ الْعِصَابَة فَلَنْ تُعْبَد فِي الْأَرْض أَبَدًا ) . فَقَالَ جِبْرِيل : ( خُذْ قَبْضَة مِنْ التُّرَاب ) فَأَخَذَ قَبْضَة مِنْ التُّرَاب فَرَمَى بِهَا وُجُوهَهُمْ , فَمَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَحَد إِلَّا أَصَابَ عَيْنَيْهِ وَمَنْخِرَيْهِ وَفَمه . فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ , وَأَقْبَلَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى إِبْلِيس فَلَمَّا رَآهُ كَانَتْ يَده فِي يَد رَجُل مِنْ الْمُشْرِكِينَ اِنْتَزَعَ إِبْلِيس يَده ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرًا وَشِيعَته , فَقَالَ لَهُ الرَّجُل : يَا سُرَاقَة , أَلَمْ تَزْعُم أَنَّك لَنَا جَار , قَالَ : إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ . ذَكَرَهُ الْبَيْهَقِيّ وَغَيْره . وَفِي مُوَطَّأ مَالِك عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عَبْلَة عَنْ طَلْحَة بْن عُبَيْد اللَّه بْن كُرَيْزٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا رَأَى الشَّيْطَان نَفْسَهُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرَ وَلَا أَحْقَرَ وَلَا أَدْحَرَ وَلَا أَغْيَظ مِنْهُ فِي يَوْم عَرَفَة وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّل الرَّحْمَة وَتَجَاوُز اللَّه عَنْ الذُّنُوب الْعِظَام إِلَّا مَا رَأَى يَوْم بَدْر ) قِيلَ : وَمَا رَأَى يَوْم بَدْر يَا رَسُولَ اللَّه ؟ قَالَ ( أَمَا إِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَع الْمَلَائِكَةَ ) . وَمَعْنَى نَكَصَ : رَجَعَ بِلُغَةِ سُلَيْم , عَنْ مُؤَرِّج وَغَيْره . وَقَالَ الشَّاعِر : لَيْسَ النُّكُوص عَلَى الْأَدْبَار مَكْرُمَةً إِنَّ الْمَكَارِمَ إِقْدَام عَلَى الْأَسَل وَقَالَ آخَر : وَمَا يَنْفَع الْمُسْتَأْخِرِينَ نُكُوصُهُمْ وَلَا ضَرَّ أَهْلَ السَّابِقَاتِ التَّقَدُّمُ وَلَيْسَ هَاهُنَا قَهْقَرَى بَلْ هُوَ فِرَار , كَمَا قَالَ : ( إِذَا سَمِعَ الْأَذَان أَدْبَرَ وَلَهُ ضُرَاط ). |
|
4) الشيطان يحاول شغل حبيب الله (صلي الله عليه وسلم) عن صلاتهعن أبيهريرة (رضي الله عنه):
1 - إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة ، أو كلمة نحوها ، ليقطع عليالصلاة ، فأمكنني الله منه ، وأردت أن أربطه إلى سارية منسواري المسجد ، حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم ، فذكرت قول أخي سليمان : { رب هب ليملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } قال روح : فرده خاسئا . أخرجهالبخاري: 4808 حيثكان الحبيب (صلي الله عليه وسلم) يتنفل في مسجد المدينة وبينما هو في صلاته إذابشيطان يحاول شغله أثناء الصلاة, فقبض عليه الحبيب (صلي الله عليه وسلم) وأراد أنيربطه في سارية من سواري المسجد ليلعب به الصبية, ولكنه (صلىالله عليه وسلم) أطلقه احتراما لمطلب أخوه في النبوة سليمان (عليه السلام), ذلكلأن سيدنا سليمان عليه السلام كان قد طلب من الله (سبحانه وتعالى) ملكا لا ينبغيلأحد من بعده ولهذا أعرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن ربطه في سارية المسجدليلعب به الصبية.4)الشياطين ونبي الله سليمانذاتيوم بينماكان نبي الله سليمان يجلس في كرسي عرشه في محفل كان في وقت العشي (أي فيما بعدالعصر) حيثعرض عليه:قالالله (سبحانه وتعالى):
(إِذْعُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ 31 فَقَالَإِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِرَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ 32 رُدُّوهَاعَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِوَالْأَعْنَاقِ 33) صالصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ وهيالخيل وهي توصف بالصافنات لأنها عندما تقف ترفع إحدى أقدامها عن الأرض وفي ذلكمتاع لابن آدم لما في الخيل من قوة وجمالفبسببأنها (عليه السلام) قرر أن يراها جميعها أثناء عرضها عليه انشغل عن وقت الذكر قبلالغروب فقال في نفسه:
فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي فقال(عليه السلام) أنا فضلت حب الخيل التي في نواصيها الخير, ذلك الخير الذي وهبنيإياه ربي (سبحانه وتعالى) أحببت ذلك عن ذكر ربي؟!
حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ حتىانتهى النهار وتوارت عني الشمس بالحجب ففقدت أذكاري؟!!فأمربأن يردوها عليه قائلا:
رُدُّوهَاعَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِوَالْأَعْنَاقِ فطفقمسحا أي طفق ذبحا وتقطيعا للخيل من سيقانها وأعناقها,ثم عقبنبي الله سليمان (عليه السلام) قائلا:قالالله تعالى:(
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًالا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)فآتاهالله ذلك الملك:قالالله تعالى:
(وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَغُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌوَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْيَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْعَذَابِ السَّعِيرِ12) سبأ- عن ابن عباس { وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب }قال : أراد سليمان أن يدخل الخلاء فأعطى الجرادة خاتمه (وكانت الجرادة امرأتهوكانت أحب نسائه إليه) فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها : هاتي خاتمي فأعطتهإياه ، فلما لبسه دانت له الإنس والجن والشياطين ، فلما خرج سليمان من الخلاء قاللها : هاتي خاتمي قالت : قد أعطيته سليمان ، قال : أنا سليمان ، قالت : كذبت لستسليمان ، فجعل لا يأتي أحدا فيقول له أنا سليمان إلا كذبه ، حتى جعل الصبيان يرمونهبالحجارة ، فلما رأى ذلك عرف أنه من أمر الله عز وجل ، قال : وقام الشيطان يحكمبين الناس فلما أراد الله أن يرد على سليمان سلطانه ألقى في قلوبالناس إنكار ذلك الشيطان ، قال : فأرسلوا إلى نساء سليمان فقالوا لهن : أتنكرن منسليمان شيئا ؟ قلن : نعم إنه يأتينا ونحن حيض ، وما كان يأتينا قبل ذلك ، فلما رأىالشيطان أن قد فطن له ظن أن أمره قد انقطع ، فكتبوا كتبا فيها سحر وكفر فدفنوهاتحت كرسي سليمان ثم أثاروها وقرءوها على الناس وقالوا بهذا كان يظهر سليمان علىالناس فأكفر الناس سليمان عليه السلام فلم يزالوا يكفرونه ، وبعث ذلك الشيطانبالخاتم فطرحه في البحر فتلقته سمكة فأخذته ، وكان سليمان يحمل على شط البحربالأجر فجاء رجل فاشترى سمكا فيه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم فدعا سليمانفقال : تحمل لي هذا السمك ؟ فقال : نعم ، قال : بكم ؟ قال : بسمكة من هذا السمك ،قال : فحمل سليمان عليه السلام السمك ثم انطلق به إلى منزله فلما انتهى الرجل إلىبابه أعطاه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم فأخذها سليمان فشق بطنها فإذا الخاتمفي جوفها فأخذه فلبسه ، قال : فلما لبسه دانت له الجن والإنس والشياطين وعاد إلىحاله ، وهرب الشيطان حتى دخل جزيرة من جزائر البحر فأرسل سليمان في طلبه وكانشيطانا مريدا فجعلوا يطلبونه ولا يقدرون عليه حتى وجدوه يوما نائما فجاءوا فبنواعليه بنيانا من رصاص فاستيقظ فوثب فجعل لا يثب في مكان من البيت إلا انماط معهالرصاص قال : فأخذوه فأوثقوه وجاءوا به إلى سليمان فأمر به فنقر له تخت من رخام ثمأدخل في جوفه ثم سد بالنحاس ثم أمر به فطرح في البحر فذلك قوله { ولقد فتناسليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب } قال : يعني الشيطانالذي كان سلط عليهالراوي: سعيد بن جبير
