اليوم هو يوم الأربعاء و هو أخر يوم من أيّام شهر أب اللّهاب من عام 2005..
وفي التاريخ الهجري هو يوم 25 رجب و هو يوم استشهاد الأمام موسى الكاظم بن الأمام جعفر الصادق (ع) إمام الساحل الغربي لبغداد .. ومئات الالاف من العراقيين بل ملايين يأتون مشيا على الأقدام من جميع أنحاء العراق لزيارة مرقده ..
وأحد أهم الطرق للوصول اليه يكون عبر مدينة الأعظمية , ويتبرك الزوار أولا بإمام الساحل الشرقي الأمام أبو حنيفة النعمان ( رض) ومن ثم يعبرون على جسر الأئمة , جسر التوحد والتعانق والتواصل الرابط بين مدينتي الأعظمية والكاظمية ..
والشاب عثمان بن علي بن عبد الحافظ ألعبيدي, لم يخرج هذا اليوم كما أعتاد لممارسة هوايته المفضلة والتي يبرع فيها كما هو حال معظم شباب مدينة الأعظمية ..وهي السباحة في نهر دجلة ..
لم يخرج لأنه كان يحضّر لأمتحاناته المدرسية ..ولكن وكما يبدو فانه كان يحضّر لامتحان من نوع آخر ..
صراخ مؤذن مسجد أبو حنيفة النعمان الداعي للتوجه الى جسر الأئمة فورا لأنقاذ زوار الأمام موسى بن جعفر العالقين على جسر الأئمة .. الذي لم يستوعبهم لكثرتهم .. جعله يرمي كتبه جانبا ويهرع راكضا مع أبناء محلته محلة السفينة لأنقاذ اخوته وأخواته العالقين هناك .
وشارك عثمان بسحب الكثيرين منهم , ولكن جزءا من سياج الجسر قد أنهار فجأة وبدأ الناس يتساقطون في مياه النهر .. فما كان من عثمان وآخرين غيره وبدون تفكير أو حساب إلاّ أن يقذفوا بأنفسهم في النهر وراء الناس الذين بدأوا بالغرق ..
أنه يومكم يا عثمان ويارفاقه.. أنه يوم النخوة .. أنه يوم الأخوّة ..انه يوم الرد على من يريد التفريق بين ابناء الشعب الواحد .. انه يوم أنقاذ عرى وحدة العراقيين التي أراد لها البعض أن تنفصم .. أنه يوم الكرامة ..
أنقذ عثمان 7 أشخاص لوحده وخرج بهم إلى بر الأمان وتناولهم المسعفون على الجرف ..
وأخذ التعب مأخذه من عثمان ولكن حافز الغيرة كان أقوى ..
وهاهي امرأة بدينة تسقط من على الجسر ولكنها أبت أن تتخلى عن سترها , فقد سقطت وهي تتلفع بعباءتها السوداء مخفية معالم جسدها , مهتمة بستر جسدها أكثر من اهتمامها بحياتها ..
فما كان من عثمان الشاب النحيف إلاّ أن أستلم رسالتها وقام بإجابتها فورا قائلا .. يا أختنا في الوطن وفي الدين , أنك شريفة وابنة أشراف ولم تتخلي عن سترك حتى الموت .. وأنا كريم وأبن كرام وسوف لن أتخلى عن غيرتي حتى الموت .. فسبح باتجاهها وهو يعلم جيدا أنه يسبح باتجاه حتفه ..
وأبت المرأة أن تتخلى عن سترها , وأبى عثمان أن يتخلى عن نخوته ..
فأحتضن عثمان الشاب السني .. أخته الشيعية وصارعها لينقذها ..
ولكن العباءة التفّت حولهما , وتعانقت الروحان وارتفعتا لبارئهما وهبط الجسدان تحت مياه الجسر المشترك لإمامي الضفتين ..
غرقا ولسان حالهما يقول .. ها نحن سوية في السراء وفي الضراء ..
نعيش سوية ونموت سوية ..
وعراقنا هو خيمتنا , ووحدتنا هي سترنا , ولن نتخل عنهما ماحيينا ..uelhk hgufd]d dyvr gdk[, hguvhr
المفضلات