الفتور بين الأزواج ؟؟؟
شوق واشتياق ... حب ووفاق .. هذا ما تتسم به علاقة معظم الأزواج في بدايتها فلا كلل ولا ملل ولا نفور ولا فتور حتى انه لا يخيل لاحد الزوجين ان هذا القدر من الشوق من الممكن ان ينتقص . ولكننا في الآونة الأخيرة نسمع عن الكثير من الأزواج ممن وقعوا ضحية الفتور والنفور حتى وان كانت علاقتهم جديده العهد ولم تطفىء من عمرها السنوات القليله. ففي حين اننا اعتقدنا لسنوات طوال ان النفور بين الزوجين من حظ كبار السن فقط وقد يحدث في عمر متقدم الا أننا بتنا نسمع مؤخرا عن الكثير من الشكاوى التي ترفع من الأزواج الشابه ..
فتلك زوجة ترفض اقامة علاقة مع زوجها .. وذلك زوج يشعر بالعجز عن اقامة اتصال بزوجته وآخرون وصلوا الى نفورتام بحيث يجمع بينهما بيت واحد يتقاسمون فيه سريرا مشتركا ليس أكثر . ونحن بدورنا نتساءل ترى ماذا جرى وما سبب هذا النفور وما هي العوامل التي تقف وراءه حتى في اوساط الأزواج الشابه ؟ ثم ما الحل فهل علينا الاستسلام لهذا الحال ام تغييره ؟
اما بالنسبة للأسباب والعوامل فباعتقادي هنالك اسباب عدة وراء هذا النفور والفتور نذكر منها :
1) الروتين قاتل الشوق: يخطىء الزوجان خطأ فادحا حينما يسمحان للروتين ان يسيطر على علاقتهما عامة وعلى علاقتهما الحميمة خاصة فنجد ان البعض من الازواج يمارس هذه العلاقة باسلوب وزمان ومكان معين دون ان يكون هناك أي تغيير وكعادته فالروتين هو قاتل للشوق مميت للهفة بل ويحول العلاقة الجنسية الى عملية باردة جافة لا مشاعر فيها هدفها فقط اشباع غريزة وليس اضافة التقارب للآخر بين الزوجين وتعزيز الالفة بينهما بل قد يحول الروتين هذه العلاقة الى سبب من أسباب النفور والى عدم وجود رغبة للتقارب أصلا .
2) الأنانية : ان العدو اللدود للقرب وللهفة بين الاثنين هو الانانية فحين دخولها الى العلاقة بين الازواج لا يمكن ان نجني الا البعد والتنافر بين المرأة والرجل فان كان الحال هو ان يهدف كل واحد منهما اشباع رغبته وتحقيق متعته دون التفكير ودون مراعاة الآخر والأخذ بعين الاعتبار ما يسره او يبغضه فإن الطريق الى النفور يصبح قصيرا وسريعا جدا . ويجب ان لا ننكر ان الكثير من الأزواج من يهتم بنفسه مما يجعل الزوج الآخر يشعر انه مجرد اداة يتم استعمالها لتحقيق هدف ما ويتم ركنها جانبا بعد اتمام هذه الرغبة وتحقيق هذا الهدف وطبعا هذا اصعب ما يشعر به الانسان لان فيه من التحقير الامر الكثير ولهذا فالبرود يجد مكانا كبيرا في هذه العلاقة الزوجية .
3) العنف : هنالك من الأزواج وهم ليسوا بالقلة من يمارسون العلاقة الجنسية بشكل عنيف بل وكجزء من العنف الممارس ضد الزوجة فكيف نفسر انه مباشرة بعد ضربها يطلبها للفراش وهو يتلفظ بألفاظ نابية وبذيئة للغاية بل وحتى ان البعض لا يكتفي بالقول بل بالضرب دون ان تكون المرأة قد رفضت هذه العلاقة أصلا . وعلينا ان لا ننكر وجود رجال وان كانوا قلة من يقدمون على اذلال المرأة من خلال هذه العلاقة المقدسة فبعد انتهاء الجماع يتفلون عليها او يلقون نحوها بالمال وكأنها زانيه والعياذ بالله .. فأي شوق وأي رغبة تبقى بعد هذا ؟
4) الطفولة : في بعض الأحيان يكون أحد الزوجين قد تعرض في طفولته الى اعتداء او تحرش جنسي مما قد يجعله خائفا متوترا يرى بالعلاقة الحميمة اعتداء أكثر منه متعة وسببا للقلق أكثر منه سببا للراحة وقد تطفو مشاعر الاستياء من الاعتداء والجرح منه على السطح بعد ان تم كبتها سنوات طوالا عند اقامة العلاقة الجنسية عند الزواج اضافة الى ذلك فان للمعلومات المسبقة والمغلوطة من الآخرين ومنذ الطفولة عن العلاقات الجنسية وطبيعتها قد تؤثر على المدى البعيد وعند الكبر بحيث يكون لدينا خوف وقلق شديدان من هذه العلاقة مما يؤثر على مدى الرغبة فيها والخوف منها فهنالك على سبيل المثال الكثير من الأمهات التي تخاف على سلامة بناتها تبالغ في تخويفهن حتى تصبح هذه العلاقة عند الكبر محرمه لديها حتى مع زوجها وتكون متحجرة عند ممارستها لانها شديدة الخوف منها . هذه الآراء المسبقة والمعلومات غير الدقيقة تكبل الأزواج أحيانا وحتى قد يصل بهم الأمر الى العجز وعدم الرغبة او الارتياح عند الامتناع من اقامتها .
