نعم فقد أن الأوان أن نحى المجاهد البطل كمال أتاتورك ...
ففى الوقت الذى كان السوس ينخر فى الخلافة العثمانية و الشرك يدب فيها و الرجل العحوز المريض الذى هو الدولة العثمانية يوشك على الوفاة كانت هناك عدة عوائق أمام التحالف الصهيوصليبى تجاه اسقاط هذه الخلافة تماما و طرح الدولة العثمانية أرضا و الإجهاز على ما تبقى من دولة الإسلام أو خلافة الإسلام بصرف النظر كما ذكرنا عن الشركيات التى تدب فى هذه الدولة و الطوام
و من ضمن هذه العوائق السلطان الشجاع عبد الحميد بصرف النظر عن المأخذ العقائدية عليه و لكن الرجل كان حائلا أمام مخططات الصهيوصلبيين لإقامة دولة اليهود و الإجهاز على دولة الخلافة
و من ضمن العوائق أيضا ما تبقى من أهل الحق من علماء المسلمين الذين كانوا يدعون إلى حرب هؤلاء الكفار و منع إستيطان اليهود فى فلسطين
و من ضمن هذه العوائق ما تبقى من عوام المسلمين ممن ما زالوا يرون الإلتزام بالإسلام و بشريعته و ما تبقى منه من أحكام فى ظل الدولة العثمانية
فى هذا الوقت برز كمال أتاتورك ضابط فى الجيش العثمانى يحمل صفات معينة تجعله رجل العصر أو رجل الساعة البديل لمن ذكرنا بأعلى
و بدون مقدمات أقام الصهيوصلبيين معركة على حدود اليونان و كان كمال أتاتورك بطلها و هزمت قوات التحالف الصهيوصليبى و دحرت أمام قوت كمال أتاتورك المجاهد البطل الشجاع
و كان ذلك كما ذكرت فى وقت تمر به الخلافة العثمانية فى أسوء أحوالها و حال المسلمين عامة و بلادهم فى منتهى السوء
و تلى ذلك أن ظهر كمال أتاتورك فى المساجد كثيرا يصلى فى وسط الناس و يخطب فيهم تارة
و يقيم شعائر الله ما يوجب على المسلم إظهاره
و نقلت الصحف و الإعلاميات أخبار المجاهد الزاهد الورع كمال أتاتورك و نقلت أخبار صلاته و شجاعته فى الحروب من قبل و خطبة الرنانة و حبة للدين تارة و رغبته فى التجديد تارة
حينئذ أيقن عن جهل و ضعف و إنهزام كثير من عوام المسلمين أن الحل و الخروج من التخلف العلمى و الدينى و التسليحى الذى تمر به دولة الخلافة العثمانية بل و التقنى هو البطل
المجاهد الشيح المجدد الوسطى كمال أتاتورك
و أصبح كل من يرمى البطل كمال أتاتورك لا يخرج من ثلاثة أصناف إما رجل عميل لا يريد للأمة التقدم أو رجل يحمل فكر تكفيرى متنطع من أهل الغلو و على أحسن الأحوال رجلا لا يعرف فقه الواقع و متى يسكت و متى يتكلم
فكمال أتاتورك كان يلقى قبولا عند الناس فقد كان رجلا يسرا سهلا ليس من أهل التنطع و الغلو و التكفير فهو يتكلم بأسم التقدم و الوطنية و العلمانية و التألف و الإنسانية و الإخوة و من الممكن أن يتكلم بأسم الإسلام أحيانا فهو عنده حل يرضى جميع الأطراف إلى حين و إلى أن يأتى هذا الوقت فهو رجل تكنوقراطى
خاصة مع رؤيتهم للتقدم العلمى الغربى الهائل الذى يرونه و يسمعون به يوما بعد يوم غير ما يرونه من الصرعات و الموضات الأخرى و التغير الجذرى الذى يمر به العالم من سلوك و تعاليم دينية و هم فيما يرونه عن جهل فى تخلف و أفكار بالية دينية و تقاليد و غيرها
و سرعان ما ألتف الكثير حول كمال أتاتورك من أهل النفاق غير يهود الدونمة و جماعة الترقى قبلها و الصليبيين و غيرهم فأستطاعت كل هذه العوامل و تلك القوى أن ترفع كمال أتاتورك البطل الشيخ المجاهد فوق أكتاف الجماهير عاليا و اسقط تحته السلطان عبد الحميد سلطان الخلافة العثمانية و إنتهت أخر بقايا الخلافة الإسلامية و أسس كمال أتاتورك الدولة الحديثة العصرية رغم أنف العلماء و أهل التنطع و الغلو و التكفير و من لا يفقهون فقه الواقع و متى السكوت و متى يكون التكلم فقد فات وقت التكلم على أية حال و لم يعد له داعيا و منعت الصلاة و اللغة العربية و النقاب الذى كان زى النساء وقتها و منع تدريس الدين الإسلامى و حارب العلماء و قضى على ما تبقى من مظاهر الإسلام و جعل الأذان بالتركية و جعل لغة البلد هى التركية أيضا بدلا من العربية و أرضخ تركيا بعد أن تنازل عن أراضى الأمبراطورية العثمانية للشرعية الدولية و المواثيق الصهيوصليبية و تعاهد معهم و عاش معهم فى سلام دائم بعد أن نحى شرع الله جانبا و حارب المجاهدين و فكك الترسانة العسكرية للخلافة العثمانية و أرتمى فى أحضان الكافرين و والاهم مقيما دولته المدنية العلمانية المسالمة بعيدا عن التطرف و الغلو و التنطع محافظا على حقوق دول الجوار فى العيش و حدودهم محافظا على شريعة إخوته من النصارى و اليهود و مقدساتهم ملما بفقه الواقع و الأولويات
أخيرا و قبل أن أنهى مقالى هذا أحب أن أذكركم بأن المجاهد الشيخ الزاهد المصلى كمال أتاتورك هو مؤسس العلمانية فى تركيا و العالم
فكم من كمال أتاتاورك بيننا يا من لم تسضيئوا بنور العلم و تسيرون خلف كل ناعق و زاعق !!!
منقووووولjpdm ggl[hi] hgado hgf'g ;lhg Hjhj,v;!!!
المفضلات