فى المستشفى

[ساجدة لله]

فى المستشفى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتحدث رجل ويقول:
حدثنى احد الفضلاء انه مر بغرفة فى المستشفى فاذا فيها مريض يصيح بأعلى صوته ويئن انين يقطع القلوب
فدخل عليه فاذا هو جسده مشلول كله وهو يحاول الالتفاف فلا يستطيع فسألت الممرض عن سبب صياحه فقال:هذا مصاب بشلل تام وتلف فى الامعاء وبعد كل وجبة غداء او عشاء يصيبه عسر هضم فقلت له لا تطعموه طعاما ثقيلا جنبوه اكل اللحم و الارز فقال الممرض اتدرى ماذا نطعمه والله لا ندخل الى بطنه الا الحليب من خلال الانابيب الموصلة بأنفه و كل هذه الآلام ليهضم الحليب
وحدثنى آخر انه مر بغرفة مريض مشلول ايضا (بعيدا عن القارئين)ي
لا يتحرك منه شىء ابدا فاذا المريض يصيح بالمارين فدخلت عليه فرأيت امامه لوح خشب عليه مصحف مفتوح وهذا المريض منذ ساعات كلما انتهى من قراءة الصفحتين اعادهما لانه لا يستطيع ان يتحرك ليقلب الصفحة ولم يجد احد يساعده فلما وقفت امامه قال لى لوسمحت اقلب الصفحة فقلبتها فتهلل وجهه ثم وجه نظره الى المصحف واخذ يقرأ فأنفجرت باكيا بين يديه متعجبا من حرصه وغفلتنا
وحدثنى ثالث انه دخل على رجل مقعد مشلول تماما فى احد المستشفيات لا يتحرك الا رأسه فلما رأى حاله رأف به وقال ماذا تتمنى
فقال المريض:انا عمرى قرابة الاربعين وعندى خمسة اولاد وعلى هذا السرير منذ سبع سنين لا اتمنى ان امشى ولا ان ارى اولادى ولا ان اعيش مثل الناس لكننى اتمنى انى استطيع ان الصق هذه الجبهة على الارض ذلة لرب العالمين واسجد كما يسجد الناس
واخبرنى احد الاطباء نه دخل فى غرفة الانعاش على مريض فاذا شيخ كبير على سرير ابيض وجهه يتلألأ نورا قال صاحبى جلست اقرأ ملفه فاذا هو قد اجريت له عملية فى القلب اصابه نزيف خلالها مما ادى الى توقف الدم عن بعض مناطق الدماغ فأصيب بغيبوبة تامة واذا الاجهزة موصلة به وقد وضع على فمه جهاز للتنفس الصناعى يدفع الى رئتيه تسعة انفاس فى الدقيقة كان بجانبه احد اولاده سألته عنه فأخبرنى ان اباه مؤذن فى احد المساجد منذ سنين اخذت انظر اليه حركت يده حركت عينه كلمته لا يدرى عن شىء ابدا كانت حالته خطيرة اقترب ولده من اذنه وصار يكلمه وهو لا يعقل شىء فبدأ الولد يقول يا ابى امى بخير واخوانى بخير وخالى رجع من السفر واستمر الولد يتكلم و الامر على ما هو عليه وفجأة قال الولد والمسجد مشتاق اليك ولا احد يؤذن فيه الا فلان ويخطىء فى الاذان ومكانك فى المسجد فارغ فلما ذكر المسجد والاذان اضطرب صدر الشيخ وبدأ يتنفس فنظرت الى الجهاز فاذا هو يشير الى ثمانية عشر نفس فى الدقيقة والولد لا يدرى ثم قال الولد وابن عمى تزوج واخى تخرج فهدأ الشيخ مرة اخرى وعادت الانفاس تسعة يدفعها الجهاز الآلى فلما رأيت ذلك اقبلت اليه حتى وقفت عند رأسه حركت يده عينه هززته لا شىء كل شىء ساكن لا يتجاوب معى ابدا تعجبت
قربت فمى من اذنه ثم قلت الله اكبرررر... حى على الصلاة...حى على الفلاح...
وانا استرق النظر الى جهاز التنفس فاذا به يشير الى ثان عشرة نفس فى الدقيقة فلله درهم من مرضى بل والله نحن المرضى نعم

37 رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ

38 لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
سورة النور

هذا حال اولئك لمرضى
فأنت يا سليم من الامراض و الاسقام يا معافى من الادواء و الاورام ..
يا من تتقلب فى النعم..ولا تخشى النقم..
ماذا فعل الله بك فتقابله بالعصيان ..بأى شىء آذاك..اليست عليك نعمه تترى وافضاله عليك لا تحصى ؟؟
أما تخاف ان تقف بين يدى الله غدا ..
فيقول لك يا عبدى الم اصح لك فى بدنك و اوسع عليك رزقك واسلم لك سمعك وبصرك فتقول بلى فيسألك الجبار:
فلم عصيتنى بنعمى وتعرضت لغضبى ونقمى
فعندها تنشر فى الملأ عيوبك و تعرض عليك ذنوبك فتبا للذنوب ما اشد شؤمها واعظم خطرها وهل اخرج ابانا من الجنة الا ذنب من الذنوب وهل اغرق قوم نوح الا الذنوب وهل اهلك عاد وثمود الا الذنوب وهل قلب على قوم لوط ديارهم وعجل لقوم شعيب عذابهم و امطرعلى ابرهه حجارة من سجيل وانزل بفرعون العذاب الوبيل
....الا المعاصى والذنوب....

---

tn hglsjatn

[ساجدة لله]

------------------------

[أمة الخالق]

---------