العبادة والسياسة
منقول من كتاب التصور السياسي للحركة الإسلامي.
عندما تطرح الجاهلية شعارا من شعاراتها فان ذلك لايكون الا حربا علي التصور الإسلامي.
وشعار فصل الدين عن الدولة من هذه الشعارات التي طرحت بهدف الحرب ،و في مواجهة هذا الشعار يكون إثبات وحدة المضمون المنهجي للعبادة،و السياسة هو المواجهة العلمية الصحيحة لهذا الشعار،وقول الله عز وجل **إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون } هو الدليل علي ذلك،فالآية تبين أن الصيغة الشرعية لواقع العبادة هي الأمة الواحدة التي لاتقوم الا بالسياسة .
ومن خلال الصفات والمصطلحات الواردة في تعريف كل من العبادة والسياسة تثبت عناصر التوافق بينهما.
فالعبادة هي غاية الحب مع مطلق الطاعة
والسياسة هي حكمة الجماعة المحققة لمطلق الطاعة
ومن مجموع تعريف العبادة والسياسة تظهر عدّة أساسيات .
أساسية الحب
وهو مادة بناء الأمة المستمدة من حب الله المحقق للعبادة ،فمن غاية حب الله يكون الحب في الله ،الذي يكون شرطا أساسيا لكل من إمامة الصلاة وإمارة الحكم .
أما إمامة الصلاة ففيها قول رسول الله صلي الله عليه وسلم " ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شِبراً، ...."رجل أمَّ قوماً وهم له كارهون"[1]، وأما إمارةالحكم ففيها قول رسول الله صلي الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام
"خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم ،وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم" [2]
أساسية الطاعة وهي أساس بناء الأمة الواحدة القائمة علي العبودية لله ،وهي كذلك شرط أساسي لإمارة الحكم وإمامة الصلاة كما جاء في نص واحد وهو قول رسول الله صلي الله عليه وسلم :
« مَنْ أَطَاعَنِى فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ أَطَاعَ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِى وَمَنْ عَصَى الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِى إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ فَإِنْ صَلَّى قَاعِداً فَصَلُّوا قُعُوداً وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ فَإِذَا وَافَقَ قَوْلُ أَهْلِ الأَرْضِ قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذَنْبِهِ »[3].
ممايثبت الوحدة الموضوعية بين العبادة والسياسة ،وكما ثبت ذلك من خلال وحدة النص ،ثبت أيضاً من خلال النتيجة الواحدة لهما ،وهي الجُنَّةٌ ومعناها الحرز والحماية المتحققة للأمة من خلال إمارة الحكم وإمامة الصلاة ،حيث جمع رسول الله صلي الله عليه وسلم بين إمارة الحكم وإمامة الصلاة من خلال هذا المعني فقال « مَنْ أَطَاعَنِى فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ، وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ عَصَى اللَّهَ ، وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِى ، وَمَنْ يَعْصِ الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِى ، وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ ، فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا ، وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ ، فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ »[4]
ثم أفرد به الإمامة في الصلاة « إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌفَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. فَقُولُوا اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ. فَإِذَا وَافَقَ قَوْلُ أَهْلِ الأَرْضِ قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ».[5]
ومن أهم حقائق الجنة في الإمارة أن يكون الإمام حرز للأمة كما كان عمر رضي الله عنه حرز للأمة من الفتن.
ومن أهم حقائق الجنة للقائد في القتال هو أن يتقي به ويقاتل من وراءه كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ.
ومن أهم حقائق الجنة لإمام الصلاة السترة كما جاء في صحيح البخاري [باب سُتْرَةُ الإِمَامِ سُتْرَةُ مَنْ خَلْفَهُ ].[6]
وبذلك أصبحت الجُنَّةٌ أهم صفات التوافق بين إمارة الحكم و إمامة الصلاة ،وإمارة القتال هو الوقاية لمن خلفهم من الرعية والمصلين والمقاتلين .
