كما يعلم الناس فان الإسلام هو إتباع القرآن و السنة لقوله تعالى* أطيعوا الله و أطيعوا الرسول* فأما بالنسبة للقرآن فقد تكفل الله بحفظه لقوله تعالى * إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون * و أما بالنسبة للسنة فقد أوكل حفظها للناس إلا أنها قد دخلها ما ليس منها من أكاذيب و يظهر هذا بجلاء في وجود أحاديث موضوعة و أخرى ضعيفة و هذا يعني أنه كان هناك من يريد الكيد بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قصد, كما كان هناك من أخطأ عن غير قصد كوجود أحاديث لا يمكن أن يقبلها بشر محسوبة على أنها صحيحة كحديث الذبابة و حديث شرب بول البعير و إرضاع الكبير و أحاديث أحداث النهاية التي تتحدث عن الخيول و السيوف و أمثلة هاته الأحاديث كثيرة , فبالنسبة للذبابة فالميكروبات توجد في أرجلها التي تقف عليها على الفضلات و لا دخل للجناحين في القضية , و لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار أن البخاري أو مسلم أو غيرهما معصومين عن الخطأ.
و الحل هو أن نجعل الرواية عبارة عن شهادة, و الشهادة في الإسلام خمسة أنواع
أولا شهادة الشاهد من أهل امرأة العزيز في سورة يوسف* قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها أن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبينوانكان قميصه قدمن دبر فكذبت وهو من الصادقين*
و قياسا على هاته الآية يجب أن تكون الرواية مطابقة لشيء جزمي كأن تكون الرواية مطابقة للواقع أو للقرآن
ثانيا شهادة الوصية و هي الأهم* يا أيها الذين امنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن انتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين*
و قياسا على هاته الآية يجب أن يكون هناك شاهدين أي سندين مختلفين من الأول إلى الآخر أي صاحب الكتاب فقد يخترع أحدهم سندا آخر لرواية يريد أن يثبتها لهذا يجب أن يكون هناك سندين مختلفين لنفس الفكرية الأساسية للحديث
ثالثا شهادة الدين *يا أيها الذين امنوا إذا تداينتم بدين إلى اجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب إن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فان كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء*
هاته الآية تضيف على السابقة أنه لا يقبل سند فيه امرأة إلا إذا كان هناك سند آخر فيه امرأة و سند آخر فيه رجل
شهادتي الزنا و الفاحشة * والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعه شهداء فاجلدوهم ثمانين جلده ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون* * واللاتي ياتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعه منكم فان شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا*
قياسا على هاتين الآيتين ففي الأمور الخطيرة التي تقاس بالزنا يجب أن نستشهد أربعة هاته الأمور كالتحليل و التحريم أو القضاء يجب أن نتوفر على أربع أسانيد مختلفة لنفس الفكرة الأساسية للحديث
و أما الذين يقولون بحجية أحاديث الآحاد فيأتون بهذه الآية* يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين*
يعني إن لم يكن الراوي فاسقا فيمكن أن نأخذ حديثه لكن الآية تتحدث عن الأنباء التي دون الزنا و الوصية و الدين فإذا جاء رجل ليس بفاسق بنبأ زنا و ليس معه ثلاث شهداء آخرين يجلد ثمانين جلدة و لا تقبل شهادته أبدا يعني أن في الأمور الخطيرة لا تقبل أقوال الآحاد و إن كانوا عدول و كذلك السنة النبوية و السيرة النبوية فهي أمر خطيرة لا يجب الأخذ فيه بأقوال الآحاد, و ما دون ذلك يمكن الأخذ فيه بأقوال الآحاد أي سير الخلفاء الراشدين و ما إلى ذلك .
أما بالنسبة للصلاة فقد وصلت إلينا تواترا في المساجد و قد حافظ على هذا العمل ليس فقط أربع أشخاص مختلفون بل حشد كبير من الناس و كذلك الحج و الصوم من آذان الفجر إلى آذان المغرب
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقه لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
نرجو آراءكم في الموضوع و جزاكم الله خيراu]l p[dm ofv hgHph]
المفضلات