السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قدر الله مقادير الخلق قبل خلق السماوات والأرض
قال رحمة الله " وقدّر لهم أقدارا ".
قدّر لهم أقدارا: الله -سبحانه وتعالى- قدَّر الأقدار والآجال وجعل لكل شيء من مخلوقاته أقدارا وأجلا قال سبحانه: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا وقال سبحانه: لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ومن ذلك أن الله -سبحانه وتعالى- قدَّر مقادير الخلائق كما في الحديث الذي ثبت في صحيح مسلم في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء .
وهو -سبحانه- قدَّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وقدَّر لكل أجل كتاب، وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق، قال: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقه مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربعة كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها .
وهذا من تقديره تقدير الأجل، ومن ذلك أن الله -سبحانه وتعالى- قدَّر الموت على كل أحد، وجعل له أجلا مقدرا كما قال سبحانه: إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
الله -تعالى- قدَّر الموت على كل مخلوق. فلا يتأخر عن هذا الأجل ولا يتقدم إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وأسباب الموت متعددة سواء كان قدر الله الموت على العبد بالمرض أو بالقتل أو بالغرق أو بالحرق أو بأي سبب من الأسباب فهو مات بأجله الذي قدره الله عليه.
وهذا فيه الرد على المعتزلة الذين يقولون: إن المقتول قطع عليه أجله، قالوا: إن المقتول قطع عليه أجله، ولو لم يقتل لعاش إلى أجل آخر، وهذا باطل. هذا من أبطل الباطل؛ لأن الله -تعالى- قدر الموت، وجعل له أسبابا، قدر بأن هذا سيموت بالقتل لكن ما يتقدم ولا يتأخر. المقتول مقدر عليه، مقدر عليه الموت بسبب القتل ولا يتأخر ولا يتقدم، كما أن الذي قدر عليه الموت بالمرض كذلك أو بالهدم أو بالغرق أو بالحرق أو بغير ذلك من الأسباب.
يقول المعتزلة: إن المقتول قطع عليه أجله هذا من أبطل الباطل؛ لأن معنى ذلك أن يكون له أجلان جعل الله أجلا لا يصل إليه أو أن الله جعل له أجلين كالجاهل الذي لا يعلم العواقب، وهذا من أبطل الباطل، والصواب أن المقتول كغيره أجله مقدر بالقتل لا يتقدم ولا يتأخر هو داخل في قول الله عز وجل: إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ومن بذلك أن حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان أنها قالت للنبي -صلى الله عليه و سلم- اللهم أمتعني بأبي قبل زوجي رسول الله، وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لقد سألت الله بآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لا يؤخر الله شيئا عن أجله ولا يتقدم شيء عن حله ولو سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار أو عذاب في القبر لكان خيرا وأفضل أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-.
وهذا دليل واضح بأن الآجال مضروبة ومعدودة، ولهذا كان الإمام أحمد -رحمه الله- يكره أن يدعى له بطول العمر ويقول: إن هذا أمر فرغ منه، لكن ظاهر الحديث من أم حبيبة أنه جائز؛ لأن النبي قال: لو سألت الله أن يعيذك من عذاب النار أو عذاب القبر لكان أفضل ولم يقل: إنه ممنوع فدل على جوازه لكن ينبغي أن يقيد بالطاعة.
إذا قلت: أطال الله عمرك على طاعته هذا حسن أما أن تقول أطال الله عمرك فقط هذا ليس دعاء، منه ما جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: خيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله إذا طال العمر على شر هذا شر ليس خيرا، وإذا طال العمر على خير هذا خير، فإذا أردت أن تدعو لأخيك وتقول: أطال الله عمرك على طاعته، ونحن في لهجتنا الدارجة نقول أطال الله عمرك، طوَّل الله عمرك، ينبغي أن يضاف إليها: على طاعته. حتى تحصل الفائدة وتكون الدعوة فيها خير.
وبهذا القول نكتفي. أسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يوفقنا جميعا إلى العمل الصالح الذي يرضيه، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
س: يقول السائل: هل ثبت اسم القادر كونه من أسماء الله الحسنى وما الدليل عليه ؟ .
ج: القادر القدير من أسماء الله وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أما القادر يحتاج إلى تأمل في وقت آخر إن شاء الله. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: كثيرا ما يدعو الأئمة بهذا الدعاء في القنوت يا حنان يا منان فهل الحنان اسم من أسماء الله الحسنى ؟ .
