بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . وبعد ..
فهذا تلخيص لدورة علمية كان قد ألقاها الشيخ محمد بن عبدالله الخضير في جامع الأميرة الجوهرة بحي التعاون في مدينة الرياض عام 1421هـ ، وكانت بعنوان كيف تشرح وتخرّج وتحكم على حديث مع التطبيق العملي.وهذا هو الجزء الأول وهو بعنوان:كيف تشرح حديثاً؟. وهذا أوان الشروع قي المقصود وما توكلنا إلا على الرب المعبود.
تنبيه/ تخريج الأحاديث يحتاج إلى دُربة . ويحتاج بعد التخريج إلى ترتيب وتركيب للأسانيد.
كيف تشرح حديثاً ؟
يمكن شرح الحديث بعد أن تقسّمه إلى ثلاثة أقسام رئيسية ( إجمالاً).
1/ الراوي الأعلى لهذا الحديث من الصحابي أو من دونه.
2/ لفظ رسول الله salla . (متن الحديث ).
3/ تخريج الحديث والحكم عليه.
كيف أصل إلى شرحه تفصيلاً ؟
أولاً: الراوي الأعلى:
يمكن أن يكون صحابياً او غير صحابي كالتابعي ومن بعده.
إذا كان صحابياً كيف أُعرّف بهذا الصحابي ؟
إذا أردت أن تعرّف بالصحابي تعريفاً تاماً فعليك أن تستعرض خمس نقاط مهمة في الصحابي:
1/ اسمه ونسبه بما يُميزه عن غيره .
2/ كُنيته.
3/ بعض فضائله ومناقبه.
4/ عدد أحاديثه عن رسول اللهsalla .
5/ وفاته زماناً ومكاناً.
تنبيه/ من الصحابة من هو كثير الحديث ومنهم من هو متوسط ومنهم من هو قليل الحديث.
فكيف نصوغ المادة العلمية لكل من هؤلاء:
المشهور أو المُكثر من الحديث: يجب أن أذكر اسمه ونسبه بما يُميزه عن غيره وعدد أحاديثه ووفاته زماناً ومكاناً ، وأما بالنسبة لفضائله فأقتصر على منقبتين أو ثلاث ، ويجب أن تكون هاتان المنقبتان مما له مِساس بالواقع . مثل: الحرص على طلب العلم أو في العبادة وغير ذلك .
وأما المتوسط : فأذكر كل ما ذُكر عنه.
وأما المُقل: فإني أحرص على التقصي وجمع كل ما كُتب عنه. وإذا لم أجد شيئاً فإني أنص على عدم وجود سَنة وفاته مثلاً أو كنيته مثلاً .. وهكذا.
كيف أصل إلى المعلومات؟
بالنسبة للكتب التي يمكن أن أصل عن طريقها إلى المعلومات عن الصحابي ، فهناك كتب تتصل بمزاياه الأربع . وهناك كتب مُختصة بعدد الأحاديث. فأولاً أذكر عدد أحاديثه ثم أرجع إلى الأربع لأنها مُتشعبة.
أما الكتب التي أُلفت في عدد أحاديث كل صحابي فأصلها وأهمها كتاب للإمام ابن حزم ، أسماه (أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد). والكتاب مطبوع.
العدد الذي يُطرح أمام كل صحابي ليس كل ما رَوى ـ بل هو عدد نسبي لما رواه في مسند بقي بن مخلد الأندلسي ، كما نص عليه السخاوي في فتح المغيث . وخُصَّ مسند بقي بن مخلد بهذا لسببين:
1. أن ابن حزم تكفّل بعد مرويات الصحابة في هذا المسند.
2. أن هذا المسند يُعتبر أعظم موسوعة في الإسلام.
ومسند بقي بن مخلد مفقود . وقد نقل المباركفوري في تحفة الأحوذي أنه موجود في مكتبة برلين بألمانيا.
أما ما يتصل بالأربع الأخرى ، فإن هناك ثلاث طرق تؤدي إلى معرفة هذا الصحابي:
الطريقة الأولى: هي معرفة الكتب المؤلفة في الصحابة خاصة. ككتاب الاستيعاب لابن عبدالبر ، وكتاب أسد الغابة لابن الأثير ، وكتاب تجريد الصحابة للذهبي ، وكتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر.
الطريقة الثانية: وهي معرفة الكتب المؤلفة في رجال الكتب الستة خاصة. لأنه يغلب أن هذا الصحابي خُرّج له في كتاب من الكتب الستة. أول هذه الكتب: الكمال في أسماء الرجال لعبدالغني بن عبدالواحد الجمّاعيلي المقدسي ت 600هـ . وله ميزتان:
1. أنه هو الأساس الذي بُنيت علي فكرة التأليف في رجال الكتب الستة.
أنه حنبلي المذهب. والكتاب لا يزال مخطوطاً وهو موجود في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ومن الكتب التي دارت في فلكه:
تهذيب الكمال للمزي ، وتذهيب تهذيب الكمال للذهبي ، والكاشف للذهبي ، وتهذيب التهذيب لابن حجر ، وتقريب التهذيب لابن حجر ، والخلاصة للخزرجي.
الطريقة الثالثة: معرفة الكتب المؤلفة في رجال السير عموماً . منها: سير أعلام النبلاء للذهبي ـ ومختصراته وتهذيباته ـ ، كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان ، وكتاب الوافي بالوفيات للصفدي ، وكتاب البداية والنهاية لابن كثير.
يتبع....
;dt javp p]deh
المفضلات