المحدث: ابن كثير -
المصدر:تفسير القرآن -
الصفحة أو الرقم:7/59
خلاصة حكم المحدث: إسناده إلى ابن عباس قويوفيالتعليق على هذا الحديث قيل أن الله (سبحانه وتعالى) سلط الشيطان على كل ملكسليمان إلا نساءه كانذلك بسبب أن نبي الله سليمان قال: لأطوفن الليلة على نسائي كلهن لأنجب مائة ولدأقاتل بهم في سبيل الله ولم يستثني (أي لم يقل إن شاء الله) فابتلاهالله (سبحانه وتعالى) بابتلاء الشيطان السابق ذكره (والله أعلم) ولكنهعليه السلام سرعان ما تذكر ثم أناب إلى الله.ولميقف الأمر عند إخراجه عليه السلام من عرشه أربعون يوما بل تجد أن الشياطين عليهمجميع لعائن الله اتهموه بالكفر:
5) الشياطين يتهمون نبي الله سليمان بالكفرقالالله تعالى:(
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَسُلَيْمَانُ وَلَكِنَّالشَّيَاطِينَ كَفَرُوا 102) البقرة هاهم الشياطينأعداء الله (عليهم جميع لعائن الله) يدعون بالباطل على نبي الله سليمان من بعدموته قائلين لضعاف الإيمان من بني إسرائيل أن نبي الله سليمان (عليه السلام) كانيحكمهم بالسحر يقولبن كثير رحمه الله تعالي
وَقَالَ الْكَلْبِيّ: كَتَبَتْ الشَّيَاطِين السِّحْر وَالنِّيرنْجِيَّات عَلَى لِسَان آصف كَاتِبسُلَيْمَان , وَدَفَنُوهُ تَحْت مُصَلَّاهُ حِين اِنْتَزَعَ اللَّه مُلْكه وَلَمْيَشْعُر بِذَلِكَ سُلَيْمَان , فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَان اِسْتَخْرَجُوهُوَقَالُوا لِلنَّاسِ : إِنَّمَا مَلَكَكُمْ بِهَذَا فَتَعَلَّمُوهُ , فَأَمَّا عُلَمَاءبَنِي إِسْرَائِيل فَقَالُوا: مَعَاذ اللَّه أَنْ يَكُون هَذَا عِلْم سُلَيْمَان !وَأَمَّا السَّفَلَةفَقَالُوا: هَذَا عِلْم سُلَيْمَان, وَأَقْبَلُوا عَلَى تَعْلِيمه وَرَفَضُواكُتُب أَنْبِيَائِهِمْ حَتَّى بَعَثَ اللَّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِوَسَلَّمَ , فَأَنْزَلَ اللَّهعَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيّه عُذْر سُلَيْمَان وَأَظْهَرَ بَرَاءَته مِمَّا رُمِيَبِهِ فَقَالَ: " وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِين ". قَالَ عَطَاء: " تَتْلُو " تَقْرَأ مِنْ التِّلَاوَة . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس :" تَتْلُو " تَتْبَع , كَمَا تَقُول : جَاءَ الْقَوْم يَتْلُو بَعْضهمْبَعْضًا . وَقَالَ الطَّبَرِيّ : " اِتَّبَعُوا " بِمَعْنَى فَضَّلُوا . 6) إبليس عليه جميع لعائن الله ونبي الله أيوبأخرج الإمام القرطبي في تفسيره الآتي:
{41} وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ |
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : إِنَّ أَيُّوب كَانَ رُومِيًّا مِنْ الْبَثَنِيَّة وَكُنْيَته أَبُو عَبْد اللَّه فِي قَوْل الْوَاقِدِيّ ; اِصْطَفَاهُ اللَّه بِالنُّبُوَّةِ , وَآتَاهُ جُمْلَة عَظِيمَة مِنْ الثَّرْوَة فِي أَنْوَاع الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد . وَكَانَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِ اللَّه ; مُوَاسِيًا لِعِبَادِ اللَّه , بَرًّا رَحِيمًا. فغضب لذلك اللعين إبليس وأراد أن يفتنه فسلط عليه منة جنده ما أصابه به في ماله وولده وجسده ثم ظهر له وسأله قائلا: كيف حالك يا أيوب ؟ فقال عليه السلام: الحمد لله لأنني في خير حال, فقال ذلك اللعين: فماذا بقى لك لتحمد الله عليه ؟ فقال عليه السلام: الحمد لله الذي وهب لي قلبا شاكرا ولسان ذاكرا وجسدا على البلاء صابرا, هنالك علم إبليس أنه لن يغلبه أبدا ما دام على هذا الإيمان وبينما كانت زوجته تعمل عند نساء المدينة لجلب الطعام لزوجها عليه السلام حتى أنها ذات يوم لم تجد من العمل ما تشتري به طعاما ليسد رمقها وزوجها فعرضت عليها إحدى نساء المدينة بيع شعر رأسها فباعته وعندما عادت إلى زوجها عليه السلام وبينما هو يمس رأسها لم يجد شعرها فسألها قائلا: أين شعرك ؟ فقالت: قد قمت ببيعه فغضب عليها وأقسم لئن شفاني الله لأجلدنك مائة جلدة, وهنالك دعا أيوب ربه شاكيا فقال: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ 83) الأنبياء أو قال: (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَان بِنُصْبٍ وَعَذَاب 41) ص فجاءه الفرج من الله سبحانه وتعالى قائلا: |
|
|
(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ 83) ص |
ارْكُضْ بِرِجْلِكَ أي اضرب الأرض برجلك فضربه فنبع الماء من تحت قدمه هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ فاغتسل أيوب عليه السلام بالماء فشفى الله ما بظاهر جسده من داء, وشرب فشفى الله ما بباطنه من داء ومن أجل ذلك يقوم الرقاة بقراءة القرآن على الماء ليشرب منه المسحور أو الممسوس ويغتسل فيشفيه الله, وبينما أيوب يغتسل إذا بجراد من ذهب يسقط عليه من السماء, |
وأورد عن الإمام القرطبي قولالنبي (صلى الله عليه وسلم):( بَيْنَا أَيُّوبيَغْتَسِل إِذْ خَرَّ عَلَيْهِ رِجْلٌ مِنْ جَرَاد مِنْ ذَهَبٍ) الْحَدِيثوهناقد يتساءل البعض قائلا:كيفيستطيع الشيطان أن يضر نبي من الأنبياء ؟ وخيرجواب في ذلك الأمر هو: (
وَمَا هُمْبِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ 102) البقرة وكانذلك ليكون مثلا في الصبر على البلاء يتصبر به من هو ليس بنبي عند البلاءواللهأعلم.انتهىهذا
الباب بفضل الله تعالى.وإلى اللقاء في باب آخر بإذن الله ولكنمن وكيف هم الشياطين وكيف هو عالمهم الذي يعيشون فيه ؟
hgfhf hgH,g lk ;jhfkh (lk u'hx hglkhk td ugl hgvrdm ,uhgl hg[hk)
المفضلات