بقلم / محمود القاعودكثر الحديث في الآونة الأخيرة من قبل ” شبيحة ساويرس ” عما يسمونه ” الدولة المدنية ” ، كذلك كثرت ” الهرتلة ” عن حدوتة قبل النوم في برامج التوك شو “الدستور أولا ً ” أيضاً انتشر ” التهييس ” بين الشبيحة السيس ، الذين يحتلون الفضائيات والصحف والإذاعات لممارسة ” الهلفطة ” و” الرطرطة ” لشغل مصر وشعبها عن القضايا الحقيقية ..
صار المشهد في قمة العبث والابتذال .. شبيحة ساويرس ينتقلون من هذه الفضائية إلي تلك .. بنفس الأدوات والمعدات .. وبنفس العبارات التي تفوح منها رائحة البانجو والفودكا .. وبنفس السنج والسيوف .. ينتقلون من الفضائيات للصحف .. ومن الصحف للفضائيات .. وبعضهم ينتقل من الكباريه ليتحدث في برامج ” مذيعات الليل ” عن المدنية والاستنارة والمكفراتية والحجاب حجاب القلب !
أبسط قواعد الديمقراطية أن تحترم الأقلية رأى الأغلبية ، لكن شبيحة ساويرس المصابون بانفصام الشخصية يقولون ما لا يفعلون ، ويريدون الالتفاف علي إرادة الشعب المصري ، من أجل ممارسة الشذوذ والعربدة ..
المفروض أن الشعب المصري قال كلمته صريحة يوم 19 مارس 2011 ، عندما وافق علي التعديلات الدستورية .. والمفروض أيضاً أن يخرس الشبيحة وسيدهم الذي يسرحهم .. أى لا مجال لأى كلام بعدما قال الشعب كلمته .. لكن أني للشبيحة أن يفرطوا في الدولارات والإقامة في فنادق الخمس نجوم والجلوس فوق ” الشيزلونج ” أمام حمامات السباحة بجوار الغيد الحسان المستنيرات في سهرات الفرفشة والاستنارة والحداثة ؟!
إنهم لا يعرفون معني الديمقراطية ولا يعرفون معني احترام الأغلبية .. فقط يعرفون معني حرية الشذوذ الجنسي وحرية تأسيس بيوت البغاء وحرية سب الدين الإسلامي .. وحرية الإلحاد .. يعرفون الفاشية العمياء وإقصاء الآخر والتحريض عليه ..
إنهم يريدون صناعة حسني باراك جديد .. يمنح من يسب الله ورسوله جائزة الدولة التقديرية .. ويستضيف الراقصات في القصر الجمهوري ، ويحاصر المساجد ويعتقل الملتحين والمنتقبات ومن يواظبون علي صلاة الفجر .. ويخنق أهل غزة ويمنع عنهم الماء والغذاء والدواء ، ويفرط في قضايا الأمة وينبطح أمام شنودة وكنيسته ..
إنهم لا يعرفون معني كلمة المدنية ..ذلك أنهم يركعون أمام وثنهم الأخرق شنودة .. ويشجعون خروجه علي القانون ، ورفض أحكام القضاء ، ولي ذراع الدولة بالاعتكاف في أمريكا و وادي النطرون ، والاستنجاد بأمريكا وإسرائيل ..
ولذلك فإنه من المضحك أن يخرج ” حشاش ” يعمل رئيسا لتحرير صحيفة أسبوعية ليطالب بما أسماه ” مجلس عسكري مستقل عن رئيس الجمهورية يتدخل لحماية الدولة المدنية من التيارات الدينية ” ! .. هذا الشخص الذي يدعو لعسكرة مصر وإعادتها للوراء .. هو نفسه الذي كان يدافع عن جريمة ” وليمة لأعشاب البحر ” بحجة أنها حرية رأي وتعبير واستنارة وليبرالية … إلخ الموشح الشهير ، وهو نفسه الذي هاجم يوسف زيدان بسبب رواية عزازيل باعتبار أنها ” تتهجم علي الأشقاء الأقباط ” ! وهو نفسه أيضاً الذي يؤيد شنودة في خطف الفتيات اللائي يشهرن إسلامهن .. أى أنه آخر من يتكلم عن المدنية أو الملوخية .. لكنه زمن قلب المفاهيم والحقائق ..
