الحب وذكرياته في إعادته للمتزوجين في أيامهم الأولى من الزواج
بقايا الحب وذكريات الحياة الزوجية الجميلة، هل من الممكن ان تفلح فى اعادة الزوجين الى بعضهما حتى لوكان ذلك بعد فترة طويلة من الطلاق؟ الوقائع التاريخية والمشاهدات اليومية تقول ان عددا من الازواج عادوا الى بعضهم وتزوجوا من جديد بعد فترة طلاق دامت احيانا 11 عاما بل ان هناك زوجين عادا الى بعضهما بعد ان تزوج كلاهما من اخر وقد طلق كل منهما زوجه الجديد فى سبيل هذه العودة. علماء وخبراء علم الاجتماع والنفس يعتبرون هذه العودة هى الأمرالطبيعى وان الاستمرارفى الطلاق غالبا امرمستهجن ومستغرب من وجهة نظر العلم، لأنه قد ثبت ان الفترة الزوجية مهما كانت قصيرة تترك فى نفس كلا الزوجين قدراً هائلا من الحب والذكريات التى يعجز الزمن عن محوها مهما وقع للزوجين من احداث بعد عملية الطلاق مثل الوقوع فى غرام انسان آخر والزواج منه ونحو ذلك!
وهناك من الوقائع الكثيرة ما يؤكد هذا الكلام مثلما حدث فى القريب اللاحق بين استاذة التخدير و. م واستاذ العظام ح. م اللذين عادا الى الزواج من جديد مرة ثانية وكان كلاهما قد طلق الآخر، وعاش بمعزل عنه لمدة طويلة ولكن طفلتهما التى صارت الآن فى المرحلة الثانوية استطاعت ان تؤجج لهيب المشاعر والأحاسيس من جديد بين والديهما المطلقين، ويقبل ان يعود كل منهما الى الآخر.
وهكذا انهزم الطلاق حتى ولو بعد حين امام ماتبقى من ذكريات حلوة بين الزوجين.
أساليب عدة
وتتعدد الاساليب التى يتعامل بها المطلقون ويتصلون من خلالها مع بعضهم البعض بعد الطلاق كل حسب ظروفه ومكانته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بل والفترة الزمنية التى يعيشان خلالها ومدى متانة حبال الذكريات والمشاعر الحلوة التى تبقت لهما بعد هذا الطلاق من حياتهما الزوجية الاولي.
وان كانت صعوبة هذا الاتصال تزداد وعورة اذا ما تزوج اى من المطلقين بشخص آخر حيث يؤكد بعض علماء النفس ان ذكريات الآخر لدى كل من المطلقين لايمكن محوها من الذاكرة على مر الزمن خاصة اذا ما كانت هذه الذكريات ترتبط بأحداث ولحظات حلوة عاشها المطلقان مع بعضهما البعض عندما كانا زوجين ولكن لا احد منهما يجرؤ على الكلام اوالتعبير عنها اذا ما ارتبط بشخص آخر فى حياته لان ذلك من شأنه ان يهدم عش الزوجية الجديد رأسا على عقب. ولكن تتبقى فرصة التعبير لدى الرجل عن هذه الذكريات اقوى واكبر عنها لدى المرأة المطلقة وذلك بحكم العادات والتقاليد.
انصهار المشاكل الزوجية بالحب
وفى مجمل تعليقه على هذه الوقائع يقول الدكتورمراد كمال استاذ الصحة النفسية بالرباط :
هناك اشياء كثيرة تتبقى لدى الزوجين بعد الطلاق ابرزها الحب والذكريات الجميلة التى عاشاها معا خلال هذه التجربة بما فيها من انفعالات حادة ومتاعب.
فالطلاق احيانا كثيرة تفجره انفعالات حادة جداً لظروف قد تكون تافهة، ولذلك ينبغى على الازواج بمجرد احساسهم بهذه الانفعالات ان يخرجوا فى رحلات للترويج عن انفسهم حتى يتغير لديهم جو هذه الانفعالات فالابتعاد عن مسرح الانفعالات والتوتر ضرورى عند الاحساس بتفجر المشكلات الزوجية.
