السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خير نعمة انزلها الله لعباده المؤمنين كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , كتاب جمع الله فيه أبلغ المواعظ على الإطلاق واحتوى على الحكم والمصالح , فيه خزائن العلم ومكارم الأخلاق وطرق الخير ؛ لذلك فهو يهز القلوب , ويحي الأرواح , ويعمق الأيمان , ولا يعرف ذلك ألا من تذوق وتدبر حقيقة القرأن .
لذلك لو خوطب بهذا القرآن الجبال مع تركيب العقل فيها لا نقادت لمواعظه , ولرأيته على صلابتها ورزانتها خاشعة متصدعة , أي متشققة من خشية الله عزوجل تعالى .
لقد تأثر سلفنا الصالح بالقرآن عظيما هز وجدانهم ومشاعرهم ؛ لأنهم عرفوا حقيقته وتدبروا معانيه .
وها هو الخليفة ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه عندما سمع قارئا يقرأ :((والطور, وكتاب مسطور , في رق منشور , والبيت المعمور , والسقف المرفوع , والبحر المسجور , إن عذاب ربك لواقع , ماله من دافع ,))
فارتكن إلى الجدار يبكي , ثم عاد إلى بيته يعوده الناس شهرا مما ألم به . يقول الإمام القرطبي عن قوله- تعالى -: (( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ...))
يقول : إنه خطاب للأمة وإن الله عزوجل تعالى لو أنذر بهذا القرآن جبل لتصدع من خشية الله عزوجل تعالى , أي من الخوف منه , لعله قصر في حق الله عزوجل تعالى وحق كتابه .lQ,XuA/Qm fQgdyQm
المفضلات