معظم اسفار الكتاب المقدس لا يعلم النصارى متى كتبت ومن هو كاتبها ، وإليكم الأمثلة على ذلك : اسم السفر
الكاتب
سفر يونان
غير معروف أخبار الأيام الأول المؤلف مجهول، ولكن ربما جمعه وحرره عزرا. أخبار الأيام الثاني المؤلف مجهول، ولكن ربما جمعه وحرره عزرا. خاتمة سفر يشوع غير معروف
القضاة
غير معروف ( ربما كتبه صموئيل )
صموئيل الأول
غير معروف ( ربما كتبه صموئيل )
صموئيل الثاني
غير معروف
سفر الملوك الأول غير معروف سفر الملوك الثاني غير معروف سفر أستير غير معروف سفر أيوب يحتمل أن يكون أيوب ، ويرى البعض أنه موسى أو سليمان أو أليهو المزامير كتب داود 37 مزموراً ، وكتب آساف 12 مزموراً ، وأبناء قورح 9 مزامير ، وكتب سليمان مزمورين ، وهناك 51 مزموراً لا يعرف كاتبها . سفر راعوث غير معروف سفر أشعياء ينسب معظمه إلى أشعيا، ولكن بعضه من المحتمل كتبه آخرون. سفر حبقوق لا يعرف شيء عن مكان أو زمان ولادته. سفر الأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد المؤلف مجهول، ولكنها عادة تنسب إلى سليمان سفر عزرا من المحتمل أن عزرا كتبه أو حرره. هذا ولا يعلم النصارى متى تمت كتابة هذه الاسفار بالتحديد ( التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ) .
فنحن لسنا بصدد القبض على من قام أو قاموا بالتحريف ، و لا يهمنا معرفة زمان أو مكان وقوع التحريف ، بالضبط كما هم لا يعرفون من هو الذي قام بكتابة هذه الأسفار ، ومتى تمت الكتابة بالتحديد .
ولكن ما هو الشيء المهم في هذا الصدد ؟
ان الشيء المهم في هذا الصدد هو بيان وقوع التحريف والعثور على أمثلة توضح بما لا يدع مجالاً للشك وقوع هذا التحريف ، وهذا هو ما أثبته الباحثين المنصفين الذين درسوا الكتاب المقدس ووجدوا فيه ما وجدوا من أمور تجافي وحي السماء ، وأخطاء و تناقضات لا تقع إلا في كلام البشر.
أي توراة منها كلمة الله ؟
ان اليهود والنصارى بين أيديهم ثلاث نسخ مشهورة من التوراة ، وهي التي تتفرع عنها جميع النسخ والترجمات الأخرى وهي :
1 _ النسخة العبرية : وهي المقبولة والمعتبرة لدى اليهود وجمهور علماء البروتستانت وهي مأخوذة من النسخة الماسورية وما ترجم عنها .
2 _ النسخة اليونانية : وهي المعتبرة عند النصارى الكاثوليك ، والارثوذكس وهي التي تسمى السبعينية وما ترجم عنها .
3 _ النسخة السامرية : وهي المعتبرة والمقبولة لدى السامريين من اليهود .
وإذا عقدنا مقارنة بين النسخ الثلاث ، وجدنا بينها تبايناً شديداً فيه دلالة واضحة على التحريف ، ومن الامثلة على ذلك :
أولاً : الاختلاف في عدد الأسفار :
بين النسخ الثلاث اختلاف كبير في عدد الأسفار وذلك أن النسخة العبرية عدد أسفارها تسعة وثلاثين سفراً وما عدا ذلك لا يعتبرونه مقدساً .
أما النسخة اليونانية : فهي تزيد سبعة أسفار عن النسخة العبرية ويعتبرها الكاثوليك والارثوذكس قانونية ومقدسة . أما النسخة السامرية : فلا تضم إلا أسفار موسى الخمسة فقط وقد يضمون إليها سفر يوشع فقط وما عداه فلا يعترفون به ولا يعدونه مقدساً .
