إن التوكل على الله فى الإسلام مرتبط إرتباط وثيق "بالأخذ بالأسباب"، أى بإعمال العقل و الخبرة و التجارب قبل القدوم على أى خطوة، أو بالقيام بكل الواجبات المطلوبة ثم التوكل على الله تعالى. و من يعتمد على الله فقط دون الأخذ بالأسباب يأثم، كأن تأخذ قرارا فى عملك دون دراسته أو تحليله و تقول "توكلت على الله"، هذا الفعل آثم و خطأ فى الإسلام.
قال ابن كثير - رحمه الله - :
فالسعي في السبب لا ينافي التوكل - وذكر حديث ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله ... ) - ، فأثبت لها رواحاً ، وغدوّاً ، لطلب الرزق ، مع توكلها على الله عز وجل ، وهو المسَخِّر ، المسيِّر ، المسبِّب .
" تفسير ابن كثير " ( 8 / 179 ) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - :
التوكل يجمع شيئين : أحدهما : الاعتماد على الله ، والإيمان بأنه مسبب الأسباب ، وأن قدره نافذ ، وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى .
الثاني : تعاطي الأسباب ؛ فليس من التوكل تعطيل الأسباب ، بل التوكل يجمع بين الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله ، ومن عطلها فقد خالف الشرع والعقل .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 4 / 427 ) .
التوكل على الله فى المسيحية
أما فى المسيحية فالموضوع مختلف تماما، فمفهوم التوكل على الله يعنى "إلغاء عقلك" و تفكيرك المنطقى:
يقول الكتاب المقدس:
5 توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.
الأمثال - الإصحاح الثالث - السفر الخامس
السفر واضح جدا: التوكل على الله يستلزم إلغاء العقل و الفهم والحسابات المنطقية بالكامل و الإعتماد على مجد الرب فقط.
و هذا ما تؤكده تفاسير الكتاب المقدس حيث يقول الأب أنطونيوس فكرى معلقا على هذا السفر:
توكل على الرب= أي آمن وثق واحتمي بالله في إتكال كامل عليه، آمن وثق بأن الله قادر وقدير، قادر أن يفعل ما يريد وآمن بأنه حكيم سيصنع الصالح وأنه صالح سيصنع الخير لمن يحبه ويخدمه ويطيعه، بل آمن أن الله منبع كل خير وصلاح. بكل قلبك= أي لا يكن لك ثقة في غيره. وعلى فهمك لا تعتمد= من يثق في الله ينجح ومن يثق في نفسه يفشل (أم26:28)
و كما يتضح لم يذكر الأب أنطونيوس فكرى أى شىء عن إعمال العقل أو المنطق بما لا يتعارض مع وصايا الرب فى اتخاذ القرارات، انما كل كلامه على التسليم الكامل للرب فقط.
و للتأكيد على هذا أنقل لكم ما تقوله أحد الكتب المسيحية حول هذا الموضوع:
اتكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد
حكى ان القديس مقاريوس السكندرى ذهب ف طريق طويل ليزور بعض الاباء وفى اثناء سيره خشى ان يضل الطريق عند عودته فجعل يغرس اعوادا من الجريد على مسافات متباعده حتى ان ضل الطريق اهتدى بتلك الاعواد وف اليوم الاول لمسيره تعب عند الغروب فنام واذا بالشيطان على سبيل السخريه يجمع له اعواد البريد على شكل حزمه ووضعها له تحت راسه وهو نائم مثل الوساده فلما اسنيقظ القديس من نومه وراى تلك الحزمه اضطرب وتتضايق واذ بصوت من السماء يقول له اذا كنت تؤمن بالذى قاد الشعب ف البريه اربعين عاما فثق انه يرشدك فى هذا الطريق القصير ..
..حقا يقول الكتاب ..وعلى فهمك لا تعتمد كم من مره اعتمدت فيها على حكمتك وحدها فجاءت النتائج مخيبه للامال ؟ كم من مره اتخذت فيها قراراتك بمعزل عن الله فعدت من الغنيمه بالفشل؟ التسليم هو ان تكون محمولا على مشيئه الله وان تثق فيه مثل الطفل البرىء بين يدى امه لا يبالى بالمخاطر ولا يحتسب لاى طارىء غير هياب لايه قوه فيكفيه انه مع امه فله فى ذلك شعور عميق بالسلام
منقول من كتاب حياه التسليم (راهب من دير البراموس)
تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 772 في 682 وحجم الصورة 366 كيلو بايت
إذن فالموضوع واضح جدا و هو التوكل على الله يعنى إلغاء العقل تماما و عدم الأخذ بالأسباب. و أتحدى أى مسيحى ينفذ تلك التعاليم و يمشى فى الصحراء التى لا يعرفها دون أن يستخدم أى دليل و ينتظر معجزات رب المجد يسوع لتعرفه الطريق الصحيح.
فكما يقول الكتاب أن مفهوم التوكل على الله فى الكتاب المقدس هو أن تلغى نعمة العقل و تصبح كالطفل الأبله.
و عجبى.lti,l "hgj,;g ugn hggi" fdk hgYsghl , hglsdpdm !!
المفضلات