جاء في سفر الخروج ( خروج 16/35 ) " وأكل بنو إسرائيل المن أربعين سنة ، حتى جاءوا إلى أرض عامرة ، أكلوا المن حتى جاءوا إلى أرض كنعان "
وهذا ما نص عليه سفر يوشع ( يشوع 5/10 - 12 ) " فحل بنو إسرائيل في الجلجال .. في عربات أريحا ، وأكلوا من غلة الأرض .. وانقطع المن في الغد عند أكلهم من غلة الأرض "
هنا أخبر موسى عن أمر حدث بعد وفاته و حتى لا يلبس عينا القول لاحظ معي أن الصيغة التي جاء بها الخبر ليست صيغة نبوءة أو إخبار بالغيب بل صيغة ماضي.. بمعنى أن الأمر قد حدث فعلاً .
أليس هذا دليل على أن هذه النصوص كُتبت بعد وفاة موسى؟ ! فيكون السؤال
من كاتب هذا النص ؟
وما نعلمه أن موسى قد مات في البرية أي قبل دخول الأرض المقدسة ولما كان موسى هو كاتب الأسفار كان يجب أن يتكلم بصيغة تدل على وجوده لا بصيغة الغائب ولكن هذا لم يحدث في سفر العدد ( العدد 15/32 ) " ولما كان بنو إسرائيل في البرية ، وجدوا رجلاً يحتطب في السبت " هذا يؤكد أن الكاتب لم يكن في البرية عند كتابته للنص وبما أن موسى لم يدخل الأرض المقدسة فالسؤال
من كاتب هذا النص ؟ !!
ومثل ذلك في سفر التثنية ( التثنية 2/12 ) " وسكنوا مكانهم كما فعل إسرائيل بأرض ميراثهم التي أعطاهم الرب"
لم يكن موسى ممن دخلوا الأراضي المقدسة و الكلام عن دخولهم هناك فمن يكون كاتب هذا النص أيضاً ؟!!
ومثله في سفر التكوين ( التكوين 12/5 - 6 ) " اجتاز أبرام في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلّوطة مورة. وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض (فلسطين)"
هل أدرك موسى خروج الكنعانيين من الأرض بعد دخل بني إسرائيل فيها ؟
بالطبع لا .. فنقول
من كاتب هذا النص ؟
وكذالك (التكوين 13/7 ) "وكان الكنعانيون والفرزّيون حينئذ ساكنين في الأرض"
وأيضاً ( التكوين 36/31 ) " وهؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في أرض أدوم قبلما ملكَ ملِكٌ لبني إسرائيل"
وبعد كل هذا يأتي سفر التثنية ( التثنية 34/5 - 8 ) " فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مؤاب حسب قول الرب ، ودفنه في الجواء في أرض مؤاب مقابل بيت فغور ، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم ، وكان موسى ابن مائة وعشرين سنة حين مات ، ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته ، فبكى بنو إسرائيل في عربات مؤاب ثلاثين يوماً ، فكمُلت أيام بكاء مناحة موسى "
أيكتب بعد أن يموت ؟ !!!!!!!
فإن كنتم تقتنعون بأن موسى هو كاتب الأسفار ولم يكن ... ولم نعلم من هو كاتبها حتى نقول أنه رسول ملهم أم انه عابر سبيل مدعي
فإن كان موسى لم يكتب هذه النصوص فكيف تُنيب هذه الأسفار له ؟ وكيف نصدق أن هذه الأسفار إلهام من الرب ؟
المفضلات