التبـــــــــــــــــــرّج، إشاعة الفحشاء
إن البعض من النساء وفي حال الأعراس يستهترن بالحجاب ويبدين زينتهن بالرغم من أنهن يعلمن أنّ ذلك العمل لا خير فيه، وأنه عمل سيء، وعندما ينتهي العرس، يتبن إلى الله ويستغفرنه، ويبكين على فعلهن ذاك، وهذا ما أسميناه بالتلاطم الروحي.
ولكن قد يضحي ذلك الاستهتار بالحجاب عادة، من دون أن تدير ظهرها لعفّتها، لكنها على سبيل الفرض تستاء من لفظة الزنا، وتحتقر من يمارسه وتعتبر ذلك العمل سيئاً جداً، بالرغم من أنها ـ والعياذ بالله ـ تمارس أكثر من ذلك العمل الوضيع من خلال عدم اهتمامها بظهور شعرها ورقبتها، وتزيَّنها بشتى أنواع المكياج، وبلبسها لقميص نصف كُمّ، وجوارب شفافة، وتتحدث بإزار مفتوح إلى صاحب المحلّ التجاري الذي تريد منه الشراء، بل وتضحك معه وتتلطف له في الحديث. وهذا أسوأ من الزنا، لأنه بنظر القرآن المجيد إشاعة للفحشاء، وإشاعة الفحشاء أعظم معصيةً من ممارسة الفواحش نفسها:
(إنَّ الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرة).
فالمرأة التي توزّع الابتسامات هنا وهناك، وتمزح مع شباب المحلة أسوأ من تلك الزانية، كونها تشيع الفحشاء وتشجع عليها وستلقى جزاءها في الدنيا قبل الجزاء الذي ينتظرها في الآخرة، وكذا الأمر بالنسبة للشاب الذي يحاول أن يمزح مع الفتيات أو النساء المتهورات سيُعدّ هو الآخر أحد المروّجين للفحشاء، وبالرغم من أن القرآن الكريم قال في الزنا:
(ومن يفعل ذلك يَلْقَ أثاماً) .
يكون الترويج للفحشاء أعظم معصية من الزنا الذي يلقى فيه المرء أثاماً، كونه يُعلِّم البقيّة من الحمقى على هذه السبيل المنحرفة مما يجرّ المجتمع إلى ويلات ومصائب في الدنيا والآخرة.
إن بعض النساء تتعود على تلك الحالة من عدم الالتزام بالحجاب الكامل، لأن هيبة المعصية على ما يبدو ذهبت من قلبها وأضحى الأمر عادياًّ جداًّ بالنسبة لها، فهي تجلس عند شقيق زوجها وتتحدث إليه بدون حرج، وتمزح معه، وتريه زينتها، وتكشف له عن ساقها وعضدها، وكأن الأمر طبيعي؛ وهنا يكمن الخطر الذي يجرّ المجتمعات إلى أسفل السافلين.
لذا، فالإنسان المخطيء أو المسيء عليه أن يستغفر ويتوب، ويعد ربّه بعدم الإتيان بذلك الخطأ مرّة أخرى، فإذا لم ير نفسه على هذه الصورة فليعلم بأن هيبة المعصية ذهبت من قلبه، وأضحى الأمر طبيعياً بالنسبة له لامتلاء قلبه بالندب السوداء التي تأتي بها تلك المعاصي والمساوئ.
وبناء على ذلك أوصي النساء، كل النساء بعدم ارتداء الجوارب الشفّافة في هذا الصيف الآتي، وأطلب من الرجال أن يمنعوا نساءهم من ارتداء هكذا جوارب تتيح للناظر رؤية ما تحتها.
إن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب"ع" كان في أيامه يقول للأصبغ بن نباته ما مضمونه: "سيأتي زمان على أمّة محمّد(ص) تكون فيها النساء كاسيات عاريات" بعد ذلك يضيف: "وذلك زمان الفتن وإن تلك النساء سيذهبن إلى جهنم ليخلدن فيها".
لذا أقول للسيدات! لا بأس من لبس جورابين ـ زوج من الجوارب ـ كيلا يتبين الناظر أرجلكن، واحذرن لبس الملابس التي تكون أكمامها قصيرة، وإذا أردتن إعطاء الكاسب ثمن ما تشترين منه، فما عليكن إلا أن تفعلن ذلك بكل عفّة، وأكثر من هذا أطلب منكن وأقول: إذا تأتى لأحدهم أن يتحدث إليكن، ويترقق بالحديث فما عليكن إلا أن تكن جديات غير ممازحات، وكذا أود القول للرجال الذين إذا اتفق أن يتحدث إليهم النساء، فما عليهم إلا أن يكونوا ملتزمين بالشرع الإسلامي مبتعدين عما يمكن أن يعتبر مزاحاً، أو ملاطفة.
إن إحدى الصفات التي يجب أن تمتاز بها السيدات والتي اعتبرها الإسلام من الصفات الحميدة بالنسبة للمرأة هي التكبر مقابل الأجنبي، وإن إحدى علامات المرأة المؤمنة عدم التبسم والجديّة أثناء الحديث مع غير المحارم، لإدراكها بأن المزاح والتبسم وما إلى ذلك حرام إلا مع من أحلّ الله لها.
