بقلم : مصطفى الاشقر
النتيجه الطبيعيه ان يكون واقعنا هو حصاد استخفاف فرعون العصر مبارك لأهلينا ثلاثون عاما فلا نستطيع ان نخرج من حيز الاستخفاف حتى بعد هلاك فرعون ... لان الحقيقة ان نظام فرعون يحاول بناء نفسه مرة اخرى ... لتدخل البلاد في حرب بارده النوايا ساخنة الابواق بين اطراف الصراع على الشرعيه ما بين اسلام متمدن يحاول ان يرضي جميع الاطراف الداخليه والخارجيه وكلهم مشتركون في مواجهته والتضييق عليه لادخاله في قناة التوريط الكامل وما بين السلفيه السياسيه التي تتنافس معه على قيادة الحركه الاسلاميه وما بين سلفية صحابيه تابعيه ليس لها تجمع يقودها نحو الشريعه لا تريد الا رضى الله وتحقيق الحسنى بتطبيق شرعه وتحكيم كتابه على الارض ... والمعضلة العظيمه ان كل اطراف المعركه لا يدركون اين سترسوا بهم سفينة الصراع رغم عتو الامواج وعلوها .
*موقف مؤثر جدا
كنت صاعدا السلالم بعد احدى الصلوات خلف العلامه رفاعي سرور عليه رحمة الله الى منزله في الدور السابع وكان يصر دائما على النزول الى المسجد رغم ارهاقه الشديد يوميا في العمل الدعوي فضلا عن مرضه الشديد فصااااااااااح فجأة مماااا اربكني قائلا : " اه اه هم دارسينا كويس يا اخ مصطفى " قلت مين يا شيخنا فرد عليا متوجعا ومتألما : " أمريكا يا أخ مصطفى " " أمريكا يا أخ مصطفى " فحزنت على نفسي من حرص هذا الشيخ المسن على مصلحة الامه وحال البلد ووعيه باحوالها وعدم وعي شبابها الاحق بتحمل المسئولية على حال معيشتهم ومستقبل اولادهم
لقد كان يدافع عليه رحمة الله عن جميع اطياف العمل الاسلامي امام ابناء الصحوة وامام الناس وامام المتربصين بهم وكان يحرص على التجميع دائما والتأليف بين قلوبهم , ولكن هذا التأوه كان نتاج الصراع والحرب الكلاميه التي نتجت عن العمل الحزبي واثره في واقع الامه .
الحلقه الاخيره :
ان حلقات مسلسل التفريط المستمر في سياسات الاحزاب الاسلاميه تجاه أولوياتهم تكاد ان تقضي بهم الى المجهول ... فبرغم الحرية الكبيرة التي حققها المجتمع بقيام الانتفاضه الشعبيه في العام الماضي الا ان هذه الحريه لم تأخذ هذه الحركه نحو تحقيق العبوديات الكامله من الناحية الخاصة الفرديه والناحية العامه المجتمعيه .
فلعل التفريط في حقوق الافراد الذين يقتلون من المدنيين والشرطه في كل يوم هو نتيجة التسبب الدائري في سياسات التفريط في عدم استئصال جذور الفساد ومحاولة استرضاها لنقع جميعا متورطون في احداث بعد احداث وتزيد الهوه بين ابناء الشعب الواحد فمنا من يريد الاسلام تاما كاملا يحكم واقع الناس ومنا من يريد ان يحقق معيشة متوازنه ما بين الاستمتاع بالدنيا وكمالياتها وما بين اداء بعض الشعائر التعبديه التي تعطي المظهر الاسلامي للفرد .
وبما ان دماء المسلمين هي اغلى حرمة وجدت على وجه الارض فهي اغلى من الدنيا جميعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل رجل مسلم "
ولقد تعددت نماذج التفريط في دماء المصريين خلال العامين الماضيين بدون وجه حق مما يدل على امران نتائجهما موحشه
اولهما : ان هناك من يريد ان يوجد صراعا بين طوائف الشعب ليتربح من وجود هذا الصراع
ثانيهما : ان هذا الصراع هو مسلسل ممنهج من التوريط المؤدي الى الانقسام المفتت للقوى الثوريه باشكالها الاسلاميه وغيرها واثر ذلك على مستقبل البلاد التنموي النهضوي .
