بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالي وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وعلي إخوانه السابقين من الأنبياء و المرسلين
ثم اما بعد
يقول النصاري
وكذلك في تفسير بن كثير ج 7 ص 393 ، الدر المنثور للسيوطي ج 7 ص 588 - تفسير ابن ابي حاتم ج 10 ص 3306 .عن ابن عباس قال : خلق الله من وراء هذه الأرض بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له ق السماء الدنيا مترفرفة عليه ، ثم خلق من وراء ذلك الجبل ارضا مثل تلك الأرض سبع مرات ، ثم خلق من وراء ذلك بحرا محيطا بها ، ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له " ق " السماء الثانية مترفرفة عليه حتى عد سبع ارضين وسبعة ابحر وسبعة اجبل وسبع سموات قال : وذلك قوله والبحر يمده من بعده سبعة ابحر .
وأصل حكاية جبل قاف ما جاء في كتب أحد اليهود المسمى حكيكاه باب 11 فصل 1 في تفسير الكلمة العبرية "توهو" النادرة الاستعمال ومعناها الفضاء والفراغ. وقد وردت في تكوين 1: 2. قال كتاب حكيكاه: توهو هو الخط الأخضر المحيط بجميع العالم قاطبة ومنه تنبعث الظلمة". فالكلمة العبرية المترجمة "الخط" هي "تاو". ولما سمعها الصحابة لم يعرفوا أن معناها "خط" بل توهّموا أنها سلسلة جبال عظيمة اسمها قاف! فكيف يعتبر القرآن ما نسميه الأفق (وهو خط وهمي) جبلاً حقيقياً؟
الرد :-
قال الامام بن كثير في تفسيره ج 7 ص 393 :
وقد روي عن بعض السلف أنهم قالوا { ق } : جبل محيط بجميع الأرض ، يقال له جبل قاف. وكأن هذا - والله أعلم - من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس ، لما رأى من جواز الرواية عنهم فيما لا يصدق ولا يكذب. وعندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم ، يلبسون به على الناس أمر دينهم ، كما افترى في هذه الأمة - مع جلالة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها - أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وما بالعهد من قدم ، فكيف بأمة بني إسرائيل مع طول المدى ، وقلة الحفاظ النقاد فيهم ، وشربهم الخمور ، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه ، وتبديل كتب الله وآياته! وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله : "وحدثوا عن بني إسرائيل ، ولا حرج" فيما قد يجوزه العقل ، فأما فيما تُحيله العقول ويحكم عليه بالبطلان ، ويغلب على الظنون كذبه ، فليس من هذا القبيل - والله أعلم.
وقال أيضا رحمه الله :
وقد أكثر كثير من السلف من المفسرين ، وكذا طائفة كثيرة من الخلف ، من الحكاية عن كتب أهل الكتاب في تفسير القرآن المجيد ، وليس بهم احتياج إلى أخبارهم ، ولله الحمد والمنة ......
إلي ان روي ذلك الاثر فقال :
حتى إن الإمام أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، رحمه الله ، أورد هاهنا أثرا غريبا لا يصح سنده عن ابن عباس فقال .............
والذي ثبت عن مجاهد : أنه حرف من حروف الهجاء ، كقوله : (ص ، ن ، حم ، طس ، الم) ونحو ذلك. فهذه تُبْعِد ما تقدم عن ابن عباس.
تفسير اللباب لعلوم الكتاب لابن عادل الحنبلي ج 18 ص 3 ،4 :
قال ابن الخطيب ، لما حكى القول بأن " ق " اسم جبل محيط بالأرض عليه أطواق السماء قال : وهذا ضعيف لوجوه :
أحدها : أن أكثر القراء يقف عليها ، ولو كان اسم جبل لما جاز الوقف في الإدراج لأنَّ من قال ذلك قال بأن الله تعالى أقسم به .
وثانيها : لو كان كذلك لذكر بحرف القسم كقوله تعالى : ( وَالطُّورِ ( [ الطور : 1 ] ، ونحوه ؛ لأن حرف القسم يحذف حيث يكون المقسم به مستحقاً لأنْ يُقْسَمَ بِهِ ، كقولنا : " اللَّه لأَفْعَلَنَّ كَذَا " فاستحقاقه له يغني عن الدلالة عليه باللفظ ولا يحسن أن يقال : زَيْد لأَفْعَلَنَّ كَذَا .
ثالثها : أنه لو كان كما ذكر لكان يكتب قاف مع الألف والفاء كما يكتب : ( عَيْنٌ جَارِيَةٌ ( [ الغاشية : 12 ] ، ويكتب ) أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ( [ الزمر : 36 ] وفي جميع المصاحف يكتب حرف " ق " .
رابعها : أن الظاهر كون الأمر فيه كالأمر في " ص " و " ن " و " حم " وهي حروف لا كلمات فكذلك في " ق " .
فإن قيل : هو منقول عن ابن عباس - ( رضي الله عنهما ) - .
نقول : المنقول عنه : أن قاف اسم جبل ، وأما أن المراد ههنا ذلك فَلاَ . أهـ
وصلى اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .kst afii [fg rht hg`d dpd' fhgHvq
المفضلات