وفي إطار هذا التوافق ثبتت عدة قواعد
أن الصلاة أساس اختيار الحاكم
ومنه اختيار أبو بكر، وقول المسلمين لقد اختاره الرسول لديننا فكيف لا نختاره لدنيانا
أن الصلاة الأساس في طاعة الحاكم:
كما في الحديث المروي عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ « لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلاَ تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ »[7]
أن الصلاة هي أساس نظام الحكم وذلك من خلال أحكامها :
ومن أهم أحكام الصلاة المتضمنة لأهم قواعد الحكم هو متابعة الإمام إذا نسي في صلاته ولم يرجع حتى ولو ذّكره جميع المصلين.
والقاعدة في الحكم هي أن الإمام إذا تفرد برأي وأصّر عليه بعد الأخذ بالشورى فإن الأمة تتبعه ولا تخرج عليه مثلما لا تخرج علي إمام الصلاة، مثلما كان من الأمة مع أبي بكر في حرب المرتدين .
ومن أحكام الصلاة المتضمنة لأهم قواعد الحكم هي حكم من يتكلم والإمام يخطب حيث تضمن هذا الحكم أساس نظام الرأي فليس لصاحب قول أن يطرحه علي المسلمين إلا من خلال الحاكم ولكل مسلم حق إعلان رأيه وعلي الإمام أن يسمعه ولكن من خلال نظام الرأي في الإسلام
وهو ما ورد في قول رسول الله صلي الله عليه وسلم« إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ . وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ »[8] .
فالواجب هو الإنصات للإمام ولا تكون المناقشة إلا معه .
وأن الكلام بين المصلين يبطل الصلاة حتى لو كان الكلام هو محاولة إسكات من يتكلم.
وكما كانت الصلاة أساس في نظام الحكم كانت أساس في أحكام الديار.
ومع شرط إعلان أحكام الشريعة في أحكام الديار كان من شواهد دار الإسلام الآذان والجمعة ولهذا قرن البخاري بينهما في تصنيفه فجاء [كتاب الآذان ويليه كتاب الجمعة ]
ويجمع الجمعة والحكم أن يكون الحاكم أو من ينوب عنه هو إمام الجمعة وأن تكون إمامة الحاكم للمسلمين في الصلاة في المسجد الجامع
حتى أصبح المنبررمزا للسلطة في الواقع الاجتماعي والسياسي للدولة الإسلامية مثلما كانت رؤية رسول الله صلي الله عليه وسلم للقرود التي تنزو على المنبر،كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « إني أريت في منامي كأن بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة » قال : فما رئي النبي صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى توفي»[9] .
وكما تحققت الوحدة الموضوعية بين العبادة والسياسة من خلال وحدة النص .
تحققت كذلك من خلال وحدة التقاليد الحياتية للمجتمع المسلم ولعل أهم هذه التقاليد هو نداء الصلاة جامعةوبه تكون العبادة والسياسة قضية واحدة حيث يكون نداءا مشتركا لكل حياة المسلمين التعبدية والسياسية.
لأن الاستجابة للإمام سياسيا هي من طبيعة الاستجابة للصلاة ومن هنا ارتبطت بيانات النظام السياسية بعبارة " الصلاة جامعة "
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِى وَهُوَ جَالِسٌ فِى ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ إِذْ نَزَلَ مَنْزِلاً فَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِى جَشَرِهِ وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ إِذْ نَادَى مُنَادِيهِ الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ. قَالَ فَاجْتَمَعْنَا - قَالَ - فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَخَطَبَنَا فَقَالَ « إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِىٌّ قَبْلِى إِلاَّ دَلَّ أُمَّتَهُ عَلَى مَا يَعْلَمُهُ خَيْراً لَهُمْ وَحَذَّرَهُمْ مَا يَعْلَمُهُ شَرًّا لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِى أَوَّلِهَا وَإِنَّ آخِرَهَا سَيُصِيبُهُمْ بَلاَءٌ شَدِيدٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا تَجِىءُ فِتَنٌ يُرَقِّقُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ تَجِىءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِى. ثُمَّ تَنْكَشِفُ ثُمَّ تَجِىءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ. ثُمَّ تَنْكَشِفُ فَمَنْ سَرَّهُ مِنْكُمْ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَأَنْ يُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتُدْرِكْهُ مَوْتَتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ بَايَعَ إِمَاماً فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ ».[10]
فكان النداء الصلاة جامعة وكان الموضوع هو البيعة والإمامة
وفي الحديث ((سَمِعْتُ( أي زينب بنت حجش ) نِدَاءَ الْمُنَادِى مُنَادِى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُنَادِى الصَّلاَةَ جَامِعَةً. فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَكُنْتُ فِى صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِى تَلِى ظُهُورَ الْقَوْمِ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ « لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلاَّهُ ». ثُمَّ قَالَ « أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ ». قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ « إِنِّى وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلاَ لِرَهْبَةٍ وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِىَّ كَانَ رَجُلاً نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ وَحَدَّثَنِى حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِى كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ ....))[11]
فكان النداء الصلاة جامعة وكان الموضوع هو الموضوع هو الدجال.