أغرب من هذا الشخص .. أحد الرفاق الذين ظهروا فجأة يرأس تحرير صحيفة يومية خاصة ( صهيونية أمريكية ساويرسية ) ، ويتعمد إهانة جماعة الإخوان وتوجيه التهم الزائفة لها ولقياداتها .. هذا الشخص يدعي الآن البطولة ، بعد أن أصدرت الجماعة بيانا بمقاطعتها وعدم شرائها .. كتب صاحبنا وكأنه ” خُط الصعيد ” يعلن مواصلة الجهاد الساويرسي ضد الجماعة وأنه سيموت وهو يقول ” لا ” للجماعة !
مثال واحد فقط يوضح مدي ازدواجية هذا الشخص الذى لا يعرف معني كلمة فكر .. وكيف أن حملته ضد جماعة الإخوان لموقفها المؤيد لإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد ( سبتمبر 2011 ) ، تعبر عن الممولين للجريدة الذين يروّجون للسياسة الصهيو صليبية ..
وقت مباراة مصر والجزائر في 14 نوفمبر 2009 ، كتب هذا المسخ يقول أنه سيذهب لاستاد القاهرة ومعه مجموعة من الورود ليقدمها للأشقاء الجزائريين .. طبعا لم يكتب هذا الكلام من تلقاء نفسه ، ولكن لأن سيده ساويرس أمره بذلك ، لأنه صاحب شركة ” جيزي ” للهاتف المحمول .. ويريد الحفاظ على استثماراته هناك .. وعندما انقلب ساويرس علي الجزائر بسبب الضرائب التي لم يسددها وطالبته بها الحكومة الجزائرية .. أمر هذا الغلام بالتشنيع علي الجزائر ، وهو ما حدث .. ولم يكتف بذلك بل شارك مع بعض صبيان ساويرس في مظاهرة أمام السفارة الجزائرية في القاهرة ، وكان يؤيد بعض السفهاء الذين حملوا الجاز والسولار لإشعال النار في السفارة !
بعد الورد صار الجاز والسولار والسبرتو والبنزين ! بعد ” الأشقاء الجزائريين ” صاروا ” البربر الهمج ” ! كل هذا من أجل إشباع شبق ساويرس الذي يأمره بالكتابة في هذا الموضوع أو ذاك .. وهو ما يكرره حرفياً الآن .. ساويرس ضد التعديلات الدستورية .. ويجيش صحفه وفضائياته للالتفاف علي نتيجة التعديلات ، والمطالبة بالغاء الانتخابات .. والغلام يسير علي خطي ساويرس دون تفكير .. بل الأعجب هو ادعاء البطولة ، وأنه ” شهيد جماعة الإخوان التي لا تحتمل اختلاف الآراء ” ! وكأنه يريد من الجماعة أن تصفق له وهو يتهمها بالتخابر مع الكيان الصهيوني !
المسألة الآن ليست خلاف آراء أو حرية رأي .. إنها مؤامرة صليبية علي الثورة العظيمة .. قال الشعب كلمته .. وأيد التعديلات الدستورية التي بموجبها صدر الإعلان الدستوري الذي حدد إجراء الانتخابات لتسليم السلطة لحكومة منتخبة .. لكن ساويرس وصبيانه وأحزاب بير السلم التي لا يعرف الشعب من أين ظهرت ، يطالبون بهتك عرض الشعب ، وضربه علي ” قفاه ” لوضع دستور علي مقاس دولة ” البابا شنودة الثالث ” !
لقد قال أهل القانون رأيهم في هذا الصخب الساويرسي ، وكان آخرهم ما نقلته ” بوابة الأهرام ” يوم 18 / 6 / 2011 :
” قال المستشار الدكتور محمد أحمد عطية النائب الأول لرئيس مجلس الدولة ورئيس الجمعية العمومية لقسمي الفتوي والتشريع أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة لا يملك الخروج علي أحكام المادة ٦٠ من الاعلان الدستوري والتي تنص علي ( يجتمع الأعضاد غير المعينين لأول مجلس شعب وشوري في إجتماع مشترك بدعوه من المجلس الأعلي للقوات المسلحة خلال ٦ أشهر من انتخابهم لانتخاب جمعية تأسيسية من ١٠٠ عضو تتولي إعداد مشروع دستور جديد للبلاد في موعد غايته ستة أشهر من تاريخ تشكيله ).