على أية حال ينبغي على الكسبة أن يحذروا التمادي في القول! وليعلموا بأن الأموال التي تستحصل من هكذا طرق، وتصرف في البيت، ستكون وبالاً على ذلك البيت، ومانعة لنزول البركات.
تبرير المعصية
للمعصية تقسيم ثالث غير تلك التي ذكرنا سابقاً وهو: قد يرتكب أحدهم معصية ثم يعترف بذلك، وقد يرتكب فرد معصية ثم يبرّر معصيته، وهو ما يعدّ أكبر الأخطار، كأن يقول على سبيل المثال أنه متمدن أو متحضر ولذا يراه الناس يمزح كثيراً مع النساء، ويسعى كلما سنحت له الفرصة للتحدث إليهن، أو أن بعض الفتيات يبدين زينتهن، وأعناقهن ويرتدين لباس الشهرة مبررات ذلك على أنه تمدّن، أو قد تتحدث إحداهن إلى بعض الشباب وتمزح مع هذا، وتضحك مع ذاك معتبرةً ذلك ثقافةً وحضارةً ـ والعياذ بالله ـ.
وقد يغتاب البعض عدّة من الأفراد ويبرر ذلك على أنه غيبة ثورية، أو غيبة حزب اللهيه، ويتهم فلاناً من الناس تحت طائلة الثورية لا تحت طائلة المعصية، بل قد يقول إن ما أفعلّه عين الصواب وإن فيه الأجر والثواب.
إن البعض من الجهلة يشيعون الكثير من الافتراءات تحت عنوان السياسة، ونسمع بين الفينة والأخرى أحدهم يقول: ينبغي أن يكون سياسياً، لذا يجب أن أشيع بعض المسائل التي تسهم في دخولي إلى ساحة الأوضاع السياسية، وإذا ما قيل له بأن ما يفعله حرام، وغير جائز؟ يجيب وبكل صلافة: بأن ذلك من ضمن السياسة، فهو يغتاب، ويتّهم ويكذب، ويرّوج الإشاعات تحت طائلة السياسة، أو بعنوان الثورية.
إن أمثال هذا الذي ذكرنا خطرٌ جدّي على المجتمع، وأخطر من كلّ شيءٍ سواه، لذا أطلب منكم الامتناع عن ممارسة المعاصي الكبيرة والصغيرة كونها تبعث على السقوط والانحطاط، ولي طلب آخر أكبر من الأول قليلاً وهو: أن تحذروا خروج جلال المعصية من قلوبكم، والذي يتأتى من المداومة على ممارسة المعاصي، فإذا ما ذهب الجلال من القلب بدأ صاحبه بتبرير معاصيه وآثامه، وهذا هو عين الانحطاط، وفيه يكمن الخطر لأنه يمنع الإنسان من التوبة، ويمنعه أيضاً من نيل شفاعة الرسول الأكرم(ص) وأهل بيته الأطهار سلام الله عليهم.
إن الذي يجب أن أذكره هنا ـ للأسف ـ والذي هو موجود في جميع البيوت: المعصية، بل المعاصي التي ذهب جلالها من قلوب أصحابها فأصبحوا يبررون ما يفعلون على هواهم، وهذا لا يقتصر على شريحة معينة من الشعب بل يشمل التاجر، الموظف، العالم، الفاسد، الثوري، وغير الثوري.
إن هذه القضية يمكن أن نعتبرها مصيبةً وبليّةً، ولو نزفت عيوننا دماً عليها لكان قليلاً، والجدير بالذكر أن تلك المعاصي كثيرة ومتنوعة فمنها الغيبة والنميمة، ومنها التهمة، والشائعة، وما إلى ذلك من المعاصي الكبيرة والصغيرة التي هي أساس تأخر المجتمع الإسلامي.
إن البعض من البيوت تحتوي على مسائل متدنيّة ووضيعة تسهم كثيراً في إتلاف نفسية الطفل الذي يعيش في ذلك البيت من قبيل أشرطة الموسيقى المبتذلة، والأغاني ناهيك عن اقتناء البعض لأجهزة الفيديو التي يستخدمها الكثير في عرض الأفلام المثيرة للشهوة.
إن بحثنا الحالي لا يرتبط بهذه المسائل، ولا نريد التعرض لها، لكننا نقول مثلما قال الإمام الصادق جعفر بن محمد"ع" لمثل هؤلاء إذ قال لهم: "يالله".
إن علماء النفس يؤكدون على أن الطفل الذي ينشأ في مثل هذه المجتمعات لا يمكن أن يكون إلا وضعياً، ضعيف النفس، وإن الإسلام العظيم ينظر إلى هذه البيوت على أنها أوكار الشياطين التي خلت ـ على حدّ قول الرسول(ص) ـ من البركة والرحمة الإلهية، وأن الملائكة لا تمرّ على تلك البيوت الفاسدة.hgn hgHo,hj fhglkj]n l,q,u yhdm tn hgHildm pt/;l hggi
المفضلات