واجباتها
وعلى الأم التي تريد أن ترى من أبنائها قرة عين وذخيرة لها في مستقبلها أن تسهر على تربيتهم، وترعى سلوكهم، وتبث في نفوسهم النزعات الطيبة والمثل الكريمة، ونعرض فيما يلي لبعض المناهج التي ينبغي لها أن تطبّقها على واقع تربيتها:
1ـ تحبذ لهم كل سلوك طيب، وتلمسهم النتائج الشريفة التي تترتب على فعله، وتشجيعهم عليه بجميع طاقاتها.
2ـ أن تجنّبهم عن كل طريق إجرامي أو عادة سيئة، وتخوفهم من سلوك أي جهة لا تتفق مع العادات الدينية، والاجتماعية، وتدلل لهم على ما يترتب عليها من الضرر لهم، وللأسرة والمجتمع.
3ـ عليها أن تربى بناتها بالطهارة والعفة، وترشدهن إلى محاسن النساء الخالدات، وتحذرهن من الاستهتار وخلع الحجاب، وارتداء بعض الأزياء التي ترتديها الفتاة الغريبة التي لا تشعر بالعفة والكرامة... على الأم أن ترعى باهتمام أمر بنتها، فتراقبها، وتتفحّص شؤونها، حتى لا تتلوث بالأخلاق الفاسدة التي دهمت بلاد المسلمين، وغزت حياتهم الفكرية والعقائدية.
إن البنت أطوع لأمها من الولد، وأحرص منه على كسب رضائها وذلك لشدة حاجتها إليها، فعلى الأم أن تتعاهدها، وتصلح شأنها وتروّضها على إدارة المنزل وتشعرها بأعباء الحياة لتؤدي البنت في مستقبلها دوراً مشرقاً وتكون أمة طيبة لنشء آخرين.
4ـ أن لا تسرف في دلال أطفالها فإن لذلك من المضاعفات السيئة التي توجب تأخر التربية، وعدم قابلية الطفل في مستقبل حياته لتحمل مشاق الأمور ومصاعبها.
5ـ أن تشعر أبناءها بمقام أبيهم، ولزوم تعظيمه، واحترامه حتى يتسنى له القيام بتأديب من شذّ منهم، وإرغامه على السلوك الحسن.
6ـ على المرأة أن تجتنب المساءة مع زوجها، لأن ذلك يخلق جواً من البغضاء والكراهية بينهما، فيؤدي ذلك إلى اضطراب الطفل وشعوره بالمخاوف وخلق عقد نفسية عنده، وقد حث الإسلام المرأة على إرضاء زوجها وحرّم عليها إتيان ما يكره، فقد أثر عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: (أيما امرأة آذت زوجها بلسانها، لم يقبل الله منها صرفاً ولا عدلاً، ولا حسنة من عملها حتى تُرضيه..).
وقال (صلّى الله عليه وآله): (أيما امرأة لم ترفق بزوجها، وحملته على ما لا يقدر عليه، وما لا يطيق منها لم تقبل منها حسنة، وتلقى الله، وهو عليها غضبان).
وقال (صلّى الله عليه وآله): (لا تؤدّي المرأة حق الله عز وجل حتى تؤدي حق زوجها).
إن واجب المرأة المسلمة إرضاء زوجها، ومسايرته، والاندماج معه واجتنابها عن كل ما يزعجه حتى تتمكن هي وإياه من القيام بتربية أطفالهم تربية صحيحة.
7ـ إذا شذّ بعض أبنائها، وسلك غير الجادة فواجبها إخبار أبيه ليقوم بتأديبه، وحمله على السلوك القويم، وليس لها إخفاء ذلك وحجبه عنه لأن الولد يتشجع على ارتكاب الرذيلة والمنكر، كما أنه ليس لها أن تمانع زوجها وتدفعه عن القيام بتأديب أولاده لأن ذلك يؤدي إلى تمردهم وفساد تربيتهم.
8ـ أن تبعد أطفالها عن الشوارع فإنها لا تخلو من المغريات، ودوافع السلوك المضاد للمجتمع، فقد أصبحت تعجّ بالمنحرفين والمصابين بأخلاقهم الذين هم مصدر لتلويث الأطفال، وجرهم إلى حمأة الرذائل والموبقات.
9ـ أن تمنعهم من الأسباب التي تؤدي إلى سقوط العفة والطهارة، وانهيار الأخلاق والآداب كقراءة الكتب، والروايات الخلاعية، ومراودة دور السينما الخليعة، ودور الرقص وغيرها من الأمور المثيرة التي توجب السقوط في حضيض الدعارة والمجون، وتقضي على تماسك الشخصية وانهيار تكاملها وتفاعلها مع المجتمع.
10ـ أن تحافظ على العفة وحسن السلوك، ولا تتبرّج تبرج الجاهلية الأولى، ولا تخلع حجابها، وتكون محافظة في سيرتها على الآداب الإسلامية حتى تكون قدوة حسنة لأبنائها على التزام العفة والنجابة، والابتعاد عما يثير الشهوات ويفسد الأخلاق.
إن العلاقة الزوجية التي تسود فيها الأمانة هي التي تنشئ العواطف الغالية في الرجل ليؤمن إيماناً صحيحاً بأن أبناءه وزوجته مقدّمون على نفسه ومصلحته.. أما إذا زالت الأمانة فلا يشعر الرجل بغيرة على زوجته، ولا يجد باعثاً نفسياً على تربية أولاده، ولا اهتماماً بمستقبلهم، ولا يحفل بأن يعيشوا في كنفه وفي ذرى عطفه، وهذا هو البلاء العظيم الذي تمنى به الإنسانية، فإن من آثاره فساد النشء حيث لا يعرفون لهم أباً عطوفاً يشفق عليهم، ويقدمهم على نفسه، وبذلك تموت العواطف التي بموتها تموت الإنسانية.
هذه بعض الأمور التي ينبغي للأم مراعاتها، وتطبيقها على واقع حياتها الزوجية حتى يتسنى لها إنشاء جيل صالح
ودمتم بخير
المفضلات