-مسجد الفتح معاك يا اسطي..
هكذا خاطبت سائق المشروع فى صباح يوم الجمعة الماضى وانا فى طريقى الى وقفة الزلزال لنصره الاخت كامليا شحاته زاخر..هم السائق ان يركن على جنب لكن حانت منه التفاته الى تلك الحشود المدججة بالسلاح والواقفة على الجانب الآخر من الطريق..ثم قال:
-الصلاة على النبي .. ألعب يامعلم .. دى الحكومة كلها هنا ياجدعان..وفى حركة مباغتة أدار عجلة القيادة واستمر فى الطريق...
- يا أسطى أنت رايح فين؟؟..أنا عايز أنزل هنا
- وانا مش عايز اموت هنا يافندي..أنت مش شايف المنظر ( ركن على بعد مئات الأمتار من عربات الأمن المركزى،فنزلت وانا اصرخ فيه .. والله المسلمين يستاهلوا اكتر من كده .. ده الاخوات اللي شنوده خاطفهم ارجل منكم
فانطلق بالسيارة امريكانى فى حركة استعراضية وهو يهتف بتهكم:خلنالك انت الرجولة يا أبو الرجالة..
مشيت فى ثقة ناحية المسجد عابر الحواجز الأمنية وصفوف الجنود وفجأة .. -كابتن كابتن..خد تعالى..
يانهار أسود ده ظابط بينادي علي شعرت بريقى نشف وضربات قلبي تتسارع وركبي بتخبط فى بعضها..يارب اعمل ايه دلوقتى..ارجع تاني ولا اطنش ولا اطلع اجري ولا اعمل ايه بالظبط ؟؟
رأيته يقترب منى حتى وصل الى..تفحصني من فوق لتحت .. وعندما أطمئن أني أخلو من أي حقائب او منشورات قال: ورينى الجرنال اللي فى ايدك ده ..
(ايوه..انا عارف..هى بتبدأ كده .. ورينى الجرنال .. وبعدين الساعة..وبعدين الجاكيت .. وهلم جرة )..وبعدين انا لو اديته الجرنان هيحس ان اننا ممكن أفرط في حقي بسهولة..
تملكت اعصابي واجبت فى رباطة جأش ليس لها علاقة بما يجيش بداخلى:
-معلش انا اسف اصلى لسة مكملتوس..أنهيت الجملة وتخيلت أن يلطشني بالقلم ويقول لي نعم يا بن....بقولك هات الجرنال
-لكن العجيب إنه معملش كده وفي ضيق اجاب:انا هشوف العناوين بس ( اعطيته الجرنان فى تردد وانا ادعو الله ان لايستفزه اي عنوان من العناوين فلقد كان الجرنان هو الدستور .. وانتم عارفين بقى جرنان الدستور..مابتتوصاش
.. ولكنة من وسط كل العناوين اللى فى الجرنان بدأ بهذا العنوان ...
-"نشطاء من غرفة الشيخ الراجي ينظمون وقفه احتجاجيه لعزل شنوده و تفتيش الاديره"
وصل بالقرأة حتى كلمة "امام الاندلس" ثم توقف واخذ يردد .. لا حول ولا قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله .. استغفر الله العظيم .. استغفر الله العظيم .. وزميله يسأله: خير فى ايه متكمل؟؟ وهو بيقول مش قادر..مش قادر انطقها .. لسانى مش مطاوعنى
وانا بينى وبين نفسى بقول ( الله يخرب بيتك يا إأبراهيم ياعيسى على بيت الدستور فى ساعة واحده .. يعنى انت تعمل فيها ابو الرجالة واحنا نتعلق ..) ولكننى فوجئت به يطبق الجرنان وهو يقول خد يا بنى احنا مش ناقصين مصايب
-حمدت الله انه نظر للامر بزاوية الحرص على نفسه ولم يأخذ الامر بمحمل شخصي ويخلص منى تار الداخلية مع ابراهيم عيسى
وصلت الى المسجد واخذت اقرأ سورة الكهف حتى تحين الصلاة لكن فجأة سمعنا زعيق من بره..
هرولت للخارج فوجدت مجموعة من المصلين من الشباب يحيطون بظابط ومخبر..اقصرهما يتعدى المترين ويحاولون الفتك بهما لمحاولتهما القبض على احد الشباب الذى كان يحمل بعض الاوراق و اللاقتات
كان المخبر يحضن البيان فى حرص عجيب .. وكأنه يحضن احد اولاده .. بينما اكثر من عشرين شاب يتعلقون به فى محاولة لاخذ البيان منه .. وجدت الفرصة سانحة لاخراج عقدة القهر التى بداخلي والثأر من اللي اتعمل فيه اول يوم العيد في وقفة مسجد عمرو بن العاص
ونزلت بكامل قوتى على المخبر بالبوكسات لكن كان من الواضح ان يدى الصغيرة لاتؤثر فى هذة الكتلة البشرية الا كما تؤثر يد مدلك مساج فى ساونة نادي سموحة .. لكن على الاقل حسيت بالفخر .. لاننى ولاول مرة فى التاريخ ..ادخل موسوعة جينز ريكورد .. باعتباري ..اول مواطن يضرب مخبر فى التاريخ المصري ..
نجح الشباب فى استخلاص البيان من بين براثن الاسد .. قصدى المخبر بينما الظابط واقف ينفخ من الغيظ ..فسوقت فيها ورحت اصرخ فى وشه بمنتهى القوة ..انتوا مش عايزين تجيبوها البر يا عمو.. على الله تمسكوا حد تانى وشوف احنا هنعمل فيكو ايه
انسحب الظابط من المعركة كسيرا وانا تركته واخذت امشى فى تبختر والزهو يملأنى وكأنى فتحت عكا أو حررت القدس .. وظل هذا الشعور يملأنى حتى رجعت البيت وحكيت لهم تلك المغامرة الجريئة مضاف اليها بعض التحابيش لزوم النخع لكن هذ الشعور من الزهو تلاشى وتبدل بخوف مفزع عندما سألتنى جدتي قائلة
- طب هنعمل ايه بقى يا مدهول لو قابلت الظابط ده ولا المخبر فى الشارع وانته لوحدك .. تفتكر هيعملوا فيك ايه؟؟
- أطرقت بذهنى للحظات..ثم اجبت اكيد هيعملوا فيه زي اللي اتعمل فيه في العيد
المصدر: منقولugn pkf dhhs'n
المفضلات