فهذا الاختلاف الهائل بين النسخ لكتاب واحد والكل يزعم أنه موحى به من عند الله ، ويدعى أن كتابه هو الكتاب الحق وما عداه باطل ، ففي ذلك دليل على التحريف من قبل المتقدمين ، وأن المتأخرين استلموا ما وصل إليهم بدون نظر في ثبوته أو عدم ثبوته ، أو أن المتأخرين وصلتهم كتب عديدة ومتنوعة فأدخلوا ما رأوا أنه مناسب وذو دلالات مهمة ، وحذفوا ما رأوا عدم تناسبه مع ما يعتقدون ، أو يرون ، بدون أن يكون لهم دليل صحيح على إضافة ما أضافوا من الاسفار أو حذف ما حذفوا منها .
ثانياً : الاختلاف والتباين بين النسخ في المعلومات المدونة :
إذا قارنا بين النسخ الثلاث فيما اتفقت في ذكره من أخبار وقصص نجد بينها اختلافاً كبيراً ومن من الأمثلة على ذلك :
1- أن اليهود ذكروا تاريخ مواليد بني آدم إلي نوح عليه السلام ، ونصوا على عمر كل واحد منهم ، وكذلك عمره حين ولد له أول مولود ، وبعقد مقارنة بين ما ورد في النسخ الثلاث في أعمار من ذكروا حين ولد لهم أول مولود تتبين اختلافات واضحة ، فمن ذلك :
الاسم
النسخة العبرانية
النسخة السامرية
النسخة اليونانية
آدم
130
130
230
شيث
105
105
205
آنوش
90
90
190
قينان
70
70
170
يارد
162
62
262
متوشالح
187
67
187
لامك
182
53
188
الزمان من خلق آدم إلي الطوفان
1656
1307
2262
فهذه أمثلة تدل على تحريفهم وتبديلهم لكلام الله _ إن ثبت أن ما سبق هو من كلام الله المنزل _ حيث لا يمكن الجمع بين هذه الروايات المتناقضة .
2- اختلاف المدة من الطوفان إلى ولادة إبراهيم عليه السلام
- فى العبرية 292 سنة.
- فى اليونانية 1072 سنة.
- فى السامرية 942 سنة.
3- اختلاف المدة من خلق آدم إلى ميلاد عيسى عليه السلام
- فى العبرية 4004 سنة.
- فى اليونانية 5872 سنة.
- فى السامرية 4700 سنة.
4- اسم الجبل الذى أوصى موسى ببناء الهيكل عليه:
- فى العبرية: جبل عيبال وهو جبل للعن وهو أجرد يابس.
- فى السامرية: جبل جرزيم وهو جبل مناسب للبركة لكثرة مياهه.
- فى اليونانية: جبل عيبال هو جبل البركة ، وبنى عليه مذبح للرب (تثنية 26: 11)
5- الوصايا العشر:
- فى العبرية واليونانية: عشر وصايا.
- فى السامرية: احدى عشر.
6- أعداد بنى إسرائيل وأولاده عند دخولهم مصر:
- فى السامرية: 75
- فى اليونانية: 70
7- يوم القيامة:
- فى العبرية واليونانية لا يوجد ذكر لها.
- وفى السامرية صرَّحَ بها موسى عليه السلام.
ثالثاً : الاختلاف مع ما ذكروه في مواضع أخرى من كتابهم :
ذكر كاتب سفر التكوين أن سفينة نوح استقرت بعد الطوفان على جبال أراراط بعد سبعة أشهر وسبعة عشر يوماً ، ثم ذكر أن رؤوس الجبال بعد الطوفان لم تظهر إلا في أول الشهر العاشر .
وهذا نص سفر التكوين : (( واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط وكانت المياه تنقص نقصاً متوالياً إلي الشهر العاشر وفي العاشر في أول الشهر ظهرت رؤوس الجبال )) [تكوين 8 : 4 ]
ففي هذا تناقض ظاهر فكيف رست السفينة على الجبال بعد سبعة أشهر مع أن رؤوس الجبال لم تظهر إلا في أول الشهر العاشر ؟!
