الإيمان كمال العبد وبه ترتفع درجاته في الدنيا والآخرة، وهو السبب والطريق لكلِّ خير عاجل وآجل، ولا يحصل ولا يقوى ولا يتم إلَّا بمعرفة ما منه يستمد؛ فإنَّه يحصل ويقوى ويزيد بأمور كثيرة، منها:
* معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة، والحرص على فَهْم معانيها، والتعبُّد لله بها، قال الله -عزَّ وجل-: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلَّا واحدًا من أحصاها؛ دخل الجنة) أي: من حفظها، وفَهِم معانيها، واعتقدها، وتعبَّد لله بها، فَعُلِم أنَّ ذلك أعظم ينبوع الإيمان ، ومادة لحصوله وقوته وثباته.
* تدبُّر القرآن على وجه العموم، فإنَّ المتدبر لا يزال يستفيد من علوم القرآن ومعارفه ما يزداد به إيمانًا.
* معرفة أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وما تدعو إليه من علوم الإيمان وأعماله.
* معرفة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية والأوصاف الكاملة، فإنَّ من عرفه حق المعرفة؛ لم يَرْتَبْ في صدقه وصدق ما جاء به من الكتاب والدِّين الحق.
* التفكُّر في الكون، والنظر في نفس الإنسان وما هو عليه من الصفات، كذلك النظر إلى فقر المخلوقات كلِّها واضطرارها إلى ربها من كلِّ الوجوه، وأنَّها لا تستغني عنه طرفة عين، وذلك يوجب العبد كمال الخضوع، وكثرة الدعاء، والافتقار إلى الله والتضرع إليه في جلب ما يحتاجه من منافع دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ويوجب له قوة التوكل على ربه، وكمال الثقة بوعده، وشدة الطمع في بره وإحسانه، وكذلك التفكُّر في كثرة نعم الله العامة والخاصة، التي لا يخلو منها مخلوق طرفة عين.
* الإكثار من ذكر الله كل وقت، ومن الدعاء الذي هو العبادة، وكلما ازداد العبد ذكرا لله؛ قوي إيمانه، ويكون الذكر على كلِّ حال: باللسان والقلب والعمل، فنصيب العبد من الإيمان على قدر نصيبه من هذا الذكر.
* معرفة محاسن الإسلام، فإنَّ الدين الإسلام كله محاسن: عقائده أصحُّ العقائد، وأصدقها وأنفعها، وأخلاقه أجمل الأخلاق، وأعماله وأحكامه أحسن الأحكام وأعدلها، وبهذا يزيِّن الله الإيمان في قلب العبد ويحبِّبه إليه، فيجد حلاوة الإيمان فيتجمل الباطن بأصول الإيمان وحقائقه، ويتجمل الظاهر بأعمال الإيمان.
* الاجتهاد في الإحسان في عبادة الله-عزَّ وجل- والإحسان إلى خلقه، فإذا أحسن عبادة الخالق وأحسن إلى خلقه، وواظب على ذلك؛ قوي إيمانه ويقينه.
* الاتصاف بصفات المؤمن من الخشوع في الصلاة وحضور القلب فيها، وأداء الزكاة، والإعراض عن اللغو الذي هو كلُّ كلام لا خير فيه، وكلُّ فعل لا خير فيه.
* الدعوة إلى الله وإلى دينه، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، والدعوة إلى أصل الدين، والتزام شرائعه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبذلك يكمِّل العبد نفسه، ويكمِّل غيره.
* الابتعاد عن شعب الكفر والنفاق، والفسوق والعصيان، فإنَّه لا بد في الإيمان من فعل جميع الأسباب المقوِّية المنمِّية له، ولا بد مع ذلك من دفع الموانع والعوائق، وهي الإقلاع عن المعاصي، والتوبة مما يقع منها، وحفظ الجوارح كلِّها عن المحرمات، ومقاومة فتن الشبهات القادحة في علوم الإيمان المُضْعِفة له، والشهوات المُضْعِفة لإرادات الإيمان.
* التقرُّب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض وتقديم ما يحبه الله على كل ما سواه عند غلبة الهوى.
* الخلوة بالله وقت نزوله؛ لمناجاته، وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب، والتأدُّب بآداب العبودية، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
* مجالسة العلماء الصادقين المخلصين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما يُنْتَقى أطايب الثمر.
المرجع: نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة
الشيخ: سعيد بن وهف القحطاني -حفظه الله-
(بتصرف)'vr jpwdg hgYdlhk ,.dh]ji
المفضلات