[frame="1 90"]
يقول الله عز وجل في سورة الاعلى {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَىٰ (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ (13)}
ويقول الامام ابن كثير :قوله : (سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَىٰ ) اي سيتعظ بما تبلغه يا محمد من قلبه يخشى الله ويعلم انه ملاقيه (وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ) أي :لا يموت فيستريح ،ولا يحيا حياة تنفعه ،بل هي مضرة عليه ،لان بسببها يشعر ما يعاقب به من أليم العذاب وانواع النكال .
ويرى الفخر الرازي ان قوله : (ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ )
فيه مسألتان :
المسألة الاولى :ان المفسرين لهم في الاية وجهان :احدهما لا يموت فيستريح ،ولا يحيا حياة تنفعه كما : (لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا ۚ ) وهذا على مذهب العرب ،تقول للمبتلي بالبلاء الشديد :لاهو حي ولاهو ميت .
ثانيهما :معناه ان نفس احدهم في النار تصيره في حلقه ،فلا تخرج فيموت ،ولاترجع الى موضعهما من الجسم فيحيا .
المسألة الثانية :انما قيل (ثم ) لان هذه الحالة أفظع واعظم من الصلى ،فهو متراخ عنه في مراتب الشدة .
ويرى محمد بن ابي بكر بن عبد القادر الرازي في مسائله واجوبتها ان معنى الاية :لايموت موتا يستريح به ولا يحيا حياة ينتفع بها ،وقال بن جرير :تصعد نفسه الى حلقومه ،ثم لا تفارقه فيموت ،ولا ترجع الى موضعها في الجسم فيحيا .
والله اعلم
[/frame]gQh dQlE,jE tAdiQh ,QgQh dQpXdQnٰ
المفضلات