وعن اسباب حرص الزوجين على متابعة اخبار احدهما للآخر بعد الطلاق يقول الدكتور كمال لأن هذين الزوجين عاشا مع بعضهما شيئا من الوقت فتولدت بينهما اواصر العشرة الجميلة غالباً وخصوصاً اذا كان هذا الزواج هو الزواج او اللقاء الاول لكل منهما ولذلك فعندما تنقشع الغمة الخاصة بالانفعالات الحادة بإعلانهما الطلاق والانسحاب من حياة بعضهما البعض فيتخيل كلاهما انه كان على خطأ وأنه ماكان ينبغى ان يسمح للمشاكل بأن تتضخم بهذا الشكل الذى ادى الى هذا الطلاق وان هذه النهاية ماكان ليتمناها وبالتالى يبدأ كل من الزوجين بتذكر الايام الحلوة والمواقف الجميلة التى كانت تربطه بالآخر فيحاول ان يجعل هذا الارتباط ممتداً او يتصور كذلك فيبدأ بشكل تلقائى فى محاولة معرفة اخبار من كان شريكه فى هذه الذكريات وعادة مايرجو له الخير فى حياته وان كان يتمنى فى قرارة نفسه ان يكون هذا الخير على يديه كأن يعود الى زوجه مرة اخرى وفى هذه الحالة لايتمنى ان يأتى هذا الخير على يد زوج آخر او زوجة اخرى وإلا تحول هذا الحب الى غيرة وحسد وبغض وكراهية قد تصل الى التلذذ فى مشاهدة تدمير هذا الزوج او هذه الزوجة بما فيها عشه الزوجى الجديد.
فرصة الرجل أن يعيد زوجته
ليس الطلاق نهاية المطاف بين الزوجين هكذا يؤكد الدكتوركمال ويضيف:
من حق الزوج فى الاسلام ان يعيد زوجته اليه خلال فترة الثلاثة شهور الاولى وهى فترة العدة ويتم ذلك دون اذن من الزوجة حرصاً على اشياء كثيرة يمكن ان تتحطم من خلال الطلاق.. فهناك ابناء قد يتشردون واسرة قد تنهار وتتفكك وظروف نفسية قد تصل الى حالة مرضية وامرأة قد تتشرد او تلجأ الى الانحراف وهناك رجل فى سن معينة قد يكون فى غاية الحاجة الى زوجته التى يعتمد عليها ولذلك اعطى الشرع الاسلامى فرصة للرجل لأن يعيد النظر مرة ثانية فى قضية الطلاق الذى وقع خلال ثلاثة اشهر فقد يكون هذا الطلاق قد وقع نتيجة لحالة انفعالية او تحت ضغط ظروف سيئة جداً وهنا يصبح من الممكن تدارك مثل هذه الظروف لاعادة الحياة الى مجاريها وبخاصة اذا ما كان هذان الزوجان اللذان طلق احدهما الآخر يؤلف بين قلبيهما الحب والمودة والرحمة.
ويصبح من اليسير اعادة الزوجة فى هذه الحالة على اسس جديدة تضمن للزوجين عدم تكرار مثل هذه الظروف التى ادت الى الطلاق سلفاً ولكن لو مرت فترة الثلاثة اشهر ولم يفكر كل من الزوجين فى العودة الى الآخر فأمر هذه العودة لايتوقف عند هذا الحد وليس مستحيلاً.
ولاشك ان هناك مراجعة لما حدث والرجوع الى الحق افضل من التمادى فى الباطل.
اما النقطة الثانية فإن النفس الانسانية امارة بالسوء فقضية الغيرة والحقد والحسد والبغض التى تتوالد بين الزوجين بعد الطلاق وبخاصة اذا ما تزوج احدهما من شخص آخر فيعتبر ذلك امراً غريبا ولكن وجوده وارد والانسان يحاول ان يكافحه من خلال التدين ونزعات الخير وفى الاصل ان الزوج عندما يطلق زوجته ينبغى الا يفكر فيها بسوء او الإضرار بها وان كان ينبغى على الزوجة باعتبار ان ذلك واجبها بعد الطلاق ان تسعى الى العودة الى زوجها وتتلمس السبل من خلال اهلها واقاربها فذلك حقها واذا لم يكن امر هذه العودة ممكناً فعلى الزوجة الا تفكر فى مطلقها الا بالخير.
ويختتم الدكتوركمال حديثه فى هذا الصدد قائلا: القاعدة ان الطلاق هو الوسيلة النهائية عندما تستعصى الحلول وعندما يقع الطلاق تحدث هناك عدة محاولات للرد لاعادة بيت الزوجية من جديد، ولكن عندما تستحيل كل السبل فلكل واحد الحق ان يفكر فى مستقبله بما يراه مناسباً ولاينبغى لأحد الزوجين ان يتدخل فى حياة زوجه الجديدة بما يغضب الله، وعلينا ان نسد السبل فى وجه الطلاق نفسه وعلينا الا ندع الطلاق يتم ولكن اذا وقع الطلاق واستحالت المراجعة علينا ان نعتبر ذلك قضاء وقدراً.
وقال الله فى كتابه العزيز:
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون [ صدق الله العظيم]
hgpf ,`;vdhji td Yuh]ji gglj.,[dk td Hdhlil hgH,gn lk hg.,h[
المفضلات