السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..حبيبنا وحبيب ربنا
صلى عليك الله يا رحمة مهداة للعالمين
كم نشتاق لرؤيتك في المنام فما الحال عندما نراك في الحقيقة ؟ وما هذا الشوق إلا لتفردك بالخلق الحسن والأخلاق القرآنية والتربية الربانية عن جميع خلق الله يا أغلاهم وأفضلهم وأعلاهم وأحسنهم
كلنا نعلم شدة حب رسولنا صلى الله عليه وسلم لعمه حمزة بن عبد المطلب وشدة حب عمه له ومؤاذرته له ووقوفه في وجه أعداء الله
وقد كان حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم من أغلى الناس وأقربهم إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى أنه عندما استشهد في غزوة أحد رآه النبي صلى الله عليه وسلم مقتولاً فبكى وانتحب من الحزن ألماً على فراق عمه وحزناً على رؤيته في هذا المنظر المؤلم
من الذي قتل عمك يا رسول الله ؟ " وحشي "
وكيف كانت ردة فعلك عندما قابلت وحشي بعد مقتل عمك يا حبيب الله ؟
انظروا وتأملوا وتعلموا يا أعداء الحبيب ...هل أمر نبيبنا صلى الله عليه وسلم بالانتقام منه ؟
هل أهدر دمه؟
هل سبه أو لعنه أو دعى عليه أو أمر بقتله كما قتل عمه حبيبه ؟
سوف ترون العجب الآن من أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم التي لم ولن تتكرر في أي زمان أو مكان
نعم لقد رأى نبينا صلى الله عليه وسلم وحشي بعد فترة من موت عمه حمزة وسأله " أنت قاتل وحشي " فأجابه وحشي بالإيجاب ...فماذا كان تعقيبك يا رسول الله يا حبيب الله ؟
قال له فقط رسول الله صلى الله عليه وسلم " ( فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ) ."
اقرأوا نص المقابلة وعيشوا أحداثها بقلوبكم وعقولكم
يا الله على الرحمة والعطف والحنان الذي يملأ قلبك يا حبيب ربي ورسول رب العالمينعن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار ، فلما قدمنا حمص ، قال لي عبيد الله بن عدي : هل لك في وحشي ، نسأله عن قتله حمزة ؟ قلت : نعم ، وكان وحشي يسكن حمص ، فسألنا عنه ، فقيل لنا : هو ذاك في ظل قصره ، كأنه حميت ، قال : فجئنا حتى وقفنا عليه يسيرا ، فسلمنا فرد السلام ، قال : عبيد الله معتجر بعمامته ، ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه . فقال عبيد الله : يا وحشي أتعرفني ؟ قال : فنظر إليه ثم قال : لا والله ، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص ، فولدت له غلاما بمكة ، فكنت أسترضع له ، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه ، فلكأني نظرت إلى قدميك ، قال : فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال : ألا تخبرنا بقتل حمزة ؟ قال : نعم ، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر ، فقال لي مولاي جبير بن مطعم : إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر ، قال : فلما أن خرج الناس عام عينين ، وعينين جبل بحيال أحد ، بينه وبينه واد ، خرجت مع الناس إلى القتال ، فلما أن اصطفوا للقتال ، خرج سباع فقال : هل من مبارز ، قال : فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب ، فقال : يا سباع ، با ابن أم أنمار مقطعة البظور ، أتحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ثم أشد عليه ، فكان كأمس الذاهب ، قال وكمنت لحمزة تحت صخرة ، فلما دنا مني رميته بحربتي ، فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه ، قال : فكان ذاك العهد به ، فلما رجع الناس رجعت معهم ، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام ، ثم خرجت إلى الطائف ، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا ، فقيل لي : إنه لا يهيج الرسل ، قال : فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآني قال : ( آنت وحشي ) . قلت : نعم ، قال : ( أنت قتلت حمزة ) . قلت : قد كان من الأمر ما بلغك ، قال : ( فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ) . قال : فخرجت ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب ، قلت لأخرجن إلى مسيلمة ، لعلي أقتله فأكافئ به حمزة ، قال : فخرجت مع الناس ، فكان من أمره ما كان ، قال : فإذا رجل قائم في ثلمة جدار ، كأنه جمل أورق ، ثائر الرأس ، قال : فرميته بحربتي ، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه ، قال : ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته . قال : قال عبد الله بن الفضل : فأخبرني سليمان بن يسار : أنه سمع عبد الله ابن عمر يقول : فقالت جارية على ظهر بيت ، وا أمير المؤمنين ، قتله العبد الأسود . الراوي: وحشي بن حرب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4072
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
لماذا لم تقتله ؟ لماذا لم تمثل بجثته وتنتقم لعمك وقد كان وحشي كافرا ولن يلومك أحد على قتله
إنها الرحمة والنبوة يا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنها النبوة يا أعداء الدين
فوحشي الذي قتل عم النبي صلى الله عليه وسلم أسلم فيما بعد فماذا لو كان قتله النبي صلى الله عليه وسلم انتقاماً لعمه ؟ كان سيموت كافرا
لكن أفعال نبينا واقواله صلى الله عليه وسلم لا تنطق عن الهوى إن هي إلا بوحي يوحى
فأوحى الله له بهذا التصرف كي لا يموت وحشي كافراً ويسلم بعدها ويقتل مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكي يظل أمامنا نبينا صلى الله عليه وسلم مثال الرحمة والعطف والعقل
فاكتفى نبينا صلى الله عليه وسلم أن طلب منه أن يغادر من أمامه وتركه حي يُرزَق
والآن أيها القارئ الكريم ضع نفسك في هذا الموقف : تم قتل شخص من أعز الناس إلى قلبك أباك أو أخاك أو أعز أصدقاءك أو ولدك أو ابنتك
ورأيته ملقى على التراب غارقاً في دمائه
تخرج أحشائه من داخله
فتبكي وتنتحب حزناً على فراقه
وبعدها تقابل هذا القاتل أمام عينيك وأنت سيد قومك تنتظر الآلاف الإشارة منك لينقضوا عليه ويدمرونه
فهل تقدر على ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم وتتنازل وتعفو عن القصاص ؟
حقيقة هذا الموقف من أروع المواقف التي تبين رحمة نبينا صلى الله عليه وسلم وتوضح تربيته الربانية التي جعلت منه قرآناً يمشي على الأرضhgkfd dvpl rhjg pl.m
المفضلات