قال ابن القيم-رحمه الله تعالى-: " التوبة هي حقيقة دين الإسلام, والدين كله داخل في مسمَّى التوبة، وبهذا استحق التائب أن يكون حبيب الله, فإن الله يحب التوَّابين ويحب المتطهِّرين, وإنما يحب الله من فعل ما أمر به, وترك ما نهى عنه. فإذًا التوبة هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا إلى ما يحبه ظاهرًا وباطنًا, ويدخل في مسمَّاها الإسلام والإيمان والإحسان، وتتناول جميع المقامات, ولهذا كانت غاية كل مؤمن, وبداية الأمر وخاتمته, وهي الغاية التي وُجِد لأجلها الخلق, والأمر بالتوحيد جزء منها, بل هو جزؤها الأعظم الذي عليه بناؤها.
وأكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها، فضلًا عن القيام بها علمًا وعملًا وحالًا. ولم يجعل الله تعالى محبته للتوَّابين إلا وهم خواصُّ الخلق لديه، ولولا أن التوبة اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان لم يكن الربُّ تعالى يفرح بتوبة عبده ذلك الفرح العظيم. فجميع ما يتكلم فيه الناس من المقامات والأحوال هو تفاصيلها وآثارها ".
المرجع: موسوعةنضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم -
إعدادمجموعة من المختصين بإشراف :
صالح بن عبد اللهبنحميد
عبد الرحمن بن محمدبنعبد الرحمن بنملُّوح
الجزء: 4 / ص: 1272
al,g hgj,fm g;g lvhjf hg]dk
المفضلات