يقال أن تاريخ الفقه الإسلامي لم يعرف إماما في الفقه كثر مادحوه و كثُر ناقدوه مثل الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه لأنه كان فقيها مستقلا سلك في تفكيره الإجتهادي مسلكا مستقلا …
و لكن تاريخ الفقه الإسلامي و بعد أن إستوت مذاهبه و مدارسه أنصف أبا حنيفة فقيه العراق من كيد معاصريه له ، بين الناس،و عند السلطان،و من افترى الكذب عليه بعد وداعه للدنيا.
وقال عنه معاصريه إن أبا حنيفة كان رجلا فقيها معروفا بالفقه، واسع المال، معروفاً بالأفضال علي كل من يطيف به، صبورا على تعلم العلم بالليل و النهار،حسن الصوت، قليل الكلام حتى يُسأل عن شيء من الفقه… تفتح و يسيل كالوادي وتسمع له دويا و جهاره بالكلام .
و أبو حنيفة وصفه معاصره تلميذه الورع التقي (عبد الله بن المبارك ) بأنه (مُخ العلم ).
و روى التاريخ عن الأمام مالك أن أبا حنيفة وضع ثلاثا و ثمانين ألف مسألة في الفقه الإسلامي،منها ثماني و ثلاثون ألف مسألة ( هي) أصل في العبادات… و خمس و أربعون ألف مسألة (هي) أصل في المعاملات .
هذا هو الأمام ((أبو حنيفة النعمان)) الذي منحته الأجيال لقب ((الإمام الأعظم ))
فكيف عاش أو كيف كانت نظرته في فقه الإسلام … ؟
ولد أبو حنيفة النعمان في سنة 80 من الهجرة النبوية،بالكوفة أبوه فارسي النسب إسمه- ثابت بن زوطي – كان جده زوطي من أهل كابل و هي مدينة بأفغانستان التي كانت تابعة لفارس و قد أُسر جده عند فتح العرب لبلاد فارس ثم أسلم و أُعتق ثم ولد أبو حنيفة النعمان حراً ومن قبله ولد أبوه حراً .
إذن كان أبو حنيفة من الموالي (غير العرب ) و الموالي في زمانه كانوا هم حملة الفقه و لهذه الظاهرة أسباب:
فالعرب في عصر الدولة الأموية كانت لهم السيادة و السلطان و كان عليهم الحرب و النزال فشُغلوا عن الدرس و البحث … و تقدم الموالي حيث كانوا ينتسبون إلي أمم عريقة ذات ثقافات و علوم و بفقدانهم سلطانهم في بلادهم فقد لجأوا إلي العلم و المعرفة… يدفعهم في ذلك حرمانهم للوصول إلى الكمال و بلغوا في العلم و سيطروا به على الفكر العربي الإسلامي تاركين للعرب الغُلب المادي و كان أبو حنيفة النعمان واحداً من الموالي .
وبالكوفة نشأ أبو حنيفة و بها تربى في بيت أبيه تاجر الحرير،الموسر، و المسلم الحسن الإسلام ، و كان أبوه ثابت قد التقى و هو صغير بالكوفة بالإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه و رأى ثابت أباه زوطي و قد وضع الإمام علي رضي الله عنه كفه علي رأس أبيه و دعا له بالبركة فيه و في ذريته .
و في سن الصبا حفظ أبو حنيفة القرآن الكريم و اخذ قراءته للقرآن عن عاصم احد القراء السبعة… و أشع عقله في مجتمع يعيش فيه العرب و السريان و الفرس وأبناء خراسان و بلاد ما وراء النهر و تلتقي فيه فلسفة اليونان بحكمة الفرس وتتحاور فيه في العقائد مذاهب النصرانية و أراء الشيعة و الخوارج و المعتزلة ولقد راح أبو حنيفة يُجادل دفاعا عن الإسلام مع المجادلين و ينازل أصحاب الأهواء بفطرته السليمة المستقيمة .
يتبعhgYlhl Hf, pkdtm hgkulhk Ylhl Hig hgvHd
المفضلات