وطبقاً للموسوعة البريطانية فإن النص السامري يختلف عن النص اليوناني في الأسفار الخمسة بما يزيد على أربعة آلاف اختلاف ، ويختلف عن النص العبري القياسي بما يربو على ستة آلاف اختلاف .وسنذكر بعض هذه الاختلافات للتمثيل:
1 - مما زادت به السامرية وهو غير موجود في العبرية : (( كانت كل أيام سام ستمائة سنة ومات )) (التكوين 11:11)
2 - وأيضاً جاء في العبرانية : (( وقال قابيل لهابيل أخيه ، ولما صارا في الحقل قام قابيل )) (التكوين 4:8 ) ولم يذكر فيه مقال قابيل، وقد جاء النقص تاماً في السامرية، وفيه : (( قال نخرج إلى الحقل )) .
3 - ومما زادت به العبرانية عن السامرية الآيات العشر الأول في الاصحاح الثلاثين من سفر الخروج ، وقد بدأ الاصحاح الثلاثون في السامرية بالفقرة 11 .
4 - من زيادات السامرية على العبرانية ما وقع بين الفقرتين 10 - 11 من ( العدد 10 ) وفيه: (( قال الرب مخاطباً موسى : أنكم جلستم في هذا الجبل كثيراً ، فارجعوا ، وهلموا إلى جبل الأمورانيين وما يليه إلى العرباء ، وإلى أماكن الطور والأسفل قبالة التيمن وإلى شط البحر أرض الكنعانيين ولبنان وإلى النهر الأكبر نهر الفرات ، هوذا أعطيتكم فادخلوا ، ورثوا الأرض التي حلف الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أنه سيعطيكم إياها ، ولخلفكم من بعدكم )) ( العدد 10 :10 ) .
5 - ومثله ما وقع في (الخروج 11) بين الفقرتين 3 - 4 ، ولاتوجد في العبرانية وفيه : (( وقال موسى لفرعون : الرب يقول : إسرائيل ابني ، بل بكري ، فقلت لك : أطلق ابني ليعبدني ، وأنت أبيت أن تطلقه ، ها أنا سأقتل ابنك بكرك (الخروج 11:7) وفي العبرانية مثله في ( 9 :1 - 3) .
6 - ومنه الخلاف المشهور بين السامريين والعبريين في الجبل المقدس الذي أمر الله ببناء الهيكل فيه ، فالعبرانيون يقولون : جبل عيبال ، لقوله : (( تقيمون هذه الحجارة التي أنا أوصيكم بها اليوم في جبل عيبال )) ( التثنية 27:4) ، وفي السامرية أن الجبل جرزيم : (( تقيمون الحجارة هذه التي أنا موصيكم اليوم في جبل جرزيم)).
7 - وعند دراسة أعمار الآباء في الإصحاح الخامس من سفر التكوين حسب العبرانية يفهم منه أن طوفان نوح حصل بعد 1656 سنة من خلق آدم ، وتعتبره اليونانية قد حصل سنة 2262 ، والسامرية 1307 . فكيف يجمع بين النصوص الثلاثة ؟
8 - ثم حسب النص العبراني فإن ميلاد المسيح سنة 4004 من خلق آدم وهو في اليونانية سنة 5872 ، وفي السامرية 4700 .
ومثله الخلاف في مقدار الزمن بين الطوفان وولادة إبراهيم ، فإنه في العبرانية 292 سنة ، وهو في اليونانية 1072 سنة ، وفي السامرية 932 سنة .... وغير ذلك من الصور .
وأخيرا نقول : أي هذه كلمة الله ، وما الدليل الذي يقدم توراة العبرانيين (البروتستانت واليهود) على توراة السامريين أو على توراة الأرثوذكس والكاثوليك اليونانية. {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}
المفضلات