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِى فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ أَلاَ تَتَّقِى اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّى رِزْقاً سَاقُهُ اللَّهُ إِلَىَّ. فَقَالَ يَا عَجَبِى ذِئْبٌ مُقْعٍى عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِى كَلاَمَ الإِنْسِ. فَقَالَ الذِّئْبُ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ. قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِى يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَنُودِىَ الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِى « أَخْبِرْهُمْ ». فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « صَدَقَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعَْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ ».[12]
فكان النداء الصلاة جامعة وكان الموضوع هو علامات الساعة .
قَال خالد بن الوليدَ غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- غَزْوَةَ خَيْبَرَ فَأَسْرَعَ النَّاسُ فِى حَظَائِرِ يَهُودَ فَأَمَرَنِى أَنْ أُنَادِىَ « الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ وَلاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مُسْلِمٌ ».[13]
فكان النداء "الصلاة جامعة" وكان الموضوع هوالإسلام كشرط لدخول الجنة
ومن مجمل الأحاديث كان النداء "الصلاة جامعة" وكان الموضوع هو مستقبل الأمة وقضاياها الأساسية والمصيرية في الدنيا والآخرة .
ونداء الصلاة جامعة لم يكن علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فحسب ولكنه بقي في الخلفاء الراشدين من بعده.
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِى حَازِمٍ قَالَ إِنِّى لَجَالِسٌ عِنْدَ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِشَهْرٍ - فَذَكَرَ قِصَّةً - فَنُودِىَ فِى النَّاسِ أَنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةٌ وَهِىَ أَوَّلُ صَلاَةٍ فِى الْمُسْلِمِينَ نُودِى بِهَا إِنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةٌ.(يعني بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم) فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ - شَيْئاً صُنِعَ لَهُ كَانَ يَخْطُبُ عَلَيْهِ وَهِىَ أَوَّلُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا فِى الإِسْلاَمِ - قَالَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ وَلَوَدِدْتُ أَنَّ هَذَا كَفَانِيهِ غَيْرِى وَلَئِنْ أَخَذْتُمُونِى بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مَا أُطِيقُهَا إِنْ كَانَ لَمَعْصُوماً مِنَ الشَّيْطَانِ وَإِنْ كَانَ لَيَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْىُ مِنَ السَّمَاءِ [14].
فبقي النداء في الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسيعود بإذن الله مع الخلافة القادمة، ليثبت أن العبادة والسياسة في التصور الإسلامي قضية واحدة.
[1] - رواه ابن ماجه والترمذي والطبراني و إسناده حسن .
[2] - رواه مسلم وأحمد والطبراني.
[3] - مسند أحمد - ج 21 / ص 329
[4] - صحيح البخارى - (ج 10 / ص 458)
[5] - صحيح مسلم - (ج 3 / ص 160)
[6] - صحيح البخاري ج 2 / ص 345[ باب سُتْرَةُ الإِمَامِ سُتْرَةُ مَنْ خَلْفَهُ] .
[7] - صحيح مسلم - (ج 12 / ص 303)
[8] - صحيح البخارى - (ج 4 / ص 63)
[9] - السلسلة الصحيحة للشيخ الإلباني ج10 ص177 نسخة المكتبة الشاملة.
[10] - مسند أحمد - (ج 14 / ص 188) .
[11] - صحيح مسلم - (ج 18 / ص 453)
[12] -السلسلة الصحيحة للشيخ الإلباني نسخة المكتبة الشاملة .
[13] - مسند أحمد - (ج 36 / ص 216)
[14] -مسند أحمد - (ج 1 / ص 84)hgsdhsi ,hgufh]m
المفضلات