5) خلل في الالتزام الديني: تحيط الرجال والنساء في زمننا هذا الاثارة والاغراء من كل جانب وفي كل مكان . بل وفي كل حين فنجدها في التلفزيون او الانترنت او الشارع او التلفون وغيرها كثير ، وقد نظن للوهلة الاولى ان هذا يؤجج الشوق بين الأزواج الا ان ظننا هو غير صحيح والحاصل هو العكس تماما فمثلا حينما يحدق الرجل بكل من وما حوله ويتفحص كل صغيرة وكبيرة ويجد الاختلاف بين الصور المثالية التي تعرض عليه والتي يراها وبين الزوجة الكادحة التي تعكف على تلبية رغباته ورغبات الاطفال يحدث لديه شيء من الاستياء وقد لا يساهم الى وجود علاقة جيده بين الاثنين ومن المهم ان لا ننكر ان هنالك من الرجال والنساء وبسبب قلة وعيهم الديني لا يغضون الابصار ويشبعون بذلك اعينهم بكل من حولهم ويغدقون على زميلاتهم في العمل الاطراء والغزل والكلام الجميل حتى يصلوا الى البيت مشبعين ومنهمكين لا طاقة لديهم لاهل بيتهم.
6) الحياه العصريه ومشاغلها : بسبب معايشتنا لعصر سريع عصر مادي نسعى فيه بل ونركض وراء الماديات والأموال والمناصب فان معظم طاقتنا تكرس للعمل والتهافت وراء الدنيا وما فيها من زينة ومغريات فلذا فاننا نعود الى بيوتنا خائري القوى لا نريد سوى فراشا ننام عليه دون ان يزعجنا أحد حتى الصباح وهكذا الحال كل يوم حتى يصبح البعد جزء لا يتجزأ من حياتنا ولا يحدث الاتصال الحميمي الا في المناسبات السعيدة لأننا منشغلين في سباق العدو وراء الدنيا وما فيها .
7) الأولاد ووحدة النساء : معظم النساء من تنشغل اضافة الى عملها داخل البيت بالعمل خارجة الى جانب عدم مساعدة أحد لها في تربية الأطفال فهي وحدها وبسبب عملها المضاعف وانشغالها الدائم نجدها في كثير من الأحيان غير قادرة على التفرغ للزوج وشعلة الشوق تطفأ بهذا رويدا رويدا ليتهمها الزوج باهماله بالرغم انه هو بنفسه لا يقدم لها اي مساعدة لتتمكن من التفرغ لهذا الاهتمام الذي يتطلب منها طاقة خاصة .
8) عيب علينا فقد كبرنا : جملة ترددها غالبا النساء وليس الرجال فمجرد ان وصلوا دائرة الأربعين أو الخمسين يكون التوجه هو الامتناع عن اقامة العلاقة بينهما والسبب هو افكار اجتماعية خاطئة بان هذه العلاقة هي من حظ الصغار فقط بل ومن العيب ممارستها بمجرد ان كبر الأولاد ويجب هنا ان نعرف ان تمنع الزوجة لا يمنع رغبة الزوج وحاجته لأمر طبيعي حلله الله سبحانه وتعالى داخل اطار الزواج الشرعي
9) المشاكل الزوجية : لعل أهم وأصعب اسباب النفور بين الزوجين هو وجود مشاكل زوجية بينهما وما أكثرها اليوم ففقدان الحوار بين الازواج ووجود الكثير من نقاط الاختلاف وعدم التقدير بينهما لا يساعد على تأجج الشوق ولذا فكثيرا من الأحيان يقول الأخصائيون ان النفور الجنسي هو مؤشر لوجود مشاكل في العلاقة الزوجية بل وأحيانا يدعون ان العلاقة الجنسية وطبيعتها تبين طبيعة العلاقة الرفيعة بين المرأة والرجل ولذا فكثيرا ما تعتبر هذه العلاقة مقياسا من خلاله يمكن معرفة مدى القرب او البعد بين الازواج وما هي طبيعة وتركيبة علاقتهما والجدير ذكره انه ما يزيد الطين بلة انه حينما يفقد الحوار بين الزوجين فلا يتحدثان عن الخلل في علاقتهما ويعتقدان انه من العيب الحديث عن العلاقة الحميمة وعن ما يحبان وما يريدان ما يرفضان وما يرغبان فان الفجوة تكبر فيما بينهما والنفور يصبح اكبر فأكبر وقد يتحول مع الوقت الى غضب وصراخ سببه الاساس عدم التوافق الجنسي بينهما .