جاء ذلك ردا علي الجدل السياسي الدائر حول طلب ٥٦ من القوي السياسية المختلفة من المجلس العسكري بالاحتكام الي الجمعية العمومية للفتوي والتشريع بمجلس الدولة لبحث إمكانية إجراءالمجلس العسكري تعديلا تكميليا علي أحكام المادة٦٠ من الاعلان الدستوري بما يسمح بإعداد الدستور قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
قال الدكتور عطية النائب الأول لرئس مجلس الدولة أن حكم المادة ٦٠ من الاعلان الدستوري عبارة عن أحكام بالمادة ١٨٩ فقرة أخيرة مضافة والمادة ١٨٩ مكرر التي تم إستفتاء الشعب عليها ومن ثم فإنه ما كان للمجلس الأعلي للقوات المسلة أو أى من الجهات الأخري أن تملك تعديل هذه المادة إلا بعد الرجوع للشعب الذي تم إستفتاؤه علي هاتين المادتين ” أ.هـ
ورغم ذلك ما زال صبيان ساويرس يقيمون حفلات ” الزار ” الليلية في الفضائيات المتصهينة ، للمطالبة بـ الدستور أولاً ! كما قام بالاشتراك في هذا الحفلات المستنير يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء ، الذي يتمني أن يضع هو الدستور ليكتب فيه أن ” قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث هو المصدر الرئيسي للتشريع ” !
أعتقد أن صبر المجلس الأعلي للقوات المسلحة لا بد أن ينفد تجاه تلك الشراذم التي تعمل لحساب جهات أجنبية تريد زعزعة أمن واستقرار البلاد وتكدير السلم العام ، وأن يصدر المجلس قرارات حازمة بسحب تراخيص أي جريدة أو فضائية تتحدث عن ” الدستور أولا ” وحبس من يكتب أو يتكلم في هذا الموضوع لمدة سنة مع الشغل والنفاذ .. فصبيان ساويرس يريدون إشعال البلد وحرقها ، وهم يبذلون الآن أقصي جهدهم لتأجيل الانتخابات ، ويتعلقون بكلمة لشيخ هنا أو هناك لتحريض المجلس العسكري النزيه ضد الإسلاميين .. ولا يعلم هؤلاء الصبيان أن المجلس العسكري الذي انتصر للثورة والثوار ، حتما يرفض المشاركة في ألاعيبهم الرخيصة التى أتقونها في عهد المخلوع البائد حسني باراك ..
لقد كان الأولي بصبيان ساويرس بدلا من حفلات الزار اليومية لإطهار عفريت ” الدستور أولا ” أن يرتبوا أنفسهم للانتخابات .. وأن يعرضوا برامجهم علي الناس .. لكنهم يعلمون أن الشعب الواعي يرفضهم .. ويرفض عمالتهم ، وتآمرهم علي مصر ..
إن الهدف من مسخرة ” الدستور أولا ” هو وضع دستور علي مزاج شنودة عن طريق تلميذه يحيي الجمل .. ومحاصرة الإسلام والمسلمين .. ووضع نصوص تمنع الإسلاميين من العمل السياسي ، وإقرار مواد تطلق يد الكنيسة في شئون مصر .. واعتبار اللواط حرية شخصية يكفلها القانون والدستور .. هذا هو ما يهدفون إليه من ” الدستور أولا ” .. لأنهم يعلمون أن أية حكومة إسلامية لن تلتفت لهرتلتهم .. ولذلك فإنهم يعمدون لتأليب المجلس العسكري ضد الإسلاميين ليؤيدهم ، ويمنحهم صك ” الدستور أولا ” ..
و بمشيئة الله سيُغلب صبيان ساويرس ولن تقوم دولة لوثنهم شنودة ..h,gh] hghthun
المفضلات