النفاق هدم من الداخل
--------------------------------------------------------------------------------
أخوتي الكرام الناس في الحياة على أصناف ثلاثة
إما مؤمن...... و إما كافر .......وإما منافق
فأما الكافر فهو معلن بكفره و عداوته و نحن نعرفه فنحذره
وأما المنافق فخطره على الأمة عظيم
فهو يتظاهر أمامك بالإيمان ، ولكنه يبطن الشر والكفر ، وقد تظنه مؤمنا ، فتطلعه على أسرارك ،
فيتخذها سلاحا لطعن الدين إذ يقوم بعمليات الهدم الشنيع من الداخل، بينما صاحبه آمن لا تراقبه العيون ولا تحسب حسابًا لمكره ومكايده،
إذ يتسمى بأسماء المسلمين ويظهر بمظاهرهم ويتكلم بألسنتهم
فعداوة المنافقين للإسلام وأهله هي أشد ضرراً وأكثر خطراً على الإسلام والمسلمين من الكفار الواضحين.
ذلك لأنهم الأعداء ولكن في صورة أصدقاء، ولقد حذر الله نبيه من المنافقين وأمره بأن يحذر منهم وبين له حقيقتهم ........
فقال له﴿هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [المنفقون:4]
و المنافق لا يهدم في الأمة فقط و لكنه يهدم نفسه من الداخل
فمثله كمثل بيت جميل و رائع من الخارج و هو من الداخل مليء بالسوس الذي ينخر فيه
فتراه مع أي هزة أو ضربة يتهدم كليا
وإذا نظرت إلى النفاق نظرة فاحصة لوجدته طبخة شيطانية مركبة من جبن شديد،
وطمع بالمنافع الدنيوية العاجلة، وجحود للحق، وكذب.. ولك أن تتخيل ما ينتج عن خليط كهذا!!
تعريف النفاق
النفاق هو ضرب من الكذب والخداع والمكر والغش والرياء، وفيه يظهر المرء خلاف ما يبطن،
أي إظهار المرء خلافاً لما هو عليه في داخله، فهو يكتم أو يخفي شيئاً ويُظهر شيئاً آخر، فينطوي موقفه على شيء من النفاق،
بواعث النفاق
قال ابن القيم: "الحامل لهم على النفاق طلب العزّ والجاه بين الطائفتين، فيرضوا المؤمنين ليعزّوهم،
ويرضوا الكفار ليعزّوهم أيضا. ومن ها هنا دخل عليهم البلاء؛ فإنهم أرادوا العزّتين من الطائفتين، ولم يكن لهم غرض
في الإيمان والإسلام ولا طاعة الله ورسوله، بل كان ميلهم وصَغْوهم ووجهتهم إلى الكفار، فقوبلوا على ذلك بأعظم الذّل
وهو أن جعلَ مستقرّهم في أسفل السافلين تحت الكفار"
.
كما قال الله عزو جل ((مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)) التوبة143
. أقسام النفاق:
ذكر كثير من أهل العلم أن النفاق قسمان:
النفاق الاعتقادي:
ويسميه بعضهم: النفاق الأكبر، وبينه الحافظ ابن رجب رحمه الله بأن:يُظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كلَّه أو بعضه. وهو المخرج من الملة، وينعقد قلب صاحبه على الكفر والبغض للإسلام،
قال: وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم،
وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار ، قال الله تعالى:
(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا).(النساء:145).
النفاق العملي :
وهو اختلاف السر والعلانية في الواجبات، ويرتبط ببعض الأعمال التي يظهر فيها ما لا يبطن مع صحة
إسلامه وسلامة معتقده، وإذن فهو نفاق لا يخرج من الملة
وأبرز خصاله: الكذب في الحديث، والخلف في الوعد، وخيانة الأمانة، والفجر في الخصومة
كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا".
صفات المنافقين :
إن للمنافقين صفات كثيرة نشير إليها مجرد إشارات مختصرة، وإلا فإن التفصيل
يحتاج إلى مؤلفات تفضح ما هم عليه ومن هذه الصفات:
أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)[البقرة:8].
أنهم يخادعون المؤمنين: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)[البقرة:9].
3- يفسدون في الأرض بالقول والفعل: (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)[البقرة:12].
يحلفون كذبًا ليستروا جرائمهم: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[المنافقون:2].
تدبير المؤامرات ضد المسلمين أو المشاركة فيها، والتاريخ مليء بالحوادث التي تثبت تآمر المنافقين ضد أمة الإسلام،
بل واقعنا اليوم يشهد بهذا، فما أوقع كثيرًا من المجاهدين في قبضة الكافرين والأعداء إلا تآمر هؤلاء المنافقين في فلسطين،
في الشيشان، وغيرهما.
هكذا حال المنافقين، فهم حين لا يقبلون حكم الله ورسوله، ويفتضح نفاقهم، يأتون بأعذار كاذبة ملفقة،
ويحلفون الأيمان لتبرئة أنفسهم، ويقولون: إننا لم نرد مخالفة الرسول في أحكامه، وإنما أردنا التوفيق والمصالحة،
وأردنا الإحسان لكل من الفريقين المتخاصمين. ومن عجيب أمرهم في ذلك أنهم إذا وجدوا الحكم لصالحهم قبلوه، وإن يك عليهم يعرضوا عنه،
كما أخبر الله بذلك حيث قال: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ
وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ *
أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[النور:47-50].
10- ومن صفاتهم الخبيثة طعنهم في المؤمنين وتشكيكهم في نوايا الطائعين: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[التوبة:79].
فهم لا يعرفون الإخلاص، وما تحققت في قلوبهم العبودية لله، فظنوا أن المؤمنين كالمنافقين ،
لا يفعلون طاعة إلا لغرض دنيوي،
...يُتبعhgkthr i]l lk hg]hog >>>>
المفضلات