اذا ما العمل ؟
كما نقول دائما اذا عرف السبب بطل العجب وان نصف حل المشكلة هو معرفة اسبابها ولذلك فالحلول تكون منبثقة من كل سبب من الأسباب التي ذكرناها آنفا او تلك التي تقف وراء المشكلة بين الزوجين ولذا سأعرض بناءاعلى الأسباب التي ذكرت أعلاه بعض الحلول التي قد تكون ناجحة وتنشل البعض من دائرة البرود والنفور :
أولا :
يجب ان يتحدث الزوجان بشكل رقيق بالوقت والاسلوب المناسب لكل منهما عن الموضوع دون خجل بحيث يكون الحوار هادئا هدفه التقارب وليس التهجم او الاتهام او الاذلال بل على العكس تماما فلكي نطرد الملل والبرود والنفور علينا الاقتراب من خلال ان يستمع كل واحد للطرف الآخر ومن دون مقاطعة ومع رغبة حقيقة على ان يتفهم شريكه ويوضح له ما يمر به هو بنفسه . والجدير التنبيه اليه ان الزوجين يجب ان يراعيا كل واحد شخصيه الآخر فهنالك ازواج مستعدون للحديث المطول وهنالك آخرون يمكنهم ايصال الفكرة بشكل تدريجي وقصير ومن خلال كلمات بسيطة او لفت نظر ومن الذكاء ان يعرف كل واحد من الازواج طبيعة شريكه وخطابه من خلالها وان عجز الزوجان عن اداء ذلك فلا بأس من التوجه الى استشارة مهنية بصدد علاقتهما .
ثانيا :
اعلان الحرب على الروتين يجب ان نصارع الروتين ونطرده من حياتنا الزوجية عامة والحميمة خاصة فالتتغيير والتجديد والتنويع يضيف ولا ينقص .
ثالثا :
ايجاد الحلول للمشاكل الزوجية كما ذكرنا أما بقوانا الخاصة وأما بالاستشارة فاستمرار هذه المشاكل يؤدي الى بعد وجفاء وفتور ونفور على جميع الأصعدة منها الصعيد الجنسي .
رابعا :
يجب ان يحرص كل زوج من الأزواج ان يخصص وقتا للآخر فيكون معه وله يشعره من خلاله مقدار محبته واهتمامه وان كان هذا الوقت قليلا فلا بأس فكل وقدرته وامكاناته ولكن المهم هو ما يمكن عمله في هذا الوقت القليل واي لفته جميله يمكن فعلها في هذه اللحظات القليلة فلهذا الاثر العجيب على القرب بينهما .
خامسا :
تبادل الكلمات الجميلة والالقاب اللطيفة والهدايا والمفاجآت والثناء والاطراء والتشجيع والدعم والمساندة في اللحظات الصعبة
سادسا :
زيادة الالتزام الديني فغض البصر والتذكر دائما ان سكني هو في بيتي وان اعجابي ونظراتي وكلمات الاطراء هي من حظ زوجي او زوجتي فهذا يحافظ على الشوق وعدم تفريغ طاقات الازواج خارج الاطار الزوجي .
سابعا :
التخفيف من العمل وقضاء وقت مشترك معا فالزواج ليس بالمراسلة .
وفي النهاية نقول ان على الأزواج ان يدعوا الأفكار المغلوطة والمسبقة حول العلاقة الجنسية والتي للأسف نموا وترعرعوا عليها وعليهم ان يتفهموا ان العنف والقساوة والاهانات هي الطريقة المثلى لقتل المحبة بين الرجل والمرأة بل علينا ان نتعامل مع علاقاتنا على انها علاقة مقدسة في اطار شرعي يجب ان نتعامل معها بالحساسية المطلوبة والرقة والشفافية لكي تكون سببا بالنماء وليست سببا للاحباط والضيق والقلق .
( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما)hgtj,v fdk hgH.,h[
المفضلات