ج: المنان نعم ورد اللهم إني أسألك بأن لك الحمد أنت المنان بديع السموات والأرض أما الحنان ما أذكر شيئا على هذا، لكن أظن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ذكر هذا فيحتاج إلى بحث ومراجعة أما المنان فثابت. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: سبق وأن ذكرتم أنه لا يجوز الدعاء بالصفات مثل يا رحمة الله ارحميني وفي الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر فكيف الجمع بين القولين ؟ .
ج: الاستعاذة غير الدعاء الاستعاذة جائزة أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثابتة؛ لأن الله -تعالى- بذاته وصفاته هو المستعان به أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي هذه كلها ثابتة والاستعاذة بالصفات استعاذة بالله؛ لأن الله بذاته وصفاته اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك أدلة كثيرة بخلاف النداء والدعاء.
الدعاء هذا هو الممنوع، والذي قال شيخ الإسلام: إنه ردة؛ لأنه يشعر بفصل الصفة عن الذات؛ ولأن فيه خطاب مناداة الله باسم الأنثى، ويشعر بأن الصفة متصلة بخلاف الاستعاذة، فإنه ثابت في أدلة كثيرة كما سمعت، وهو استعاذ بالله وأسمائه وصفاته وهذا توكيد هذا، ورد في أدلة كثيرة لا حصر لها، ومنه القَسَم كذلك بالعزة وقال الله عن إبليس فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ وبقصة الرجل الذي هو آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا فيها "وعزتك" القسم بالعزة. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: كيف نقول إن الحوادث متسلسلة في الماضي ورسول الله -صلى اله عليه وسلم- يقول: كان الله ولا شيء معه ؟.
ج: نعم، كان الله ولا شيء قبله … الحديث، كان الله ولم يكن شيء قبله وكان الله ولم يكن شيء معه ولم يكن غيره، هذا مما استدل به شيخ الإسلام -رحمه الله- على أن الله هو الأول ليس قبله شيء ولا ينفي أن يكون فعالا هذا من صفاته هو فعال فهو الله، وليس معه شيء؛ لأن كل فرد من أفراد الحوادث مسبوق بالعدم لكن لا نثبت فترة نعطل فيها الرب ما في منافاة، كان الله وليس شيئا قبله هو الأول والآخر، هو الأول وليس قبله شيء، وكان الله وليس شيئا قبله، وهو فعال لم يزل يفعل، ولم يزل يخلق إلى ما لا نهاية.
كل فرد من أفراد المخلوقات مسبوق بالعدم أوجده الله بعد أن لم يكن فالله هو الأول، وليس قبله شيء، سبحانه وتعالى وهو ليس قبله شيء -نعم- فلا منافاة.
س: أحسن الله إليكم. هذا سائل يقول: أليس قوله تعالى قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ ...الآية دليلا على اسم القادر لله جل وعلا ؟ .
ج: بلى، هذه الآية دليل. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: في قوله تعالى وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ إشعار بفناء الجنة نريد كشف هذه الشبهة ؟ .
ج: ما فيه إلا ما شاء ربك في الجنة هذه في النار. غلطت يا أخي في قراءة الآية فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ هذا في النار. أما في الجنة: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ قال بعدها: عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ يعني غير منقطع.
وأما قوله: إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ فهذا قال أهل العلم: إن هذا الاستثناء إنما هو يرجع إلى موتهم في الدنيا، الموت الذي كتب عليهم أو حالتهم في البرزخ ولهذا قال بعدها: عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ يعني غير منقطع. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: قد تأتيني بعض التخيلات كتخيل الرب أو العرش حتى أعتقد أني أخرج من الإسلام بها فبم تنصحوني ؟
أيش- أعد يا شيخ عليَّ السؤال.
يقول: قد تأتيني بعض التخيلات كتخيل الرب أو العرش حتى أعتقد أني أخرج من الإسلام بها فبم تنصحوني ؟ .
ج: أنصحك بأن تقطع التفكير الخيالي في الله -تعالى- وتعلم أن الله -سبحانه وتعالى- فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال، والله -تعالى- لا يماثله أحد من خلقه، وعليك أن تفكر بأسماء الله وصفاته؛ لأن العباد كما تدري يعلمون الله بأسمائه وصفاته، ولا يعلمون كنهه لا يعلم كنهه وكيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، ولهذا قال سبحانه: وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا أما تخيُّل العرش سهلٌ لعرش مخلوق. نعم.
س: أحسن الله إليكم،يقول السائل: ذكرتم البارحة الكلام في أنواع.. ؟ .
ج: لا تلق الحديث، حديث أبي هريرة: إن الشيطان يأتي للإنسان، ويقول له من خلق كذا؟ ومن خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟، قال النبي: فإذا وجد ذلك أحدكم فلينته يعني يقطع التفكير وليستعذ بالله من الشيطان، وجاء في حديث آخر في غير الصحيح: وليقرأ الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .
يقطع التفكير ويقول: آمنت بالله ورسله. الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فليقطع التفكير، ويقول: آمنت بالله ورسله. الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ويفكر في أسماء الله وصفاته. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: ذكرتم البارحة الكلام في أنواع الإرادة، وبناء على ذلك فهل يجوز للشخص إذا سئل عن شيء لم يفعله من أمور العبادة أن يقول ما أراد الله ذلك ؟ .
ج: لا. لا يقول: ما أراد الله ذلك إلا أراد الإرادة الكونية، وأما إذا أراد الإرادة الدينية فلا؛ لأن الله أراد ذلك وأحب أن العبد أن يفعل الواجبات والمستحبات وبالمناسبة أن الإرادتين: الإرادة الكونية والإرادة القدرية من الفروق بينهما أن الإرادة الكونية لا تتخلف، لا يتخلف المراد بخلاف الإرادة الدينية فقد تتخلف، فإذا أراد الله كونا وقدرا للعبد أن يفعل لا بد أن يفعل لا يتخلف. فلا يتخلف أحد عن الموت إن أراد الله له الموت لا يتخلف.
أما الإرادة الدينية فقد يقع مرادها، وقد لا يقع فالله -تعالى- أمر جميع الناس جميع المؤمنين قال: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ من الناس من صلى ومنهم من لم يصل ويجتمعان في حق المؤمن المطيع كأبي بكر فالله أراد له الإيمان كونا وقدرا، وأراد له الإيمان دينا وشرعا، وتتخلف الإرادة الدينية كما في أبي لهب فالله أراد من أبي لهب الإيمان شرعا ودينا لكنه ما أراد له كونا وقدرا فوقعت الإرادة الكونية.
إذًا الإرادة الكونية لا يتخلف مرادها، والإرادة الدينية قد يتخلف مرادها. الإرادة أيضا الإرادة الكونية تتعلق بفعل المريد وهو الله، والإرادة الدينية تتعلق بفعل العبد، الله أراد من العبد أن يصلي وأن يصوم، فإن أراده كونا وقدرا وقع وإن لم يرد لم يقع نعم.
س: أحسن الله إليكم. كيف يكون الجمع بين الآجال المضروبة، وبين حديث وينسأ له في أجله… وبين حديث إن الدعاء والقدر ليعتلجان في السماء … ؟ .
ج: نعم هذه من المباحث الداخلة في هذا ذكرنا السائل قوله في الحديث: إن صلة الرحم تزيد في العمر وفي الحديث: من أحب أن ينسأ له في أثره، من أحب أن يبسط له رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه لا يزيد في العمر إلا الصلة .
فصلة الرحم تزيد في العمر بمعنى أن الله قدر هذا الشيء في سببه قدر أن هذا يطول عمره بصلة الرحم قدر الأمرين صلة الرحم وطول العمر، ولأنه لا بد من وقوع صلة الرحم لكن للسبب. فالقضاء ينقسم إلى قسمين قضاء مبرم هذا لا يتخلف وقضاء معلق بالسبب كما في حديث قدسي أن الله -تعالى- قال: وإني إذا قضيت قضاء يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد … يعني قضاء مبرما، أما القضاء غير المبرم المعلق بالسبب فهذا معلق بسبب يقع بسبب.
فمثلا قدر الله على هذا أن يطول عمره بصلة الرحم وقدر أن هذا ينقص عمره بقطيعة الرحم، فالأمران مقدران طول العمر والصلة هذا هو السبب، والأمران مقدران قصر العمر والسبب الذي هو القطيعة. وأما قوله-تعالى- وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ والمراد وما ينقص من عمر معمر آخر وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ .
كقوله: عندي درهم ونصفه يعني نصف درهم آخر ليس الدرهم الأول. مثل قوله تعالى: وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ .أي: من عمر معمر آخر إلا في كتاب، وكذلك أيضا الدعاء قد يكون سببا إذ قدر الله، كتب الله أن يحصل المقدور بهذا السبب يكون الأمران مقدران. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: هل يجوز الحلف بمثل هذه العبارات: وحياة الله أو وعلم الله، أو مصحف الله، أو وكلام الله ؟ .