أمريكا شيطان الانس ودورها في احداث سيناء
دور امريكا واضح وظاهر لكل ذي لب من العامة والساسه ولكن عندما يشمل هذا الدور في دعم جميع الاطراف ليكون هناك صراع حول المباديء والمرتكزات التي تحدد الهويه فنجد اننا اما القبح الابليسي في الواقع الذي يصبح الحليم فيه حيران .
ان السياسه التي اتخذتها امريكا في نفخ النجاح الذي حققه الثوار اعلاميا ومحاولة مكافاتهم بجوائز دوليه هي سياسه قذرة نحو وضع الثورة في ثياب محدد ترجوه الاداره الامريكيه للشرق الاوسط بجملته
ولعل زيارة وزير الدفاع الامريكي لمصر قبيل احداث رمضان بشهرين تقريبا " ولقد اعلن في هذه الزياره ان اسرائيل هي الولايه ال 51 للولايات المتحده وان امنها مرتبط بامن امريكا " وزيارته لاسرائيل في نفس الاسبوع تقريبا وتشديده على امر المسلحين في سيناء ثم حدوث احداث رمضان بقتل الجنود وهم صائمون وهو نفس يوم و توقيت افطار مشايخ سيناء مع اللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات العامه في القاهره وتزامن ذلك مع تسريب معلومات من قيادات الشرطه قبل رمضان انهم بصدد عملية في سيناء بالطائرات خلال هذه الفتره ، والايمان الجازم بالبراءه التامه لشباب سيناء المستقيمين من هذه الفتنه الغادره مع توافر معلومات عن تورط جماعات دحلان المسلحه الخامله و المنتشره في سيناء بطرق خفيه ،ثم الاعلان عن اعدام اربعة عشر متهما من ابناء سيناء في قضية اخرى ليس لها علاقه بالموضوع وتقديمها في يوم قريب بالاحداث لايهام الرأي العام ان الناس في سيناء ينبتون في دائرة الارهاب والتطرف على عكس حقيقة الطبيعه البيئيه لاهل سيناء الذين يحبون الجميع ويقدرون جميع مؤسسات الدوله ، ان اجتماع كل هذه الامور يجعلنا نوقن بايمان جازم ان الامر فيه توريط للمفرطين في بقاء اركان نظام مبارك مع تغيير الرأس وبقاء الجسد لينحر في اركان الدوله ويهدمها ، كما ان اسلوب التعامل مع الغرب واعطاء امريكا اكبر من حجمها الطبيعي في انها دولة متعديه بلطجيه لا تريد الا زرع الفتنه في مصرنا الحبيبه والتعامل معها على انها سيدة العالم الجميله هو فتنه للناس في اننا لا نستطيع الفكاك من براثن وحبائل التبعيه السياسيه للاداره الامريكيه
ولعل الاحداث الجارية في بلادنا من ايجاد عدو من ابناء التيار الاسلامي واتهامه بالارهاب ضد اخوانه والدوله في احداث مفبركه هو مصدر قوة لحاشية مبارك البائد في اعادة بناء مؤسستهم الخربه التي كانت تحارب المؤمنين
لذلك لابد ان يكون هناك وعي من ابناء الاسلامي المتمدن انه لولا اخوانك المظلومين المحبوسين الان لما وصلت لسدة الحكم في اهم بقعه من بقاع الارض
وانه لا مجال الى العزة الا بالايمان الكامل المتحقق بالتحاكم الى شريعته بامر الله عزوجل :
" ولا تهنو ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين "hgj,vd' lkh' hgjtvd' >> lw'tn hgharv
المفضلات