فقد قال القاضي أبو الحسين في طبقات الحنابلة (1/313)– في ترجمة أبي جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي – ( نقلت من خط أحمد الشنجي بإسناده قال : سمعت محمد بن عوف يقول : أملى عليَّ أحمد بن حنبل – فذكر جملة من المسائل التي أملاها عليه مما يعتقده أهل السنة والجماعة , ومنها – وأن آدم صلى الله عليه وسلم خلق على صورة الرحمن كما جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
وحكاه شيخ الإسلام ابن تيمية عن جمهور السلف :
وقال ابن جحر ( وقال القرطبي : أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكاً بما ورد في بعض طرقه ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) .
قلت : طريقا ضعيفا و لكن مراده أظهر وهو مذهب السلف الصالح فأن الله عز وجل خلق آدم على صورته ولا يلزمنا منه مشابهة ومماثلة الخالق عز وجل بالمخلوق فالله ليس كمثله شئ وهو السميع البصير .
قال ابن قتيبة رحمه الله ( والذي عندي – والله تعالى أعلم – أن الصورة ليست بأعجب من اليدين , والأصابع , والعين , وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن , ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن , ونحن نؤمن بالجميع , ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد )([1]) .
-وقد انتصر لهذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس .
وقد ذهب بعض أهل السنة والجماعة إلى أن إضافة الصورة إلى الله من باب التشريف والتكريم , كقوله تعالى ( ناقة الله )([2]) وكما يقال في الكعبة بيت الله ونحو ذلك([3]) .
إلا أن إجراء النص على ظاهره مع نفي التمثيل أولى , كما هو مذهب جمهور السلف .
*** قلت : فى اثبات القول وترجيحه يرجع الى الأحاديث المشهورة المتفق عليها فى إثبات الصورة لله عز وجل واشهرهم حديث ابى هريرة الذى اخرجه البخارى فى صحيحه وكذلك مسلم.
[1] ) تأويل مختلف الحديث ص ( 318 ) .
[2] ) الأعراف الآية ( 73 ) .
[3] ) انظر : طرح التثريب ( 8/105 ) , انظر شرح العقيدة الواسطية ( 1/109 ) .rgj tn p]de hgw,vm
المفضلات