ج: نعم وعلم الله، وحياة الله، وكلام الله. أما مصحف الله لا، ما يقال: ومصحف الله أو تقول والمصحف؛ لأن المصحف فيه كلام الله، وفيه غيره، فيه الورق، وفيه المداد، وفيه الكتابة فهو مخلوق فلا يقل: والمصحف يقول: وكلام الله، بكلام الله، وبعلم الله، بحياة الله، بصفاته، وبعزة الله مثل قول الله -تعالى-: فبعزتك وقول الرجل الذي هو آخر أهل الجنة خروجا من النار: لا وعزتك لا أسألك غيره … . نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: هل طبقة الموحدين في النار، تفنى بعد خروجهم منها أو لا ؟ .
ج: قال بعض أهل العلم: إنه ما جاء من الآثار فهو محمول على الطبقة التي فيها العصاة، وعلى كل حال فهم يخرجون من النار، وأما نار الكفار فهي باقية مستمرة -نسأل الله السلامة والعافية- نعم أبد الآباد. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: إن الله قبل كل شيء، وهذا معلوم أليس هذا فيه أن هناك فترة كان الله ولم يكن شيء موجود سواه، أليس هذا يدل على أن الحوادث لها بداية، وليس لها نهاية ؟ .
ج: هذا كلام أهل البدع كما سمعتم، ولن نعيد الكلام مرة أخرى، نعيده مرة أخرى نرجع إلى الكلام السابق الآن ترجع إلى الشريط واسمع الكلام، أهل البدع يقولون فيه فترة، وأهل السنة يقولون ما فيه فترة كان الله ولم يكن شيء قبله ما يلزم يكون فيه فترة؛ لأن الرب فعال، والفعل صفة كمال، ولم يزل الرب يفعل تقول فيه فترة تجعل الرب تعطل الرب هات الدليل على هذه الفترة ما فيه دليل.
وكون الله قبل كل شيء وهو الأول لا يمنع أن يكون فعالا في كل وقت، كل فرد من أفراد الحوادث مسبوق بالعدم كائن بعد أن لم يكن. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: كيف نرد على من قال: إن صفات الأفعال حادثة الآحاد يلزم عليه أن يكون الله محلا للحوادث ؟ .
ج: لا يلزم؛ لأن هذا بالنسبة للمخلوق، صفات الخالق ليست كصفات المخلوق هذا يلزم بالنسبة للمخلوق، أما الله فلا يلزم؛ لأن الله ليس كمثله شيء كما أخبر عن نفسه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ نعم.
س: أحسن الله إليكم. هذا سائل يقول: حدث اليوم مشكلة مع والدتي، وهي سريعة الغضب كثيرة الشتم واللعن، وقامت اليوم بعد غضب شديد بسب الله جل وعلا، وقالت بعبارة صريحة: الله يلعن الذي خلقك. فأنا الآن محتار ماذا أفعل معها، وما المطلوب مني بنصحها بعد هذا الذنب العظيم ؟ .
ج: لا حول ولا قوة إلا بالله إن كان الغضب سيطر عليها حتى إنها فقدت عقلها وفكرها فلا تؤاخذ، وإن كان معها شعور فهذا ردة عن الإسلام نعوذ بالله، عليها التوبة والاستغفار والندم، وعليك بعد ذلك أن تتوب إلى الله إن كنت تسببت في غضبها وإغضابها، وعليك أن تبتعد عن كل ما يغضبها، وأن تخرج من البيت، ليس لك أن تتسبب في غضبها، كيف تتسبب في غضبها، مهما كان لا تتسبب في غضبها، ولو في أمور مكروهة، فالمقصود أنها إن كان غاب عنها شعورها ولا تعقل فمرفوع عنها القلم؛ لأنها لا عقل لها رفع القلم عن ثلاث… وإن كان معها شعورها فهذه ردة نسأل الله السلامة والعافية، فالواجب التوبة، عليها التوبة والندم على ما مضى والعزم الجازم على عدم العود، وأنت أيضا تأثم، عليك إثم عظيم إن كنت متسببا في غضبها فعليك التوبة والاستغفار والندم على ما مضى ولا تعد في إغضابها مرة أخرى. نعم.
س: أحسن الله إليكم السؤال الأخير يقول: ما هي أشهر كتب المعتزلة والأشاعرة في هذا الزمان حتى لا نقع فيها ؟ .
ج: الأحسن ألا تقرأ الكتب هذه، كتب المعتزلة والأشاعرة كثيرة عبد الجبار المعتزلي له الأصول الخمسة، جوهرة التوحيد في مذهب الأشاعرة وغيرها كتب لا حصر لها ولا داعي لذكرها، إنما عليك بقراءة كتب أهل السنة والجماعة.
وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الجميع العلم النافع، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. نعم.
المصدر
http://taimiah.net/Display.asp?f=aqt0022.htmr]v hggi lrh]dv hgogr rfg ogr hgslh,hj ,hgHvq
المفضلات