أرضيٌّ - لا سماويٌّ - أسَّسَهُ محمدٌ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من أساطير الأوَّلين التي اكتَتَبها،
لا يختلف اثنان على أنَّ الإسلام قد شُوِّهت صورتُه في عيون الغرب؛ فالإسلام في نظَرِهم دينٌ
وادَّعى أنَّه مُرسَلٌ به من الله تعالى، وأنَّه يُكْرِه أتباعَه على اعتناقه، ويتعصَّب له مُدافعًا عنه بمايُسمِّيه أعداؤه بالحرب المقدَّسة التي تسعى إلى الإبادة، وأنَّه دِينٌ جامدٌ يُبقِي أتباعَه في عصرٍ
وسيطٍ بائدٍ، ويجعَلُهم غير آهِلين للتكيُّف مع مُنجَزات العصر الحديث!البشريَّة، وإلا لما تحالَفتْ دُوَلُ الغرب على دُوَلِ الإسلام لكسْر شوكتها واحدةً تِلْوَ الأخرى!
فالمسلم - في نظَرِهم - إرهابيٌّ يجبُ مُلاحَقته، والمسلمون إرهابيُّون يجبُ إبادتهم؛ لخطَرِهم على
المقدَّسة بمعطيات العِلم الحديث على تلك الدَّعاوى الباطلة، مُصحِّحًا تلك الصُّورة المشوَّهة عن
وفي السُّطور التالية يردُّ الطبيبُ الفرنسي موريس بوكاي، المعنيُّ بمقارنة ما جاء في الكتب
الإسلام برُوحٍ مُتحرِّرة، وبموضوعيَّةٍ تامَّة، مُعترفًا بأنَّه كان جاهِلاً قبل أنْ تُعطَى له صورةٌ عنالإسلام تختلفُ تمامًا عن تلك التي تلقَّاها في الغرْب؛ وهي أنَّ الغالبيَّة العُظمَى لم تكن تتحدَّث
عن المسلمين، وإنما عن المحمَّديين؛ لتأكيد الإشارة إلى أنَّ المعنيَّ به: دينٌ أسَّسَهُ رجلٌ؛ ومنثَمَّ فهو دِينٌ عديم القِيمة تمامًا أمامَ الله!
وكان ردُّهُ بما جاء في وثيقة مجمع أساقفة الفاتيكان منمُسبَقٌ واسع الانتشار - تدرسه الوثيقة مستعينةً بذِكر آياتٍ من القُرآن الكريم يجهَلُها الغربيُّون؛
"أنَّ المسلمين الذين يُؤمنون بإبراهيم يَعبُدون معنا إلَهًا واحدًا، و"جبرية الإسلام" - وهو حُكم
كقوله تعالى:المقدَّسة يُقال باللغة العربيَّة: "الجهاد في سبيل الله"؛ أي: بذْل الجهد لنشْر الإسلام والذود عنه
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256]،
وكقوله تعالى:
﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78].
كما تردُّ الوثيقة الفِكرةَ الشائعة عن تعصُّب الإسلام بأنَّ ما يُتَرجِمه الغربيون خطأً بالحرب
من المعتَدِين عليه؛ فالجهاد يَسعَى إلى أنْ يمدَّ حُقوق الله وحُقوقَ الناس إلى مَناطِق جديدة.قد لاقوا مَصاعِبَ عديدة من السُّلطات الدِّينيَّة لبعض الأديان، أمَّا في الإسلام فقد كان الموقف
ثم يذكُر أنَّه ليس هناك إدانةٌ للعِلم في أيِّ كتابٍ مُقدَّس من كتب أديان التوحيد، على أنَّ العُلَماء
إزاءَ العِلم مختلفًا؛ فليس هناك أوضح من الحديث الشريف:
((طلبُ العلم فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ)).
ثم يُردِفُ ذلك بقوله: وعلينا أنْ نتذكَّر أنَّه في عصر عظَمَة الإسلام أُنجِزت كَميَّةٌ هائلة منالأبحاث والمُكتَشفات بالجامعات الإسلاميَّة؛ ففي قُرطبة كانت مكتبةُ الخليفة تحتوي على
أربعمائة ألف مجلدٍ، وكان ابنُ رشد يعلم بها.يُسافِرون من مختلف بلاد أوروبا للدِّراسة بقُرطبة، مثلما يحدُث في عصرنا أنْ نسافر إلى
وبها - أيضًا - كان يتمُّ تَناقُلُ العِلم اليوناني والهندي والفارسي؛ ولهذا السبب كان الكثيرون
الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة؛ لتَحسِين وتَكمِيل بعض الدِّراسات.والفيزياء والجيولوجيا، والنباتات والطب "لابن سينا"... إلى غير ذلك، ولقد اتَّخذ العِلم لأوَّل
ثم يقول: ولَكَمْ نحن مَدِينون للثَّقافة العربيَّة في الرياضيَّات؛ "فالجبر عربيٌّ"، وعلومُ الفلك
مرَّة صفةً عالميَّةً في جامعات العصر الوسيط الإسلاميَّة، وكان الناس أكثرَ تأثُّرًا بالرُّوحالدينيَّة ممَّا هم عليه في عَصرنا، ولكنَّ ذلك لم يمنعهم من أنْ يكونوا في آنٍ واحدٍ مؤمنين
وعُلَماء؛ كان العلم تَوْءَماً للدين!
منقولjwpdp hgw,vm hgla,im ggYsghl
المفضلات